المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عُــــرْسِــــي غَدًا ::::::::مفاجَـأة :::::::


قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ
06-11-2008, 09:35 PM
عُــــرْسِــــي غَدًا ::::::::مفاجَـأة :::::::

بِسمِ الله تبارَكَ اسمهُ وتعالَى جدُّه لا إلاه الا هو الحق أرشَدَ للحق عباده المتقين و انكس الباقين

والحمد له ربِّي خلَقَ من كلّ شيءٍ زوجين اثنين و رَفَع زوجا فوق صِنوِه و خَصَّ بني أدَمَ بميثاق غليظٍ فلهُ الحَمدُ والمنَّة .

و نحنُ علي ابواب اشهر صيفية و اجازات لها حقوق مرعيَّة
*** موسِمُ الزيجات والأعراس ***

عرسي غدًا ......

نعم هي كلمة يقولها الكثيرون في هذه الايام لكن في خِضَمِّ معيشتنا في واقع مرير ضاع فِيــهِ الدين و ضاعَتْ فِيــهِ الموازين كيف حال اعراسنا و على أعتاب هذا الموسم المبارك تعتلي في الآفاق بدعُ و منكرات و آفاتُ اماكنَ السرور و البهجة

فكيف نعالج مناكير الافراح

و لكيْ لا ينسَحِبَ بُسَيْطُ الوقتِ من تحْتِ ارجُلِنا سيندرج كلامي في ستة محاورَ لا اخرج عنها باذن الله

أوّلا : الترغيب في الزواج والتكثّرِ منه و التعدد .

ثانيا : الترغيب في حسن اختيار الزوج زوجته و حسن تفكّر المرأة قبل قبول زوجها و مشروعية الخطبة .

ثالثا : أدَبُ الخاطِب و منكرات الخطوبة .

رابعا : الزفاف ادابه و آثار السّلف فيه .

خامسا : منكرات الأفراح في عصرنا و شبهها بمنكرات الجاهلية .

سادسا : الحلول المبذولة للكفّ من هذا الشرّ .

و كما هو معنون لن نطيل النفس في العناصر الثلاثة الاولى بل هي ستكون مقدمة نبني عليها الكلام فلا بدّ منها .


*** الترغيب في الزواج ***


يَقولُ ربّ العزّة جلّ جلاله : ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )[النور:32]. و يروي إمام اهل السنّة ابو عبد الله احمد بن حنبل الشيباني و الإمام ابو عبد الرّحمن أحمدُ بن شعيب النسائي و الحديث صححه شيخُ الحفاظ في هذا الزمان ابو عبد الرّحمن الألباني رحمهم الله جميعا من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلّ اللهم عليه وسلّم (( حبب إليّ من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة )) و كان دأب المحبّين مع المحبوب يقتدون به في فعله وقولهو يرتفعُ اقوام بمعاني الحبّ والاقتداء للتعلّق بما يحبّ المحبوب و هذا من ابلغ صور الاقتداء وانظروا ان شئتُم حديث أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَهُ قَالَ أَنَسٌ فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُهُ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيْ الْقَصْعَةِ قَالَ فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ

و ٍإ كنّا لا نطمعُ في بلوغ هذه الدرجات العُلا في الحبّ والاتباع فكيفَ حالنا و نحن يطْرُقُ اسماعَنَا قول الصّادق المصدوق صلّى الله عليه وسلّمَ كما هو عند الشيخين ابي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري و ابي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري رحمها الله قال رسول الله صلّ اللهم عليه وسلّم (( يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء )) وهنا ارشاد نبويّ لبديل صحّي للوجاء الذي هو فعل السائس مع فرسه حين تثور غريزته و يصعب طبعُه فتضرب انثياه بحجر او بغيره فتكريما لبني أدم رفعَ عنه مشقة هذا في نفسه وارشده لعلاج ربّاني و سنّة مرضية انها الزواجُ و جعل بديل ذلك لغير القادر الصيَام فبدأ قولَهُ بنداء جمعَ فيه و اجمعَ فسمانا معشر الشباب تلطفا و تحببا و ربط الزواج بالاستطاعة و قد فصل العلماء في هذا و ليس المحل لبيان الاستطاعة و مهيتها و ارشد لمنافع هذا الحلّ و عواقبه المحمودة فقال '' فانه أغضّ للبصر واحصن للفرج '' جعلنا الله عاضين ابصارَنا محصنين فروجنا ....... فياله من دين لو كان له رجال .

