المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زوال الهم ودفع الغم للرد علي المجرحين لأهل السنة


عبدالله القاضي
06-10-2008, 04:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
أمابعد؛

قال الله عز وجل:{قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}.

المقدمة:

قال المناوي: فرحم الله امرءا قهر هواه، وأطاع الإنصاف وقواه، ولم يتعمد العنت، ولا قصد قصد من إذا رأى حسنا ستره وعيبا أظهره ونشره ولتأمله بعين الإنصاف لا بعين الحسد والانحراف،

فمن طلب العيب وجد وجد، ومن افتقد زلل أخيه بعين الرضا والإنصاف فقد فقد والكمال محال لغير ذي الجلال". [فيض القدير: (1/3)].
مع انتشار الجهل وافتقار العلم والبحث عن أخصر المختصرات من أجل الوصول والغاية والسطوع علي أطلال اللحوم والأجساد بسمها والطعن فيها.
فهذه المدرسة قد جرأت الصغار على الكبار ؟وتتظاهر بأنها تدافع عن منهج العلماء الكبار؟والحق أنها تتخذ العلماء وسيلة إلى نشر ما هم عليه من مُحْدَثات الأفكار؟!!
فكان علي لزاماً أن أضع حداً لهذه المهازل التي باتت تؤرقني لضيق وقتي في الرد عليها واستهانتي بها في إضاعة الوقت للرد عليها وكان يكفيني أن أراجع الورد الخاص بي في قراءة القرآن أو مراجعة متن من المتون وأنا لا أتورع في هذا الموقف بل هي ضرورة تذكر.

وعندما تذكرت كلام الشيخ العثيمين في شرحه علي الورقات: أن الناس أنواع في التسامح والتحدث إليهم بالحسنى منهم
إما مسيء وتحسن إليه فيصفوا إليك فهذا تحسن إليه
وإما مسيء تحسن إليه ويزيد طغيانه وهذا لا يحسن إليه
أو كما قال الشيخ رحمه الله.

ونوع الأخوة الذين يتبعون منهج (التقليد المذموم) من هذا النوع الثاني

فقررت التصدي بعون الله لهم فأولئك مما خُتم علي قلوبهم وسمعهم وأبصارهم غشاوة فلا يسمعون ولا يرون إلا ما سكن في قلوبهم وغالب ما يؤتى هؤلاء به ناتج من إعجابهم بأنفسهم، وظنهم أنهم هم أهل السنة وأنهم هم الذين على طريق السلف، وهم أبعد ما يكون عن طريق السلف وعن السنة.

فالإنسان إذا أعجب بنفسه - نسأل الله السلامة - رأى غيره كالذر، فاحذر هذا." أو كما ذكر الشيخ العثيمين في شريط "الدين النصيحة"

ومما وقع فيه هؤلاء المفسدون في الأرض الذين يزعمون أنهم أرادوا الإصلاح يقول تعالى: الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ [الشعراء: 152]

1_أولاً الدعوة إلي عدم تقليد الدعاة
الدعوة إلي عدم تقليد الدعاة أو العلماء الذين وقعوا في خطئ أو أكثر ((هذا في نظرهم بالطبع فقد لا يكون خطئ أصلاً أو قد يكون خلاف معتبر)) وهم وقعوا في تقليد أكبر وهو تقليد الشيخ ربيع والشيخ مقبل رحمة الله وحتي الشيخ بن باز والألباني والعثيمين وغيره مما أعتبروهم أنهم الأئمة الذين لا يصدر منهم خطئ أبداً معاذ الله عما يقولون فليس لأحد العصمة إلا النبي محمد صلي الله عليه وسلم مع الإقرار بحبنا لهؤلاء الأئمة ولكن لا نشهد لهم بالعصمة أبداً وهذا دليل علي جهلهم الفادح بمعرفة العلماء ووصفهم وما يقال في حقهم وما يستحيل عليهم
و مر في ذكر المجتهدين من أنهم إما مصيب وإما مخطئ، فإنه مما لابد أن يقال أنه من ترجح عنده تقليد أحدهما، لم يجز له الإنكار على من ترجح عنده تقليد الآخر، ناهيك عمن ترجح عنده قول الآخر عن اجتهاد ودليل ودون تقليد له، فكيف ينكر المقلد عن المجتهد.
و لا أحد من المسلمين يقول إن فلانا أفضل من فلان مطلقا فيقبل منه هذا الكلام، لأنه من المعلوم بين الناس أن كل طائفة ترجح متبوعها، فلا تقبل قول من يخالفها فيه، ولا قول من يخالف قوله وفتواه.
و الحق الذي لا ريب فيه أن الرجل إن كان مقلدا، فليقلد من يترجح عنده أنه أولى بالحق، وإن كان مجتهدا فليجتهد وليتبع ما يترجح عنده أنه الحق، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وكما قال تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن 16]، لكن عليه ألا يتبع هواه، ولا يتكلم بغير علم، كما قال تعالى: {هاأنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم}[آل عمران66]، وقال تعالى: {يجادلونك في الحق بعدما تبين}[الأنفال 6]، وما من إمام إلا وله مسائل يترجح فيها قوله على قول غيره، ولا يعرف هذا التفاضل إلا من خاض في تفاصيل العلم، ومن فاضل فعليه بالدليل لا بالازدراء والتهويل.

وطالما أن هؤلاء لا يعرفون هذا الكلام فهم جهال لا محالة بل أقسم ان من قرأ أبواب فساد التقليد لم يقف حذوهم دقيقة واحده بل قد يخشي أن يحدث نفسه بقول الشيخ بن باز أو العثيمين عوضاً علي قول الشيخ ربيع المدخلي بل سيشعر بالنقصان الشديد أنه وقع في التقليد.
وأنقل للقارئ الأن تفصيل مبسط للتقليد وأنواعه بما فيه التقليد المذموم من كتاب (فيصل التفرقة العلمية بين السلفية السنية والحدادية البدعية) للكاتب فتحي بن خليفة العيساوي.وهذا الباب موجود تقريباً في كل كتب أصول الفقه.

