المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توقير العلماء من سمات أهل السنة


ابو عبيد الله
08-05-2008, 02:15 AM
توقير العلماء من سمات أهل السنة
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/1.gif
فضل الله العلماء ورفع منزلتهم فقال سبحانه (يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات) وقال عزوجل (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يرفع بهذا العلم أقواما ويضع به آخرين ) رواه مسلم ،وقال صلى الله عليه وسلم (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير) رواه الترمذي.
والعلماء هم ورثة الأنبياء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به، فقد أخذ بحظ وافر) رواه أبوداود والترمذي.
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
العلماء الذين يجب توقيرهم هم حملة الشريعة الذين عرفوا بحسن القصد وصالح العمل وصحة المعتقد واتباع منهج السلف الصالح ،الذين بذلوا أعمارهم في طلب العلم ونشره وأوتوا حظا من الورع ،الذين شهدت لهم الأمة الخيار العدول بالإمامة والتبحر في الشريعة وصدر الناس عن رأيهم ، فهم الأئمة الكبار حقا وهم المعنيون بالإجلال إذا أطلق الكلام ،وكل من لديه علم ممن دونهم وُقِّرَ بحسب علمه وسيره على جادة العلماء .
قال الأوزاعي : الناس هم العلماء ومن سواهم فليس بشيء .
وقال الثوري : لو أن فقيها على رأس جبل لكان هو الجماعة.
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
وقد أمر الشرع بتوقيرهم وإجلالهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط) رواه أبوداود. وقال طاووس: إن من السنة توقير العالم .
وتوقير العلماء يكون بالدعاء لهم والثناء عليهم والسؤال عنهم وتفقد أحوالهم وزيارتهم والأخذ عنهم ونشر علمهم وفتاواهم وستر عيوبهم والذب عنهم ونصيحتهم ومؤازرتهم على البر والتقوى وتعظيم منزلتهم عند العامة والخاصة .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
وتوقير العلماء من سمات السلف الصالح ،فقد كان الصحابة يوقرون أكابرهم وفقهائهم ،وتلفى ذلك عنهم التابعون وأتباعهم وشاع هذا الخلق الكريم في زمان الأئمة المتبوعين مالك والشافعي والأوزاعي وأحمد وأبوثور وإسحاق وغيرهم . كان مجاهد من سودان مكة مولى لإبن عباس وكان ابن عمر يأخذ له الركاب ويسوي عليه ثيابه إذا ركب الدابة ، وصلى زيد ابن ثابت على جنازه ثم فربت له بغلة ليركبها فجاء ابن عباس فأخذ بركابه فقال له زيد خل عنك ياابن عم رسول الله فقال ابن عباس هكذا يفعل بالعلماء والكبراء ، وكان الإمام أحمد متكئا من علة فذكر عنده إبراهيم ابن طهمان فاستوى جالسا وقال :لا ينبغي أن نذكر الصالحين فنتكىء.
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
وإذا نشأ الصغار على توقير العلماء تأثروا بسمتهم واقتدوا بأثرهم وعظمت الشريعة في نفوسهم وصار عندهم ولاء عظيم للإسلام وأهله. فال الثوري: إن من نعمة الله على الفتى أن يوفقه لصاحب سنة .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
والعلماء هم الذين يحملون الشريعة وينطقون بالكتاب والسنة ويحمون بيضة الإسلام ويذودون عن حياضه ويبصرون الخلق بدينهم يعلمون الجاهل ويذكرون الناسي ويكشفون الفتنة ويرفعون الظلمة ويهتكون ستر أهل الضلالة ، ولولاهم بعد الله لاندرس الإسلام وذهبت شرائعه . روي في الأثر (إنما مثل العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء إذا رآها الناس اقتدوا بها وإذا عميت عليهم تحيروا) رواه أحمد. قال الحسن : لولا العلماء لصار الناس كالبهائم .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
وبتوقير العلماء تحفظ الشريعة وتنشر أحكامها ويكثر سواد أهل السنة ونجتمع الأمة وتأتلف كلمة المسلمين وتذهب شوكة أهل الفجور ويأتمر العامة بكلمة العلماء ويفيء المسلمون لدينهم عند نزول الفتن والأمور المدلهمة .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
والناس في هذا الباب على ثلاثة أقسام :
1- قسم جفوا العلماء وطعنوا فيهم وتركوا ما يجب عليهم من التوقير ، فهولاء فيهم شبه بالخوارج سفهاء الأحلام الذين يركبون الدين بالحماس والغيرة على غير وفق الشرع .
2- قسم وقروهم وغلوا فيهم حتى رفعوهم فوق منزلتهم فجعلوهم في منزلة الأنبياء المعصومين الذين يتعبد بقولهم وربما عبدوهم من دون الله ،فهولاء طائفة من أهل البدع كالرافضة والصوفية ومن نحى نحوهم .
3- قسم توسطوا فيهم فوقروهم وعظموهم ولم يغلوا فيهم واقتدوا بهم بما معهم من الحق واعتذروا عن خطأهم ، فهولاء هم أهل السنة المتبعين للسلف الصالح .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
