أبو عمر الأزهري
03-09-2007, 12:57 AM
تمام المنة فى ترجمة إمام أهل السنة (أحمد بن حنبل) رحمه الله:
****************************************
** نسبه ومولده:
هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانى ... ولد ببغداد سنة 164هــــ وتوفى بها سنة 241 هـــــــ وعاش فى خلافة الدولة العباسية.
**قول الأئمة فيه :
قالوا عنه :
لولا أحمد لكان الناس كلهم معتزلة ، كاد أن يكون فى بطن أمه إماما وكان يحفظ ألف ألف حديث ( يعنى : مليون حديث ) عرضت عليه الدنيا فأباها والبدعة فنفاها.
طلب الحديث وهو بن 16 سنة وخرج لطلب العلم إلى الكوفة ثم إلى البصرة ثم ذهب إلى سفيان بن عيينة فى مكة ثم إلى عبد الرزاق بصنعاء
ورافق يحيى بن معين .
قال يحيى بن معين: فلما خرجنا إلى عبد الرزاق باليمن حججنا فبينما أنا بالطواف إذا بعبد الرزاق فى الطواف فسلمت عليه وقلت له :
هذا أحمد بن حنبل فقل حياه الله ، وثبته فإنه بلغنى عنه كل جميل .
فقلت ياأحمد : قد قرب الله خطانا ووفر علينا النفقة ورحمنا من مسيرة شهر . فقال إنى قد نويت ببغداد أن أسمع عنه الحديث بصنعاء والله لاأغير نيتى فخرجنا إلى صنعاء فنفدت نفقته ، فعرض علينا عبد الرزاق دراهم كثيرة ، فلم يقبلها فقال : على وجه القرض فأبى وعرضنا عليه نفقاتنا فلم يقبل فلما اطلعنا عليه فإذا به يعمل ..
ولقد حج الإمام خمس حجات ( ثلاث ماشيا واثنين راكبا ) .
**ثناء العلماء عليه :
وهذا بحر لايدرك قعره فقد مدحه العلماء كثيرا. فمثلا :
** قال الشافعى :
رأيت ببغداد شابا إذا قام حدثنا قال الناس كلهم : صدق .. قيل : ومن هو ؟ قال : أحمد بن حنبل .
** قال أبو داود :
كانت مجالس أحمد للآخرة لايذكر فيها شىء للدنيا .
**قال قتيبة بن سعيد :
لولا أحمد لمات الورع .
** قال عنه عمير بن النحاس :
عن الدنيا ماكان أصبره وبالماضين ماكان أشبهه وبالصالحين ماكان ألحقه عرضت عليه الدنيا فأباها والبدعة فنفاها .
** قال على بن المدينى ( شيخ البخارى ) :
إن الله أعز الإسلام برجلين ، أبو بكر يوم الردة وأحمد يوم الفتنة .
** قال مهنا بن يحيى الشامى :
مارأيت أحدا أجمع لكل الخير من أحمد بن حنبل .
قال أحمد بن إبراهيم الدورقى :
من سمعتموه يذكر أحمد بن حنبل بسوء فاتهموه على إسلامه .
*** درر من أقوال الإمام رحمه الله ***
كل شىء من الخير تهتم به فبادر به قبل أن يحال بينك وبينه .
وقد طلب منه على بن المدينى الوصية فقال : اجعل التقوى زادك وأنصب الآخرة أمامك .
وقال : عزيز على الدنيا أكباد رجال وعت صدورهم القرآن .
************************************************** ************************************
ذكر مختصر من محنة الإمام ( رحمه الله )
كانت ولاية هارون الرشيد على السنة الصحيحة والعقيدة السليمة فلما مات وتولى المأمون بن هارون سنة 198 هــــــــ وصل إليه المعتزلة وأزاغوه عن الحق وحسنوا له القول بخلق القرآن فآمن بمذهبهم فدعا الناس والعلماء للقول بخلق القرآن فامتنع العلماء فهددهم فأجاب أكثرهم مكرهين ..
لكن الإمام ظل على رفضه وغضب من هذا القول ؛ فتوعد المأمون بقتل الإمام وأرسل فى طلبه .
وفى أثناء سير الإمام لمقابلة المأمون بلغه أن المأمون ينوى قتله فدعا ربه أن لايجمع بينهما ؛ فبينما هو فى الطريق جاء الصراخ بموت المأمون.