و أَخْرَجَ إمام اهلِ السنّة احمدُ بن حنبل رحمه الله و كذا بن حبانَ و البيهقي و صحه الألباني من حديث سعد بن ابي وقَّاص عن رسول الله قال : ((أربع من السعادة)) وعدّ منها ((الزوجة الصالحة)) ، وروى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله قال: ((الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة)) فياليتَ شعرِي أين المحبطون طوالُ الألسنة من تراشقوا صوامع الدّين والسنّة تحتَ راية تنظيم النسل و التخطيط البشري عبر كل وسائل الاعلام من شاشات تغزوا البيوتات يبثون سمومهم في اوساط العوامّ من الجهال فجعلوا سنّ الزواج ما فوق الثلاثين و جعلوا يرسمون لزواج القرن العشرين صورةً ما عرفها اجدادنا فكان ما كان امام كل بابٍ عقبةٌ كؤود و حاجز منيع هذا يريد أن يأتي بشهادة الدكتوراه من لندن ثمّ يفكّر في الزواج و اخري تريد ان تنهي الجامعة و عمرها فوق الثلاثين ( كما هو الحال عند اهل المغرب الاسلامي ) و ثالث يجمع المليمات و الجنيهات كي يبني في كل ريع صرحا فتاللهِ حين أراني امام تلكم الفيلات المبنية علي ركام شباب و فتوّة سنينَ طويلة يكنزُ المال كي يسطيعَ بناء '' البيت '' و نسيَ او تناسى كيف بنى خير البشر عليه افضلُ الصَّلاة والسلام علي عائشة و بقية زوجاته , حين أراني هنالك اذكر قوله تعالى في قومٍ عَتوا و ظلموا قال : أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ [الشعراء:128]، و يقول شيخنا احمد حطيبة مفسرا الاية : الريع: هو المنطقة المرتفعة أو الطريق الممتد، فهؤلاء كأنهم لفراغ أوقاتهم يلعبون ويبنون آية،انهــ و كذا حال شبابنا انشغلوا بالمفضول عن الفاضل ألهاهم بناءُ الأدوار عن القيام بالواجبات و الأدوارِ فما يفيقون .



من رام الكمال وقع في المُحال


من تعَيـــسة الحظّ !!
من تعَيـــس الحظّ !!

هذه هي أندَرُ ما يقالُ حين يرغب العاقلُ عن العزوبية .......نعم من يقولُ أن قرينَهُ قليلُ حظٍّ حين يبتليه اللهُ بعشرته !!!


هذا هو مفتاحُ اختيار الزّوجِ .

فقد طَغى في النّاس داءُ العُجب و سرى بينهم مرض حبّ الذات ....يأتي الخاطب معتمّا بقولِه صلوات الله وسلامه عليه '' فاظفر بذات الدّين تربت يداك '' فينسيه عمله عملَه و تقصيره و عجزه و بُعدَه عن سبيل الرّشاد فكم من صالحة وقعت بين فكّي شيطان منافق حسِب الدّين قميصا و لحية و عباءة و حجابا و كم من عانس تردّ العرسان و لا تفيقها سوي حسرة الفوات بعد هدوء الطرق علي الأبواب .

فهلاّ رجعنا لسير سلفنا في ترك هذا التنقطع المقيت فلم يوما من قال '' السلفية لا يتزوجها الا سلفي '' و ''السلفي لا يتزوج الا سلفية '' فالنّاسُ درجات و سييعييك البحث كي تجد المرام الذي تحسب فيه الكمال و من رام الكمال وقع في المُحال كما يقولون ...فانظر اُخيّ لحالِك و اعترف بتقصيرك و عجزك و ضعفك في سدّ المطلوب منكَ على التمام و لا تشغلنّ نفسك ببحث عن كاملة في اوصافها و لك قول الشاعر :

وكيف يفوز بفضل الكمال ***** من جعل الأكمل الأنقصا
لعمرك ما أنصف المثمرات*****من يجتنيها بخبط العصا


وانتِ اختي ارضي بمن كان متمسكا بدينه مقيما لصلاته بارّا باهله حسن الخلق و لا تتبعي ما الفينا من دقائق و شعارات رنَّانات قبل فوات الأوان


و الخطبة مشروعة بنص القرآن والسنّة و بالاجماع و دليل ذلك من القرآن قوله تعالى : (وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)

و من السنّة قوله صل اللهم عليه وسلم '' "لا يخطب الرجل على خطبة أخيه '' و بمفهوم المخالفة فهذا امر بالخطبة و ترغيب فيها و كذا سنته الفعليه حيث صحّ النقلُ في خطبة النبيّ والله اعلم

والاجماع بين السلف على ذلك محفوظ .

و للخطبة اداب ومحاذير افردُ لها كلاما في قابل

والله الموفّق



انتظروا التتمة

ام عمار السلفية
06-11-2008, 10:02 PM
فى الإنتظار بإذن الله
نفع الله بكم

امة الله ام فاطمة
06-12-2008, 12:47 AM
بارك الله فيك موضوع مهم جداااا
فى انتظار باقى الموضوع ان شاء الله

القيم
06-12-2008, 03:24 AM
نعم هذا مما عمت به البلوى فى مجتعاتنا المسلمه ، نسأل الله السلامه


فى إنتظار التتمه

أبـو مـريـم
06-12-2008, 01:58 PM
جزاكم الله خيرا

وفي الانتظار حين اصلاح الجهاز

قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ
06-12-2008, 03:08 PM
سعدتُّ بمروركم