بيان التقليد المذموم:
التقليد ينقسم إلى محرم وواجب وجائز.
و المحرم منه هو الإعراض عما أنزل الله تعالى، وعدم الإلتفات إليه، اكتفاء بتقليد الآباء، أو تقليد من لا يعلم المقلد أنه أهل لأن يقلد، أو التقليد بعد قيام الحجة، وظهور الدليل على خلاف قول المقلد.
و القرآن مملوء بذم هؤلاء، كما قال تعالى: {و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون}، وقال تعالى: {و كذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم}، وقال تعالى: {و إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا}.و قد يقول قائل: إنه ذم من قلد الكفار والآباء، بخلاف أهل العلم الذين أمر سؤالهم، فقال: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، وهذه شبهة كثر اللهث بها، وإليك الجواب عنها:
إن الله تعالى قد ذم الإعراض عن الحق المنزل إلى تقليد الآباء، وأما من بذل جهده واستفرغ وسعه في إتباع ما أنزل الله وخفي عليه بعضه فقلد فيه من هو أعلم منه، فهذا محمود غير مذموم.
و التقليد ليس بعلم باتفاق أهل العلم، فهو مذموم إذ يقول الله تعالى: {و لا تقف ما ليس لك به علم}، ويقول: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}، وقال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}، فلا يجوز الرد إلى غيره وغير رسوله صلى الله عليه وسلم.
و قال تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة}[التوبة 16]، وهذا لا مفر لكم منه، إذ جعلتم قول شيخكم مقدم على الله ورسوله والمؤمنين، ثم تلطفتم في رد ما عارضه من ذلك، وفي هذا أشد الطاعة للسادة والكبراء، فأضلوا السبيل.
و قد يقول أحدهم إنهم إنما يقلدون أهل الهدى، فهم على هدى في ذلك، فيقال لهم: إن كنتم مقلدين فأنتم لا تعرفون الدليل، وليس لكم علم ولا أنتم من أهله، فكيف زعمتم أن من قلدتموه على هدى؟! ثم استنتجتم من هذه الدعوى الباطلة أنكم على هدى، وهل هذا إلا ظلما وسذاجة؟!.
ثم إنكم إن زعمتم أنكم قلدتم الشيخ، فالشيخ يدعوكم إلى إتباع الدليل والنهي عن التقليد، فمن أعرض عن الحجة وقلد الشيخ دونها، فهو مخالف لله ولرسوله وللمؤمنين وللشيخ نفسه، إلا إن كان الشيخ يدعو لتقليده، وهذا لا نعلمه منه، لكن نعلمه من أصحابه إذ يدعون له العصمة في المنهج.
وفي هذا بيان أن الإتباع بخلاف التقليد، إذ هو سلوك طريق المتبوع والإتيان بمثل ما أتى به من علم.
وقد ذم الله تعالى التقليد في قوله: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}، قال حذيفة: لم يعبدوهم من دون الله، ولكنهم أحلوا لهم وحرموا عليهم فاتبعوهم، وقال عدي بن حاتم: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب، فقال: ألق هذا الوثن من عنقك، وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة حتى أتى على هذه الآية: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}، قال: فقلت: يا رسول الله إنا لم نتخذهم أربابا، قال: "بلى، أليس يحلون لكم ما حرم عليكم فتحلونه، ويحرمون عليكم ما أحل لكم فتحرمونه؟" فقلت: بلى، قال: "فتلك عبادتهم"(أحمد والترمذي).
و قال صلى الله عليه وسلم: "إني لا أخاف على أمتي من بعدي إلا من أعمال ثلاثة"، قالوا: وما هي يا رسول الله؟، قال: "أخاف عليكم زلة العالم، ومن حكم جائر، ومن هوى متبع".
قال ابن القيم -رحمه الله- في إعلام الموقعين 2/173: "والمصنفون في السنة جمعوا بين فساد التقليد وإبطاله، وبيان زلة العالم، ليبينوا بذلك فساد التقليد وأن العالم قد يزل ولابد، إذ ليس بمعصوم، فلا يجوز قبول كل ما يقوله، وينزل قوله منزلة قول المعصوم، فهذا الذي ذمه كل عالم على وجه الأرض، وحرموه وذموا أهله، وهو أصل بلاء المقلدين وفتنتهم".
فتدبر هذا الكلام جيدا، وانظر إلى من قال: إن الشيخ ربيعا معصوم في مسائل المنهج والجرح والتعديل، وإلى من قال: إنه يقبل كلام الشيخ ربيع في الطوائف والجماعات والأفراد بدون تمحيص، يتبين لك الحق من الباطل إن شاء الله تعالى.
وعن معاذ –رضي الله عنه- كان لا يجلس مجلسا للذكر إلا قال حين يجلس: الله حكم قسط، هلك المرتابون (الحديث)، وفيه: "وأحذركم زيغة الحكيم، فإنه قد يقول الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق"، قلت لمعاذ: ما يدريني رحمك الله أن الحكيم قد يقول الضلالة، وأن المنافق قد يقول كلمة الحق؟ قال لي: "اجتنب من كلام الحكيم المشبهات التي يقال ما هذه، ولا يثنيك ذلك عنه، فإنه لعله يراجع، وتلق الحق إذا سمعته فإن على الحق نورا".


و ذكر البيهقي عن ابن عباس قال: ويل للأتباع من عثرات العالم، قيل: وكيف ذلك يا أبا العباس؟ قال: يقول العالم من قبل رأيه، ثم يسمع الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيدع ما كان عليه.
وقال شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال: قال معاذ بن جبل: يا معشر العرب كيف تصنعون بثلاث: دنيا تقطع أعناقكم، وزلة عالم، وجدال منافق بالقرآن؟ فسكتوا، فقال: أما العالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم، وإن افتتن فلا تقطعوا منه إياسكم، فإن المؤمن يفتتن ثم يتوب، وأما القرآن فله منار كمنار الطريق، فلا يخفى على أحد، فما عرفتم منه فلا تسألوا عنه، وما شككتم فكلوه إلى عالمه، وأما الدنيا فمن جعل الله الغنى في قلبه فقد أفلح، ومن لا فليس بنافعته دنياه.
قال أبو عمر: وإذا صح وثبت أن العالم يزل ويخطئ لم يجز لأحد أن يفتي ويدين بقول لا يعرف وجهه.
و قال ابن وهب: سمعت سفيان بن عيينة يحدث عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود أنه كان يقول: اغد عالما أو متعلما، ولا تغد إمعة فيما بين ذلك، قال ابن وهب: فسألت سفيان عن الإمعة، فحدثني عن أبي الزناد عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: كنا ندعو الإمعة في الجاهلية الذي يدعى إلى الطعام فيأتي معه غيره، وهو فيكم المحقب دينه الرجال.
و روى أبو زرعة عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: "إن حديثكم شر الحديث، وإن كلامكم شر الكلام: فإنكم قد حدثتم الناس حتى قيل: قال فلان وقال فلان، ويترك كتاب الله، من كان منكم قائما فليقم بكتاب الله، وإلا فليجلس"، فهذا قول عمر لأفضل قرن على وجه الأرض، فكيف لو أدرك ما أصبحنا فيه من ترك كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة لقول فلان وفلان، وكيف لو أدرك من يقول إن الشيخ معصوم في المنهج، فالله أكبر والله المستعان.
و روى أبو داود عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار، ومن استشار أخاه فأشار عليه بغير رشده فقد خانه، ومن أفتى بفتيا بغير ثبت فإنما إثمها على من أفتاه" والثبت الحجة التي يثبت بها الحكم باتفاق الناس كما قال أبو عمر.
هذا مع ما ثبت عن الأئمة الأعلام كمالك والثوري والشافعي من النهي عن تقليدهم، وذم من أخذ أقوالهم بغير حجة، قال الشافعي: مثل الذي يطلب العلم بلا حجة كمثل حاطب ليل، يحمل حزمة حطب وفيه أفعى تلدغه، وهو لا يدري، ذكره البيهقي.
فيا من ادعى العصمة لشيخه أو صاحبه، وهو ينتسب إلى السلف ويدعو بدعواهم، من الاعتصام بالدليل من الكتاب والسنة والإجماع، فحالكم حال متشبعين بما لم تعطوه، ناطقين من العلم بما شهدتم على أنفسكم أنكم لم تؤتوه، فإنه ثوب زور لبستموه، ومنصب من أهله غصبتموه، وهل ما ادعيتم من العصمة في المنهج لشيخكم، قد صرتم إليه بالتقليد والتخمين، أم بنيتموه على الدليل؟ فهذا والله خبر الزمان، المعلوم فساده وبطلانه بالضرورة والبرهان.
ثم إنا نقول لهؤلاء: ما الذي خص صاحبكم أن يكون أولى بالتقليد من غيره؟ فإن قيل: لأنه أعلم أهل عصره -فهي أقل من قولهم: لأنه معصوم في المنهج-، قيل له: وما يدريك ولست من أهل العلم بشهادتك على نفسك أنه أعلم منك، إلا أن تكون تدعي العصمة في المنهج لنفسك أنت أيضا، فإن هذا إنما يعرفه من عرف المنهج كما يعرف أبناءه بل أشد، وإلا فما للأعمى ونقذ الدراهم؟!
ويقال له أيضا: إن كان لكم دليل على صحة ما ادعيتموه فأخرجوه لنا، وهيهات هيهات، وإلا فقد أعظمتم الفرية، وقلتم على الله ما لا تعلمون، فإن قال: لم أقصد العصمة التي هي عصمة عند الناس والتي يصرفونها للأنبياء فقط، وإنما أردت أنه اعلم بالمنهج من غيره، وانه لا يصير إلى رأي إلا لدليل صار إليه هو أولى من قول غيره، قيل له: إنا لم نأمر أن ننقب عن قلوب الناس، وقولتكم سيئة وإن لم تقصد فعليك الرجوع عنها، وأما خصمك فقد يرد عليك بنفس دعواك، وليس لك سبيل إلى دفعه.
وتفصيل هذا أن يقال لمدع العصمة للشيخ: هل ادعيت ذلك عن علم أم عن تقليد؟ فإن قال: بالدليل، طولب به، وليس له إليه سبيل، وإن قال: عن تقليد لأنه أعلم مني، قيل له: يلزمك ذلك في كل من هو أعلم منك، فهلا ادعيت العصمة لهم جميعا! فإن قال: لأنه اعلم الناس، فيقال له: كونه أعلم منك عرفناها منك، لكن كيف عرفت انه أعلم من غيرك؟ وما حجتك في ترك من لم تقلد منهم؟ ولعل من تركت قوله منهم أفضل ممن أخذت بقوله، على أن القول لا يصح لكون قائله فاضلا، وإنما يصح لدلالة الدليل عليه، ثم يقال لهذا المقلد: كيف يجوز لك الفتوى في شرائع الدين، وحمل الناس وإلزامهم بقول صاحبك، وإلا إسقاطهم وإخراجهم من السلفية، ووسمهم بالبدعة والضلال، وأنت مقر بأن شيخك قد يخطئ وقد يصيب، وربما كان الصواب مع من بدعتموه، وكان لشيخك من الخطأ نصيب، قال تعالى: {و لا تقف ما ليس لك به علم}، وقال تعالى: {أتقولون على الله ما لا تعلمون}، وقال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث".
قال أبو عبد الله بن خويزمنداد البصري المالكي: وذكر محمد بن حارث في أخبار سحنون بن سعد عنه قال: كان مالك وعبد العزيز بن أبي سلمة ومحمد بن إبراهيم بن دينار وغيرهم يختلفون إلى ابن هرمز، فكان إذا سأله مالك وعبد العزيز أجابهما، وإذا سأله ابن دينار وذووه لا يجيبهم، فتعرض له ابن دينار يوما فقال: يا أبا بكر لم تستحل مني ما لا يحل لك؟ فقال له: يا ابن أخي وما ذاك؟ قال: يسألك مالك وعبد العزيز فتجيبهما، وأسألك أنا وذوي فلا تجيبنا، فقال: أوقع ذلك يا ابن أخي في قلبك؟ قال: نعم، قال: إني قد كبرت سني، ودق عظمي، وأنا أخاف أن يكون قد خالطني في عقلي مثل الذي خالطني في بدني، ومالك وعبد العزيز عالمان فقيهان، إذا سمعا مني حقا قبلاه، وإن سمعا خطأ تركاه، وأنت وذووك ما أجبتكم به قبلتموه.
