المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رد: جامع بيان العلم و فضله و ما ينبغي في روايته و حمله


أبو أنس الأنصاري
06-10-2008, 12:32 AM
ابن عبد البر

الإمام العلامة ، حافظ المغرب ، شيخ الإسلام أبو عمر ، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري الأندلسي ، القرطبي ، المالكي ، صاحب التصانيف الفائقة.

المولد والنشأة :

مولده في سنة ثمان وستين وثلاث مائة في شهر ربيع الآخر . وقيل : في جمادى الأولى . فاختلفت الروايات في الشهر عنه .
وطلب العلم بعد التسعين وثلاث مائة ، وأدرك الكبار ، وطال عمره ، وعلا سنده ، وتكاثر عليه الطلبة ، وجمع وصنف ، ووثق وضعف ، وسارت بتصانيفه الركبان ، وخضع لعلمه علماء الزمان ، وفاته السماع من أبيه الإمام أبي محمد فإنه مات قديما في سنة ثمانين وثلاث مائة فكان فقيها عابدا متهجدا ، عاش خمسين سنة ، وكان قد تفقه على التجيبي وسمع من أحمد بن مطرف ، وأبي عمر بن حزم المؤرخ .
نعم وابنه صاحب الترجمة أبو عمر . سمع من : أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن "سنن" أبي داود ، بروايته عن ابن داسة وحدثه أيضا عن إسماعيل بن محمد الصفار ، وحدثه بـ "الناسخ والمنسوخ" لأبي داود ، عن أبي بكر النجاد ، وناوله "مسند" أحمد بن حنبل بروايته عن القطيعي ، نعم ، وسمع من المعمر محمد بن عبد الملك بن ضيفون أحاديث الزعفراني بسماعه من ابن الأعرابي عنه، وقرأ عليه "تفسير" محمد بن سنجر في مجلدات ، وقرأ على أبي القاسم عبد الوارث بن سفيان "موطأ" ابن وهب بروايته عن قاسم بن أصبغ ، عن ابن وضاح ، عن سحنون ، وغيره ، عنه . وسمع من سعيد بن نصر - مولى الناصر لدين الله - "الموطأ" وأحاديث وكيع ; يرويها عن قاسم بن أصبغ ، عن القصار ، عنه . وسمع منه في سنة تسعين وثلاث مائة كتاب "المشكل" لابن قتيبة ، وقرأ عليه "مسند" الحميدي وأشياء . وسمع من أبي عمر أحمد بن محمد بن أحمد بن الجسور "المدونة" . وسمع من خلف بن القاسم بن سهل الحافظ تصنيف عبد الله بن عبد الحكم ، وسمع من الحسين بن يعقوب البجاني . وقرأ على عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الوهراني "موطأ" ابن القاسم ، وقرأ على أبي عمر الطلمنكي أشياء ، وقرأ على الحافظ أبي الوليد بن الفرضي "مسند" مالك ، وسمع من يحيى بن عبد الرحمن بن وجه الجنة ، ومحمد بن رشيق المكتب وأبي المطرف عبد الرحمن بن مروان القنازعي ، وأحمد بن فتح بن الرسان ، وأبي عمر أحمد بن عبد الله بن محمد بن الباجي ، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكوي ، وأحمد بن القاسم التاهرتي ، وعبد الله بن محمد بن أسد الجهني ، وأبي حفص عمر بن حسين بن نابل ، ومحمد بن خليفة الإمام ، وعدة .

حدث عنه :
أبو محمد بن حزم ، وأبو العباس بن دلهاث الدلائي ، وأبو محمد بن أبي قحافة ، وأبو الحسن بن مفوز ، والحافظ أبو علي الغساني ، والحافظ أبو عبد الله الحميدي ، وأبو بحر سفيان بن العاص ، ومحمد بن فتوح الأنصاري ، وأبو داود سليمان بن أبي القاسم نجاح ، وأبو عمران موسى بن أبي تليد ، وطائفة سواهم . وقد أجاز له من ديار مصر أبو الفتح بن سيبخت صاحب البغوي ، وعبد الغني بن سعيد الحافظ ، وأجاز له من الحرم أبو الفتح عبيد الله السقطي ، وآخر من روى عنه بالإجازة علي بن عبد الله بن موهب الجذامي .