ثم تولى المعتصم بن هارون أمر بإحضار أحمد بن حنبل .. فلما وقف بين يديه .. قال له : ياأحمد تكلم ولا تخف ؛ فقال الإمام : والله لقد دخلت عليك
وما فى قلبى مثقال حبة من الفزع . فقال المعتصم : ماتقول فى القرآن ؟ فقال الإمام : هو كلام الله قديم غير مخلوق ..
قال تعالى : ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )
، وقال تعالى ( يس * والقرآن الحكيم ) ولم يقل : والقرآن المخلوق .
فأمر المعتصم بحبسه .
وقد حبس الإمام مدة 28 شهرا فى عهد المعتصم .
ثم تولى الواثق ولم يتعرض للإمام فى شىء إلا أنه بعث إليه يقول : ياأحمد لاتساكنى بأرض وقيل أنه أمره ألا يخرج من بيته .
ثم تولى المتوكل فخالف ماكان عليه المأمون والمعتصم والواثق وأنكر عليهم وصدق بكلام أحمد بن حنبل بأن القرآن كلام الله تعالى وأنه ليس مخلوق
فأظهر الله به السنة وأمات البدعة .
***وفاة الإمام :
وتوفى الإمام أحمد يوم الجمعة الموافق ( 12 من ربيع الأول سنة 241هـــــ ) وصلى عليه وشيع جثمانه إلى منزله الحقيقى الذى طالما أعد له وزينه بالطاعات ورد البدع والمنكرات ألف ألف رجل ( مليون رجل ) من المسلمين .
*********تنبيه هام لإخوانى *********
كان هذا النقل من مذكرة أعطانا إ ياها شيخى وأستاذى وحبيبى فى الله :
الشيخ ( أسامة سليمان : إمام وخطيب مسجد العزيز بالله بالزيتون ). أثناء شرحه للفقه الحنبلى فى المسجد .
فأرجو الدعاء لى وله .
ولمن أراد الإستزادة من سيرة الإمام أحمدفعليه الرجوع إلى : ( من أعلام السلف ، سير أعلام النبلاء ، تاريخ الإسلام ،
تهذيب الكمال ، المنهج الأحمد فى تراجم أصحاب الإمام أحمد ، تاريخ بغداد ، حلية الأولياء )..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أخوكم فى الله : محمد بن فاروق الزهيرى ..
****************************************
** نسبه ومولده:
هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانى ... ولد ببغداد سنة 164هــــ وتوفى بها سنة 241 هـــــــ وعاش فى خلافة الدولة العباسية.
**قول الأئمة فيه :
قالوا عنه :
لولا أحمد لكان الناس كلهم معتزلة ، كاد أن يكون فى بطن أمه إماما وكان يحفظ ألف ألف حديث ( يعنى : مليون حديث ) عرضت عليه الدنيا فأباها والبدعة فنفاها.
طلب الحديث وهو بن 16 سنة وخرج لطلب العلم إلى الكوفة ثم إلى البصرة ثم ذهب إلى سفيان بن عيينة فى مكة ثم إلى عبد الرزاق بصنعاء
ورافق يحيى بن معين .
قال يحيى بن معين: فلما خرجنا إلى عبد الرزاق باليمن حججنا فبينما أنا بالطواف إذا بعبد الرزاق فى الطواف فسلمت عليه وقلت له :
هذا أحمد بن حنبل فقل حياه الله ، وثبته فإنه بلغنى عنه كل جميل .
فقلت ياأحمد : قد قرب الله خطانا ووفر علينا النفقة ورحمنا من مسيرة شهر . فقال إنى قد نويت ببغداد أن أسمع عنه الحديث بصنعاء والله لاأغير نيتى فخرجنا إلى صنعاء فنفدت نفقته ، فعرض علينا عبد الرزاق دراهم كثيرة ، فلم يقبلها فقال : على وجه القرض فأبى وعرضنا عليه نفقاتنا فلم يقبل فلما اطلعنا عليه فإذا به يعمل ..
ولقد حج الإمام خمس حجات ( ثلاث ماشيا واثنين راكبا ) .
**ثناء العلماء عليه :
وهذا بحر لايدرك قعره فقد مدحه العلماء كثيرا. فمثلا :
** قال الشافعى :
رأيت ببغداد شابا إذا قام حدثنا قال الناس كلهم : صدق .. قيل : ومن هو ؟ قال : أحمد بن حنبل .
