المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ::: دورة الاستعداد لرمضان ::: اركـــــــــب معنا


أم حبيبة السلفية
07-26-2008, 12:10 PM
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/1651is8.gif


أركب معنا_1 (بسم الله مجراها)
للحفظ صوت

http://www.yaqob.com/site/docs/new_images/rm.jpg (http://www.yaqob.com/site/docs/sharayet_madrsa.php?action=downloadrm&id=645&book_id=21) http://www.yaqob.com/site/docs/new_images/mp3.jpg (http://www.yaqob.com/site/docs/sharayet_madrsa.php?action=downloadmp3&id=645&book_id=21)

للحفظ فيديو
http://www.yaqob.com/site/docs/new_images/rm.jpg (http://www.yaqob.com/site/docs/sharayet_madrsa.php?action=downloadvediorm&id=645&book_id=21) http://www.yaqob.com/site/docs/new_images/3gp.jpg (http://www.yaqob.com/site/docs/sharayet_madrsa.php?action=downloadvedio3gp&id=645&book_id=21)

وررد
http://www.yaqob.com/site/docs/new_images/word.gif (http://www.yaqob.com/site/docs/sharayet_madrsa.php?action=downloaddoc&id=645&book_id=21)

http://smiles.al-wed.com/smiles/60/1158968483.gif


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمدَ لله أحمدُه تعالى, وأستعينه, وأستغفره, وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.
اللهم صلِ على محمد وعلى آلِ محمد, كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد, اللهم بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمد, كما باركت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }آل عمران- آية:102.
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }النساء- آية:1.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) }الأحزاب.
أما بعد،
فإن أصدقَ الحديث كلامُ الله تعالى, وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة, وكل بدعةٍ ضلالة, وكل ضلالةٍ في النار.
ثم أما بعد,
فإخوتي في الله..
إخوتي المسلمون في أنحاء العالم... إخوتي المسلمون.. أخواتي المسلمات..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

هنا موقع الربانية, ومن مدرسة الربانية في موقع الربانية, دوراتٌ تدريبية.

أخوتي

أنا أحبكم في الله

لعله هذه أول مرة نلتقي فيها مباشرةً حياً, على هذا الموقع أسأل الله أن يجعله مباركاً.

"اللهم أجعل عملنا كله صالحًا, واجعله لوجهك خالصاً, ولا تجعل فيه لأحدٍ غيرك شيئًا"

في أول خميسٍ من شهر رجب في عام 1428هـ , وفي أول ساعات الصباح الأولى من هذا الخميس, وفي بدايةٍ جديدةٍ لهذا البث, هذا حداءً ونداء

"اركـــــــــــب معنــا"

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحبُ السفر صُبح الخميس, وهذا سفر. سفرنا إلى الدار الآخرة, ويحتاج إلى سفينة؛ تواجه هذه الطوفانات في زماننا. إذا كان نوح علية السلام نادى ابنه في طوفانٍ يُغرق فتَهلِك بسببه الأجساد. ها أنا ذا إخوتاه أناديكم من وسط طوفانات الفتن, اركب معنا.

اركب معنا... ولا تكن من الهالكين.

اركب معنا... ولا تكن من الخاسرين.

اركب معنا... ولا تكن من المذنبين.

اركب ... اركــــــــــب معنـــــــا

كثيرًا قال سلفُنا: السُنّة سفينة نوح, والطـوفانات متعددة (طـوفان الذنوب, وطـوفان العيوب, وطـوفـان الغفلة, وطوفـان الهموم, وطوفـان الشهوات, وطـوفان المشاكل, وطـوفان المشاغل,... موجاتٌ متتابعات).

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "ستكون فتنٌ كموج البحر, يتبع بعضها بعضًا, تأتي فتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي, ثم تنكشف. ثم تأتي فتنة فيقول المؤمن هذه ..هذه".أخرجه مسلم.

"اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن."

في هذه الأيام, أيام البحر..., أيام المصايف..., أيام الرحلات البحرية..., أيام النزهات النهرية..., أيام سيارات البحر, ودراجات البحر..., أيام الغرقان في اليم.

أحببتُ أن أجهزكم لرحلة في هذه الأمواج,

إن كنت من عشّاق النجاة... فاركـــب معنا.

إن كنت من هواة الوصول... اركـــب معنا.

إن كنت تبحث عن جنةِ الأرض... فاركـــب معنا.

إن شقّ عليك في هذه الأيام حرّ الصيف, وعرقُه... اركب معنا.

إن كنت تبحث عن الأمـــــــان... اركـــب معنا.

هيــــا... اركب معنا.

إنه نداء أوجهه إلى كل العالمين .... اركــــــب معنا.

سفينة نوح علية السلام حمل فيها من القطط والكلاب والفئران وسائر الحيوانات, إلى جانبِ مؤمنينَ ستة, كما قيل في بعض التفاسير. فلو لكَ نفسُ كلبٍ حتى (اعذُرني) اركــــب, وتعال لنتطهر.

في بداية شهر رجب الأصم, شهر التخلية, قال ربنا جل جلاله: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }التوبة- آية:36.

"اللهم إنا نعوذ بك من الظلم وأهله, اللهم نجنا من ظلمات النفوس, ونجنا من ظلماتِ القلوب, ونجنا من ظلماتِ الفتن, ونجنا من ظلماتِ الجهل, ونجنا من ظلماتِ الأذى, ونجنا من ظلماتِ الباطل, ونجنا من ظلماتِ الفتن, ونجنا من ظلماتِ الباطل, ونجنا من ظلماتِ القبور, ونجنا من ظلمات القيامة, ونجنا من ظلمات الصراط , اللهم هب لنا نوراً من نورك يا نور السماوات والأرض".

إخوتي..

هيــا, ننطلقُ في هذه الرحلة.

آلا يا غافلاً يحصى عليه من العمل الصغيرةُ والكبيرة, يُصاح به وينذَر كل يومٍ وقد أنسته غفلته مصيره, تأهب للرحيل.. فقد تدانى , وأنذَرك الرحيل أخٌ وجيرة, وأنت رخي بالٍ في غرورٍ كأن لم تقترف فيها صغيرة, وكم ذنبًا أتيت على بصيرة, وعيناك بالذي تأتي قريرة, تُحاذر أن تراك هناك عينٌ وإنَّ عليك للعينَ البصيرة, وكم حاولت من أمرٍ عظيمٍ, مُنعت برحمةٍ منه وخيرة, وكم من مَدخلٍ لو مِت فيه لكُنت بهِ نكالاً في العشيرة, وقيت السوء والمكروه فيه ورُحتَ بنعمةٍ فيه ستيره, وكم من نعمة لله تمسي وتصبح لست تعرفها... كثيــــــــــرة.


إخوتي..

هيا ننطلق, لنسير في هذه الرحلة, وتعالوا نفتتحها ببركات كلمة الله, قال جلّ جلاله:
{ وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (39) حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) } هود.

هنـــــــــــا... وقفـــة.

الأمان ليس في الجبال, العِصمَة ليست بيدي البشر.

{ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ }هود- آية:43.
عندما نتأمل هذه الآيات, في البداية نداء سيدنا نوح لابنه:{ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا} هود- آية:42.

يا أخوة ...

الرسم العثماني للمصحف, الكتابة نفسها, الخط نفسه, كتابة الكلمة نفسها, الكلمة, لها أسرار. سبحان الملك!, هذه أقدار, وأحكام التجويد فيها أسرار,{ ارْكَمَّعَنَا }إدغام الباء في الميم كأنها تقول التصق فينا, لنصبح شيء واحد.

{ ارْكَمَّعَنَا }إشارة إلى السرعة؛ حذف حرف.

{ ارْكَمَّعَنَا }إلحق نفسك.

{ ارْكَمَّعَنَا } أصبحت الركوب ونحن شيء واحد.

{ ارْكَمَّعَنَا } أسرار..., وهذا هو نداءُنا, اركب .. اركـــب معنا.

وانظر إلى النداء { وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ }, الولد كان منعزل وسبحان الملك, أن تمر السفينة والأمواج ترفعها, وهي تجري بهم في موج كالجبال, أنها تمر على هذا المعزل. ممكن شخص ممن يقلب في صفحات الإنترنت الآن هو معنا من غير أن يقصد, ربنا أكرمه وكان في معزل , ومررنا به نقول له "اركـــب معنا" الآن, ممكن إنسان يتصفح وظهرت له صفحتنا بشكل خطأ, أو أرسلت له دعوة, فنقول له: "اركــــب معنا" , هيا , وأدرك نفسك.

الأمان ليس في الجبال التي يتوهمها الناس.. ,جبال الأموال.. , ولا جبال المعارف.., ولا جبال القوة والصحة... , ولا جبال الأولاد والعشيرة..., ولا جبال السلطة... , ولا جبال أي شيء. الأمان كل الأمان في التوحيد { وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } الأنعام- آية:81

سبحان الله العظيم, ربنا أثنى على سيدنا إبراهيم في هذه المناظرة بالعلم. سبحان الله العظيم, { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } الأنعام- آية:83, هذا دليل رفع ربنا له الدرجات. الشاهد أن سيدنا إبراهيم يقول لهم "هذه الجملة أريدك أن تحفظها , لا تنساها أبدًا":{ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا } الأنعام- آية:81.

سبحان الله العظيم, كيف أخاف الذي أنتم تشركون فيه, وأنتم لا تخافون أنكم أشركتم بالله العظيم, { وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } الأنعام- آية:81.








أحبتي في الله...

أيها السائرون إلى الله... , أيها الكادحون...

إني أكلم في هذا الصباح أناسًا أصبحوا أول ما أصبحوا يومهم, وميكائيل يكتب الأرزاق, بأن رزقوا هذه الموعظة, درسًا بعد الفجر.

حبيبي في الله...

تعال لندخل الموضوع, وهو التمهيد لدخول رمضان.

كم رمضان مرَّ عليك وأنت ملتزم؟؟, وأنت متدين؟؟

وأنت ملتحي؟؟ وأنتِ منتقبة؟؟,

وأنتَ تائب؟؟ وأنتِ تائبة؟؟

كم رمضان؟؟.

كيف كان ذلك الشهر في كل تلك الأعوام؟؟,

بل ...كيف كان أثر هذا الشهر بعد إنقضائة كل عام؟؟

أريد أن أسألك :

هل أعتقت رقبتك من النار؟!

ستقول: والله لست أدري. وأنا أقول لك أني أعرف الإجابة, لم تعتق رقبتك من النار بعد.

ستقول: كيف ذلك يا عم الشيخ؟!!, فأقول لك: أن حالك هذا لا يدل على أنّ هذا حال شخص أُعتِقَت رقبته من النار, أي أنه أصبح من أهل الجنة يقيناً.

ستقول: وهل هذا ممكن في الدنيا ؟! أن يصبح أحد من أهل الجنة وهو حي؟! .

أقول لك: نعم, أليس العشرة المبشرين بالجنة, الرسول بشرهم وكانوا أحياء, وبقوا على قيد الحياة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم, وهم يعلمون أنهم من أهل الجنة. لذلك قال سيدنا رسول الله: "ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم" أخرجه أحمد.

ولذلك قال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم :" لعل الله اطلع على أهل بدر, فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" أخرجه البخاري. ولذلك قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: " المرأة السوداء هذه من أهل الجنة, تمشي على الأرض".

فمن الممكن أن يكون هناك ناس تسير على الأرض, وهم يعلمون أنهم من أهل الجنة, والموضوع منتهى. لكن... لن تجده أبدًا في ذنب من الذنوب أبدًا, ولا في غفلة من الغفلات أبدًا, ولا خير أبدًا يفوته إلا تجده مشارك فيه.
نريد أن نسأل سؤال ثاني.

وأنت ملتزم منذ سنة.., سنتين.. , ست شهور .., خمس شهور... , سبعة عشر شهر.., ثمانية سنين.., عشر سنين..., عشرين سنة.

كانت فرص الفوز بالعتق من النار ,في أي رمضان منهم أكثر؟؟

في أول التزامك؟؟ ولا في أخر التزامك ؟؟

يعني السنة التي مضت كانت أحسن من خمس سنين مضوا؟؟

ولا الموضوع من خمس سنين كان أحسن؟؟

لا شك أن أوقات البدايات لها بركات, والكلام لا يَعُم, ولا نستطيع أن نعمم الكلام. لا نستطيع أن نقول أنّ كل الناس في نقصان ( في النازل), ولا نستطيع أن نقول أنّ كل الناس في زيادة( في الطالع).


لكن... من خبرة الواقع, أن الأعم والأغلب في بداية التزامه, وحماسه, وحبه للدين, وتطلعه وتشوفه لمراتب الصديقين, في البداية كان أحسن, وبعد ذلك بدأ يفتر ويفتن, وينزل حتى أصبح الحال لا يسر حبيب, وإنما يسر العدو.

أخوتي ..

نحن في دورةٍ مركزة.

تعالوا باستخدام الترمومتر الرمضاني نتساءل,

لماذا ضاع من ضاع؟؟

ولماذا وصلَ مَن وصل؟؟

لِمَ أُعتِقَت رقاب قوم, وأُرغِمَت أنوف آخرين؟!


تعالوا..

لننظر إلى رمضان بنظرة إيمانية, بنظارة الإسلام.

إذا قلنا أركب معنا في سفينة النجاة, فإن رمضان يشبه البحر, وخطورة البحر. كثير من الناس (على ألسنتهم) يكررون أن البحر غدّار.., البحر ليس غدّار, لكن... طبيعة البحر هكذا والذين يركبوا البحر يعلمون ذلك.

اسمع.. يقول سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: " بمحلوف رسول الله, ما مرّ على المؤمنين شهرٌ خيرٌ لهم منه, وما مر على المنافقين شهرٌ شرٌ لهم منه". في حديث رسول الله:"قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك"

ونحن على الانترنت وهناك من يتقصى صحة الحديث ,أقول لهم الحديث هذا ليس ضعيف, هو ضعيف مرفوعًا إلى رسول الله, لكن حسن _إسناده جيد_موقوفًا على أبي هريرة رضي الله عنه.

البحر وسفينة النجاة , رمضان.... بحر, والبحر سماء وماء, أمّا السماء فنجوم وكواكب, وشهب وصواعق.
نجوم رمضان.... ملائكة تنزل بالرحمات والبركات،
الصواعق والشهب... والعذابات مسلسلة؛ قال رسول الله صلى الله علية وسلم: "إذا كانت أول ليلة من رمضان, فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النيران ,وسلسلت الشياطين" بأول ليلة من رمضان, بأول موجة.

اركــب معنا... الموجة التي ترفع السفينة لأعلى, إلى أن تصل السماء, هي نفسها الموجة التي تغرق الذين هم خارج السفينة, اركـــــــــــــب معنـــا.

البحر... سماء وماء, الماء وإن كانت مالح إلا أن في البحر لحم طري, و لؤلؤ ومرجان.
لحم طري ..عبادات سهلة, بسيطة ,جميلة ,وموصلة.

أميَز شيء في رمضان دون غيره من باقي الشهور جماعية الطاعة, الأمة كلها صائمة, الأمة كلها تصلي تراويح وتقوم الليل, الأمة كلها تفطر في وقت واحد, الأمة كلها مستيقظة في وقت السحر تأكل وتدعي وتصلي الصبح, جماعية الطاعة... هذا هو رمضان, وبركات رمضان, وألطاف رمضان, ونفحات رمضان.

البحر, سماء ,ونجوم, وكواكب, وأقمار, وشموس, ومياه, ولحم طري, ولؤلؤ ومرجان.
لؤلؤ والمرجان... فللصائم دعوة مستجابة, ولله كل ليلة عتقاء من النار, إطعام مسكين, إفطار صائم لك مثل أجره.
سبحان الملك , لؤلؤ ومرجان, وأيضًا خذ إشارة...كم وصَّّل البحر محبًا لحبيبه.., وكم وَصلَ المحبون برمضان إلى التقوى والرضوان.

ولكن... كما ذكرت أن الفرح ليس فقط بإدراك رمضان, وإنما هناك في رمضان هلكى ," ما مر بالمنافقين شهرٌ شرٌ لهم منه".

إننا بحاجة إلى أن نكون من الفائزين, ولذلك قال صلى الله علية وسلم: "رغم أنف من أدركه رمضان فلم يغفر له "رواه الترمذي، والحاكم. لدعاء جبريل و أمّن عليه الرسول

ولذلك. .

كم في البحر من غرقى ؟؟

كم في البحر من محرومين من اللؤلؤ والمرجان؟؟ من كنوز البحر؟؟؟.

أنشق البحر لموسى ومن معه, والتئم البحر على فرعون ومن معه,

كذلك رمضان ....نجاةٌ لقوم, وشقاءٌ لآخرين.





إخوتي..

كيف نبدأ؟؟

من هنا نبدأ .. اركـــب معنا .. هيا لننطلق ..

نحن هنا في موقعِ الربانية, في مدرسةِ الربانية, في دورات تدريبية.

هذه الدورة.. في رجب للتخلية... ,لنتطهر..., لنستعد..., لتكون في شعبان للتحلية.

{ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } البقرة- آية:256.

لكي نصل إلى رمضان بإعداد رباني, أريد أن تُعتَق رقبتنا في أول ليلة من رمضان.

ولذالك بإذن الله تعالى سأعتبر هذه هي الافتتاحية, اليوم البداية, فقط ..نسمي بالله, { ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}هود- آية:41.اليوم وضعنا أرجلنا, وأبدأ من اللقاء القادم سُبُل التخلية..تطهير النفس .. وإخلاء النفس .. أسس العلاج .. سبل العلاج.. الثبات على الصلاح.

ألقاكم به في اللقاء القادم, وأنا أحبكم في الله , جزاكم الله خيرًا.

أم البراء
07-27-2008, 12:00 AM
جزاكِ الله خيراً أختى الحبيبة
وجزا عنا شيخنا الفاضل خير الجزاء

الشافعى الصغير
07-27-2008, 03:26 AM
جزاكم الله خيرا

أم حبيبة السلفية
06-28-2009, 06:43 AM
جزاكم الله خيرا

أم حبيبة السلفية
06-28-2009, 07:13 AM
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/1651is8.gif

أركب معنا_1 ( وقفة مع النفس )


للحفظ صوت
http://www.yaqob.com/site/docs/new_images/rm.jpg (http://www.yaqob.com/site/docs/sharayet_madrsa.php?action=downloadrm&id=661&book_id=21)http://www.yaqob.com/site/docs/new_images/mp3.jpg (http://www.yaqob.com/site/docs/sharayet_madrsa.php?action=downloadmp3&id=661&book_id=21)

للحفظ فيديو
http://www.yaqob.com/site/docs/new_images/rm.jpg (http://www.yaqob.com/site/docs/sharayet_madrsa.php?action=downloadvediorm&id=661&book_id=21)http://www.yaqob.com/site/docs/new_images/3gp.jpg (http://www.yaqob.com/site/docs/sharayet_madrsa.php?action=downloadvedio3gp&id=661&book_id=21)

وررد
http://www.yaqob.com/site/docs/new_images/word.gif (http://www.yaqob.com/site/docs/sharayet_madrsa.php?action=downloaddoc&id=661&book_id=21)

http://smiles.al-wed.com/smiles/60/1158968483.gif


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن الحمد لله أحمده تعالى, وأستعينه, وأستغفره, وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.


اللهم صل على محمد وعلى آلِ محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد, اللهم بارك على محمد وعلى آلِ محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }آل عمران- آية:102.


{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }النساء- آية:1.


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } الأحزاب.


أما بعد،



فإن أصدق الحديث كلامُ الله تعالى, وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة, وكل بدعةٍ ضلالة, وكل ضلالةٍ في النار.


ثم أما بعد,



فإخوتي في الله..


إني أحبكم في الله، وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. اللهم اجعل عملنا كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا.



أحبتي في الله..


هذا هو اللقاء الثاني في الدورة "الدورة الإيمانية للاستعداد لشهر رمضان ", وبداية هذا اللقاء وقفة مع النفس عند أول خطوة على الطريق.




أيها الأخوة..


إننا بحاجة الآن وقد انتصف شهر رجب إلى أن نتوقف,


إلى أن نوقف الحياة فعلاً,


نتوقف تمامًا بعزلةٍ شعوريةٍ صحيحة.


لما نزلت الرسالة على النبي محمد صلى الله عليه وآلهِ وصحبِه وسلم , وكانت الأرض مليئةً بالشرور والفساد, اضطر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخروج, الليالي ذوات العدد في غار حراء. ثم لما نزلت عليه الرسالة أخذ أصحابه إلى دار الأرقم ابن أبي الأرقم في عزلة شعورية عن المجتمع الجاهلي يومها.


نعم...


صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى بطن نخلة ليصلي هناك وحده , إلى واد الجن ... وهكذا. الخروج, والخلوة, والانفراد, والعزلة الشعورية, أن ينفصل الإنسان عن الواقع لفترة مؤقتا شعوريا, في وسط هذا الصراع المحموم على الشهوات, في وسط هذا الصراع المحموم على الأموال, في وسط هذا الصراع المحموم على التسلط, في وسط هذا الصراع بين البشر. يحاول الإنسان , يحاول المؤمنُ الراغبُ في الوصول إلى الله أن يخلو, أن ينزع نفسه انتزاعًا, من هذا الأوساط وهذه البيئات؛ لغير من نفسه؛ ليغير من واقعه؛ ليغير من نفسه ابتداءً, فيتحول بعد ذنوبٍ قد علا الران بسببها على القلوب , لينتقل إلى عالم إيماني رحب, إلى الحياة في أجواء ومناخاة السلف رضوان الله عليهم, ليعيش معانٍ أخر, وواقع آخر.


إنه ينتقل بعد أن ينعزل شعوريا , ينتقل شعوريا ليعيش في المدينة, حين أقيمت الأمة, حين أقيم أول مجتمع إسلامي بحت, إيماني متكامل. يعيش هناك وهو ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يذهب ويجيء ومعه أبو بكر وعمر. وينظر إلى أبي عبيدة وأبي ذر. ينظر إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم, وكيف كان علي وفاطمة والحسن والحسين, هذا هو الرجل وهذه هي المرأة وهؤلاء هم الأطفال, وكيف كانت الحياة في بساطتها وإيمانياتها, الحياة في أجواء ومناخاة السلف, كيف كان يقوم أبو الدرداء رضي الله عنه, وكيف كان يعيش سلمان رضي الله عنه, وكيف كان يتلقى أبو هريرة رضي الله عنه, وكيف كان يتعلم ابن العباس رضي الله عنه.


إنه لابد من وقفة مع النفس عند أول خطوةٍ على الطريق,ولابد لهذه الوقفة من العزلة الشعورية عن الواقع, ولو لسويعات بصفة مؤقتة, والانتقال شعوريًا إلى واقعٍ آخر, إيماني نحلم به, وخلال هذه العزلة مع النقلة, يقف الإنسان ليقيّم نفسه (ومن أنا؟) . هذه الوقفة الرجبية في سبيل التخلية, لابد لوضع عناصر هذه الوقفة:



أولا: الاعتراف بالأخطاء والإقرار بالعيوب


لقد مرت سنة, وما أمرّها من سنة. أقف اليوم وقفة, لأنظر إلى ذنوب سنة, ومعاصي سنة, وهموم سنة, وآلام سنة, و إحباطات سنة. أقف اليوم لأنظر إلى سنة بمآسيها ومآقيها. سنـة



أُخيّ..


اعترف بخطئك , وأقّر بعيوبك, ولابد للاعتراف بالخطأ والإقرار بالعيوب من أمور:



1_ أن تتخلص من الكبر "اللهم إننا نعوذ بك من الكبر وأهله"


أُخيّ .. ذل وانكسر


فإن الكبر يمنعك من الاعتراف ويدفعك إلى الرفض.


قال رسول الله عليه وسلم:" الكبر بطر الحق, وغمط الناس". أخرجه مسلم


وبطر الحق يعني رده, حين أقول أنّ فيك كبر, إياك أن ترد وتقول "لا"؛ هذا بطر الحق, اعترف بالحق. قال الإمام الذهبي في السير تعليقًا على قول أيوب السختياني في ترجمة أيوب, قال أيوب رحمه الله: "ما صدق الله عبدٌ أحب الشهرة", قال الذهبي :" وعلامة المخلص الذي قد يحب الشهرة وهو لا يشعر أنه إذا اتهم لم يحرد, ولم يبرئ نفسه, بل أساء الظن بها وقال اللهم اغفر لي ما أعلم وما لا أعلم وما أنت به أعلم".


لا تُبَرِئ نفسك, ولا تدافع عنها ,ولا تحسن الظن بها.


وإنما ...ذل وانكسر


لا تتكبـــــر. "اللهم طهر قلوبنا من الكبر"


إنّ من علامات الكبر أنه إذا اتهمك أحدٌ أو أساء إليك أو انتقصك, فإنك تنظر إليه باحتقار, ترى عيوبه , وترى أنك أفضل منه, هذا هو الكبر. إنما العبد المؤمن إذا اتهم أو انتقص من عرضه فإنه يعود باللائمة على نفسه.


قال :"زد وكيعَ بذنوبه".


لما شَتمَ رجلٌ وكيعَ, وأساء إليه حثا وكيع على رأسه التراب وقال: " زد وكيع بذنوبه".


وقد قال الذهبي: " ويرحم الله وكيع ومن مثل وكيع".



إخوتي...


في الوقفة, سبل التخلية أولها: الاعتراف بالخطأ والإقرار بالعيوب


ولابد للاعتراف بالخطأ والإقرار بالعيوب


أولا: أن تتخلص من الكبر "ذل وانكسر".


ثانيا: أن تتخلص من العجب.


2-تخلص من العجب


لأن إعجابك بنفسك.... يمنعك من رؤية عيوبك.


كثر في هذه الأيام المعجب بنفسه, الراضي عن نفسه. يقول ابن القيم في منزلة المحاسبة في المدارج: " ومتى رضيت نفسك وعملك لله فاعلم أنه غير راض, ومن عرف ربه وعرف نفسه أنّى له أن يرضى بعملٍ لله".


الذي يعرف عظمة الله ويقدر الله قدره, يستحي من عمله كيف يرفع إلى هذا العظيم؛ خصوصا إذا عرف نفسه وعجزها وضعفها وإساءتها وضياعها. فهذه النفس السيئة تستطيع أن تؤدي عملا يرضي هذا الملك العظيم!!! أو يَصلُح لهذا الملك العظيم!!!.


قال أحدهم: "والله إني لأخرج من الصلاة وأنا أشد حياءً ممن قام عن الزنا, أهذه صلاة تعرض على ربي".


فتخلص من العجب.


إن الذي يعجب مثلاً بعلمه كالمعجب مثلاً بأنفه, إنه لم يخلق علمه كما لم يخلق أنفه, ثم لو لدغته فيه نحلة؛ لأفسدت شكله. وكذلك العلم لو اختلط به شيء من العجب يفسد, يتضخم. فالمعجب محبطٌ عمله.


الوقفة لرؤية العيوب والاعتراف بالخطأ , والمعجب لا يرى العيوب ولا يستطيع الاعتراف بالخطأ.



3_تخلص من الغرور


لأن المغرور يرى سيئاته حسنات.


قال سبحانه : { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا } فاطر-آية:8


{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)}الكهف


هذه مصيـبة, أن يكون الإنسان على الباطل ويظن أنه على الحق. أن يكون متكبرًا وهو يرى أنه متواضع, أن يكون مخطأ وهو يتوهم أنه مصيب, أن يُفسد ويزعُم أنه يصلح.


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) }البقرة.



4_ اكشف السترة الضبابية لترى من هم أفضل منك


بعض الناس رؤيته ضبابية, لا يرى أحدًا. يرى نفسه المتميز الوحيد في هذا العالم. فهو وحده الذي يفهم , وهو وحده المجتهد في طلب العلم, وهو وحده الغيور على الأمة, وهو وحده الذي يدافع عن التوحيد, وهو وحده الذي يحيي معاني الجهاد, وهو وحده الذي يشم روائح الشهادة في سبيل الله, وهو وحده..., وهو وحده...الخ.


لا يرى أحد في العالم غيره...مسكيـن هذا الإنسان


لو انزاحت عن عينيه ضبابية عبادة الذات, ضبابية تأليه الذات, لرأى غيره ممن لم يكن يراهم, وهم أفضل منه, سبقوه وعرفوا ربهم قبله.


لو تأملت في آيات الأعراف: {أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} الأعراف- آية : 49.


هكذا..


قد يكون بجوارك ممن لا تعدُه, قد يكون من حولك ممن تغمصه ولا تقدُره, وقد سبقك إلى الله وعلاك. وإنما ضبب رؤيتك حَكرُ عينيك على نفسك, افتح السكر ترى الماء زلال.


لذلك في هذه الوقفة أول خطواتها "رؤية العيوب والاعتراف بالذنوب" والوصول إلى ذلك في أربع نقاط :


1_ تخلص من الكبر : لأن الكبر بطر الحق يعني رده.


2_ تخلص من العجب: لأن المعجب لا يرى عيوبه فهو معجب بعيوبه.


3_ تخلص من الغرور: لأن المغرور يرى سيئاته حسنات.


4_ تخلص من الضبابية في الرؤية: لترى من هم خير منك, وأفضل منك , وأكبر منك, وأقرب إلى الله منك, وأزهد في الدنيا منك, وأغير على الدين منك, وأعمل للآخرة منك. وأنت كنت تظن يا مسكين أن ليس في الدنيا غيرك.



ثانيا: سرعة اتخاذ القرار بالتخلص والعلاج


" اللهم تب علينا توبة نصوحة, اللهم تب علينا توبة ترضيك, اللهم عافنا واعف عنا, اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل, اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن, اللهم إنا نسألك العافية ,وتمام العافية, ودوام العافية, والشكر على العافية".


حين تجلس في خلوتك أًخيّ, وتقرر ذنوبك وعيوبك....., لا تتوقف عن هذا الحد.


كثيرون هم ممن يقول أنا سيء, يقول أنا مذنب, يقول أنا ... و يعترف, ويسرد عيوبًا, يقول أنا أسأت في كذا وكذا, وأخطأت كذا وكذا , وفعلت كذا وكذا .


ثم ... فقط


لا يتجاوز هذه المرحلة _مرحلة الاعتراف_ و هنا لم نكن قد أتينا بشيء, ولا فعلنا شيئًا. ليس الاعتراف يصنع شيئًا, إنما عرفت واعترفت فيجب عليك أن تبدأ علاجًا. أن تبدأ إصلاحًا.


وينبغي أن نعلم أيها الأخوة, أن بعض الأمراض والأدواء تحتاج إلى حبة دواء, شربة دواء, حقنة, وانتهت القضية. وبعض الأمراض يحتاج إلى عملياتٍ جراحية كبيرة أو صغيرة.


فليست الأمراض سواءً , كذلك أمراضُ الروح وأمراضُ القلوب, قد يحتاج الأمر إلى قرار بالتوبة وانتهت القضية. وقد يحتاج المرض أو العيب إلى علاج ومداواة سنين طويلة, فالتخلص من كثرة الكلام, من الكذب, من شهوة الإساءة إلى الناس ... قضية. والتخلص من شهوة النساء والنظر إليهن , والتعلق القلبي بهنّ شيء آخر. وتعلق القلب بحب الدنيا, وحب المال, شيء ثالث. وتعلق القلب بحب التسلط على الناس, حب الشهرة, حب الظهور, أمر رابع. والخيانة, وأكل أموال الناس بالباطل أمر خامس, .....وسادس وعاشر.


كل مرض من هذه الأمراض المختلفة له علاج مختلف, قضية مختلفة. كما قلت بعض الأمراض تحتاج إلى برشامة (حبة), وبعض الأمراض تحتاج إلى حقنة, وبعض الأمراض تحتاج إلى دورة علاجية تطول أو تقصر, وبعض الأمراض تحتاج إلى عمليات جراحية قد تكون هذه العمليات كبيرة أو صغيرة.


أيضا من الضوابط في هذه المسألة _ مسألة العلاج_ أنه ليس هناك علاجًا جاهزًا يصلح لجميع الأشخاص في جميع الأحوال. ولكن هناك تركيبة خاصة لكل حالة. ولتعذر إيجاد الطبيب والصيدلي, الطبيب الذي يشخص ويصف, والصيدلي الذي يركب ويعطي ويتابع؛ فتكون العلاجات مطروحة والاجتهادات واردة, ليتناول كل منا ما يُصلح مرضه.


أُخيَّ..


الأمرُ يخضع للتجارب, جرّب هذا العلاج وادخل على الله بيقين, وإن لم يثمر معك فخذ علاجًا آخر, وثالث ورابع, وكن على يقين أن علاجًا ما فيه سر شفائك.


لكن... لا تتعجل , بل اصطبر وسيؤتي العلاج ثمرته.


إخوتي..


بعد جلسة الاعتراف بالخطأ والإقرار بالعيوب, لابد من سرعة اتخاذ القرار بالتخلص والعلاج. وأول هذه الأمور, أن تبحث عن المربي.


وأنا أقول للشباب اليوم, قولاً حاسمًا, قاطعًا, أن الذي يبحث أن يربيه شيخٌ من المشهورين الذين ابتلوا ببلاء الشهرة, فإنه مغـــرور, مخــدوع, يخادع نفسه ودينه. هؤلاء قد أتاهم ما يشغلهم. "نسأل الله أن يعفو عنا وعن الجميع"


وإنما ابحث عن الشيخ الذي بجوار بيتك, الذي يراك في صلواتك الخمس, الذي يراك يوميًا, ويستطيع أن يتابعك, الذي يعيش معك في نفس البيئة, ونفس الظروف, ونفس الواقع. هذا هو الذي يستطيع أن يساعدك. وإن لم يكن شيخًا مشهورًا, وإن لم يكن خطيبًا مُفَوَهًا, وإن لم يكن أديبًا رصينًا, وإن لم يكن ... ,وإن لم يكن...الخ.


وإنما فقط سبقك في الطريق إلى الله, وقطع منه خطوات, فيتسم بالخبرة والحياة. هذا يكفيــك.


ثم..أنت وهو, حين تستعينون بكلام العلماء الكبار, وكلام المشايخ الذين لهم تخصص في هذا الأمر, بكتبهم ومحاضراتهم, وأشرطتهم, ولقاءاتهم, ورسائلهم.


أنت وهو , تتناقشون فيها وتأخذ علاجك, ويتابعك عليه.



ثالثًا: التخلص من عقدة تأخير ضربة البداية


كثيرا ما تتأخر عندنا البداية, لذلك أحذركم من "السين وسوف".


الذي يقول سأبدأ من رمضان ,,, أنت تضيع نفسك, ابدأ من الآن ؛ فقد تموت اليوم.


الذي يقول سأبدأ في رمضان ,,, ابدأ من الآن فقد يأتيك في رمضان ما يشغلك.


وكثيرا ما سردت هذه القصة, أن أحد إخواننا في دورة منذ سنوات, مثل هذه الدورة, وكنا ندعوه (تعال يا بني, أين أنت يا بني؟, اجلس يا بني, انتبه لعملك يا بني) , وكان يقول: أنا مفرغ نفسي في رمضان كله, سأقضيه في مكة واعمل و...الخ. وقبل رمضان بثلاثة أيام , مرض أبوه, وابتلي بالسرطان, وحُمِلَ إلى فرنسا, وقضى رمضان في باريس بدل من مكة, يفطر ويقصر ويجمع.


1_ ابدأ فورا ...وبدون تردد.... من هذه اللحظة.


إنني أريد أن آخذ عهدًا وعقدًا ممن يسمعني الآن, ممن هم معي الآن, أن نبدأ كلنا فورًا ومن هذه اللحظة ب "توبـة". "اللهم تب علينا توبة نصوحة , اللهم تب علينا توبة ترضيك"


أن نبدأ منذ الآن, منذ هذه اللحظة باستخراج العيوب, والذنوب وأخذ قرار العلاج.


ابدأ فورا ...وبدون تردد.... من هذه اللحظة.



2_ الأمر يخضع للتجارب ولكن هناك مسلمات لا جدال فيها


إذا قلنا أن أمور العلاج عمومًا حتى في الأمراض البدنية, تخضع للتجارب. الكل يجرب ثم قد ينجح العلاج وقد لا ينجح. لكن هناك مسلمات في الدين, ثوابت لا تقبل المناقشة, مسلمات لا جدال فيها.


مثلاً من المسلمات, أنه لابد في هذا الطريق من الخضوع والذل لله, أنه لابد من التضحيات, أنه لابد في هذا الطريق من أن ينالك الأذى, وأنه لابد للعلاج من أن يخالف هوى النفس, لابد. هذه مسلمات لا تتغير على جميع الأشخاص وعلى جميع المستويات وعلى جميع الأمراض.


3_ لا بد من تكامل بين العلم والخبرة


أيها الأخوة...


كثيرا ما أردد ليست القضية في "ها هو الدليل"


إخوتي..والله أنا أحب كل الموحدين المسلمين من أهل السنة في الله, حبا جمًّا, وأحب لكم كما أحب لنفسي وأكثر.


ولكن... أقول لأهل الانترنت تحديدًا, أصحاب الغرف المغلقة, الغرف المظلمة, ويجلس مجموعة من الشباب في أي منتدى من المنتديات, ثم بما يخرجون؟؟.


الوقوع في أعراض الناس, والخوض في أعراض الناس, واتخاذ قرارات.."أليس قد قال النبي؟ ,أليس قد قال فلان؟؟, أليس قد قال الإمام الفلاني؟؟, وتخبيــط "


يا شباب.. الواقع يحكم, للواقع ظروفه, وقديمًا قلت أننا لسنا مأمورين شرعًا بتطبيق الشرع على أي واقعٍٍ كان, لأن الضرورات تبيح المحظورات. وإنما نحن مأمورون أن نوجد الواقع الذي نقيم فيه شرع الله.


مأمورون حتمًا, وملزومون إلزامًا, بإيجاد الواقع الذي نقيم فيه الشرع, لا مأمورون بأن نقيم الشرع كيفما اتفق, كيفما كان. إن بعض الناس يقيم شرعًا وهميًا على الشاشة, أو على الأوراق , أو في خياله, والواقع شيء آخر.


لذلك أقول لابد من تكامل بين العلم والخبرة, يقولون أن المفتي لا بد أن يكون عنده علم بالعلم وبالواقع, بمعنى أن يعرف أن الخمر حرام, ويعرف أن هذه خمر, فيقول هذه حرام. أن يعرف أن الربا حرام , وأن يعرف أن هذا التعامل ربوي. لابد من أن يعرف الأمرين, فلابد بين تكامل بين العلم والخبرة, ولذلك إذا اعترفت بقلة الخبرة فينبغي عليك أن تستسلم لأهل الخبرة, الذين لا ينقصون عنك في العلم أو يتكاملون معك في العلم.


فلذلك إذا ذكرنا لكَ مرضك, أنك مغرور, أنك معجب, أنك راضِ عن نفسك, أنك متكبر جدًا, أنك ترى نفسك أنك وأنك, فبالخبرة يأتي الكلام. نقول أن علاجك أن تسكت, علاجك أن تنعزل قليلاً, علاجك أن تحتجب, علاجك ...., علاجك....الخ. فـلــتستسلم للعلاج ؛ ليأتي بثمره.


لابد من وقفة مع النفس , لابد خلال هذه الوقفة من العزلة الشعورية عن الواقع, والحياة في أجواء السلف ومناخاتهم.


أول سبيل في هذه الوقفة (أول واجب شرعي):


· الاعتراف بالخطأ والإقرار بالعيوب.


· سرعة اتخاذ القرار بالتخلص والعلاج.


· التخلص من عقدة تأخير ضربة البداية.


· الصبر الطويل والصبر الجميل.



رابعا: الصبر الطويل والصبر الجميل


يتفق كل العلماء بأن الزمن جزء من العلاج, لابد من مرور مراحل معينة, لابد. هذه سُنَة كونية , لا تتخلف.


لابد للطفل أن يدخل ابتدائي, ثم إعدادي, ثم ثانوي, ثم جامعة (مراحل النضوج). لماذا تريد أنت بالعلم الشرعي أن تتخطى هذه المراحل, الشاب يتوب اليوم ويقف في نفس اليوم يلقي بيان في المسجد!! (هل يجوز؟؟ هل يرضي هذا الله؟؟). الشاب يتوب اليوم ولأنه كان في الباطل إمام؛ يريد أن يكون في نفس اليوم الذي تاب فيه إمام وشيخ. كيف يكــون هذا؟؟!!!!


الزمن جزء من العلاج, لابد من الصبر الجميل, والصبر الطويل. لابد أن تصبر على العلاج حتى يؤتي ثمره. عندما تأخذ علاج لميكروب أو فيروس في بطنك _"أسأل الله أن يشفي كل مريض مسلم, وأن يعافي كل مبتلى مسلم, اللهم عافهم ولا تبتلينا" _ يقول لك الطبيب يجب أن تأخذ 12 حبة , تأخذها خلال أربع أيام, لابد أن تأخذها كلها للقضاء على هذا المرض, هكذا الديـن. هكذا أمراض القلوب, هكذا أمراض العقول, هكذا أمراض الذنوب والمعاصي؛ لابد من زمن, لابد من وقت, لابد من مساحة.


"عالجت قيام الليل عشرين سنة", عالجت شهوتي عشرين سنة, حرست قلبي عشرين سنة. عشرين سنة!!


ولكن...احذر أن تجعل التدرج وسياسة الخطوة خطوة, تكأة للتسويف. تقول:"اصبروا علي" ... لا , إنما القضية ينبغي أن تتسم بالصبر الايجابي, يعني فعل الصبر وعمل الصبر, لا السلبية والترك. الصبر الايجابي أنك كل يوم يظهر عليك جديد, لا يكون تسويف.


أنا أقول في الشباب الذين اليوم يجدون ناس, أو دعاة يتبنوا قضية التسويف للشباب, يقول له : صلي وقت صلاة جماعة مرة كل أسبوع, الكلام هذا _التدرج_ ليس في ترك الحرام, ولا في فعل الواجبات.


التدرج يكون في النوافل, والتنزه عن المكروهات والمباحات. أما ترك الحرام ففورا, أما فعل الواجب ففورا. فلذلك لا تجعل الصبر والتدرج, وسياسة الخطوة خطوة, تكأة للتسويف والتأخير وتضييع الوقت.


أيضا احذر من أمراض الصدر الثلاثة (الوهن والضعف والاستكانة).


قال الله سبحانه وتعالى: { وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} آل عمران- آية:146


أي يحب الصابرين الذين ما وهنوا, وما ضعفوا, وما استكانوا, بل صبروا.


قيل يا رسول الله ما الوهن؟, قال :" حب الدنيا وكراهية الموت". أخرجه أحمد.


الصبر في العلاج وتناول العلاج قد يثمر الوهن (كراهية الموت). كررت هذا الموضوع كثيرا , ونحن في رمضان السنة الماضية في مكة_" اللهم لا تحرمنا الحج والعمرة, اللهم تابع لنا بين الحج والعمرة, اللهم ارزقنا الحج والعمرة, اللهم أكرمنا بالحج والعمرة, اللهم ارزقنا الإخلاص في الحج والعمرة, اللهم تقبل منا الحج والعمرة, اللهم تابع لنا بين الحج والعمرة, آمين يا رب العالمين."_ في صلاة الجمعة وكنا في البدروم, وسمع صوت ضجة, وصار الناس يهربون للخارج, فوقفت في وجه الناس, وقلت: أين تذهبون؟؟ , لم تهربون؟؟ (رايح فين؟؟, بتجري ليه؟؟),في موت أحسن من هذا, يوم الجمعة وفي رمضان وفي الكعبة.


لا تريد أن تموت , لماذا؟؟؟ (مش عايز تموت ,ليــــه؟)


خائف من الموت لماذا؟؟ (خايف من الموت , ليـــه؟)


هذا هو الوهن.. هذا هو الوهن , حب الدنيا وكراهية الموت.


تقول انتظر أن أتوب,,, أقول لك : تب الآن


تقول: أخاف ألا تقبل توبتي,,, أقول لك : اصدق وسوف يقبل الله توبتك وتحل مشكلتك.


إذن الوهن والضعف والاستكانة من أمراض الصدر.


إذن أيها الإخوة..


لابد من وقفة مع النفس, عند أول خطوة على الطريق, ولابد خلال هذه الوقفة من العزلة الشعورية عن الواقع, والحياة في أجواء ومناخاة السلف.


سبل التخلية:


أولا: الاعتراف بالخطأ والإقرار بالعيوب.


ويكون بالخطوات التالية:


1. التخلص من الكبر, ذل وانكسر.


2. تخلص من العجب؛ لأن إعجابك بنفسك يمنعك من رؤية عيوبك.


3. تخلص من الغرور؛ لأن المغتر يرى سيئاته حسنات.


4. اكشف السترة الضبابية؛ لترى من هم أفضل منك, وخير منك.


ثانيا: سرعة اتخاذ القرار بالتخلص والعلاج.


1. بعض الأمراض تحتاج إلى دواء, وبعض الأمراض تحتاج إلى عمليات جراحية صغيرة أو كبيرة.


2. ليس هناك علاج جاهز يصلح لجميع الأحوال, ولكن هناك علاج يركّب لكل حالة , باختلاف الشخص والمرض.


ثالثا: التخلص من عقدة تأخير ضربة البداية.


1. ابدأ فورًا , وبدون تردد في هذه اللحظة.


2. عمومًا , الأمر يخضع للتجارب و ولكن هناك مسلمات وثوابت لا جدال فيها.


3. لابد من تكامل العلم والخبرة.



رابعا: الصبر الطويل والصبر الجميل


1. الزمن جزء من العلاج.


2. احذر أن تجعل التدرج, وسياسية الخطوة خطوة, تكأة للتسويف.


3. احذر من أمراض الصدر الثلاثة (الوهن, والضعف, والاستكانة).


4. الصبر الجميل صبر ايجابي, يعني فعل الصبر وعمل الصبر, لا السكون والترك.



إخوتي في الله..


أنا أحبكم في الله, هذه خطوة على الطريق, وهذا هو الكلام النظري, وبقي عليكم العمل, نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم.