المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المواطن مطحون ولا بيضحك على نفسه ـ مراسلنا ع الناصية ـ


الشافعى الصغير
06-03-2008, 06:36 AM
المواطن مطحون ولا بيضحك على نفسه
http://gallery.johina.net/up/1195/1166853734.jpg
الباشمواطن

بقلم محمود الكردوسي


هذا ليس جلداً للذات.
وحتي إذا كان جلداً أو حرقاً أو شنقاً فنحن بصراحة شعب «يستاهل»، وأول الشعب كاتب هذا المقال.
الشعب الذي «يكحت» أسفلت الشارع، وهو يكسر إشارات المرور، ويحول مطالع الكباري ومنازلها إلي محطات أتوبيس، ويتلكأ ليتفرج علي حادث تصادم، معطلاً حركة السير بطول ثلاثة كيلو مترات وساعتين، ويسمح لـ«عيل شمام» في الثالثة عشرة بأن يقود ميكروباصاً، لا فيه رخصة ولا طفاية حريق، ولا فوانيس ولا موتور.. يستحق نظاماً وحكومة وأحزاباً ونخباً من هذا النوع.

الشعب الذي يبصق علي الرصيف وبسطة السلم و«طرقة» الشركة أو المصلحة التي يعمل فيها، ثم ينظر إلي هذه الفسيفساء المقرفة متأملاً، منبهراً، كأنما ينظر إلي «زهرة الخشخاش»، إحدي روائع فان جوخ.. يستحق نظاماً وحكومة وأحزاباً ونخباً من هذا النوع.

الشعب الذي يسرق أحذية المصلين وكابلات السد في وضح النهار، ويفرح بتدمير الفرق المنافسة ليفوز الأهلي بالدوري.. يستحق نظاماً وحكومة وأحزاباً ونخباً من هذا النوع.

الشعب الذي يقرأ عنواناً في «جمهورية» الأستاذ محمد علي إبراهيم (سمير رجب سابقاً)، عن «مليون فرصة عمل»، فينخدع ويتفاءل وينسي أن «الجمهورية» تحتها جثة تعفنت منذ ١٩٥٢بفعل الكذب والإهمال، ويقرأ عنواناً في «دستور» إبراهيم عيسي عن قوة الإخوان وكفاحهم المشرف، فينخدع ويتفاءل، ويعتقد أن القبة تحتها شيخ.. يستحق نظاماً وحكومة وأحزاباً ونخباً من هذا النوع.

لا تقل لي إن رئيس الدولة، أو رئيس الحكومة، أو رئيس الحزب، أو أي شخص في موقع مسؤولية، هبط علي هذا الشعب من كوكب آخر، فهذه كلها «خلايا نشطة» من لحمه الحي.

ولو بدلت المواقع، ووضعت أي «خلية نائمة» من السبعين مليون «مواطن عادي»، بدلاً من «أحمد عز» علي سبيل المثال.. فستنشط علي الفور، وسيرتفع سعر طن الحديد إلي عشرين ألف جنيه، وقد تتحول «كاف» الاحتكار من رقبة وزة إلي «قاف» بكرش.

نحن طبعاً، وبوصفنا محترفي كلام، لم ندخر جهداً في إقناع «الباشمواطن»، وإقناع أنفسنا بأن النظام والحكومة والأحزاب والنخب المسيسة والمثقفة والغنية هي سبب كل المصائب، وهذا ليس صحيحاً علي إطلاقه، لأن الله لا يغير ما بقومٍ حتي يغيروا ما بأنفسهم.

وكل الزملاء والأصدقاء الذين سافروا - عملاً أو سياحة - إلي أمريكا أو أوروبا أو الخليج، عادوا بانطباع واحد، هو أننا شعب متخلف وسوقي ومهمل وقذر ورخيص ومنافق و«يخاف ما يختشيش».

شعب عدو نفسه وعدو بلده، بدليل أنه في أي بلد «غير مصر».. ملتزم ومنضبط ومؤدب ونظيف، ويغير علي لقمة عيشه إلي حد كراهية منافسيه، والتآمر عليهم، وإزاحتهم.. وإيذائهم، إذا لزم الأمر.

لا أفهم لماذا يترك «الباشمواطن» المصري كل عاداته «الزرائبية» علي باب المطار، وعندما يعود من السفر بعد سنة أو عشرين.. يقاوم قليلاً، ثم ييأس ويستسلم ويعود إلي سيرته الأولي: «يا عم أنا مالي.. إن شاالله تولع»!.

نحن نتحدث طوال الوقت عن «إرهاب الدولة» لمجرد أنه معلن، ونتجاهل «إرهاب المواطن العادي»، لمجرد أنه كامن.. مع أن كليهما دليل ضعف!.

نهاجم النظام لأنه، حسب اعتقاد الكثيرين، يجهز جمال مبارك لوراثة الحكم، لكننا نتجاهل حقيقة أن المواطن لن يفعل شيئاً إذا استيقظ يوماً، ووجد «جمال» رئيساً لمصر.. اللهم إلا تغيير الاسم في نكته السياسية.

نهاجم حكومة الدكتور نظيف لأنها سبب طوابير الخبز، وهذا صحيح.. لكننا نخجل من الاعتراف بأن جهل المواطن بـ«خصمه الحقيقي» في هذه المعركة المصيرية، من أهم أسباب جرائم القتل في هذه الطوابير.

نقول إن الأحزاب السياسية، باستثناء «الوطني»، شاخت ولم تعد مغرية للمواطن، لكننا لا نجرؤ علي اتهام المواطن نفسه بالتفاهة لأنه اكتفي بالأهلي والزمالك.
نعيب علي المثقف عزلته، وتهافته، وتخليه عن دوره السياسي والاجتماعي، في حين أن المواطن لم يعد يقرأ!.

الخلاصة أن «تغيير» المواطن.. أصبح أكثر أهمية وإلحاحاً من «تغيير» النظام والحكومة والأحزاب والنخب، لماذا؟.. لأن المواطن جذر، وهذه كلها فروع.

* * آخر الكتابة:
«بكرة كلنا نموت ويلمنا التراب.. والفلاحين اللي انت بتستعبدهم دول.. يدوسوا علينا برجليهم».

الرميساء السلفية
06-03-2008, 06:56 AM
جزاكم الله خيرا

الفقير الى الله
06-03-2008, 05:28 PM
جزاكم الله خيرا اللهم ارحمنا تحت الارض وفوق الارض ويوم العرض وعافينا من الدنيا على خير

الشافعى الصغير
06-04-2008, 04:19 PM
جزاكم الله خيرا جميعا
ابقوا معنا