** قال أبو داود :
كانت مجالس أحمد للآخرة لايذكر فيها شىء للدنيا .
**قال قتيبة بن سعيد :
لولا أحمد لمات الورع .
** قال عنه عمير بن النحاس :
عن الدنيا ماكان أصبره وبالماضين ماكان أشبهه وبالصالحين ماكان ألحقه عرضت عليه الدنيا فأباها والبدعة فنفاها .
** قال على بن المدينى ( شيخ البخارى ) :
إن الله أعز الإسلام برجلين ، أبو بكر يوم الردة وأحمد يوم الفتنة .
** قال مهنا بن يحيى الشامى :
مارأيت أحدا أجمع لكل الخير من أحمد بن حنبل .
قال أحمد بن إبراهيم الدورقى :
من سمعتموه يذكر أحمد بن حنبل بسوء فاتهموه على إسلامه .
*** درر من أقوال الإمام رحمه الله ***
كل شىء من الخير تهتم به فبادر به قبل أن يحال بينك وبينه .
وقد طلب منه على بن المدينى الوصية فقال : اجعل التقوى زادك وأنصب الآخرة أمامك .
وقال : عزيز على الدنيا أكباد رجال وعت صدورهم القرآن .
************************************************** ************************************
ذكر مختصر من محنة الإمام ( رحمه الله )
كانت ولاية هارون الرشيد على السنة الصحيحة والعقيدة السليمة فلما مات وتولى المأمون بن هارون سنة 198 هــــــــ وصل إليه المعتزلة وأزاغوه عن الحق وحسنوا له القول بخلق القرآن فآمن بمذهبهم فدعا الناس والعلماء للقول بخلق القرآن فامتنع العلماء فهددهم فأجاب أكثرهم مكرهين ..
لكن الإمام ظل على رفضه وغضب من هذا القول ؛ فتوعد المأمون بقتل الإمام وأرسل فى طلبه .
وفى أثناء سير الإمام لمقابلة المأمون بلغه أن المأمون ينوى قتله فدعا ربه أن لايجمع بينهما ؛ فبينما هو فى الطريق جاء الصراخ بموت المأمون.
ثم تولى المعتصم بن هارون أمر بإحضار أحمد بن حنبل .. فلما وقف بين يديه .. قال له : ياأحمد تكلم ولا تخف ؛ فقال الإمام : والله لقد دخلت عليك
وما فى قلبى مثقال حبة من الفزع . فقال المعتصم : ماتقول فى القرآن ؟ فقال الإمام : هو كلام الله قديم غير مخلوق ..
قال تعالى : ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )
، وقال تعالى ( يس * والقرآن الحكيم ) ولم يقل : والقرآن المخلوق .
فأمر المعتصم بحبسه .
وقد حبس الإمام مدة 28 شهرا فى عهد المعتصم .
ثم تولى الواثق ولم يتعرض للإمام فى شىء إلا أنه بعث إليه يقول : ياأحمد لاتساكنى بأرض وقيل أنه أمره ألا يخرج من بيته .
ثم تولى المتوكل فخالف ماكان عليه المأمون والمعتصم والواثق وأنكر عليهم وصدق بكلام أحمد بن حنبل بأن القرآن كلام الله تعالى وأنه ليس مخلوق
فأظهر الله به السنة وأمات البدعة .
***وفاة الإمام :
وتوفى الإمام أحمد يوم الجمعة الموافق ( 12 من ربيع الأول سنة 241هـــــ ) وصلى عليه وشيع جثمانه إلى منزله الحقيقى الذى طالما أعد له وزينه بالطاعات ورد البدع والمنكرات ألف ألف رجل ( مليون رجل ) من المسلمين .
*********تنبيه هام لإخوانى *********
كان هذا النقل من مذكرة أعطانا إ ياها شيخى وأستاذى وحبيبى فى الله :
الشيخ ( أسامة سليمان : إمام وخطيب مسجد العزيز بالله بالزيتون ). أثناء شرحه للفقه الحنبلى فى المسجد .
فأرجو الدعاء لى وله .
ولمن أراد الإستزادة من سيرة الإمام أحمدفعليه الرجوع إلى : ( من أعلام السلف ، سير أعلام النبلاء ، تاريخ الإسلام ،
تهذيب الكمال ، المنهج الأحمد فى تراجم أصحاب الإمام أحمد ، تاريخ بغداد ، حلية الأولياء )..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أخوكم فى الله : محمد بن فاروق الزهيرى ..