المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نربى أبنائنا تربية إسلامية صحيحة ؟؟؟ /متجدد


ام احمد المصرية
07-29-2008, 01:11 AM
أحبتى الكرام فى هذا المنتدى الطيب
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

أما بعد، فمن منا لا يتمنى أن يتربى أولاده تربية صحيحة ليوصلهم إلى بر الأمان
من منا لا يحب أن يرى فلذات كبده فى أحسن حال خلقى ودينى
نفرح بأبنائنا ونتمنى أن يكونوا أفضل منا ونؤثرهم على أنفسنا بكل ما نحب ونشتهى
ولا نألو فى سبيل ذلك جهدا ولا وقتاً
فهل فكرنا يوماً أن ننمى ثقافتنا الخاصة بتربية الأبناء النفسية والإجتماعية والعقلية؟؟؟
هل بحثنا عن كيفية التعامل معهم فى مراحلهم العمرية المختلفة؟؟
هل درسنا مشاكلهم التى من الممكن أن يواجهونها ويحتاجون تصرفنا الحكيم فيها؟؟
هل تعلمنا كيف نوجههم بطريقة تؤتى ثمرتها المطلوبة دون أن يحدث بسببها زيادة عناد منهم أو تمادى فى الأخطاء؟
هل تألمنا من بعض الأخطاء التى وقعت من أباءنا وأمهاتنا فى تربيتنا نحن ونتمنى أن نتلافى تلك الأخطاء تماماً مع أبناءنا؟
هل نشعر بأن تربية الأبناء عملية صعبة ومعقدة لدرجة إحساسنا المستمر بالفشل حيالها أم أننا نستسهلها بحكم أنها عملية فطرية لدرجة التهاون بالتثقيف الواعى بشأنها؟

هل وهل وهل .... أسئلة كثيرة أحسبها تدور فى أذهان كل أم وأب كما تدور فى ذهنى الآن وفى كل وقت ... فهل هناك إجابات نموذجية لتلك الأسئلة؟؟
وهل هذه الإجابات بالفعل يسهل تطبيقها أم تراها مجرد حبر على ورق؟
فى هذا الموضوع بإذن الله نأمل أن نتعاون سوياً لأجل التوصل إلى قواعد وطرق أمثل لتنشئة الأبناء والتعامل مع أخطائهم ومشاكلهم من اليوم الأول من أعمارهم إلى ما شاء الله ...

إنها بالفعل مسئولية كبيرة ... وتحتاج إلى تحلى المربى بصفات عظيمة ... ونحن هنا نتمنى أن نقدم لكم معلومات نافعة ونصائح وأساليب عملية لحل المشكلات، فنرجو متابعتكن جميعاً ...

هذه مقدمة جعلتها بين يدى هذه السلسلة المتواضعة فى كيفية تربية الأبناء، و التى أسأل الله أن ينفعنا بها وإياكم ويجعلها فى ميزان حسناتنا يوم القيامة ...

أتمنى أن أرى مشاركاتكم وتفاعلكم معى ... شاركونى بإستفساراتكم ونصائحكم والمشاكل التى تواجهونها من خلال خبراتكم الشخصية ... وسأكون سعيدة جداً بالبحث معكم، وسأهتم بجميع التفصيلات بإذن الله ... ولى عودة لأبدأ معكم العمل فى هذه الحلقات، والتى أتمنى أن تخرج فى شكل جيد ومفيد لى ولكم جميعاً.

أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير، وأن يصلح ذرياتنا التى بها يعز الإسلام وينصر.
اللهم يسر لى أمرى وبارك لى فى زوجى، وولدى أحمد وأرزقنى إخوة له بفضلك وكرمك، وإجعلهم جميعاً وأبناء المسلمين من الذين يرفعون راية الإسلام فى كل المجالات.


:004111:

ام احمد المصرية
07-29-2008, 01:12 AM
وأتمنى أخواتى أن تحدثونى عن مواقف تعيشونها من خلال أطفالكن ... هل أنتِ أم للمرة الأولى؟ أم لازلت تحلمين بالأمومة؟
هل هناك مشكلات زوجية تؤثر على أبنائك؟
هل تتخوفى من الفشل فى التربية؟ هل طفلك مشاكس وعنيد؟ هل طفلك عصبى وتزعجك عصبيته؟
هل تركضين خلف أبنائك بالطعام وهم يرفضونه؟
هل لديك إبن كثير الحركة ولا يستقر فى مكان لمدة تزيد عن خمس ثوانى؟
هل تحاولى جهدك بالتثقيف الواعى عن عملية التربية؟
هل تستفيدين من خبرات الآخرين؟ أخبرينا بالفوائد من غير تردد.



سنحاول أولا أن نطرح التساؤلات حول المشكلات الخاصة بالحياة الزوجية والتى من شأنها إعاقة عملية التربية السليمة ... نريد الأراء ... بارك الله فيكن
فعند البحث حول مشاكل التربية فإنه بالفعل يلزمنا الوقوف على طبيعة الحياة الزوجية لتأثيرها المباشر على صحة الأبناء النفسية سلباً أو إيجاباً.
ولكن إسمحى لى بسؤال:
ماذا لو كانت هناك بالفعل مشكلات بين الزوجين قائمة، هل نفقد الأمل فى تربية أبناءنا أيضاً تربية سليمة أم ما عسانا أن نفعل؟


أحياناً نجد فتاة غير ملتزمة تتزوج من شاب مثلها لدرجته العلمية ووجاهته الإجتماعية، ثم بعد الزواج والإنجاب يحدث أن تلتزم الزوجة وتجد زوجها فى الإتجاه المعاكس تماما ... من ترك للصلاة والجلوس بالساعات أمام التلفاز لمتابعة الأفلام وهو لا يهتم بتعلم الدين ويضيع وقته فى تفاهات الحياه "نعوذ بالله من زوج كهذا"، وهى بالطبع تريد أن يتربى أبنائها تربية ترضى الله بعيداً عن مخالفات الزوج، فهل نتركها هكذا تفقد الأمل ويضيع أبنائها دون أن نقدم لها حلول لعلها تصلح الأمر بعض الشيئ؟؟؟

ثم هناك مشكلة أخرى بعد حسن الإختيار والإستخارة، ألا وهى كيف تتعاملى مع سلبيات زوجك الخلقية وتصرفاته معك ومع غيرك؟ هل ترين سلبيات زوجك بوضوح وتعرفينها تماماً ؟؟؟
وإن كانت إجابتك بنعم ... فهل ترين إيجابياته بنفس الوضوح وتذكرينها فى نفسك حتى فى أحلك الأوقات وأعنى أوقات الخصام والتشاحن؟

هل تعتقدى أنه بإمكانك إصلاح العيوب التى ترينها فى زوجك؟ وكم المدة التى تحتاجيها لتحقيق ذلك فى تقديرك؟

ماذا تفعلى إذا إختلفت مع زوجك فى رأى أو فعل؟ كيف تعبرى عن إختلافك معه ؟

هل يوجد إحترام متبادل بينكما؟ وهل يوجد إحترام من كلا الطرفين لأهله وأهل الطرف الآخر؟

هل لاتزال بالفعل مساحة من الخصوصية للزوج والزوجة على حدة أم يحق لكل منهما إقتحام خصوصيات الآخر بحجة الزوجية؟

وأخيراً: متى يفكر الزوجان بإنهاء العلاقة الزوجية؟ وهل الطلاق شر محض؟ وهل نستمر فى الحياة الزوجية رغم تعذر إصلاحها لأجل الأبناء؟

هل توجد بالفعل خريطة معينة يسير عليها الزوجين كالوصفة الطبية أو الجدول أم هى توجيهات عامة يتم تفصيلها بحسب حالة كل أسرة؟

هذه هى الإشكالات التى أحببت إيرادها على تعليق الأخت الكريمة ... وهى تساؤلات أطرحها كمدخل للحلقات الأولى عن "مشكلات الحياة الزوجية وتأثيرها على التربية السليمة" ... فإنتظرونى بإذن الله ولن أتأخر عليكن.



أخواتى الكريمات.
هيا ... نريد ان نبدأ الحلقات ... وإلى لقاء مع الحلقات الأولى والتى بعنوان "دعوة للتأمل ... لنبدأ من الأصل" ... فإلى لقاء بإذن الله تعالى.

ام احمد المصرية
07-29-2008, 01:14 AM
دعوة للتأمل ... لنبدأ من الأصل

الحمد لله رب العالمين
حمداً كثيراً مباركاً طيباً كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه
والصلاة والسلام على سيدنا محمد معلم البشرية ومنقذها من الضلال وقائدها إلى جنات النعيم

أما بعد، أحبتى فى الله:
قد تفكرت كيف أبدأ معكم هذا الموضوع، وأجد عندى كلام كثير أريد أن أقوله ولكنه بحاجة إلى ترتيب، إلى أن هدانى الله أن أبدأ معكم من أصل الموضوع، ثم نعرج على الفروع بإذن الله تعالى.

وكما هو معلوم ومشاهد لدينا أن التربية أمر كبير جداً لا يستهان به، وأنه ينبغى علينا بالفعل أن نحاول جاهدين لتحصيل العلم بشأن أساليبها وطرقها، والعوامل المؤثرة عليها، .... إلى غير ذلك.

ومعلوم أيضاً أن الإنسان عدو ما يجهل ... و أنه إذا تعامل مع شيئ يجهله فإنه يصعب عليه النجاح فى ذلك، بينما لو أتعب نفسه قليلا فى دراسته وفهم طبيعته لوجد راحة كبيرة فى التعامل بعدها.
وبذلك نكون قد وصلنا إلى القاعدة الأولى:

لن نستطيع إقامة علاقة زوجية سليمة وطيبة إلا من خلال معرفة كل طرف بطبيعة الطرف الآخر وتفهمه لطريقة تفكيره والتكوين النفسى له، كما لا نستطيع أيضاً تربية الأبناء وتوجيههم بطريقة سليمة إلا بعد إدراكنا لطبيعة تكوينهم النفسى وإحتياجاتهم فى كل مرحلة عمرية.

وهذا بالطبع كلام طيب ويبدو سهل للوهلة الأولى، ولكنه للأسف لا يدخل حيز التطبيق عندنا إلا من رحم ربى، ولهذا تجد اليوم نسب الطلاق المرتفعة والمشكلات الزوجية الرهيبة فى كل بيت تقريباً، وتمرد الأبناء وعنادهم المستمر، ثم تجد كل طرف يقول لك عن الآخر أنه معقد ولا أفهمه، أو أنه لا يفهمنى، مع أن الأمر يسير بإذن الله، فاللهم إنا نسألك العفو والعافية ...

نصل إلى السؤال الذى أتمنى أن نتمكن من إجابته وتطبيقه فى حياتنا حتى نحقق الفائدة المرجوة من هذا الموضوع، وهو:

هل حاولتِ أيها المرأة فهم طبيعة الرجل كرجل بغض النظر عن كونه الزوج؟
وأنت أيها الرجل هل تفهم فعلاً طبيعة المرأة أم أنك تتوهم ذلك؟
هل يصلح أن تكلم المرأة الرجل بلغة النساء؟ وهل يصح أن يخاطب الرجل المرأة بطريقة الرجال؟

إن فهم الطرف الآخر وفهم طريقة التعامل معه من شأنه تقليل المشكلات والخلافات الزوجية بطريقة ملحوظة ... وكوننا نجهل ذلك فإن الجهل هو ما يتسبب فى شعورنا بتعقد الأمور، ولكننا إذا فهمنا نفسية الطرف الآخر صار بإمكاننا إعطاؤه إحتياجه بسهولة ويسر، وكذلك إشباع إحتياجنا إليه بدون أدنى صعوبة بإذن الله.

هيا ...ليسأل كل منا نفسه: ماذا تعرف عن الطرف الآخر؟؟ وما مدى ثقافتك بهذا الأمر؟ ومن أين تستقى هذه الثقافة؟
تساؤلات أطرحها ... وأتمنى أن ييسر الله لى الإجابة عليها معكم فى هذا الموضوع.

وحتى نفهم جيداً، أطلب منكم أن نراجع سوياً أصل خلقة الرجل والمراة، من كلام ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، فهما المصدران اللذان أستقى منهما الأصول بإذن الله.

يقول تعالى: "ومن اياته ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون" سورة الروم (20)
ويقول: "خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها " سورة الزمر (6)

ويقول رسولنا الكريم: "إن المرأة خلقت من ضلع ، لن تستقيم لك على طريقة ، فإن استمتعت بها استمتعت بها و بها عوج ، و إن ذهبت تقيمها كسرتها ، وكسرها طلاقها" صحيح الجامع

فهل يخبرنا الوحى المطهر بهذه الأمور فى أصل الخلقة عبثاً؟ أم لنستفيد من ذلك معرفة كل طرف لطبيعة الطرف الآخر؟
إن المتأمل فى الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التى تتناول أصل خلقة آدم وحواء يستطيع بسهولة أن يدرك أن آدم خلقه الله من تراب، وأن الله قد خلق حواء من ضلع آدم ...
والحكمة من ذلك أن نتفهم طبيعة آدم (الرجل) وكذا طبيعة حواء (المرآة) ... فآدم مخلوق من تراب، وحواء خرجت من آدم.


دعونا نقول:
آدم عليه السلام لما كانت مادة خلقه من التراب فإن ذلك يعنى أن الصفات الموجودة في آدم صفات فيها نسبة كبيرة من التراب .. ومعلوم من صفات التراب القساوة والنشافة.
أما حواء كونها خرجت من آدم ومن التراب فمعناته فيها صفات من الانسان وصفات من التراب ...ولهذا المرأة في العلاقات الانسانية قد تكون أفضل من علاقات الرجل الانسانية.

لنعطى مثالاً لنفهم هذه المعادلة:
الرجل لو تعكرت العلاقة بينه وبين شخص آخر فلا تجد عنده مشكلة ..
بينما لو كانت المراة تعكرت علاقتها مع صديقتها تراها تتأزم نفسياً، و تسرح وتتوتر،وتفكر كثيراً .

فلهذا أحيانا عندما يكون بين الزوجين مشكلة والزوج مثلاً جرح الزوجه بكلمة أو أخطأ بحقها، ترى الرجل حينما يأتي وقت النوم يضع رأسه لينام ولكن لو نرى المرأة تضع رأسها على المخدة ولكنها تسهر طول الليل وأكثر من هذا وتظل تفكر وتفكر، وما تقوم إلا مع أذان الفجر ولم تغمض عينها !!
لماذا؟
لأن العلاقات الإنسانية مهمة بالنسبة لها بخلاف الرجل ...لدرجة أن تشعر الزوجه أحيانا ان زوجها حديد وما عنده شعور ...وطبعا هذا الكلام غير صحيح
الرجل عنده شعور،وعنده عاطفة وفيه الحب
ولكن طريقة تعبير الرجل تختلف عن طريقة تعبير المرأة

من هذا المنطلق لابد للمرأة أن تفهم كيف يعبر الرجل عن مشاعره ... فكونه مخلوق من تراب فمعناه أنه شديد وفيه قسوة، وهذا يناسبه ولا يلام عليه مثلما لا يلام على تكوينه العضلى المناسب لدوره فى الحياة ... فقد خلقه الله بهذه النفسية حتى يكدح ويسعى فى الأرض طلباً للرزق ... أما المرأة فإنها تعمل في مواطن التربية وفي البيت وفي العلاقات الإنسانية ... وبذلك يحصل التكامل بين دوريهما.

فماذا حدث؟ ولماذا كل هذه المشكلات التى نراها اليوم؟

نرى تفكك أسري كبير و نرى نسب الطلاق عالية لأن الادوار ضاعت للأسف ولم نعد نعرف ما دور الرجل وما دور المرأة ... ولو عدنا إلى أصل التكوين الجسدى والنفسى لكل منهما لأرحنا أنفسنا من عناء كبير ...

هناك قاعدة تقول: إن الجزء يحن لأصله ... فالرجل يحن إلى أصله (التراب) الذى يرمز للعمل والسعى والرزق والإنتاج ... وهو يحب أن يثبت نفسه بما ينتج، ويشعر بقيمته فى السعى والعمل.

والمرأة كذلك تحن دائماً إلى أصلها (آدم) ... فتراها تحب أن تثبت نفسها بإعتمادها على الرجل وبإخراج عاطفتها إليه، وهى دائما تستأنس برأيه وتحب منه أن يبدى رأيه التفصيلى فى كل ما يتعلق بها.

هذه القاعدة خطيرة جداً جداً ... وهى من أهم الأمور التى ينبغى على الزوجين أن يكونا على علم بها ... وأتمنى أن يتناقش الزوجان فى هذه القاعدة ويبدى كلاهما رأيه... فمن المهم جداً ان يكون هناك قناة للحوار بين الزوجين للإتفاق على مفاهيم مشتركة لتسهيل التعامل بينهما على أساسها

أيها الأزواج وأيتها الزوجات ... كونوا اذكياء فى التعامل مع بعضكما البعض.

أيتها الزوجة: إفهمى طبيعة زوجك كرجل، حتى تستطيعى دخول مملكته
وتفهمى اللغة التي يتكلم بها حتى يتفاعل معك الرجل ويتكلم ...