ادعوا لي يا رحمكم الله

ابو عبيد الله
06-12-2008, 03:13 PM
متابع بأذن الله

نفع الله بكم

وبارك الله فى قلمك اخى الحبيب

ونسال الله ان يرزقكم الاخلاص فى القول والعمل

القيم
06-12-2008, 09:45 PM
بارك الله فيك أخى الحبيب الغالى أبو اليسع
جعله الله فى ميزان حسناتك يوم القيامه

الوليد المصري
06-12-2008, 09:59 PM
متابع..بارك الله فيكم

أبومالك
06-12-2008, 10:02 PM
تسجيل متابعة بإذن الله
يسر الله لك أخى الحبيب

أم عمر
06-16-2008, 04:36 AM
متابعة بإذن الله

أبو صفية
06-16-2008, 05:15 AM
جزاك الله خير أخي الغالي،
أما أنا فكان عرسي منذ خمسة سنوات(ابتسامة)،والأن لي بنتين:صفية:أربع سنوات وسمية:سنتين ونصف،والان تحاولان مع أمهما حفظ عقيدة الطفل المسلم،وتحفة الأطفال وبعض السور القصيرة،فالحمد لله هذه والله، ثمراث اختيار الزوجة والزوج الصالح،وأيضا يجب أن نحرص على البيئة الصالحة،عني بيت من قبل الزواج يكون خالي من المعاصي ،لا تصاوير ولا أغاني،وأيضا البيت هندسته تكون هندسته محتشمة تليق يالاسرة الملتزمة،يعني حتى لا يطلع الضيوف على زوجتك،أو يطلع الرجال على النساء الخ.........
وأنا عندما أردت شراء بيت لي وجدت بيتا أعجبني موقعه:قرب من المسجد ،دخول الشمس إليه،جران ليس فيهم شر،لكن كانت هندسته قليلة الأدب،فاشترطت على البائع أن يتم تغيير هندسته لأشتريه ،تردد ثم وافق بعد ذلك،فوضعت هندسته بنفسي حتى أني فكرت في أنسب مكان يلعب فيه أطفالي،وهم غير موجودين بعد، فهكذا يجب أن نفكر كمسلمين،اللهم زوج شباب المسلمين،وقهم الفتن ما ظهر منها وما بطن آمين.

أم عمر
06-16-2008, 06:31 AM
بنتين:صفية:أربع سنوات وسمية:سنتين ونصف،والان تحاولان مع أمهما حفظ عقيدة الطفل المسلم،وتحفة الأطفال وبعض السور القصيرة


ماشاء الله تبارك الله
حفظهما الله بحفظه وانبتهما نباتا حسنا ونفع بهن وبكم وبارك لكم فى أهليكم وذرياتكم

نسمه الجنه
06-17-2008, 12:24 AM
ماشاء الله جزيتم خيرا متابعه باذن الله

سلسبيله هارون
06-17-2008, 05:50 AM
موضوع مفيد ورائع

جزاك الله خيرا وبارك فيك وتقبل منك وجعل اعمالك صالحه واصلح لك الدنيا والاخرة ورزقك حسن الخاتمه

متابعه الباقى ان شاء الله

قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ
06-30-2008, 06:12 PM
اسعدني مروركم

نفع الله بكم


تمت اضافة فقرة عن اختيار الزوج زوجه

أم مُعاذ
06-30-2008, 09:16 PM
جزاكم الله خيرا

قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ
07-01-2008, 06:02 AM
الخطبة تعريفها ، مشروعيتها ، شروطها


'' تعريف الخطبة''


المعنى اللغوي :
يقال خطب فلانة و اختطبها خطبة وخطبا ، فهو خاطب وخطيب وخطب ويجمع على خطاب وخطباء واخطاب ، وهي خطيبة ومخطوبة وخطب وخطب و يقال خطب فلانة أي طلبها للزواج ، وأصل الخطبة مشتق في الكلام من الخطاب أو الخطب ، والخطاب هو الكلام ، تخاطبا بمعنى تكلما وتحدثا ن وخاطبه في أمر بمعنى حدثه بشأنه . تعلق هذا الخطاب بامرأة كان المعنى المتبادر إلى الذهن أن يكون هذا الخطاب بشأن الزواج بها ، وتكون الخطبة بمعنى الكلام الذي يحدث بشأن طلب الزواج.
أما الخطب فهو الأمر والشان والحال ، يقال ما خطبك ؟ أي ما شأنك ؟ ويكون قولهم خطب فلان فلانة بمعنى سألها أمرا وشأنا في نفسها ، وأول شأن يتبادر إلى ذهن المرأة هو الزواج بها ، وبمجرد هذا الطلب يصح القول بأن فلانا خطب فلانة سواء قبلت المرآة هذا الطلب أو قبله أهلها أمن لم يكن قد تم قبوله بعد .
المعنى الفقهي : لا يخرج معنى الخطبة في الشريعة الإسلامية عن معناها اللغوي ، الخطبة هي طلب الزواج من فتاة معينة ، سواء قُبل هذا الطلب من الفتاة أم من أحد أهلها أم رفض ،و يعرف الفقهاء : الخطبة هي المقدمة والمدخل إلى عقد النكاح وهي في ذاتها عقد ابتدائي لإعلان القبول بالزواج بين طرفين .
فالخطبة في الشريعة الإسلامية ليست عقدا بين الخاطب والمخطوبة أو وليها ، وليست وعدا من الخاطب بالزواج ولا تواعدا بين الخاطب والمخطوبة أو وليها على الزواج،بل هي "مجرد طلب الزواج" لأن الخطبة تتم بمجرد هذا الأصل في العقد أن يتم بإيجاب وقبول ، وقبول الفتاة أو أهلها ما طلب الخاطب من الزواج لا يعني قيام عقد بينهما ، وإنما يعني مجرد ترشيح الفتى زوجا في المستقبل .

