أبومالك
06-13-2008, 08:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأتُ فى أحد المنتديات الصديقة هذه المعلومة والتى يجهلها كثير منا ، فأحببت أن أنقلها لتعم الفائدة .
وهى بخصوص تسمية المتنبى بهذا الاسم ، والذى تعلمناه فى مدارسنا أن السبب فى هذه التسمية هو ادعاؤه للنبوة .
وأترككم لتتبينوا من هذه المعلومة..
أبو الطيب المتنبى هو أبو الطيب أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفى ولد بالكوفه 302 هـ .
من شعراء القرن الرابع قيل عنه أنه أشعر الإنس
هذا الشاعر الفحل الذى جمع بين الأصالة والتجديد وأتى بالحكم والمواعظ فى شعره ،وأبكار المعانى التى لم يسبقه إليها أحد .
وقد أُشتهر عنه أنه لقب بالمتنبى لادعاءه النبوة
والآن السؤال هل حقا أدعى النبوة ؟
وخلاصة القول فى مسألة نبوته أنها دعوة غير صحيحة من وجوه
الأول : أن فى ادعاءه النبوة خروج عن الإسلام ومن ثم وجب قتله كما حدث لمن ادعى النبوة قبله كمسيلمة الكذاب وسجاح وغيرهم
ثانيا : أن عقاب الزندقة فى العصر العباسى كان القتل فكيف بمن يدعى النبوة ؟!
ثالثا : أنه حقا لو ادعى النبوة لما ظل الناس يجالسونه ومنهم علماء اللغة المتمسكين بدينهم فلقد كانوا يجالسونه ويجلونه ويفسرون شعره ، وكذا الأمراء طلبوا مدحه لهم وأجزلوا له العطاء
رابعا: أن لصوق هذا اللقب به يدل على عدم مبالاته به أو إشعار بالتهمة التى نسبت إليه وإلا حاول أن يدفعها عنه ولم ترد إلينا أخبار بذلك
كما أن المتنبى كان معروف بأنه مترفع عن مجالس اللهو وشرب الخمر وغيرها من الأمور التى اشتهر بها شعراء هذا الزمان ،ولعل هذا أصاب بعضهم بالحقد عليه لترفعه عن مجالسهم
إذاً فما سر تلقيبه بالمتنبى ..؟
يقول أبو العراء المعرى فى رسالة الغفران " وحدث أن المتنبى كان إذا سُئل عن حقيقة هذا اللقب قال هو من النبوَة أى المرتفع من الأرض
وأنه قد طمع فى شىء من الملك ، ولإبداعه فى الشعر لقب بنبى الشعر
كما قال أبو القاسم مظفر بن على فى رثاءه له بعد قتله
لا رعى الله هذا الزمـان ** إذ دهانا فى مثل هذا اللسان
ما رأى الناس ثانى المتنبى ** أى ثان يرى لبكر الزمان
كان من نفسه الكبيرة فى ** جيش وفى كبرياء ذى سلطان
هو فى شـعره نبى ولكن** ظهرت معجزاته فى المعانى
كما رفض أيضا العلامة محمود شاكر هذا الأمر وفسر تلقيبه بالمتنبى فى قوله " عندنا أن أبا الطيب لما عاد من الكوفة واتصل ببدر بن عمار ولزمه وعلا عنده وأصاب كرامة لم يصب مثلها من قبل ، تناوشه الشعراء إذ خافوه على أرزاقهم ، وطفقوا ينتقصون الرجل ويطلبون له العيون ، وأغراهم بذلك ترفعه عن مجالس لهوهم ،وانصرافه عن الهزل الذى يكونون فيه ، وظنوا به الكثير ،فأخذوا يذكرون من شعره ويتنادرون به ، فلما وقعوا على كثرة دوران أسماء الأنبياء فى هذا الشعر وتشبيهه نفسه بهم ، وما هو فيه من التعفف والتورع ،أرادوا له لقبا ينبذونه به فلقبوه (المتنبى) يريدون المتشبه بالأنبياء،وأخذوا يذكرون الاسم ، ويتداولونه بينهم ، ثم استفاضت شهرته به لما اتصل بأبى العشائر
سنة 336 هـ وصار لا يذكر إلا به ، بل لعله سرّه اللقب فلم ينكره " ا.هـ
إذاً الخلاصة أن هذا اللقب لم يكن لادعاء المتنبى النبوة كما انتشر هذا الأمر للاسف الشديد حتى فى المدارس
وحقيق أن ننزه هذا الشاعر الفذ العظيم الذى طاف البلاد شرقا وغربا معتمدا على شعره وسيفه واسمع البلاد من روائع شعره وحكمه ما يذكر إلى يومنا هذا
قرأتُ فى أحد المنتديات الصديقة هذه المعلومة والتى يجهلها كثير منا ، فأحببت أن أنقلها لتعم الفائدة .
وهى بخصوص تسمية المتنبى بهذا الاسم ، والذى تعلمناه فى مدارسنا أن السبب فى هذه التسمية هو ادعاؤه للنبوة .
وأترككم لتتبينوا من هذه المعلومة..
أبو الطيب المتنبى هو أبو الطيب أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفى ولد بالكوفه 302 هـ .
من شعراء القرن الرابع قيل عنه أنه أشعر الإنس
هذا الشاعر الفحل الذى جمع بين الأصالة والتجديد وأتى بالحكم والمواعظ فى شعره ،وأبكار المعانى التى لم يسبقه إليها أحد .
وقد أُشتهر عنه أنه لقب بالمتنبى لادعاءه النبوة
والآن السؤال هل حقا أدعى النبوة ؟
وخلاصة القول فى مسألة نبوته أنها دعوة غير صحيحة من وجوه
الأول : أن فى ادعاءه النبوة خروج عن الإسلام ومن ثم وجب قتله كما حدث لمن ادعى النبوة قبله كمسيلمة الكذاب وسجاح وغيرهم
ثانيا : أن عقاب الزندقة فى العصر العباسى كان القتل فكيف بمن يدعى النبوة ؟!
ثالثا : أنه حقا لو ادعى النبوة لما ظل الناس يجالسونه ومنهم علماء اللغة المتمسكين بدينهم فلقد كانوا يجالسونه ويجلونه ويفسرون شعره ، وكذا الأمراء طلبوا مدحه لهم وأجزلوا له العطاء
رابعا: أن لصوق هذا اللقب به يدل على عدم مبالاته به أو إشعار بالتهمة التى نسبت إليه وإلا حاول أن يدفعها عنه ولم ترد إلينا أخبار بذلك
كما أن المتنبى كان معروف بأنه مترفع عن مجالس اللهو وشرب الخمر وغيرها من الأمور التى اشتهر بها شعراء هذا الزمان ،ولعل هذا أصاب بعضهم بالحقد عليه لترفعه عن مجالسهم
إذاً فما سر تلقيبه بالمتنبى ..؟
يقول أبو العراء المعرى فى رسالة الغفران " وحدث أن المتنبى كان إذا سُئل عن حقيقة هذا اللقب قال هو من النبوَة أى المرتفع من الأرض
وأنه قد طمع فى شىء من الملك ، ولإبداعه فى الشعر لقب بنبى الشعر
كما قال أبو القاسم مظفر بن على فى رثاءه له بعد قتله
لا رعى الله هذا الزمـان ** إذ دهانا فى مثل هذا اللسان
ما رأى الناس ثانى المتنبى ** أى ثان يرى لبكر الزمان
كان من نفسه الكبيرة فى ** جيش وفى كبرياء ذى سلطان
هو فى شـعره نبى ولكن** ظهرت معجزاته فى المعانى
كما رفض أيضا العلامة محمود شاكر هذا الأمر وفسر تلقيبه بالمتنبى فى قوله " عندنا أن أبا الطيب لما عاد من الكوفة واتصل ببدر بن عمار ولزمه وعلا عنده وأصاب كرامة لم يصب مثلها من قبل ، تناوشه الشعراء إذ خافوه على أرزاقهم ، وطفقوا ينتقصون الرجل ويطلبون له العيون ، وأغراهم بذلك ترفعه عن مجالس لهوهم ،وانصرافه عن الهزل الذى يكونون فيه ، وظنوا به الكثير ،فأخذوا يذكرون من شعره ويتنادرون به ، فلما وقعوا على كثرة دوران أسماء الأنبياء فى هذا الشعر وتشبيهه نفسه بهم ، وما هو فيه من التعفف والتورع ،أرادوا له لقبا ينبذونه به فلقبوه (المتنبى) يريدون المتشبه بالأنبياء،وأخذوا يذكرون الاسم ، ويتداولونه بينهم ، ثم استفاضت شهرته به لما اتصل بأبى العشائر
سنة 336 هـ وصار لا يذكر إلا به ، بل لعله سرّه اللقب فلم ينكره " ا.هـ
إذاً الخلاصة أن هذا اللقب لم يكن لادعاء المتنبى النبوة كما انتشر هذا الأمر للاسف الشديد حتى فى المدارس
وحقيق أن ننزه هذا الشاعر الفذ العظيم الذى طاف البلاد شرقا وغربا معتمدا على شعره وسيفه واسمع البلاد من روائع شعره وحكمه ما يذكر إلى يومنا هذا