ثناء العلماء عليه

قال الحميدي أبو عمر فقيه حافظ مكثر ، عالم بالقراءات وبالخلاف ، وبعلوم الحديث والرجال ، قديم السماع ، يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي .
وقال أبو علي الغساني : لم يكن أحد ببلدنا في الحديث مثل قاسم بن محمد ، وأحمد بن خالد الجباب . ثم قال أبو علي : ولم يكن ابن عبد البر بدونهما ، ولا متخلفا عنهما ، وكان من النمر بن قاسط ، طلب وتقدم ، ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك الفقيه ، ولزم أبا الوليد بن الفرضي ، ودأب في طلب الحديث ، وافتن به ، وبرع براعة فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس ، وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه والمعاني له بسطة كبيرة في علم النسب والأخبار ، جلا عن وطنه ، فكان في الغرب مدة ، ثم تحول إلى شرق الأندلس ، فسكن دانية ، وبلنسية ، وشاطبة وبها توفي .
وذكر غير واحد أن أبا عمر ولي قضاء أشبونة مدة .
قلت : كان إماما دينا ، ثقة ، متقنا ، علامة ، متبحرا ، صاحب سنة واتباع ، وكان أولا أثريا ظاهريا فيما قيل ، ثم تحول مالكيا مع ميل بين إلى فقه الشافعي في مسائل ، ولا ينكر له ذلك ، فإنه ممن بلغ رتبة الأئمة المجتهدين ، ومن نظر في مصنفاته ، بان له منزلته من سعة العلم ، وقوة الفهم ، وسيلان الذهن ، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن إذا أخطأ إمام في اجتهاده ، لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه ، ونغطي معارفه ، بل نستغفر له ، ونعتذر عنه .
قال أبو القاسم بن بشكوال ابن عبد البر إمام عصره ، وواحد دهره ، يكنى أبا عمر ، روى بقرطبة عن خلف بن القاسم ، وعبد الوارث بن سفيان ، وسعيد بن نصر ، وأبي محمد بن عبد المؤمن ، وأبي محمد بن أسد ، وجماعة يطول ذكرهم . وكتب إليه من المشرق السقطي ، والحافظ عبد الغني ، وابن سيبخت ، وأحمد بن نصر الداودي ، وأبو ذر الهروي ، وأبو محمد بن النحاس .
قال أبو علي بن سكرة : سمعت أبا الوليد الباجي يقول : لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في الحديث ، وهو أحفظ أهل المغرب .
وقال أبو علي الغساني : ألف أبو عمر في "الموطأ" كتبا مفيدة منها : كتاب "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" فرتبه على أسماء شيوخ مالك ، على حروف المعجم ، وهو كتاب لم يتقدمه أحد إلى مثله ، وهو سبعون جزءا .
قلت : هي أجزاء ضخمة جدا .
قال ابن حزم : لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه ؟ .
ثم صنع كتاب "الاستذكار لمذهب علماء الأمصار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار" شرح فيه "الموطأ" على وجهه ، وجمع كتابا جليلا مفيدا وهو "الاستيعاب في أسماء الصحابة" وله كتاب "جامع بيان العلم وفضله ، وما ينبغي في روايته وحمله" وغير ذلك من تواليفه .
وكان موفقا في التأليف ، معانا عليه ، ونفع الله بتواليفه ، وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه ومعاني الحديث له بسطة كبيرة في علم النسب والخبر .
وذكر جماعة أن أبا عمر ولي قضاء الأشبونة وشنترين في مدة المظفر بن الأفطس .
ولأبي عمر كتاب "الكافي في مذهب مالك" . خمسة عشر مجلدا ، وكتاب "الاكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو" ، وكتاب "التقصي في اختصار الموطأ" ، وكتاب "الإنباه عن قبائل الرواة" ، وكتاب "الانتقاء لمذاهب الثلاثة العلماء مالك وأبي حنيفة والشافعي" ، وكتاب "البيان في تلاوة القرآن" ، وكتاب "الأجوبة الموعبة" ، وكتاب "الكنى" ، وكتاب "المغازي" ، وكتاب "القصد والأمم في نسب العرب والعجم" ، وكتاب "الشواهد في إثبات خبر الواحد" ، وكتاب "الإنصاف في أسماء الله" ، وكتاب "الفرائض" ، وكتاب "أشعار أبي العتاهية" وعاش خمسة وتسعين عاما .
قال أبو داود المقرئ :

قيل : إن أبا عمر كان ينبسط إلى أبي محمد بن حزم ، ويؤانسه ، وعنه أخذ ابن حزم فن الحديث .
قال شيخنا أبو عبد الله بن أبي الفتح : كان أبو عمر أعلم من بالأندلس في السنن والآثار واختلاف علماء الأمصار .
قال : وكان في أول زمانه ظاهري المذهب مدة طويلة ، ثم رجع إلى القول بالقياس من غير تقليد أحد ، إلا أنه كان كثيرا ما يميل إلى مذهب الشافعي . كذا قال . وإنما المعروف أنه مالكي .
وقال الحميدي أبو عمر فقيه حافظ ، مكثر ، عالم بالقراءات وبالخلاف وعلوم الحديث والرجال ، قديم السماع ، لم يخرج من الأندلس ، وكان يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي .
قلت : وكان في أصول الديانة على مذهب السلف ، لم يدخل في علم الكلام ، بل قفا آثار مشايخه -رحمهم الله .

وفاته رحمه الله
مات أبو عمر ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر ، سنة ثلاث وستين وأربع مائة واستكمل خمسا وتسعين سنة وخمسة أيام، رحمه الله .
قلت : كان حافظ المغرب في زمانه .

أبو أنس الأنصاري
06-10-2008, 12:38 AM
عنوان الكتاب : جامع بيان العلم و فضله و ما ينبغي في روايته و حمله

اسم المؤلف: الحافظ ابن عبد البر القرطبي



الناشر : إدارة الطباعة المنيرية


لتحميل المجلد الأول إضغط هنا (http://wadod.net/books/11/1111-1.rar)


لتحميل المجلد الثاني إضغط هنا (http://wadod.net/books/11/1111-2.rar)

أم حبيبة السلفية
05-01-2009, 05:30 PM
جزاكم الله خيرا