قال ابن الحارث: هذا والله الدين الكامل، والعقل الراجح، لا كمن يأتي بالهذيان، ويريد أن ينزل قوله من القلوب منزلة القرآن؛ ويا ترى ماذا يقول ابن الحارث في قول من ادعى العصمة لشيخه، ألم يعلم أن أفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون ولا يقدح في صديقيتهم وقوع الخطأ منهم، بل لولا ذلك لكان الصديق بمنزلة النبي، ألم يعلم أن ادعاءهم العصمة للشيخ وإن قصد تعظيمه بذلك، ففيه غض ونقص لمن هو خير منه وهم الأنبياء والرسل، كما أن الذي يغلو في الأنبياء والرسل يكون غلوه عيبا وغضا بالألوهية، قال تعالى: {ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون}، وأما هذا الذي لم يعرف عنه بعد أنه أنكر ذلك ورده على مقلده؟! هلا تأسى بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: "لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم"، أتراه رضي بهذه الكلمة؟! {كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا}، هلا تأسى بقول أحمد: "لا تقلدني، ولا تقلد مالكا، ولا الثوري، ولا الأوزاعي، وخذ من حيث أخذوا"، وبقوله: "من قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجال".
و كذلك من المعلوم بالضرورة أنه لم يكن في أفضل العصور -وهو عصر الصحابة- رجل واحد اتخذ رجلا منهم يقلده في جميع أقوله، فلم يسقط منها شيئا، وأسقط أقوال غيره فلم يأخذ منها شيئا، إذ هذا موجب العصمة المدعاة، وكذلك عصر التابعين، وعصر تابعيهم، فليكذبنا هذا برجل واحد من القرون المفضلة، سلك سبيلهم الوخيمة، وادعى العصمة لشيخه في المنهج أو غيره.
و كذلك يقال له: هل أنت فيما ادعيت من العصمة للشيخ في المنهج موافق لأمر الله، أو أمر رسوله صلى الله عليه وسلم، أو إجماع أمته، أو قول أحد من الصحابة؟ فإن قال: نعم، فقد قال ما يعلم الله ورسوله وجميع العلماء بطلانه، وإن قال: لا، فقد كفانا مؤنته، وشهد على نفسه بشهادة الله ورسوله وأهل العلم عليه، ويقال له: ما عذرك غدا بين يدي الله حين لا ينفعك شيخك بحسنة واحدة، ولا يحمل عنك سيئة واحدة، إذ ادعيت فيه ما ليس لك، وما ليس له، ولست على بصيرة منه.
و كذلك قولكم بعصمة الشيخ يلزمكم أحد أمرين:
-على أي شيء كان الناس قبل أن يولد هذا الشيخ؟ أكانوا على هدى أم على ضلالة؟ فإن كانوا على حق من اتباع الكتاب والسنة والإجماع، فماذا بعد الحق إلا الضلال، وإلا فقد جوزوا أن تضل الأمة، مما هو معلوم بطلانه بالضرورة.
-و قد يقولون إنهم كانوا على حق لكن يضيفون أن صاحبهم ثبت على ما مضى عليه السلف، واقتفى منهاجهم، وسلك سبيلهم، فيقال لهم: فمن سواه من الأئمة هل شارك صاحبكم في ذلك أم انفرد صاحبكم به وحرمه من عداه؟ والعصمة المدعاة توجب الثاني، فإن قالوا به فهم أضل سبيلا من الأنعام، وإن قالوا بالأول لزمهم ادعاء العصمة لغيره، فيقال لهم حينئذ: فكيف وقفتم الصواب على صاحبكم والخطأ على من خالفه؟.
و إليك وإلى المسلمين وأنا منهم بيان طريق أهل العلم والدليل، مجملة في قول ابن القيم -رحمه الله-: "فإن طريقهم طلب أقوال العلماء، وضبطها والنظر فيها، وعرضها على القرآن والسنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقوال خلفائه الراشدين، فما وافق ذلك منهم قبلوه، ودانوا الله به، وقضوا به، وأفتوا به، وما خالف ذلك منها لم يلتفتوا إليه، وردوه، وما لم يتبين لهم كان عندهم من مسائل الاجتهاد، التي غايتها أن تكون سائغة الإتباع، لا واجبة الإتباع، من غير أن يلزموا بها أحدا، ولا يقولون إنها الحق دون ما خالفها، هذه طريقة أهل العلم سلفا وخلفا".
ثم يصف -رحمه الله- سلوك ضد هذه الطريق، فيقول: "و أما هؤلاء الخلف فعكسوا الطريق، وقلبوا أوضاع الدين، فزيفوا كتاب الله وسنة رسوله وأقوال خلفائه وأصحابه، فعرضوها على أقوال من قلدوه، فما وافقها منها قالوا: لنا، وانقادوا له مذعنين، وما خالف أقوال متبوعهم منها قالوا: احتج الخصم بكذا وكذا، ولم يقبلوه، ولم يدينوا به، واحتال فضلاؤهم في ردها بكل ممكن، وتطلبوا لها وجوه الحيل التي تردها، حتى إذا كانت موافقة لمذاهبهم، وكانت تلك الوجوه بعينها قائمة فيها، شنعوا على منازعهم، وأنكروا عليه ردها بتلك الوجوه بعينها، وقالوا: لا ترد النصوص بمثل هذا".
ثم يقول -رحمه الله- مرجحا لطريق الحق، ذاما لطريق الباطل: "و من له همة تسمو إلى الله ومرضاته، ونصر الحق الذي بعث الله به رسوله أين كان ومع من كان، لا يرضى لنفسه بمثل هذا المسلك الوخيم والخلق الذميم"(إعلام الموقعين 2/209).
و قال -رحمه الله- أيضا: "إن أقوال العلماء وآراؤهم لا تنضبط ولا تنحصر، ولم تضمن لها العصمة، إلا إذا اتفقوا ولم يختلفوا، فلا يكون اتفاقهم إلا حقا، ومن المحال أن يحيلنا الله ورسوله على ما لا ينضبط ولا ينحصر، ولم يضمن لنا عصمته من الخطأ، ولم يقم لنا دليل على أن أحد القائلين أولى بأن نأخذ قوله كله من الآخر، بل يترك قول هذا كله ويؤخذ قول هذا كله، هذا محال أن يشرعه الله، أو يرضى به، إلا إذا كان أحد القائلين رسولا والأخر كاذبا على الله، فالفرض حينئذ ما يعتمده هؤلاء المقلدون مع متبوعهم ومخالفيهم"، والله أعلم.
3_الأمر الثاني عدم دراستهم لأصول العلوم الشرعية

كالفقه والحديث وعلوم التفسير ومعرفتهم بالعلماء المتقدمين ومنهاجهم وهذا يجعل فجوة كبيرة جداَ بين المتعلم الذي يحدثهم بالعلم والإقرار الذي وقع في قلوبهم.

3_يدعون الناس إلي ترك التحزب المقيت للعلماء والتجرد إلى الحق
الذين يظنون فيه أنه الحق وهم وقعوا في أشد منه تحزباً بإتباعهم لبعض العلماء دون سواهم والإعراض عن سماع الأخريين ومناقشة حجج الأخريين بالأصول عوضاً عن هذا التحزب المقيت لبعض العلماء دون سواهم كالشيخ ربيع وغيره.

4_ظنهم في أن السلفية انحصرت في تأويلهم
فالسلفيَّة بمعنى أن تكون حزباً خاصّاً له مميزاته ويُضلِّل أفراده سواهم فهؤلاء ليسوا من السلفيَّة في شيء.
يعني باختصار : من خالف الشيخ ربيع بن هادي المدخلي فقد خالف الكتاب والسنة والإجماع !!! وهذا لا يقول به أبداً أبداً من تعلم بدايات العلم ولا أقول له قدماً راسخاً في العلم.

وأما السلفيَّة التي هي اتباع منهج السلف عقيدةً، وقولاً، وعملاً، واختلافاً، واتفاقاً، وتراحماً، وتوادّاً، كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثَل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر"، فهذه هي السلفيَّة الحقَّة.
الأمر الأخر تبديع كل من سار علي غير منهجهم في بعض المسائل وكما قال الشيخ العثيمين لا نطلق علي من أتبع تأويلاً وإن كان عقائدياً أنه مبتدع وهذا الرجل معروف أنه من أهل السنة فلو أخذ منا أحد مثلاً رأياً من مالك يكون مالكياً أو أخذ رأي أو أكثر من أحمد يكون حنبلياً

فإذا رأينا شخصاً من العلماء المعتبرين المعروفين بالنصيحة أخذوا شيئا مما ذهب إليه أهل البدع لايكونوا منهم ولاهم على مذهبهم
هؤلاء الذين يبدعون بعض المشايخ والعلماء من أجل خطئ وأكرر(خطئ في إعتقادهم قد يكون أصلاً ليس خطئ بل قد يكون خلاف أو تأويلاً سائغاً ) أطالبهم أن يبدعوا أمثال ابن حجر والنووي وابن قدامة صاحب المغني والكتب النافعة وابن عقيل وابن الجوزي فلديهم مصنفات تخرجهم من السلفية هي أشنع وأعظم مما قال به البعض اليوم كخلق القرآن وغير ذلك وتأويل الاستواء ولعلهم لا يعرفون مثل هذا لجهلهم المفرط أو يقولون ويؤولون عليهم بأنهم علماء وهذه اجتهادات علماء وأنهم ليسوا مبتدعه أقول لهم الذي جعلكم تدخلون في قلوب العلماء اليوم وتقرون أنهم مبتدعه هل دخلتم قلوب بن حجر وبن الجوزي فتثبتوا لنا أنهم غير مبتدعه !!!!!!
ألم يعلموا أن العلماء اختلفوا في أبَدِيَّة النار؟!! هل هي أبدية.. هل هي مؤبدة أو غير مؤبدة؟! من السلف والخلف وهذه عقيدة أو غير عقيدة ؟!! أسألك !! عقيدة واختلفوا فيها.

فأما الإمام أحمد بن حسين أبو بكر البيهقي، فقد قال فيه الذهبي في السير [18/163 وما بعدها]: " هو الحافظ العلامة الثبت الفقيه شيخ الإسلام "، وقال: " وبورك له في علمه، وصنف التصانيف النافعة "، وقال: " وانقطع بقريته مُقبلاً على الجمع والتأليف، فعمل السنن الكبير في عشر مجلدات، وليس لأحد مثله "، وذكر له كتباً أخرى كثيرة، وكتابه (السنن الكبرى) مطبوع في عشر مجلدات كبار، ونقل عن الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل كلاماً قال فيه: " وتواليفه تقارب ألف جزء مما لم يسبقه إليه أحد، جمع بين علم الحديث والفقه، وبيان علل الحديث، ووجه الجمع بين الأحاديث "، وقال الذهبي أيضاً: " فتصانيف البيهقي عظيمة القدر، غزيرة الفوائد، قل من جود تواليفه مثل الإمام أبي بكر، فينبغي للعالم أن يعتني بهؤلاء، سيما سننه الكبرى".

وأما الإمام يحيى بن شرف النووي، فقد قال فيه الذهبي في تذكرة الحفاظ [4/259]: " الإمام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء... صاحب التصانيف النافعة "، وقال: " مع ما هو عليه من المجاهدة بنفسه والعمل بدقائق الورع والمراقبة وتصفية النفس من الشوائب ومحقها من أغراضها، كان حافظاً للحديث وفنونه ورجاله وصحيحه وعليله، رأساً في معرفة المذهب ".

وقال ابن كثير في البداية والنهاية [17/540]: " ثم اعتنى بالتصنيف، فجمع شيئاًَ كثيراً، منها ما أكمله ومنها ما لم يكمله، فمما كمل شرح مسلم والروضة والمنهاج والرياض والأذكار والتبيان وتحرير التنبيه وتصحيحه وتهذيب الأسماء واللغات وطبقات الفقهاء وغير ذلك، ومما لم يتممه – ولو كمل لم يكن له نظير في بابه – شرح المهذب الذي سماه المجموع، وصل فيه إلى كتاب الربا، فأبدع فيه وأجاد وأفاد وأحسن الانتقاد، وحرر الفقه فيه في المذهب وغيره، وحرر فيه الحديث على ما ينبغي، والغريب واللغة وأشياء مهمة لا توجد إلا فيه... ولا أعرف في كتب الفقه أحسن منه، على أنه محتاجٌ إلى أشياء كثيرة تزاد فيه وتضاف إليه ".
ومع هذه السعة في المؤلفات والإجادة فيها لم يكن من المعمرين، فمدة عمره خمس وأربعون سنة، ولد سنة (631هـ)، وتوفي سنة (676هـ).

وأما الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فهو الإمام المشهور بتآليفه الكثيرة، وأهمها فتح الباري شرح صحيح البخاري، الذي هو مرجع عظيم للعلماء، ومنها الإصابة وتهذيب التهذيب وتقريبه ولسان الميزان وتعجيل المنفعة وبلوغ المرام وغيرها.

ومن المعاصرين الشيخ العلامة المحدث ناصر الدين الألباني، لا أعلم له نظيراً في هذا العصر في العناية بالحديث وسعة الإطلاع فيه، لم يسلم من الوقوع في أمور يعتبرها الكثيرون أخطاء منه، مثل اهتمامه بمسألة الحجاب وتقرير أن ستر وجه المرأة ليس بواجب، بل مستحب، ولو كان ما قاله حقاً فإنه يعتبر من الحق الذي ينبغي إخفاؤه، لما ترتب عليه من اعتماد بعض النساء اللاتي يهوين السفور عليه، وكذا قوله في كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: " إن وضع اليدين على الصدر بعد الركوع بدعة ضلالة " وهي مسألة خلافية، وكذا ما ذكره في السلسلة الضعيفة (2355) من أن عدم أخذ ما زاد على القبضة من اللحية من البدع الإضافية، وكذا تحريمه الذهب المحلق على النساء، ومع إنكاري عليه قوله في هذه المسائل فأنا لا أستغني وأرى أنه لا يستغني غيري عن كتبه والإفادة منها، وما أحسن قول الإمام مالك رحمه الله: " كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر، ويشير إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ".

وهذا الإمام البربهاري يقول: (والإيمان بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكل نبي حوض إلا صالح النبي صلى الله عليه وسلم فإن حوضه ضرع ناقته).قلت: وهذا جاء في حديث موضوع وقال: (... وأرواح الكفار والفجار في برهوت).قلت: ولا يصح في ذلك نص.

وقال قوَّام السنة إسماعيل التيمي: (أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة، ولا يطعن عليه بذلك، بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب. قال أبو موسى المديني: أشار بهذا إلى أنه قل إمام إلا وله زلة، فإذا ترك لأجل زلته ترك كثير من الأئمة، وهذا لا ينبغي أن يفعل).

5_ الجهل المركب الذي انطبع عليهم
هذا المنهج البغيض الذين يتعاملون به مع إخوانهم المسلمين من أصحاب القلوب الصافيه وأصحاب المنهج السلفي القويم فهو جهل مركب فهم لديهم انطباع مما يسمعوه أن الذي يتحدثون إليه هو يهودياً في الصفات ماكراً كالنصارى يبغضهم كما يبغضنا أهل الكفر بل حتى بلغت بهم الحال أن فاهوا بقولتهم عن أخوانهم في الاعتقاد والسنة والأثر (هم أضر من اليهود والنصارى)... وتعاموا عن كل ما يجتاب ديار المسلمين، ويخترق آفاقهم من الكفر والشرك، والزندقة والإلحاد، وفتح سبل الإفساد والفساد، وما يفد في كل صباح ومساء من مغريات وشهوات، وأدواء وشبهات تنتج تكفير الأمة وتفسيقها، وإخراجها نشأ آخر منسلخا من دينه، وخلقه...

وهذا الانشقاق في صف أهل السنة لأول مرة حسبما نعلم يوجد في المنتسبين إليهم من يشاقهم، ويجند نفسه لمثافنتهم، ويتوسد ذراع الهم لإطفاء جذوتهم، والوقوف في طريق دعوتهم، وإطلاق العنان يفري في أعراض الدعاة ويلقي في طريقهم العوائق في عصبية طائشة"

ورمي الناس بالتبديع ووضع كلام الإمام أحمد في غير موضعه المراد فالبدعة لم تحل بهم حتي ينزل عليهم قول الإمام أحمد رحمة الله.
ويحسن بي أن أنقل كلام الشيخ بن باز رحمة الله
" من الأخلاق التي ينبغي لك أن تكون عليها أيها الداعية، أن تكون حليما في دعوتك، رفيقا فيها، متحملا صبورا، كما فعل الرسل عليهم الصلاة والسلام، إياك والعجلة، إياك والعنف والشدة، عليك بالصبر، عليك بالحلم، عليك بالرفق في دعوتك، وقد سبق لك بعض الدليل على ذلك كقوله جل وعلا: **ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وقوله سبحانه: **فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ } الآية وقوله جل وعلا في قصة موسى وهارون: **فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه" أخرجه مسلم في الصحيح، فعليك يا عبد الله أن ترفق في دعوتك، ولا تشق على الناس، ولا تنفرهم من الدين، ولا تنفرهم بغلظتك ولا بجهلك، ولا بأسلوبك العنيف المؤذي الضار، عليك أن تكون حليما صبورا، سلس القياد لين الكلام، طيب الكلام حتى تؤثر في قلب أخيك، وحتى تؤثر في قلب المدعو، وحتى يأنس لدعوتك ويلين لها، ويتأثر بها، ويثني عليك بها ويشكرك عليها، أما العنف فهو منفر لا مقرب، ومفرق لا جامع."

فالرفق والترفق هو الأصل حتى مع الكافر والمبتدع فكيف بالفاضل ؟؟!

ثم أيضا من منهج السلف أن المخالف من أهل السنة قد لا يرد عليه أصلا.
ثم هؤلاء يصرحون بوجوب تعنيف من خالفهم فقط وليس حتى من أخطأ!
"وصف الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأنه على خلق عظيم، فقال: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))، ووصفه بالرفق واللين، فقال: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ))، ووصفه بالرحمة والرأفة بالمؤمنين، فقال: ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)).
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفق ورغب فيه، فقال: " يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا " أخرجه البخاري (69) ومسلم (1734) من حديث أنس وأخرجه مسلم (1732) عن أبي موسى، ولفظه: " بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا "، وروى البخاري في صحيحه (220) عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد: " دعوه، وهريقوا على بوله سجلاً من ماء أو ذنوباً من ماء؛ فإنما بُعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ".
وروى البخاري (6927) عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله "، ورواه مسلم (2593) بلفظ: " يا عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه "، وروى مسلم في صحيحه (2594): عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع عن شيء إلا شانه "، وروى مسلم أيضاً (2592) عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من يحرم الرفق يحرم الخير ".
وقد أمر الله النبيين الكريمين موسى وهارون – عليهما الصلاة والسلام – أن يدعوا فرعون بالرفق واللين، فقال: ((اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى))، ووصف الله الصحابة الكرام بالتراحم فيما بينهم، فقال: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ))."

وما يدروا عن قول يونس الصدفي: "ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا ولقيته فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة".
قال الذهبي معلقا:
"هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون" [سير أعلام النبلاء 10/16-17].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "من خالف الكتاب المستبين، والسنة المستفيضة، أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافاً لا يعذر فيه، فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع" [الفتاوى: 4/172–173].
وهنا يتبين الفرق بين منهج أهل السنة حقا الذي بينه الإمام ابن تيمية وبين " أدعياء أهل السنة " !

فمخالف الأمر المجمع عليه قد يقبل أحيانا فكيف بالأمور الأخرى ؟؟!

وقال أيضا عن خلاف الصحابة في بعض مسائل الاعتقاد الفرعية:
"وتنازعوا في مسائل علمية اعتقادية كسماع الميت صوت الحي وتعذيب الميت ببكاء أهله ورؤية محمد ربه قبل الموت مع بقاء الجماعة والألفة.

وهذه المسائل منها ما أحد القولين خطأ قطعا،ً ومنها ما المصيب في نفس الأمر واحد عند الجمهور أتباع السلف، والآخر مؤد لما وجب عليه بحسب قوة إدراكه.
وهل يقال له: مصيب أو مخطىء؟ فيه نزاع. ومن الناس من يجعل الجميع مصيبين ولا حكم فى نفس الأمر، ومذهب أهل السنة والجماعة أنه لا إثم على من اجتهد وإن أخطأ" [مجموع الفتاوى 19/122].

وقال أيضا:
"وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يُرد منها، وإما لرأي رأوه، وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة:286]. وفي الصحيح قال: ((قد فعلت)) [مسلم ح126] ". [الفتاوى 19286]. "

وقال كذلك:" ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة" [الفتاوى: 4/172

وقال: " فلا يكون فتنة وفرقة مع وجود الاجتهاد السائغ" [الاستقامة 1/31].
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: " اعلموا وفقكم الله، إن كانت المسألة إجماعاً فلا نزاع، وإن كانت مسائل اجتهاد فمعلومكم أنه لا إنكار في من يسلك الاجتهاد" [الدرر السنية 1/43].

وقال الإمام أحمد رحمه الله: "ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفوراً له قمنا عليه وبدعناه وهجرناه لما سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق وهو أرحم الراحمين فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة" [سير أعلام النبلاء 14/40].
وما أحسن ما قال به العلامة ابن القيم رحمه الله: (من قواعد الشرع والحكمة أيضا أن من كثرت حسناته وعظمت، وكان له في الإسلام تأثير ظاهر، فإنه يحتمل منه ما لا يحتمل من غيره ويعفى عنه ما لا يعفى عن غيره، فإن المعصية خبث والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث بخلاف الماء القليل فإنه لا يحتمل أدنى خبث).

فهذه رسالة موجزة في الرد علي هذا الفكر الضال نسأل الله السلامة ونسأل الله أن يهديهم إلى الحق.
كتبه

عبدالله القاضي
06-10-2008, 04:31 AM
كتبه
عبدالله القاضي

يوم الاثنين 5 جماد الآخرة 1429هـ
مدرس القرآن والعقيدة بالجمعية الشرعية بجمهورية مصر العربية

أبو أنس الأنصاري
06-10-2008, 07:11 AM
جزاكمُ اللهُ خيراً

أبو مصعب السلفي
06-19-2008, 09:47 AM
جزاك الله خيراً يا أستاذى,
وإن شاء الله لى عودة لإكماله,
نفع الله بك
..

أبومالك
06-19-2008, 05:29 PM
ماشاء الله لا قوة إلا بالله
مقال أكثر من رائع...ليته يُنشر!
جزاكم الله خيراً ونفع بك

قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ
06-19-2008, 06:44 PM
بارَكَ الله في علمكم

نعم هؤلاء وقعوا في تحزّب مقيت و تقوقع عجيب


كلّ من خالفَ طُرِد و كلُّ من فتح فيه لقّم حجرا فيه

حتّى صرنا نراهم يخشون التكلّم في المجالس و النهي عن المنكر والامر بالمعروف و دعوة الضّال و هدياته بسبب هذا الخوف والهلع العجيب من ان يقولَ ما خالفَ فيه فهم شيخنا ربيع حفظه الله و خالف فهم العلاّمة مقبل عن هادي و ابي عبد الرحمن الالباني لا اقول مخالفة في في اصول او اجتهادات مضنية علمية لا بل يخشون ذلك في فهم فرع فقهي او عمل دعويّ او نظرة لعامل في الدّعوة فمن بدّعه الشيخ العلامة فهو مبتدع ابتعد عليه بعد المعافى من المجروب والله المستعان .

ليسَ فوق البسيطة بعد موتِ النبيء الامين صل اللهم عليه وسلّم ابن امرأةٍ يُؤخَذ كل كلامه دون نظر و اعتبار و تمحيص والله المستعان


نفع الله بشيخنا علي القاضي و رزقنا حسن الفهم عنه

ابو سالم
06-19-2008, 07:53 PM
نفع الله بشيخنا
و جزاه الله خيرا

أبو صفية
06-19-2008, 11:51 PM
بارك الله فيكم وفي علمكم
وجعل ما تقومون به لخدمة دين الله في ميزان حسناتكم.

عبدالله القاضي
06-21-2008, 10:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

فى الحقيقة اشكر تفاعلكم مع هذا البحث اشكر كل من خطي قلمه فى الثناء عليه وأسأل الله أن يكون بحثاً يدفع كل مايثار من شبهات من هؤلاء .
يسعنى أن أواصل الحوار المتجدد في الرد علي هذه الفرقه الضالة ورجاء الآخذ فى الإعتبار بين قول ( الفرقة الضالة ) وبين قول ( فرقة من الفرق الضالة ) فمازلت أقول بالأولى واخشى قربهم من الثانية .


فكشفاً لحقيقة هؤلاء الشباب أنه لم يمضي على وجودهم في طريق الدين شهور ولا تكاد تكون سنين فوجدت مجالس الجرح فيهم عجينة جاهزة للتشكيل فهي لا شك لا تحتاج إلي عناء طويل فلا تمضي عليهم شهور معدودة حتى يصبحوا أئمة في الجرح والتعديل!!
ومرجعية كبرى فيتمييز السلفي من الدخيل باسم المنهج! فيشغلون ليلهم ويتعبون نهارهم في نشر هذهالفتنة المفتعلة، بهمة عالية وعزم لا يعرف المشيب، حتى تطاير الشرر بين العوامالطغام، فواعجبا! كيف تبدل الهمم؟ وكيف تضيع الجهود والأوقات؟ فياليت شعري! أي علمحصلوه؟ وأي فقه جمعوه؟ وأي تقوى وورع عرفوه؟

وكنت قد طلبت منهم الجراءة في التطاول والتبديع ، في تطاول علماء هذا الدين ، كأمثال بن حجر وبن القيم وصاحب المغني الشهير .فما وجدت منهم إلا الخذلان والهروب من الواقع الأثيم في تطاول أهل الدين .

فإذا زل العالم عن العلم قدمه؛ وطاش عن الهدى قلمه ولسانه، فلا يُتابعُ على خطأه وهفوته، ولا ينبغي أن يُتخذ ذلك الخطأ ذريعة إلى عيبه و شينه، ومطية للتّحذير منه و هجره، بل يغتفر خطؤه القليل في صوابه الكثير، ولا يسلم عالم من خطأ، وليست العصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ أنَّ كلا يؤخذ من قوله ويردّ إلا الأنبياء الأصفياء عليهم صلوات رب الأرض والسماء.
. قال سعيد بن المسيب : وليس من عالم، ولا شريف، ولا ذي فضل؛ إلا وفيه عيب، ولكن: من كان فضله أكثر من نقصه؛ ذهب نقصه لفضله، كما أنه: من غلب عليه نقصانه؛ ذهب فضله?. جامع بيان العلم (48/2) .

قال ابن المبارك :إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه؛ لم تُذكرالمساوئ، و إذا غلبت المساوئ على المحاسن؛ لم تذكر المحاسن?. السير للذهبي(8 /352).

وقال الإمام الذهبي: ثم إنَّ الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحرِّيه للحق، واتّسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه وورعه وإتباعه؛ يغفر له زلله، ولا نضلله ولا نطرحه وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك?. السير(5/ 271). الذهبي وقال أيضا : ولو أنا كُلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفوراً له قمنا عليه وبدعناه وهجرناه، لما سلم معنا لا ابن نصر، ولا ابن منده، ولا من هو أكبر منهما ، والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعود بالله من الهوى والفظاظة? (السير 14 /376).
وقال أيضا ولو أنَّ كل من أخطأ في اجتهاده – مع صحة إيمانه وتوخيه لإتباع الحق أهدرناه وبدّعناه، لقلَّ من يسلم من الأئمة معنا، رحم الله الجميع بمنّه وكرمه?. السير(14/376) .
قال ابن القيم : ومن له علم بالشرع والواقع، يعلم قطعا أنَّ الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح، آثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان؛ قد تكون منه الهفوة والزلة، هو فيها معذور، بل مأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تُهدر مكانته وإمامته ومنزلته بين القلوب ?.أعلام الموقعين (3/ 295).
وقال أيضا: ومن قواعد الشرع والحكمة أيضا : أنَّ من كثرت حسناته وعظمت، وكان له في الإسلام تأثير ظاهر، فانه يُحتمل منه ما لا يُحتمل من غيره، ويُعفى عنه ما لا يُعفى عن غيره، فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث ?. المفتاح (ص 176).
أما التنزيل العملي للقاعدة الذهبية على أهل العلم والفضل

فإليك هذه النُّقول المنيفة: قالقوام السّنة إسماعيل التيمي - في معرض بيانه لخطأ الإمام ابن خزيمة في حديث الصورة- أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة، ولا يُطعن عليه بذلك، بل يأخذ عنه هذا فحسب. قالأبو موسى المدني: أشار بهذا إلى أنه: قل إمام إلا وله زلّة، فإذا ترك لأجل زلّته، ترك كثير من الأئمة، وهذا لا ينبغي أن يُفعل ?. السير ( 20/88 ).

وهذا الإمام ابن حبان: أطلق كلمة جرّت عليه الويلات، وهي قوله: ' النبوءة العلم ' فزُندق وهُجر-رحمهالله- ووُشي به إلى الخليفة من قِبل غلاة التجريح والمغرضين منهم، حتى كُتب بقتله، لكن علماء الإسلام المنصفين، وجَّهوا هذا القول، وحملوه على أحسن المحامل، لما عرف عن ابن حبان من استقامة في الدين والسّنة.

قال الذهبي: ? هذه حكاية غريبة، و ابن حبان من كبار الأئمة، فلسنا ندّعي فيه العصمة من الخطأ، ولكن هذه الكلمة التي أطلقها؛ قد يطلقها الفيلسوف الزّنديق، ويطلقها المسلم، فإطلاق المسلم لها لا ينبغي، لكن يعتذر عنه... فأما الفيلسوف فيقول: النبوءة مكتسبة يُنتجها العلم والعمل، فهذا كفر لا يريده أبو حاتم أصلا و حاشاه ? . السير (16/96)

فرحم الله الإمام ابن القيم إذ يقول: ? والكلمة الواحدة يقولها اثنان؛ يريد بها أحد هما أعظم الباطل، ويريد بها الأخر محض الحقّ، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته ومذهبه، وما يدعوا إليه ويناظر عنه ?. مدارج السالكين ( 3/521) .

وإمام أئمة التابعين مجاهد بن جبر يقول: ?إنَّ الله لا يُرى في الآخرة ! وفسر قوله تعالى : ? وجوه يومئذ ناضرة إلى ربّها ناظرة ? بأنها تنتظر ثواب ربها ? الفتاوى (20/34) وهذا هو عين اعتقاد المعتزلة المنعزلة عن عقيدة السلف، ورغم ذلك لم يُعلم عن أحد من أهل التحقيق والإنصاف أنه رمى مجاهداً بالاعتزال بسبب هاتيك المقالة.
قال ابن عبد البر: ?ولكن قول مجاهد هذا مردود بالسّنة الثابتة عن النبي ? وأقاويل الصحابة، وجمهور السلف، وهو قول عند أهل السّنة مهجور... وليس من العلماء أحد إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك؛ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ?. وهذا شيخ الإسلام، ومفتي الأنام أبو العباس ابن تيمية: وردت عنه جمل، وعبارات - يُفهم من خلال ظاهرها- أنه يقول: بحوادث لا أول لها وبتسلسلها إلى مالا بداية لها! وهذا القول الرديء، والمذهب الفاسد، لا يقول به إلا الفلاسفة ومن قفى قفوهم. فعلق الشيخ الألباني على كلام شيخ الإسلام بقوله: ? لكنه - أي شيخ الإسلام- يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له. كما يقول غيره بتسلسل الحوادث إلى مالا نهاية، فذلك القول منه غير مقبول، بل هو مرفوض بنص الحديث، وكم كنا نودُّ أنَّ لا يلج ابن تيمية -رحمه الله- هذا المولج، لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام، الذي تعلمنا منه التحذير والتنفير منه، ولكن؛ صدق الإمام مالك -رحمة الله- حين قال: (ما من أحد إلا رد و رُدَّ عليه، إلا صاحب هذا القبر) .

فهل من مجيب ؟!!!!!!!!!

عبدالله القاضي
08-24-2009, 03:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم
أحب توضيح أن هذا البحث لم أقوم حتى الأن بوضع حواشيه
مع ايضاح أنه منقول من أكثر من مصدر مسموع ومقروء واستعانة بنقولات وتجارب من منتدى ( أنا المسلم ) .

والله الموفق