وأنت أيها الزوج: إفهم طبيعة زوجتك كإمرأة، حتى تريح نفسك وتريح زوجتك من عناء كبير، فهى تحب الإستئناس بك فإسمعها ولا تقاطعها
وتحب أن تخرج عاطفتها لك فساعدها على ذلك ولا تكبتها
وتحب أن تسمع كلماتك الحلوة فدرب نفسك على أن تسمعها إياها كلما أمكن

وسوف ترون الفرق فى النتيجة النهائية ... وهو بالتأكيد فى مصلحتكما ومصلحة الأبناء.




نكتفى بهذا القدر اليوم ... وإلى اللقاء فى الدرس القادم بإذن الله، والذى سيكون عنوانه: "الإختلافات الجوهرية والفرعية بين نفسية الرجل والمرأة"
ويسعدنى مشاركاتكن الفعالة بالتعليق على درس اليوم، الذى أسأل الله أن ينفعنا وإياكم به، وأن يجعله فى موازين حسناتنا بفضله وكرمه.




:004111:

أم مُعاذ
07-29-2008, 01:28 AM
ماشاء الله
بارك الله فيكِ اخيتي ونفع الله بكِ
اسأل الله جل وعلا ان يقر عيني بالذرية الصالحة

بتابيت
07-29-2008, 12:58 PM
شكراً على الموضوع

ام احمد المصرية
07-30-2008, 11:15 AM
ماشاء الله
بارك الله فيكِ اخيتي ونفع الله بكِ

اسأل الله جل وعلا ان يقر عيني بالذرية الصالحة


وفيك بارك الله أختى ونفع بكِ الإسلام والمسلمين
وأسأل الله أن يعطيكِ سؤلك بفضله وكرمه

ام احمد المصرية
07-30-2008, 11:17 AM
شكراً على الموضوع

الشكر موصول لمروركم ومتابعتكم الطيبة

:011:

أمّ يُوسُف
08-02-2008, 11:26 PM
موضوع مميّز أختي أم أحمد
بارك الله فيكِ و نتمنى تفاعلا من الأخوات


اسأل الله جل وعلا ان يقر عيني بالذرية الصالحة

اللهم آمين .. اللهم آمين .. اللهم آمين

ام احمد المصرية
08-02-2008, 11:44 PM
جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة

ولعله يكون هناك تفاعل أكبر عند مناقشة الأمثلة التطبيقية فى الحلقة القادمة بإذن الله تعالى

بارك الله فيكم جميعاً

ام احمد المصرية
08-02-2008, 11:46 PM
الفروق الجوهرية والفرعية



الحمد لله رب العالمين
حمداً كثيراً مباركاً طيباً كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه
والصلاة والسلام على سيدنا محمد معلم البشرية ومنقذها من الضلال وقائدها إلى جنات النعيم

أما بعد، أحبتى فى الله:
تكلمنا فى الحلقة السابقة عن أصل خلق آدم وحواء، وضرورة فهم الإختلاف بينهما فى أصل الخلق، وأن ذلك مما يساعدنا فى تجنب الكثير من الخلافات الزوجية والتى تؤثر سلباً على صحة العلاقات الأسرية وتنعكس على تربية الأبناء أيضاً.
ونحن نعرج اليوم بشيئ من التفصيل على الإختلافات الجوهرية بين الرجل والمرأة، والتى نستفيدها من الأصل السابق شرحه ... فالله المستعان.

"إن الاختلاف والتعددية سنة كونية وفهمها يذهب الخلافات الزوجية"
حقيقة يغفل الكثيرون عنها أن الله عز وجل وضع الاختلاف بين البشر كسنة كونية وظاهرة صحية كما قال الله عز وجل:
"{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} (هود:119).

وقد أثبتت دراسة لاثنين من الباحثين في جامعة هارفارد في عام 2003م أثبتوا بالدراسة العلميّة أنه لا يوجد وجه شبه ما بين الرجل و المرأة _حتى قالوا كلام عجيب جداً_ قالوا:
"الرجال مختلفون عن النساء و هم لا يتساوون إلا في عضويتهم المشتركة في الجنس البشري والإدعاء أنهم متماثلون في القدرات أو المهارات أو السلوك يعني أننا نقوم ببناء مجتمع يرتكز على كذبة بيولوجية و علميّة".
هذا ليس كلام شخص مسلم! أو شخص واقف ضد النساء كما يدّعي البعض! هذا كلام باحثين أمريكيين غير مسلمين، بدراسة علميّة أثبتوا هذه الحقيقة التى تؤيد شرعنا المطهر.

يقول ربنا تبارك وتعالى: "وليس الذكر كالأنثى"
تأملوا هذه الحقيقة القرآنية العظيمة ... لو نعلمها حق العلم لإسترحنا من مشكلات كثيرة وخلافات لا داعى لها ... ولشعرنا بالسعادة الحقيقية من خلال حياتنا الزوجية والأسرية.


فماذا يحدث بعد الزواج؟
إن ما يحدث فى السنة الأولى من الزواج أن كلا الزوجين يفاجأ بإختلاف كبير بينه وبين شريكه وذلك لأنه لم يتم التعرف بشكل مفصل عن طبيعة كلا من الرجل والمرأة قبل ذلك-إلا من رحم ربى- تماما كما وصفه الكاتب الانجليزى جون جراى فى كتابه "رجال من المريخ ونساء من الزهرة"، هذا هو الوصف الذى أراد به الكاتب أن يوضح أن شخصية الرجل تختلف تماما عن شخصية المرأة ولابد من إدراك ذلك وأن يتم التعامل بينهما باستيعاب هذا الأمر... وهذا أساس عظيم فى فهم نفسية الزوج والزوجة.
يقول الكاتب فى هذا الكتاب الذى أنصحكم بقراءته:
(ينسى الرجل والمرأة أنهما متفاوتان،فيظهر الاختلاف بينهما، غالبا ما نتعامل بقسوة وغضب مع الجنس المخالف وننتظر منه أن يكون مثلنا، يتقبل ما نتقبله، يرضى برضانا ويغضبه ما يغضبنا. الرجل والمرأة كلاهما يتصور – خطأ – إن شريك الحياة عندما يحبنا يجب أن يتوحد معنا في السلوك ويتصرف مثلما نتصرف.
الرجل ينتظر من المرأة أن تفكر مثله وتعيش مثله،والمرأة تنتظر من الرجل أن ينظر إلى الأمور بمنظارها)

أحيانا يدرك الرجل الاختلاف الملحوظ وهو الاختلاف البيولوجى والنفسى فتجد الزوج مثلا يدرك ان زوجته فى فترة الطمث تعانى من بعض الالام والتغيرات النفسية فيكون عونا لها فى هذه الفترة، وأيضا يتفهم الزوج أن الاشهر الأولى من الحمل تعانى فيها زوجته من تغيرات هرمونية الأمر الذى يجعل تصرفاتها مريبة وعجيبة إذا ما قورنت بتصرفاتها الطبيعة، ولكن المشكلة تتعدى ذلك كله فكما ذكرنا أن مثل هذه الفروقات كثيرون جدا يدركوها أما الأصعب من ذلك هو ما لا يدركه البعض ويكون هو أساس انقطاع الحوار أو نسفه من الأساس.

فالرجل ليس ظالما كما تدعي المرأة، كما إن المرأة ليست مخلوقا ضعيفا لا يستحق التقدير كما يدعي الرجل، إنما هو سوء فهم وقصور في درك الحقائق

وسأحاول فى هذه الحلقة تناول بعض الفروقات الجوهرية التى تساعدنا فى الفهم الصحيح لطبيعة الرجل والمرأة، ثم نكملها فى الحلقة القادمة بمشيئة الله.



الفرق الأول: كيف يفكر الرجل وكيف تفكر المرأة؟
الرجل يستخدم الجانب الايسر من مخه بشكل أكبر بينما المرأة تستخدم الجانب الايمن بشكل أكبر.

ما معنى هذا الكلام؟
من صفات الجانب الايسر الارقام والمنطق والتحليل والترتيب، و من الخدمات الي يقدمها القرارات والتخطيط والإنجاز، والتى نلاحظ تميز الرجل بها بوجه عام.
أما الجانب الايمن فمسئول عن العاطفة، والخيال والابعاد والابداع والتناسق والذوق والالحان،والقدرة اللغوية والمشاعر، والتى نلاحظ أنها عند المراة أكثر من الرجل.

ولا يمنع هذا الكلام إمكانية أن يتدرب أحد الطرفين ويمتلك بعض المهارات الخاصة بالطرف الأخر بحيث يستطيع العمل على النظامين.

ما فائدة معرفتنا بهذا الفرق فى علاقاتنا الأسرية؟
هذا الفرق طبعاً سيتوقف عليه اختلافات كثيرة جداً أثناء الحوار و المناقشة.
لو أن الزوج فاهم لنفسية الزوجة وفاهم لطريقة تفكيرها، ما صارت عنده مشكلة، وكيف أن المرأة لما تتكلم معه فى موضوع معناه أنها جالسة تسولف، أو تخرج ما بخاطرها،وأحيانا قاعدة تدلل بكلامها معه حتى ترى معزتها الخاصة عنده، وليس بالضرورة أنها تتكلم لأجل إتخاذ قرار .

بالمقابل لو أن الزوجة فاهمة طريقة تفكير الرجل، وكيف إن كل موضوع وكل قصة لما يسمعه يحلله ويخطط له وبعدها يرسمه ثم بعد ذلك يتخذ القرار .
فالرجل إذا أراد أن يتخذ قرار لا يتكلم .
ترينه يسكت ويسمع ويسمع ويسمع، ومن ثم تتفاجأ الزوجة بأن الزوج قد اتخذ قرار ... لماذا؟
لأن الرجل يختلف عن المراة في إنه لا يتكلم بكل ما في قلبه أو نفسه، حيث أن طريقة تفكيرها تعتمد على التعبير عن مشاعرها بالكلام ... لدرجة أن هناك دراسات لطيفة تقول بأن النساء تتكلم أكثر من الرجال بمقدار الضعف فى المتوسط، وهذا يرجع لهذا الفرق أيضاً.

كما أثبتت الدراسات وجود صمام بين المخ الأيمن والأيسر، وهو يتيح الإنتقال بين المهارات التى يتيحها كل فص من فصى المخ، وهذا الصمام أيضاً يختلف فى الرجل عنه فى المرأة.

مثال تطبيقى:
جلست الزوجة س تتكلم مع زوجها وهما يتناولان الشاى، وهى تحكى له موضوع ما ، ولكن زوجها كان يلتزم الصمت، ويقلب الجريدة، ثم وجدته يقاطعها قبل أن تكمل حوارها ليقول لها: هذه المشكلة حلها سهل ... تسوى كذا وكذا، فتضايقت الزوجة جداً لمقاطعتها بهذه الطريقة، وحدثت مشاحنة بينهما، وتركته وذهبت تباشر أعمالها ... ما تحليلك لهذا الموقف؟ وبماذا ننصح الزوج والزوجة؟




الفرق الثانى: ما أكثر شيئ يخيف الرجل؟ وما أكثر ما يخيف المرأة؟
إن الفشل هو خوف الرجل الأول،بينما الرفض هو خوف المرأة الأول.

ما معنى هذا الكلام؟
الفشل خوف الرجل الأول: الرجل لا يريد أن يكون فاشل في أسرته، و لهذا عندما تبكي المرأة و تشعر بمشكلة، هنا الرجل ينهار قليلاً، لمــاذا؟ لأنه يشعر أنه فشل في إسعاد الزوجة..الرجل يريد أن يكون ناجح..يريد أن تكون أعماله في البيت ناجحة..وأنه يحقق السعادة لزوجته.
في المقابل المرأة ماذا تريد أن تكون؟
تريد أن تكون مقبولة..غير مرفوضة.

ما فائدة معرفتنا بهذا الفرق فى علاقاتنا الأسرية؟
الرجل عندما يُمدَح، يُمدّح في مسائل إنجازاته..يعني مثلاً الرجل لا يحب المرأة كثيراً تقول له: "انت حلو" "انت جميل" "ثوبك حلو" "بدلتك حلوة" "عيونك جميلة"..هذه الكلمات بالنسبة للرجل ليست ذات قيمة..هذه الكلمات تصلح للمرأة..فالمرأة التى تُريد أن تمدح رجل و تثني عليه، تثني على إنجازاته: "نحن من دونك ما نسوى شئ" "الله يخليك لنا ذخرا إن شاء الله" "دخلتك تسوى الدنيا علينا"..الكلمات هذه تدل على أننا "نحن ما نستغني عنك" و "أنت حققت لنا ما نحن نريد" فلازم المرأة تُشعر الرجل بأهميته..أنه مهم. و الرجل في المقابل يُشعر المرأة بالقرب و الحب..لأن المرأة تخشى من الرفض.
فمعنى هذا أن الرجل عندما يريد أن يمدح المرأة، يمدحها في ذاتها..في حبه لها..في "انت قريبة من قلبي" في "إني ما أستغني عنك" هذه الكلمات كلها تدغدغ مشاعر الزوجة.

مثال تطبيقى:
كانت الزوجة ص مكتئبة جداً ومهمومة لأن زوجها لم يسمعها كلام حب منذ ما يزيد عن الشهر، وأخذت تفكر فى أنهما لم يكملا السنة الأولى من زواجهما، ولاحظ الزوج تغيرها فسألها: ما لك؟ فقالت له ما دار بخاطرها، فوجدته يقول لها: هل قصرت معك يوماً فى الطلبات؟ هل ينقصك شيئ؟ أنا أفعل كل ذلك لأجل من؟ أنت غريبة فى تفكيرك ... فزاد الأمر سوءاً وإزدادت المرأة غماً بهذا الكلام ... فما تحليلك لهذا الموقف؟ وبماذا تنصح الزوج والزوجة فى هذا الموقف؟



الفرق الثالث: كيف ينظر الرجل إلى الأمور؟ وكيف تنظر المرأة إليها؟
إن الرجل ينظر إلى الصورة بشكل كامل بينما المراة تنظر إلى تفاصيلها
فالمرأة تحب التفاصيل أما الرجل فيكفيه النظرة العامة.

ما فائدة معرفتنا بهذا الفرق فى علاقاتنا الأسرية؟
إذا دخل الزوج على زوجته ورآها متزينه له، فينبغى عليه أن يمدحها ويثني على ملابسها وعطرها، ويدخل في التفاصيل حتى في الذهب الذى تتحلى به حتى الطوق الذى تضعه على شعرها
وإذا وجد الغرفة مرتبة ترتيب بطريقة جديدة يمدح الترتيب ويقول لها مثلاً: كان بخاطري من زمان ...المراة تحب تسمع، و يشبعها أن يتكلم زوجها معها وبالتالي لما يكون الزوج
كله مشغول، وناشف لدرجة إنه لا يتكلم عن هذه الأمور بالتالي تتأثر نفسية المرأة و نكتشف إن الحياة الزوجية بعد 15 سنة صار فيها فتور، وأن العلاقة بين الزوجين باردة ... لماذا؟
لأن الزوج معرض عن زوجته والزوجة معرضه عن زوجها بخصوص موضوع النظر
وفى نفس الوقت ينبغى على المرأة أن تعلم أنها زوجها يلاحظ التغير ويشعر به ولكنه كثيراً لا يعنيه الكلام عنه بالتفاصيل، وكونه لا يتكلم فليس معنى ذلك أنه لم يتأثر.

مثال تطبيقى:
جلست الزوجة م تفكر فى حياتها مع زوجها و تبكى لما وصلت إليه، وقد ضاقت ذرعاً بإبتعاد زوجها عنها وهجره لها، فهو لم يقربها من أكثر من 3 اشهر ... لدرجة أنها تفكر جدياً فى طلب الطلاق لشعورها بعدم مبالاة الزوج.
نتخيل أننا سألنا الزوج عن السبب فيقول: تزوجتها منذ 5 سنوات، وما تزينت لى إلا 3 مرات ... تخيلوا.
فنرجع نسأل الزوجة فتقول: ولماذا أتزين؟ وهو لا يعبأ بى أساساً، فسواء تزينت أم لم أتزين نفس النتيجة ... عمره ما مدحنى ولا علق على ملابسى أو زينتى، وأنا أشعر بالإحباط الشديد لذلك.
فنرجع للزوج فيقول: هى تزينت وتعطرت لى وأنا أسعدنى ذلك وأمتعنى ... فلماذا أتكلم إذن ؟؟
ما تحليلك لهذه المشكلة؟ وبماذا تنصح الزوج والزوجة لإصلاح العلاقة؟ وكيف تشجع الزوجة زوجها على الكلام فى التفاصيل التى تحب سماعها منه؟




أحبتى فى الله:
نكتفى بهذا القدر اليوم ... ونستكمل بقية الفروق الجوهرية فى الحلقة القادمة فتابعونا.
أتمنى أن تفكروا فى الأمثلة التطبيقية، وتقدموا تحليلكم لهذه المواقف ونصائحكم بشأنها فهى مواقف كثيرة التكرار فى الحياة الأسرية ... نتمنى أن يساعدكم فهم الفروقات الجوهرية فى تحليل هذه المواقف وحلها بإذن الله ... بارك الله فيكم، ونفعنا وإياكم بهذا الفهم.

صاحبة القلادة
08-03-2008, 11:13 AM
جزاكم الله خير

ام احمد المصرية
08-03-2008, 11:45 AM
وإياكم جزاكم الله خيراً

أتمنى أن أرى أراء الإخوات فى الأمثلة التطبيقية التى أوردتها بمشاركتى السابقة

بارك الله فيكم جميعاً