ولا يلزم من توقير العالم متابعته في الخطأ البين والقول الشاذ بل يترك قوله ويناصح ولا تنتهك حرمته لحصول الهفوة منه فما من عالم إلا وله زلة ،وأهل العقل والإنصاف يسترون العيوب ويحفظون للعالم حرمته ومنزلته ويسرون في نصيحته ، وأهل الظلم والجهل يفرحون بزلة العالم ويطيرون بها ويهتكون ستره ويسعون لإسقاطه . ومن تابع العلم في زلته وتعصب له فقد أساء له وصار من أهل الرأي المذموم .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
وقد طعن بعض الناس هداهم الله في العلماء. شبها وجهالات ألقاها الشيطان عليهم وزينها لهم ، ناشئة عن الحسد أو سوء القصد أو قلة الفهم ، وقد اختلفت عباراتهم وهي تدور على معاني :
1- تارة يصفون العلماء "بأنهم علماء للسلطان يقبلون العطاء"
وهذه شبهة فاسدة لأن العلماء في هذا الأمر كالسلف يختلفون وليس مسلكهم واحد منهم من كان يدخل على السلطان ويقبل العطاء ومنهم من كان لا يرضى بذلك وهم الأكثر ، ومن دخل وأخذ فعل ما يعتقد جوازه وقام بالنصح وهو مباح على الصحيح وإنما الخلاف في الأفضل ، وقد كان الزهري مع جلالة قدره في العلم والعمل يقبل العطاء الكثير ولم يقدح ذلك في منزلته بل الناس عالة عليه في الحديث . وإنما يكون هذا مذموما إذا ترتب على الأخذ المداهنة والسكوت عن بيان الحق وتزيين الباطل .وعليه يحمل ماورد من ذم الشارع .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
2- وتارة يصفون العلماء "بأنهم أهل دنيا مشغولون بالتجارة وجمع المال"
وهذه جهالة لأن النصوص صريحة أيضا في جواز ذلك ، وقد كان جماعة من فقهاء الصحابة ومن بعدهم يتجرون بالمال . وإنما المذموم أن يترتب على ذلك الوقوع فيما حرم الله وتسهيل الشبهات والإنشغال عن التعليم وأبواب الخير ومداهنة أرباب الأموال. قال عبد الرحمن ابن أبزى: نعم العون على الدين اليسار.
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
3- وتارة يصفون العلماء "بأنهم لا يفقهون الواقع ولا يعيشون قضايا العصر"
وهذا من الإفتراء لأن العلماء لا يتكلمون في الأحوال إلا إذا أحاطوا بها وتصوروها بما يطابق الواقع ، وكلامهم مبني على الأدلة الشرعية والقواعد المرعية فهم راسخون لا يتزعزعون ولا تتغير مواقفهم ثابتون على تحقيق أصول الدين وشرائع الإسلام ومن تأمل في كلام العلماء في النوازل قديما وحديثا وجد أنه يدور في هذا الفلك ، وقد تبين للعقلاء أن كلام العلماء في الفتن والنوازل أقرب إلى الحق ومطابقة الواقع من غيرهم ممن يدعي معرفة الأحوال وليس أهلا لذلك .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
4- وتارة يصفون العلماء "بأنهم ساكتون عن بيان الحق متذرعين بالحكمة"
وهذا القول من الجهل بمكان لأن العلماء يحيطون بقواعد الشرع ويدركون المصالح والمفاسد ويوازنون بينها فيتكلمون إذا رأوا المصلحة في ذلك ويسكتون كذلك فكلامهم وسكوتهم حكمة ، فليس الكلام بصراحة دائما وإثارة الأمور وإلتزام الحديث في كل حدث عالمي دليلا على موافقة الشرع في الأمر والنهي ، وإنما موافقة الشرع في تحقيق المصلحة ودرء المفسدة وهذه هي الحكمة ، وهذا المعنى محفوظ في الكتاب والسنة وآثار السلف وتصرفات الأئمة .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
وبالجملة فإن العلماء يتفاوتون في باب الورع والزهد وقول الحق و نشر العلم وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ، وليس من الإنصاف مطالبة العالم بالكمال في كل شيء ، وكلما كان العالم أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة وأصون لنفسه كان أعظم في الإمامة وأرجى لقبول قوله عند الناس واقتدائهم به ، وكل ميسر لما خلق له .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
ولا خير في أمة لا توقر علمائها فالعلماء هم مرجع الأمة وبإسقاطهم ينتصر المنافقون وأعداء الإسلام وبإقصائهم يعلو شأن أهل البدعة ويستطير شرهم ، وإذا رأيت الرجل يغمز العلماء فلا ترج فيه خيرا واعلم أنه على شفا هلكة وسبيل بدعة .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
قال بعض السلف : من تكلم في الأمراء ذهبت دنياه ومن تكلم في العلماء ذهب دينه .
وقال أبو حزم : صار الناس في زماننا يعيب الرجل من هو فوقه في العلم ليرى الناس أنه ليس به حاجه إليه ، ولا يذكر من هو مثله، ويزهى على من هو دونه فذهب العلم وهلك الناس.
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/12.gif
منقول
صيد الفوائد

سيد
08-09-2008, 11:16 PM
http://www7.0zz0.com/2008/07/21/16/937163616.gif

ابو عبيد الله
08-10-2008, 01:32 AM
بارك الله فيك اخى الحبيب

وجزاك الله خيرا على المرور

أبوهمام الأثري
08-10-2008, 01:53 AM
جزاكم الله خيرا.

أم الزبير محمد الحسين
08-10-2008, 06:09 AM
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا

أم عمر
08-11-2008, 04:42 AM
جزاكم الله خيراً

أبو عمر الأزهري
08-12-2008, 08:30 AM
بارك الله فيك أخي الحبيب وجزاك خيرا ، ورزقنا وإياك معرفة حقوق أهل العلم والتأدب معهم بآداب العلم والطلب
الموضوع مثبت ، ثبتنا الله وإياك على الحق .

خادم الفاروق
08-12-2008, 11:32 AM
توقير العلماء من سمات أهل السنة
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/1.gif
فضل الله العلماء ورفع منزلتهم فقال سبحانه (يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات) وقال عزوجل (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يرفع بهذا العلم أقواما ويضع به آخرين ) رواه مسلم ،وقال صلى الله عليه وسلم (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير) رواه الترمذي.
والعلماء هم ورثة الأنبياء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به، فقد أخذ بحظ وافر) رواه أبوداود والترمذي.
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
العلماء الذين يجب توقيرهم هم حملة الشريعة الذين عرفوا بحسن القصد وصالح العمل وصحة المعتقد واتباع منهج السلف الصالح ،الذين بذلوا أعمارهم في طلب العلم ونشره وأوتوا حظا من الورع ،الذين شهدت لهم الأمة الخيار العدول بالإمامة والتبحر في الشريعة وصدر الناس عن رأيهم ، فهم الأئمة الكبار حقا وهم المعنيون بالإجلال إذا أطلق الكلام ،وكل من لديه علم ممن دونهم وُقِّرَ بحسب علمه وسيره على جادة العلماء .
قال الأوزاعي : الناس هم العلماء ومن سواهم فليس بشيء .
وقال الثوري : لو أن فقيها على رأس جبل لكان هو الجماعة.
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
وقد أمر الشرع بتوقيرهم وإجلالهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط) رواه أبوداود. وقال طاووس: إن من السنة توقير العالم .
وتوقير العلماء يكون بالدعاء لهم والثناء عليهم والسؤال عنهم وتفقد أحوالهم وزيارتهم والأخذ عنهم ونشر علمهم وفتاواهم وستر عيوبهم والذب عنهم ونصيحتهم ومؤازرتهم على البر والتقوى وتعظيم منزلتهم عند العامة والخاصة .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
وتوقير العلماء من سمات السلف الصالح ،فقد كان الصحابة يوقرون أكابرهم وفقهائهم ،وتلفى ذلك عنهم التابعون وأتباعهم وشاع هذا الخلق الكريم في زمان الأئمة المتبوعين مالك والشافعي والأوزاعي وأحمد وأبوثور وإسحاق وغيرهم . كان مجاهد من سودان مكة مولى لإبن عباس وكان ابن عمر يأخذ له الركاب ويسوي عليه ثيابه إذا ركب الدابة ، وصلى زيد ابن ثابت على جنازه ثم فربت له بغلة ليركبها فجاء ابن عباس فأخذ بركابه فقال له زيد خل عنك ياابن عم رسول الله فقال ابن عباس هكذا يفعل بالعلماء والكبراء ، وكان الإمام أحمد متكئا من علة فذكر عنده إبراهيم ابن طهمان فاستوى جالسا وقال :لا ينبغي أن نذكر الصالحين فنتكىء.
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
وإذا نشأ الصغار على توقير العلماء تأثروا بسمتهم واقتدوا بأثرهم وعظمت الشريعة في نفوسهم وصار عندهم ولاء عظيم للإسلام وأهله. فال الثوري: إن من نعمة الله على الفتى أن يوفقه لصاحب سنة .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
والعلماء هم الذين يحملون الشريعة وينطقون بالكتاب والسنة ويحمون بيضة الإسلام ويذودون عن حياضه ويبصرون الخلق بدينهم يعلمون الجاهل ويذكرون الناسي ويكشفون الفتنة ويرفعون الظلمة ويهتكون ستر أهل الضلالة ، ولولاهم بعد الله لاندرس الإسلام وذهبت شرائعه . روي في الأثر (إنما مثل العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء إذا رآها الناس اقتدوا بها وإذا عميت عليهم تحيروا) رواه أحمد. قال الحسن : لولا العلماء لصار الناس كالبهائم .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
وبتوقير العلماء تحفظ الشريعة وتنشر أحكامها ويكثر سواد أهل السنة ونجتمع الأمة وتأتلف كلمة المسلمين وتذهب شوكة أهل الفجور ويأتمر العامة بكلمة العلماء ويفيء المسلمون لدينهم عند نزول الفتن والأمور المدلهمة .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
والناس في هذا الباب على ثلاثة أقسام :
1- قسم جفوا العلماء وطعنوا فيهم وتركوا ما يجب عليهم من التوقير ، فهولاء فيهم شبه بالخوارج سفهاء الأحلام الذين يركبون الدين بالحماس والغيرة على غير وفق الشرع .
2- قسم وقروهم وغلوا فيهم حتى رفعوهم فوق منزلتهم فجعلوهم في منزلة الأنبياء المعصومين الذين يتعبد بقولهم وربما عبدوهم من دون الله ،فهولاء طائفة من أهل البدع كالرافضة والصوفية ومن نحى نحوهم .
3- قسم توسطوا فيهم فوقروهم وعظموهم ولم يغلوا فيهم واقتدوا بهم بما معهم من الحق واعتذروا عن خطأهم ، فهولاء هم أهل السنة المتبعين للسلف الصالح .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
ولا يلزم من توقير العالم متابعته في الخطأ البين والقول الشاذ بل يترك قوله ويناصح ولا تنتهك حرمته لحصول الهفوة منه فما من عالم إلا وله زلة ،وأهل العقل والإنصاف يسترون العيوب ويحفظون للعالم حرمته ومنزلته ويسرون في نصيحته ، وأهل الظلم والجهل يفرحون بزلة العالم ويطيرون بها ويهتكون ستره ويسعون لإسقاطه . ومن تابع العلم في زلته وتعصب له فقد أساء له وصار من أهل الرأي المذموم .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
وقد طعن بعض الناس هداهم الله في العلماء. شبها وجهالات ألقاها الشيطان عليهم وزينها لهم ، ناشئة عن الحسد أو سوء القصد أو قلة الفهم ، وقد اختلفت عباراتهم وهي تدور على معاني :
1- تارة يصفون العلماء "بأنهم علماء للسلطان يقبلون العطاء"
وهذه شبهة فاسدة لأن العلماء في هذا الأمر كالسلف يختلفون وليس مسلكهم واحد منهم من كان يدخل على السلطان ويقبل العطاء ومنهم من كان لا يرضى بذلك وهم الأكثر ، ومن دخل وأخذ فعل ما يعتقد جوازه وقام بالنصح وهو مباح على الصحيح وإنما الخلاف في الأفضل ، وقد كان الزهري مع جلالة قدره في العلم والعمل يقبل العطاء الكثير ولم يقدح ذلك في منزلته بل الناس عالة عليه في الحديث . وإنما يكون هذا مذموما إذا ترتب على الأخذ المداهنة والسكوت عن بيان الحق وتزيين الباطل .وعليه يحمل ماورد من ذم الشارع .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
2- وتارة يصفون العلماء "بأنهم أهل دنيا مشغولون بالتجارة وجمع المال"
وهذه جهالة لأن النصوص صريحة أيضا في جواز ذلك ، وقد كان جماعة من فقهاء الصحابة ومن بعدهم يتجرون بالمال . وإنما المذموم أن يترتب على ذلك الوقوع فيما حرم الله وتسهيل الشبهات والإنشغال عن التعليم وأبواب الخير ومداهنة أرباب الأموال. قال عبد الرحمن ابن أبزى: نعم العون على الدين اليسار.
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
3- وتارة يصفون العلماء "بأنهم لا يفقهون الواقع ولا يعيشون قضايا العصر"
وهذا من الإفتراء لأن العلماء لا يتكلمون في الأحوال إلا إذا أحاطوا بها وتصوروها بما يطابق الواقع ، وكلامهم مبني على الأدلة الشرعية والقواعد المرعية فهم راسخون لا يتزعزعون ولا تتغير مواقفهم ثابتون على تحقيق أصول الدين وشرائع الإسلام ومن تأمل في كلام العلماء في النوازل قديما وحديثا وجد أنه يدور في هذا الفلك ، وقد تبين للعقلاء أن كلام العلماء في الفتن والنوازل أقرب إلى الحق ومطابقة الواقع من غيرهم ممن يدعي معرفة الأحوال وليس أهلا لذلك .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
4- وتارة يصفون العلماء "بأنهم ساكتون عن بيان الحق متذرعين بالحكمة"
وهذا القول من الجهل بمكان لأن العلماء يحيطون بقواعد الشرع ويدركون المصالح والمفاسد ويوازنون بينها فيتكلمون إذا رأوا المصلحة في ذلك ويسكتون كذلك فكلامهم وسكوتهم حكمة ، فليس الكلام بصراحة دائما وإثارة الأمور وإلتزام الحديث في كل حدث عالمي دليلا على موافقة الشرع في الأمر والنهي ، وإنما موافقة الشرع في تحقيق المصلحة ودرء المفسدة وهذه هي الحكمة ، وهذا المعنى محفوظ في الكتاب والسنة وآثار السلف وتصرفات الأئمة .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
وبالجملة فإن العلماء يتفاوتون في باب الورع والزهد وقول الحق و نشر العلم وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ، وليس من الإنصاف مطالبة العالم بالكمال في كل شيء ، وكلما كان العالم أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة وأصون لنفسه كان أعظم في الإمامة وأرجى لقبول قوله عند الناس واقتدائهم به ، وكل ميسر لما خلق له .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
ولا خير في أمة لا توقر علمائها فالعلماء هم مرجع الأمة وبإسقاطهم ينتصر المنافقون وأعداء الإسلام وبإقصائهم يعلو شأن أهل البدعة ويستطير شرهم ، وإذا رأيت الرجل يغمز العلماء فلا ترج فيه خيرا واعلم أنه على شفا هلكة وسبيل بدعة .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/61.gif
قال بعض السلف : من تكلم في الأمراء ذهبت دنياه ومن تكلم في العلماء ذهب دينه .
وقال أبو حزم : صار الناس في زماننا يعيب الرجل من هو فوقه في العلم ليرى الناس أنه ليس به حاجه إليه ، ولا يذكر من هو مثله، ويزهى على من هو دونه فذهب العلم وهلك الناس.
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/12.gif
منقول
صيد الفوائد
بارك الله فيك على هذا الموضوع

ابو عبيد الله
08-13-2008, 01:24 AM
بارك الله فى مروركم العطر

بارك الله فى يمينك المباركه بأذن الله

تنسيق اكثر من رائع اخى الحبيب ابو عمر الاثرى ونسأل الله ان يجعله فى ميزان حسناتك وشاهد لك لا عليك

نسال الله الاخلاص فى القول والعمل

سقف العالم
08-26-2008, 02:50 AM
جهدٌ طيبٌ , جزاكِ اللهُ خيراً وبارك اللهُ فيكِ , وثقل موازينكِ


لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب العرش العظيم , لا إله إلا الله رب السموات , ورب الأرض , ورب العرش الكريم

ملك
08-26-2008, 08:23 PM
جزاكم الله خيرا ان شاء الله

هجرة إلى الله السلفية
08-31-2008, 05:14 AM
ماشاء الله
جزاك الله خيرا
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه

هجرة إلى الله السلفية
10-16-2008, 03:45 AM
للرفع

حسن درويش
05-06-2009, 09:44 AM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد فيقول الحبيب المصطفى «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا» رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني

أولاً توقير الوالدين

لقوله تعالى أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ لقمان ، وقوله تعالى وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا لقمان ، ولقوله تعالى وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا الإسراء
والجد مثل الوالد ؛ لقوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ يوسف
كذلك فإن العم مثل الوالد ؛ لقوله تعالى على لسان أولاد يعقوب عليه السلام قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ البقرة ، والمعلوم أن إسماعيل عليه السلام هو عم يعقوب عليه السلام، ولقوله «عم الرجل صنو أبيه» رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني
والخال مثل العم، وكذلك الأخ الأكبر ووالد الزوجة وزوج الأم وكل من له عليك حق حتى وإن كان أصغر منك سنًا، وبالمثل فإن الجدة مثل الأم، وكذلك الخالة ؛ لقوله «الخالة بمنزلة الأم» رواه البخاري
والعمة مثل الخالة، وكذلك الأخت الكبرى وزوجة الأب وزوجة الجد وأم الزوجة وكل من لها حق عليك وكلهن من المحارم


ثانيًا توقير كبار السن

حتى وإن كانوا أقل منك مالاً أو جاهًا أو علمًا؛ لعموم قوله «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا» رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني
ولقوله «كَبِّر كَبِّر» يعني الكبار أولاً متفق عليه
ولقوله «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم» رواه أبو داود وحسنه الألباني

ثالثًا توقير العلماء

حتى وإن كانوا أصغر منك سنًا أو أقل منك مالاً أو جاهًا ؛ لقوله تعالى قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ الزمر
ولقوله تعالى يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ المجادلة
ولقوله «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» متفق عليه
ولقوله «إن العلماء ورثة الأنبياء» رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني
ولعموم قوله «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه» رواه أبو داود وحسنه الألباني
يقول العلماء عليهم رحمة الله إن توقير العلماء هو توقير للشريعة التي يحملونها، ويدخل في عداد العلماء حملة كتاب الله تعالى وأئمة المساجد
يقول «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم» رواه الترمذي، وحسنه الألباني

رابعًا توقير الأمراء والرؤساء

لقوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ النساء
قال العلماء عليهم رحمة الله «أولو الأمر هم العلماء والأمراء والرؤساء»
ولعموم قوله «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط» رواه أبو داود وحسنه الألباني
ويدخل في هذا رئيسك في العمل، وقائدك في الجيش، وأستاذك في الدراسة، وما إلى ذلك حتى تستقيم الأمور، حتى وإن رأيت شيئًا تكرهه فإنك مخيرٌ بين إحدى ثلاث
النصح له ؛ لقوله «الدين النصيحة» قيل لمن ؟ قال «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» رواه مسلم
إذا لم تتيسر النصيحة أو إذا لم يستجب، فعليك بالصبر، ولك أجر الصابر، والله تعالى يقول إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ الزمر
إذا ضاقت بك السبل فما عليك إلا أن تلجأ إلى الله أن يفرج عنك
موقف أهل الغفلة من توقير غيرهم
ومما يؤسِفُ أن طلاب الدنيا في زماننا هذا تجردوا من المروءة، فتراهم لا يوقرون إلا من يرجون النفع منه أو يخافون بطشه، فإذا زال السبب انعدم التوقير، وهم بذلك غافلون ومخطئون لأن الله تعالى هو وحده الذي يملك النفع ويدفع الضر، يقول تعالى وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ يونس
ويقول تعالى مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ فاطر
ويقول العلماء عليهم رحمة الله لا يعرف الفضل لذوي الفضل إلا ذوو الفضل، ولكن هؤلاء الغافلين يُرضون من لهم عنده حاجة ولا يُرضون الله تعالى مع أن حاجتهم في الحقيقة عند الله وحده، وما الناس إلا جند من جنود الله يسخرهم لخدمة من يشاء من عباده أو لإنفاذ قضائه فيمن يشاء
نسأل الله العفو والعافية، في الدين والدنيا والآخرة وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

مها رشاد
05-06-2009, 04:29 PM
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا