المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المهاجرون إلي مستشفيات أوروبا


الشافعى الصغير
06-15-2008, 03:01 AM
http://img126.imageshack.us/img126/2534/namingba5.jpg
المهاجرون إلي مستشفيات أوروبا




علي هامش مفاجأة إصابة أحد الرمز ـ صرنا ندرك ـ أنت وأنا ـ أنه لا يوجد مستشفي واحد في مصر يمكنه مواجهة مسؤولية علاج الرموز الكبيرة في مصر.. العلاج في الخارج هو الحل دائماً وأبداً.. تلاقى حد يتلقي العلاج في الولايات المتحدة، والرئيس مبارك تلقي العلاج في ألمانيا، وأعضاء مجلس الوزراء يواظبون علي إجراء العمليات الجراحية في فرنسا والمملكة المتحدة، وأهم نجوم الكرة يطيرون علي نفقة أنديتهم إلي مستشفيات أوروبا، لا أحد من (الكبار) يثق في مستشفيات مصر أو في منظومة العلاج في المراكز العامة أو الخاصة، أو في مستوي الجودة للخدمة الطبية، أو درجات الرعاية التالية للعمليات الجراحية.
كل السجلات الطبية للوزراء والمسؤولين والقادة والسياسيين وكبار رجال الدين وعدد كبير من نواب مجلسي الشعب والشوري ورجال الأعمال والفنانين والمحافظين، تجدها موزعة علي مستشفيات الخارج، وسواء كانت النفقات تتحملها الدولة أو يتحملها هؤلاء الكبار أنفسهم، فإن الأمر بكامله في النهاية يعني أن جميعهم يقاطعون قطيعة نهائية منظومة العلاج الطبي في مصر، ويخاصمون بخوف راسخ كل المستشفيات المصرية، ولا يثق أي منهم في أن يسلم نفسه لطبيب تخدير، يتقاضي راتباً شهرياً قدره ٤٠٠ جنيه، أو يرقدون في غرفة عمليات قام بتعقيمها عامل فني لا يتجاوز راتبه ٢٥٠ جنيهاً، أو يتلقون العناية في مستشفيات يتناقل عبر أجهزتها فيروس سي، أو تنقطع عنها الكهرباء فجأة لتقصف معها أرواح الناس بين أحضان (ملائكة الرحمة).
لا ألوم هؤلاء المهاجرين إلي العلاج، في بحثهم عن أمل للشفاء في مشارق الأرض ومغاربها، لكنني ألوم الدولة التي تبارز الناس بالسيف دفاعاً عن سياسات الحكومات المتعاقبة في مجال الصحة، بينما الواقع يظهر علي حقيقته في أعينهم، حين يضطر أحد حملة سيوف السلطة إلي العلاج له أو لأحد من أبنائه أو لأي من أفراد أسرته، الحقيقة تتجلي، فلا أحد منهم يثق في مصيره هنا علي فراش المرض، ومع كل رحلة علاج في الخارج تتجلي حالة الوهن والتراخي الداخلي للمنظومة الطبية والعلاجية في مصر، ومع كل عملية جراحية يجريها أي من الكبار في مستشفيات أوروبا تتوجه طعنة جديدة إلي وزارة الصحة، وإلي كل الدعايات المزيفة عن إنجازات المواطنة.
الفقراء الضعفاء الأذلاء من الناس لا أمل لهم في علاج أفضل، المساكين البسطاء، مقطوعو الحيلة، لا حياة لهم إلا مع هذا الواقع المرير.. وإن كنت من قلبي أتمني الشفاء لكل الذين يتلقون العلاج في الخارج، فإنني ـ من قلبي أيضاً ـ أُصلي من أجل هؤلاء الذين تجبرهم أيامهم علي الخضوع لمنظومة العلاج في مصر، أو تقسو عليهم أمراضهم، فتدفعهم إلي غرف عمليات (معدمة) بلا إمكانيات، أو إلي مستشفيات خاصة لم تعد محل ثقة كل النواب والوزراء والسادة في بلادنا.
http://www.kfmi.com.tw/images/mt-006.jpg