المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بنك العيون الوحيد "مولد وصاحبه غائب"


الشافعى الصغير
06-28-2008, 10:11 PM
500 ألف مريض في طابور "زرع القرنية"
القرنيات المستوردة ملوثة بفيروس "سي"..وبنك العيون الوحيد "مولد وصاحبه غائب"
http://news.bbc.co.uk/media/images/39440000/jpg/_39440059_eye300.jpg
تحقيق: صفوت عمران
بقعة سوداء في الثوب الأبيض.. هذه هي حال بنك العيون التابع لمستشفي قصر العيني بجامعة القاهرة وما أكدته جولتنا بداخله ويكفي اننا عندما سألنا مديرة المعهد علمنا انها لا تحضر سوي يومي الأحد والثلاثاء فقط من كل أسبوع أما باقي الأيام فتقضيها في ادارة مستشفي روض الفرج وعندما استفسرنا عمن ينوب عنها أخبرونا انه الدكتور شريف عزوز لكنه لم يحضر هو الآخر رغم ضرورة تواجده في غياب المديرة!!
http://www.medgadget.com/archives/img/artificial_cornea.jpg

والسؤال يطرح نفسه: إذا كانت مديرة المعهد ونائبها غير متواجدين بصفة مستمرة حيث أكده لنا المتواجدون ببنك العيون فكيف لنا أن نطالب بتخفيف معاناة طابور طويل من المرضي يحتاجون لاجراء عملية القرنية ويصل عددهم إلي 500 ألف مريض وكيف لدكتورة واحدة أن تتولي منصبا مهما هو ادارة بنك العيون الوحيد في مصر
وفي نفس الوقت تدير مستشفي آخر "فصاحب بالين كداب" خاصة لو افترضنا ان لديها عيادة خاصة منها معظم الأطباء لتدفع المستشفيات الحكومية بمرضاها من "الغلابة" الثمن وحدهم!!
الكارثة الأكبر في البنك عدم وجود أطباء لديهم خبرة للكشف علي المرضي لكن معظمهم من حديثي التخرج ويتعاملون مع المرضي بعقلية الموظفين فملائكة الرحمة لم نجد من تصرفاتهم تجاه المرضي سوي القسوة.

http://www.islamonline.net/Arabic/Science/2003/06/images/pic06.jpg

عم محمد جمعة - 78 عاما - رغم أنه جاء من الغربية صباحا لحجزه بالبنك لاجراء عملية زرع قرنية في عينيه إلا أنه ظل أكثر من 7 ساعات ولم يتم الحجز له أو تحديد السرير الذي يتلقي عليه العلاج رغم كبر سنه وحالته الصحية الصعبة.
وداخل غرفة الحجز وجدنا أحمد محمود محمد مجند بمديرية أمن القاهرة: يخضع لتقرير علاجه من التهاب بالعين للحصول علي اجازة من عمله وعندما طلب من الطبيبة وتدعي هبة ان تضع التقرير الخاص به فوجيء بها تخبره أن الدكتورة هدي تتابع حالته وعليه أن يعود غدا لتكتب هي التقرير وعندما استفسرنا عما إذا كانت هذه الدكتورة رئيستهم في العمل أخبرونا انها زميلة لهن فقط والسؤال طالما انها زميلة لماذا لا تتولي احداهن كتابة التقرير بدلا من ارهاق المرضي؟
نفس الأمر تكرر مع أكثر من عشر حالات أخري اخبرتهم الطبيبة نفسها أن يعودوا بعد اسبوعين لمعاودة الكشف لعدم وجود الدكتورة هدي ايضا أي ان المرضي رغم حالتهم الخطيرة سيعودون بعد اسبوعين بدون مبرر مقبول!!
إذا نظرت إلي حجرة الكشف سوف تجدها خاوية فالطبيبات الشابات جئن للحديث "والنميمة" في غرفة خاصة بهن بينما تركن المرضي في الطرقات لكن يبقي عدم وجود مدير يوجه أو يراقب عملهن هو السبب فيما يحدث.
بنظرة سريعة إلي بنك العيون سوف تكتشف انه يتكون من عنبرين أحدهما للرجال والآخر للسيدات ويضم كل عنبر 22 سريرا وعندما دخلنا قسم الرجال وجدناه قد تحول إلي كافيتريا علي أيدي الممرضات ولا تستغرب إذا فوجئت بأحد المرضي أو الزوار يدخن السجائر دون رقيب أو حسيب فهذا شيء عادي جدا ويمكنك أن تدخل إلي قلب العنبر وتتجول فيه وتتبادل الحديث مع المرضي دون ان يسألك أحد من أنت أو ماذا تريد بعد أن تحول بنك العيون إلي "وكالة من غير بواب"!!
شرق آسيا
القضية الأكبر كما فجرتها دكتورة سامية صبري رئيس البنك هي غياب دور وزارة الصحة في متابعة استيراد القرنيات من الخارج فالعديد من القرنيات التي يتم استيرادها من دول شرق اسيا خاصة باكستان وبنجلاديش وسنغافورة - كما تؤكد - تحمل فيروس "سي" ويبقي مكمن الخطورة ايضا في التلوث داخل البنك بما يهدد آلاف المرضي البسطاء خاصة إذا علمنا انه الوحيد في مصر الذي يخدمهم.
للأسف القانون المصري وفقا لتأكيد دكتور حمدي السيد نقيب الأطباء يبيح لأي طبيب عيون حاصل علي "الدبلومة" ان يجري عمليات زرع القرنية وهذه كارثة بكل المقاييس لأنها عمليات شديدة الدقة وتحتاج إلي متخصصين بعد أن أصبح لدينا ما يزيد علي 500 ألف مريض يحتاجون زرع قرنية كما تؤكد الاحصائيات اضافة إلي أن 50% من أطفالنا مصابون بعتامة القرنية و49% يعيشون في المناطق المؤهلة للأصابة بهذه الأمراض التي تؤثر في صحة العين في ظل افتقاد الأجواء الوقائية الأولية لحمايتها وهو ما يجعلنا أمام ظاهرة خطيرة تحتاج إلي تحقيق فوري من أجهزة الدولة وليس مجرد النفي فالقضية مستقبل آلاف المرضي خاصة ان معظمهم من البسطاء.
وفيما يتعلق بأزمة نقل القرنية كما يقول الدكتور حازم عطية استاذ طب وجراحة العيون بطب القاهرة فسببها اعتقاد البعض ان نقل القرنية من المتوفي إلي المريض تعني نزع العين ونقلها بالكامل وهي معلومة غير صحيحة لأنه يتم أخذ الجزء الشفاف الأمامي المحدب من العين وحده الذي يسمح بدخول الضوء إليها وتجميعه علي شبكة العين مشيرا إلي أن هذا المرض يتركز بالمناطق الريفية وبين أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة التي لا تسعي للعلاج المبكر بسبب الفقر والجهل.
كشف - للأسف - ان زراعة القرنيات تحولت إلي تجارة رائجة ويصل سعر القرنية فيها إلي أكثر من 30 ألف جنيه بعدما ظهرت المستشفيات والمراكز الخاصة التي تعلن عن قيامها بهذه العمليات بأسعار باهظة لأنهم يستوردونها من ألمانيا وامريكا وعندما تسألهم عن عملياتهم وكيفية اجرائها يؤكدون ان اوراقهم رسمية وسليمة لأنهم علي حد تعبيرهم مستشفيات كبيرة رغم انه لا يمكن لأحد أن يتأكد من المصدر الحقيقي لتلك القرنية أو مدي مطابقتها للمواصفات الطبية وهنا تكمن الخطورة الحقيقية.
قرنيات فاسدة!!
من جانبه أوضح الدكتور مصطفي أحمد علي أستاذ جراحة العيون ان استيراد القرنيات أمر عادي مثل أي سلعة أخري لكن الخطورة إذا ما تأخرت في الجمارك أو المطارات فمن الممكن أن تفسد قبل استعمالها ولكن هناك أطباء ضعاف النفوس يلجأون إلي استخدام قرنيات غير معروفة المصدر وزراعتها بمبالغ طائلة الأمر الذي ينعكس بالسلب علي المريض.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في النهاية: هل يعلم وزير الصحة ان أكثر من 5 آلاف حالة من البسطاء الذين لا يملكون المال ينتظرون منذ عامين لإجراء عمليات القرنية لهم وفقا لآخر الاحصاءات بخلاف من لم يتم تسجيلهم ولماذا حتي الآن لم تستجب الوزارة لطلبات الأطباء خلال اجتماع اللجنة الفنية لبنوك العيون بإعادة افتتاح بنوك عيون جديدة في مختلف المستشفيات الجامعية وأن تقوم تلك البنوك بفحص القرنيات المستوردة للتأكد من صلاحيتها وخلوها من الأمراض؟!

http://dastjerdi.com/images/corneal-graft.JPG

صاحبة القلادة
06-29-2008, 12:50 AM
جزاك الله خيرا