'' مشروعية الخطبة''


الخطبة في الشريعة الإٍسلامية مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع .
الكتاب : ففي كتاب الله عز وجل ورد قوله تعالى (وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)
وجه الاستدلال بهذه الآية أن الله عز وجل أباح خطبة المعتدة من وفاة تعريضا ، وأباح خطبة غيرها من غير المحرمات جائزة من باب أولى .
السُنة :
أ ) في السنة القولية حيث روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"لا يخطب الرجل على خطبة أخيه" وهذا يدل على أن الخطبة مشروعة للخاطب الأول وأنه يجب احترام حقه في الخطبة ،
ب ) في السنة الفعلية وردت الآثار أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب بعض زوجاته كأم سلمة ، وجويرية رضى الله عنهما .
ت ) في السنة التقريرية ثبت أن الصحابة مارسوا الخطبة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم واقرها ولم ينكرها ، وبل قال لبعضهم من خطبوا كالمغيرة بن شعبه (أنظر إليها فانه أحرى أن يؤدم بينكما ) فدل هذا على مشروعية الخطبة .
الإجماع : وقد أجمع علماء المسملين على جواز الخطبة ومشروعيتها .
العرف : كما جرى عرف المسلمين على الخطبة قبل الزواج ، وهو عرف صحيح لا يعارض نصا في كتاب أو سنة .
الخطبة في الشريعة الإسلامية اتفاق على الزواج، وأنها لا تحل شيئاً من المخطوبة غير النظر إليها قبل الخطبة، وأنه لا يترتب على فسخها شيء من الحقوق، ولا يشترط لعقدها حضور شهود ولكن لو تمت بحضور شهود فلا بأس بذلك وأنه يستحسن أن يكون من الأولياء أعني ولي المرأة ونائباً عن الرجل وأن هذه الخطبة تمهيد لعقد الزواج الذي يتوقف على الحقوق والواجبات الخاصة بكل من الزوجين عليه‏.‏
والخطبة في شريعة المذاهب المحرفة غير ذلك فهم يعتبرونها عقد يبيح للخاطب كل شيء في مخطوبته إلا النكاح كالنظرة والخلوة والاستمتاع بكل شيء عدا النكاح ولذلك تعقد أمام الكاهن وبشهود وبتقديم مهر‏.‏ ولأنه يقام في هذه الخطبة حفل كهنوتي خاص والحفلات من الأمور التي يقلد الناس فيه بعضهم بعضاً فإنه سرى إلى المسلمين عدوى هذا الاحتفال بالخطبة والعادات والتقاليد التي تصنع فيه كتبادل ‏(‏الخواتم‏)‏ والشراب ودفع مهر يسميه الناس ‏(‏الشبكة‏)‏، ويصبح الخاطب بعد هذه الحفلة أشبه بالزوج يخلو بخطيبته ويسافر بها، بل ولا يستنكر الناس استمتاعه بها فيما عدا الجماع وذلك كالشرائع المحرفة سواء بسواء، وقد أدى هذا إلى فساد كبير فكثيراً ما تفسخ الخطبة من قبل الخاطب أو المخطوبة وحيث إنه لا يترتب على ذلك حقوق معروفة في الشريعة الإسلامية فإن المشاكل تحدث حول رد الهدايا، والشبكة وما قد يكون الخاطب قد خسره في أثناء فترة الخطبة التي قد تمتد عند بعض الناس إلى سنوات هذا عدا الفساد الذي كثيراً ما يحدث بالخلوة والتقاط الصور التي تكون أحياناً وسيلة إفساد وإضرار بالمرأة عند فسخ الخطوبة‏.‏

'' شروط الخطبة''

ألنظرة إلى المرأة قبل الخطبة‏:‏
يجب على من وقع في قلبه امرأة أن ينظر إليها قبل التقدم لخطبتها وهذا النظر واجب للأحاديث الآتية‏:‏
1: حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما‏]‏ أي أن إعجابك بها أحرى بأن تدوم العشرة بينكما
2: حديث أبي هريرة قال‏:‏ خطب رجل امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً‏]‏
ما يجوز للمرأة كشفه أمام الأجانب هو الوجه والكفان ‏(‏على خلاف بين السلف والفقهاء‏)‏ فهل النظر إلى هذا فقط أم إلى هذا وغيره‏؟‏ ، فقال بعض الفقهاء بأن النظر للخطبة لا يجوز إلا للوجه والكفين فقط‏.‏ ووسع آخرون إلى ما يبيحه العرف الإسلامي، ولا شك أن هذا إفراط وذاك تفريط، والوسط هو العدل‏.‏ من ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏[‏إذا خطب أحدكم المرأة فقدر أن يرى منها بعض ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل‏]‏‏.‏ ، قال الشوكاني‏.‏‏.‏ وفي إسناده محمد بن إسحاق، وأعله ابن القطان بواقد بن عمرو‏.‏‏.‏ فإن صح الحديث فهو حجة لأكثر من الوجه والكفين، وقد جاء عن بعض السلف أنهم نظروا عند الخطبة لأكثر من ذلك‏.‏


ألخلوة ليست من المباحات‏:


هذا وليست الخلوة بالأجنبية جائزة، ولو رغب في زواجها للأحاديث الكثيرة التي جاءت بالنهي عن ذلك فمن ذلك حديث جابر عند أحمد‏:‏ ‏[‏من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم فإن ثالثهما الشيطان‏]‏ ،
وحديث عقبة بن عامر في البخاري ومسند أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏[‏إياكم والدخول على النساء‏]‏ فقال رجل من الأنصار‏:‏ يا رسول الله أفرأيت الحمو فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏الحمو الموت‏]‏، ويشهد لهذين الحديثين حديث ابن عباس المتفق عليه أنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏ لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر يوماً وليلة إلا مع ذي محرم‏ ]‏‏ .‏
فلهذه الأحاديث فإنه يجب أن يعلم أن الخلوة ليست بجائزة ولو لطالب الزواج إلا أن تكون الخلوة مع محرم للمرأة‏.‏
ومن استشير في خاطب أو مخطوبة؛ وجب عليه أن يذكر ما فيه من مساوئ وغيرها، ولا يكون ذلك من الغيبة‏ .


'' ألسؤال عن الخطيب ''


ويجب على الطرفين السؤال عن الطرف الاخر ، والتأكد من أخلاقه ، لما روىعن فاطمة بن قيس " أنه أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له أن معاوية وأبا جهم خطباها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما معاوية فصعلوك لا مال له ، وأما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه ،انكحي أسامة بن زيد "
ومن استشير في خاطب أو مخطوبة؛ وجب عليه أن يذكر ما فيه من مساوئ وغيرها، ولا يكون ذلك من الغيبة‏ .‏
''جواز ان تخطب المرآة أو وليها الرجل ''


اجاز جمهور الفقهاء للمرآة أن تخطب بنفسها الرجل ، واستدلوا على ذلك بما روى عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال :" جاءت امرآة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، جئت اهب لك نفسي ، أي جئت أزوجك من نفسي أو تزوجني كيف تشاء ، وسكت النبي صلى الله عليه وسلم حتي طلب منه أحد صحابته الجالسين معه أن يزوجها له فزوجها له ، ولم يكن مع هذا الصحابي مال يدفعه مهرا ، وكان المهر حفطه ليات من القران الكريم .
وهذا الحديث يدل على أن هذه المراة خطبت النبي صلى الله عليه وسلم بل وزوجته من نفسها ، فسكت وسكوته على ذلك يدل على جواز خطبة المرآة للرجل وتزويجها له من نفسه لان النبي صلى الله عليه وسلم لا يسكت عن منكر يراه .
وللمرآة ان تخطب الرجل عن طريق وسيط ، فترسل له مثلا امرآة أخرى كما أرسلت خديمة رضى الله عنها ، صديقة لها إلى محمد صلى الله عليه وسلم تعرض عليه أن يتزوج وتسأله عن أسابب بقاءه بغير زواج ثم تفاتحه في ان يتزوج خديجة ، وكان هذا في الجاهلية وهو أدب لا يتعارض مع أداب الإسلام .
ولولي المرآة أن يخطب لها من يراه من فضلاء الرجال ، فقد عرض عمر بن الخطاب على عثمان بن عفان أن يزوجه ابنته حفصه ، فلما سكت عرضها على ابو بكر الصديق ، فسكت ، فخطبها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعلم بما حدث من عمر ، فكان هذا اقرارا منه صلى الله عليه وسلم لجواز خطبة ولي المرآة رجلا فاضلا لها .
وقد ورد في القرآن الكريم هذا ، فقال تعالى فيه على لسان شعيب عليه السلام مخاطبا موسى عليه السلام )قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)


=========================
أحوال المرأة في الخطبة
=========================

***** خطبة المرة الخالية من عصمة رجل أو خطيب*****


قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏(‏إذا خطب أحدكم امرأة، فقدر أن يرى منها بعض ما يدعوه إلى نكاحها؛ فليفعل‏)‏ ، وفي حديث آخر‏:‏ ‏(‏انظر إليها؛ فإنه أحرى أن يؤدم بينكما‏)‏ فدل ذلك على الإذن في النظر إلى ما يظهر من المخطوبة غالبا، وأن يكون ذلك من غير علمها، ومن غير خلوة بها‏.‏
قال الفقهاء‏:‏ ويباح لمن أراد خطبة امرأة وغلب على ظنه إجابته‏:‏ نظر ما يظهر غالبا، بلا خلوة، إن أمن من الفتنة ‏"‏ انتهى‏.‏
وفي حديث جابر‏:‏ ‏(‏فكنت أتخبأ لها، حتى رأيت منها بعض ما دعاني إلى نكاحها‏)‏
فدل ذلك على أنه لا يخلو بها، ولا تكون هي عالمة بذلك، وأنه لا ينظر منها إلا ما جرت العادة بظهوره من جسمها، وأن هذه الرخصة تختص بمن غلب على ظنه إجابته إلى تزوجها، فإن لم يتيسر له النظر إليها؛ بعث إليها امرأة ثقة تتأملها ثم تصفها له، لما روي‏:‏ ‏(‏أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أم سليم تنظر امرأة‏)‏ ‏.‏

*********خطبة المتوفى عنها زوجها*******


عدة الوفاة‏.‏ المرأة التي يتوفى عنها زوجها لا يجوز لأحد التقدم لخطبتها حتى تمر عليها أربعة أشهر وعشر أو تضع حملها إن كانت حاملاً‏.‏ ولكن يجوز أن تشعر بالخطبة تعريضاً وتلميحاً لا تصريحاً‏.‏‏.‏ كأن يقال لها‏:‏
‏"‏إني أبحث عن امرأة فاضلة وأود لو أنني وفقت لذلك‏"‏
ونحو هذا من العبارات التي تفهم الرغبة في الزواج وليست نصاً صريحاً في الخطبة كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن، ولكن لا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفاً، ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم‏)

*********** خطبة المعتدة من طلاق بائن**********


فلا يجوز في عدة الطلاق أن يتقدم رجل بخطبة هذه المرأة المطلقة طلاقاً بائناً‏.‏ فالبائن وإن كان لا يجوز أن ترجع إلى زوجها إلا بعد نكاح آخر فإن هناك اتفاقاً على أنه لا يجوز ذلك ولم يأت في الكتاب والسنة ما يبيح ذلك‏.‏ هذا ولا يجوز أيضاً التعريض بخطبتها‏ .‏

********* خطبة المعتدة من طلاق رجعي*********

ويحرم التصريح بخطبة المعتدة كقوله‏:‏ أريد أن أتزوجك؛ لقوله تعالى‏:‏‏{‏وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ‏}‏ فأباح التعريض في خطبة المعتدة، وهو أن يقول مثلا‏:‏ إني في مثلك لراغب، أو‏:‏ لا تفوتيني بنفسك، فدل ذلك على تحريم التصريح؛ كقوله‏:‏ أريد أن أتزوجك؛ لأن التصريح لا يحتمل غير النكاح؛ فلا يؤمن أن يحملها الحرص على أن تخبر بانقضاء عدتها قبل انقضائها‏.‏
قال الإمام ابن القيم‏:‏ حرم خطبة المعتدة صريحا، حتى حرم ذلك في عدة الوفاة، وإن كان المرجع في انقضائها ليس إلى المرأة، فإن إباحة الخطبة قد تكون ذريعة إلى استعجال المرأة بالإجابة، والكذب في انقضاء عدتها،. وتباح خطبة المعتدة تصريحا وتعريضا لمطلقها طلاقا بائنا دون الثلاث؛ لأنه يباح له نكاحها في عدتها ‏"‏‏.‏
قال الشيخ تقي الدين‏:‏ ‏"‏ يباح التصريح والتعريض من صاحب العدة فيها إن كان ممن يحل له التزوج بها في العدة ‏"‏‏ .

خطبة المخطوبة
( خطبة المسلم على خطبه أخيه )


يجوز إذا تقدم رجل لخطبة امرأة أن يتقدم ثان وثالث وأكثر من ذلك ما لم توافق على واحد منهم‏.‏ فإن وافقت المرأة وأولياؤها على واحد من الخطاب فلا يجوز لأحد التقدم إلى الخطبة بعد ذلك لأن هذا منهي عنه نهياً شديداً وهو من أسباب نشر العداوة والبغضاء في المجتمع المسلم‏.‏
وتحرم خطبته على خطبة أخيه المسلم؛ فمن خطب امرأة، وأجيب إلى ذلك؛ حرم على غيره خطبتها، حتى يأذن بذلك أو يرد؛ لقوله‏:‏ ‏"‏‏(‏لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك‏)‏ " ، وروى مسلم‏:‏ ‏"‏‏(‏ لا يحل للمؤمن أن يخطب على خطبة أخيه حتى يذر‏)‏ ‏"‏ ،
وفي حديث ابن عمر‏:‏ ‏"‏‏(‏ لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه‏)‏ ‏ ،
وللبخاري‏:‏ ‏"‏‏(‏ لا يخطب الرجل على خطبة الرجل حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له‏)‏ ‏"‏،
فدلت هذه الأحاديث وما في معناها على تحريم خطبة المسلم على خطبة أخيه لما في ذلك من الإفساد على الخاطب الأول، وإيقاع العداوة بين الناس، والتعدي على حقوقهم، فإن رد الخاطب الأول، أو أذن للخاطب الثاني، أو ترك تلك المرأة؛ جاز للثاني أن يخطب تلك المرأة؛ لقوله‏:‏ ‏(‏لا حتى يأذن أو يترك‏)‏ وهذا من حرمة المسلم، وتحريم التعدي عليه‏.
وبعض الناس لا يبالي بذلك، فيقدم على خطبة المرأة، وهو يعلم أنه مسبوق إلى خطبتها، وأنها قد حصلت الإجابة، فيعتدي على حق أخيه، ويفسد ما تم من خطبته، وهذا محرم شديد التحريم، وحري بمن أقدم على خطبة امرأة وهو مسبوق إليها مع إثمه الشديد أن لا يوفق وأن يعاقب‏.‏ فعلى المسلم أن يتنبه لذلك، وأن يحترم حقوق إخوانه المسلمين؛ فإن حق المسلم على أخيه المسلم عظيم؛ لا يخطب على خطبته، ولا يبيع على بيعه، ولا يؤذيه بأي نوع من الأذى‏ .‏
وأما لو وقع هذا فما الحكم‏؟‏
قال بعض الفقهاء يفسح نكاحها من الثاني ‏(‏الذي خطب الرجل على خطبة أخيه‏)‏ وترد إلى الأول‏.‏ وجعلوا هذا من مبطلات عقد النكاح، وجعل البعض هذا غير مبطل للعقد ولكنه معاقب عليه شرعاً فعند هؤلاء لا يبطل العقد إن وقع وإن كان فاعل هذا يستحق التعزير والمجازاة‏.‏
ونرى أن الخطبة عقد جائز ولم يأت في الكتاب والسنة ما يدل على ترتب حقوق معينة بالفسخ فإذا وقعت الخطبة على الخطبة فلا نرى بطلان زواج الثاني وإن كنا نرى أنه ظالم وأنه يجب عليه الرجوع عن خطبته وأنه مستحق للعقوبة في الدنيا والآخرة وكذلك من وافقه من المرأة والأولياء، ولما كان الأصل في عقد الزواج التراضي كما سيأتي في شروط النكاح فإننا نرى أنه لا يجوز أن يعقد عقده مع الإكراه أبداً‏.‏
وأجاز بعض العلماء هذه الخطبة بشروط :
1: أن لم يكن الثاني يعلم بإجابة الأول ، جاز له ذلك معذورا بالجهل .
2: أو ترك الأول الخطبة .
3: لو أخر الأول العقد ، وطالت المدة وتضررت المخطوبة .
4: لو أذن الأول للثاني بالخطبة .
5: لو سكت الخطاب الأول عن خطبة الثاني لان سكوته عند استئذانه في معنى الترك ، وكذا لو رد الأول ولو بعد إجابته ويكره رده بلا غرض .


=================
انعقاد الخطبة وفسخها
=================



انعقاد الخطبة( يدخل فيه بما يصح )


لا يلزم لتمم الخطبة في الشريعة الإسلامية إجراء أي طقوس خاصة أو تدخل من أحد علماء الدين ، كما هو الحال في الشرائع الأخرى ، كما لا يلزم أن يلبس الخاطب خاتما في إصبع يده اليمنى .
وقد استحب جمهور الفقهاء المسلمين أن يذكر الخاطب أو من حضر معه قبل الخطبة كلمة تتضمن حمدا لله تعالى والاستعانة به واستغفاره والنطق بالشهادة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والوصية بتقوى الله عز وجل ويروى أن ابن مسعود كان يقول : " أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ) ثم يقرأ قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
وقوله سبحانه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)
وقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً # يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
وثم يتحدث بما يشاء ، ويستحب أن يرد ولى المخطوبة بكلمة مماثلة .


إعلان الخطوبة :


يجرى عرف الناس على اعلان الخطبة بحفل يقام في بيت المخطوبة ويدعى له الأهل والأقارب ، وإعلان الخطبة أمر لا تعترض عليه الشريعة الإسلامية طالما اتخذ مظهرا لا يتعارض مع آدابها ومبادئها .
ولا يحب الإسلام الإسراف في نفقات الخطبة ، ذلك أن خير النكاح بركة أيسره نفقة ، وكذلك ليس من الإسلام الاختلاط بين الشبان بالشابات ، والرجال بالنساء .. الخ .


توثيق الخطبة :


لا تتطلب الشريعة الإسلامية توثيق الخطوبة بشهود أو في محرر .. ، وما يذكر عادة من قراءة الفاتحة ليس أمرا شرعيا لازما.
على أن الشريعة الإسلامية لا تمنع من توثيق الخطبة ، وقد تركت ذلك للعرف ، فان تعارف الناس على حفظ العهود لم تكن بهم حاجة إلى توثيق الخطبة ، وإن فشت بينهم الخيانة وشاع النفاق لم تمنع الشريعة الإسلامية أن يحتاط الناس أو ولي الأمر بطلب توثيق الخطبة بشهود أو في محرر .



فسخ الخطبة

كثرت في العصر الحديث العدول عن الخطبة لعدة أسباب ، لم تكن موجودة في العصور السابقة منها : التسرع في إتمام الخطبة قبل استكمال البحث والتحري من الطرف الآخر ، وكثرة الغش والرياء في الزواج وتنوع مطالب كل من الخاطب والمخطوبة...
ولفسخ الخطوبة مزايا ومساوئ :
فمن مزاياها : انه يحول دون إتمام زواج فاشل قد يصعب التخلص منه ، ووقاية من هذا المستقبل المظلم والوقاية خير من العلاج ، ولهذا ينبغي الاعتراف لكل من الخاطب والمخطوبة بحرية العدول عن الخطبة .
أما مساوئ فسخ الخطوبة : فأهمها ما قد يلحق بسمعة أحد الخاطبين وخصوصا المخطوبة من أقاويل وما قد يصيب أحدهما من مغارم مالية أنفقها في الاستعداد للزواج لن يتم ، وما قد يضيع عليه من منافع كفرصة زواج آخر موفق أو فرصة لاستكمال الدراسة أو الالتحاق بعمل .
فلكل من طرفي الخطبة العدول عنها و\فسخها ، سواء كان هناك مبرر لفسخ الخطوبة أو لم يكن هناك مبرر ، وعبارات الفقهاء أجازت العدول عن الخطبة مطلقاً ، من ذلك قولهم:
" الظاهر أن الخطب ليست بعقد شرعي ، وأن تخيل كونها عقدا فليس تلزم بل جائر من الجانبين قطعا " أي لكل من الخاطب والخطوبة العدول عن الخطبة بمبرر أو بغير مبرر بدون مسئولية على العادل ، والعدول جائز من ولي المخطوبة لو كانت صغيرة ، على أن العدول ينبغي أن يكون لغرض صحيح أي ينبغي أن يكون العدول بمبرر ، فإذا كان العدول عن الخطبة بغير مبرر كان مكروها لما فيه من إخلاف الوعد والرجوع عن القول ، لكنه غير محرم لان الحق في الزواج لم يلزم بعد ، فحكم العدول بغير مبرر في الشريعة الإسلامية هو الكراهة لا التحريم .

نرى أن الخطبة عقد جائز ولم يأت في الكتاب والسنة ما يدل على ترتب حقوق معينة بالفسخ.
وبهذا نعلم أنه لا يترتب على فسخ الخطبة آثار معينة على الرجل أو المرأة لأن الخطبة على النحو الإسلامي تكون مجرد اتفاق مبدئي على الزواج، فإذا ألغي فلا أثر يترتب عليه لأنه لم تحصل مخالطة أو مهر ‏(‏هذا الذي يسمونه الشبكة‏)‏ أو غير ذلك‏.‏
أما إذا كان الشخص قد تورط ودفع شيئاً من هذا عند الخطبة فنرى أنه لا يجوز للرجل أن يسترده إذا كان الفسخ منه لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه‏]‏، وهذه هبة لامرأة كان ينوي الزواج بها فإذا صرف نظره فلا يجوز له العود في هذه الهبة‏.‏
وأما إذا كان الفسخ من قبل المرأة فنرى أنه يجب عليها أن ترد ما أخذته منه إذ هل يستحل مالاً من صاحبه بغير عوض وبغير طيب نفس منه‏.‏ وإذا كان الله قد أذن للرجل أن يأخذ المهر الذي دفعه لزوجته إذا كان طلب الطلاق منها فمن باب أولى أن ترد المخطوبة ما أخذته من الرجل ما دام أن الفسخ منها‏.

و للموضوع بقية


==========
نقلتُ معظم الكلام بعد التدقيق

حفيد ابن تيمية
07-02-2008, 10:27 PM
حديثٌ عنِ الأعراسِ !!! وآخرُ عن الخُطْبَةِ....... وكأنَ أخانا الحبيبَ أبا اليسعَ يُفَكِرُ في الزواجِ ويَرْغِبُ فيه

إذا كانَ كما أقولُ فعلى بركةِ اللهِ !!!........ لكن........ حذاري ........ لا تنسَ أنْ تَدْعُوَنا على الوليمة ,

جزاك الله خيراً على كل حال

قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ
07-03-2008, 07:32 PM
أدْخَــل اللهُ على قلبِك السّرور اخي الحبيب كما أدخلتَ عليّ بكلماتك اللطيفة الجميلة

و لستُ اجِدُ قولا خلا '' اُحبُّكَ في الله واسألُ الله ان يجمعني بكَ في ظلّ عرشه بهذا الحبِّ ''

و بخصوص تساوُلِك ........نظِرَةٌ إلى خِتامِ الكلامِ ترَ ما يعوق المسلمين من تمام هذا الأمرِ في تيسيير و كلّنا منهم

نفع الله بكَ

حفيد ابن تيمية
07-03-2008, 07:58 PM
أحبكَ الذي أحببتني له , وباركَ اللهُ فيكم وذللَ كُلَ صَعبٍ يحولُ بينكَ وبينَ ما ترومُ يا حبيبُ

(أم عبد الرحمن)
04-24-2009, 08:19 PM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم