المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصر تعبانة ومش هى اللى غلطانة ـ مراسلنا ع الناصية ـ


الشافعى الصغير
05-22-2008, 11:13 PM
مصر المريضة
بقلم خيري رمضان
http://www.tarbya.net/AdminFiles/Images/epilepsy.jpg


عندما يصاب إنسان بحالة تشنج عصبي، فيتصلب جسده، وتتجمد أطرافه، ويتصبب العرق علي وجهه، في مثل هذه الحالة لن ينقذ هذا المريض إلا طبيب متخصص، يحتاج إلي مناخ مناسب وجو هادئ لإنقاذ المريض، من المؤكد أن الطبيب لن يستطيع تشخيص حالة المريض وعلاجه، إذا علت أصوات أسرة المريض،
وتدخل كل فرد برأيه، أو بادر بمد يده للمساهمة في الإنقاذ أو تطوع بإعطائه جرعة دواء، يعتقد أنها قادرة علي شفائه، دون الالتفات إلي وجود طبيب، وهذا يعني عدم ثقة في هذا الطبيب، خاصة إذا سبق تدخله وفشله في العلاج، أو انعكاس لحالة من الفوضي والجهل والتعجل، مع تأكدنا من رغبة الجميع خاصة أهل المريض في الإنقاذ، وإن كانت النتيجة حتما ستكون غير ذلك.
تجسدت أمامي هذه الصورة، وأنا أتأمل حالة مصر الراهنة، وأدعوكم لتأمل المشهد العام معي، فمصر تعيش منذ سنوات حالة من التشنج العصبي، تبدو أزماتها بلا نهاية، كل يوم حكاية، مشكلة تبدأ صغيرة، ثم تكبر، تتضخم، تتعالي الأصوات، تتحول إلي صراخ وشجار، تضيع الحقيقة، فلا نصل إلي حل، حتي تتلاشي الأزمة خلف أزمة جديدة.
مصر هي المريضة، والطبيب المفترض هو الحكومة، وأهل المريضة هم هذا الشعب بكل فئاته، بفقرائه ومثقفيه ومفكريه وعلمائه.
الشعب فاقد الثقة في الحكومة، البعض يري أنها جاهلة، وأن لها محاولات فاشلة متعددة، والبعض الآخر يري أنها مغرضة، وأن بعض أفرادها لا يفكرون إلا في أنفسهم ومصالحهم، حتي لو كان الثمن هو موت المريضة «مصر»، لذا يعلو الصراخ، كل يمد يده بطريقته في محاولة للإنقاذ.
الملمح الواضح للمرض، يبدو سياسيا، ولكن الحقيقة تكشف أن أسباب المرض متعددة، أبرزها الأوضاع الاقتصادية المتردية، انتشار الأمية، وتدهور الحالة الاجتماعية، ولكن هل كل هذا جديد علي مصر، أم أننا عشنا ظروفا متشابهة خلال الخمسين عاما الماضية؟
المتغير في تلك المرحلة، أن مصر في السابق كانت تحتفظ بوهج ثقافي، ديني، اجتماعي، غير حالة الانطفاء التي نعيشها في السنوات الأخيرة، أين أدباء مصر ومبدعوها؟ أين السينما المصرية التي تألقت في الثمانينيات من القرن الماضي؟ أين الأحزاب بدورها الفاعل المتنوع في أربعينيات وسبعينيات الألفية الفائتة؟
الكل أصبح صوتا واحدا، القضاة انشغلوا بالسياسة والهم العام، فضاعت المبادئ القانونية المبهرة، لم نعد نسمع عن ظهور فقيه قانوني جديد، كتاب السينما الكبار تحولوا من الكتابة عن الفن السينمائي إلي الكتابة السياسية، ولحق بهم كتاب الأدب ونقاده، أين عمالقة المسرح؟ عادل إمام النجم الكبير يتحدث في السياسة والدين أكثر من حديثه عن السينما والمسرح، حتي إنه يقدم مسرحية واحدة منذ أكثر من ثماني سنوات.
المسرحي العبقري محمد صبحي تنازل بكل يسر عن تاريخه المسرحي، وتقمص دور المناضل السياسي، حتي لاعبي الكرة أصبحت آراؤهم في الضرائب العقارية والتعديلات الدستورية تحتل صفحات الصحف.
الجسد المصري المتشنج لا يعيش برئته السياسية فقط، أكسجين الفن، السينما، المسرح، الرواية، القضاء، كرة القدم، كان يمنح هذا الجسد الحياة والحيوية، ويجعله قادرا علي تحمل الصدمات السياسية، ولكن لأن الكل يقف الآن في مساحة واحدة ضيقة، فإن الأكسجين يغيب من هذا الجسد الغالي ويهدد بقاءه كما كان قويا عفيا متفردا بين الأمم!

المناجى لله
05-23-2008, 02:17 AM
جزاك الله خيرا أخى الحبيب
هذا المقال يذكرنى بقصة حدثة أيام السادات
حيث السادات رحمه الله بعد إنتصارنا على
الاسرائليون أراد أن يعالج المريض <<مصر>>
فأحضر عالم من أمريكا عالم وداهية و أقتصادى كبير
وطلب منه التذكرة العالجية لمصر فقام الداهية الاقتصادي
يدرس ويبحث ويفحص حتى ذهب الى السادات وقال له
"لا حـــــــــــــــــل فمصر أو المريض مثل حجرة مليئة
بالمقاعد بعضها فوق بعض إذا شدينا مقعد لكى نصلحه
وقعت كل المقاعد !!!!!!!!!"

فأعتقد أن من الافضل أن يهتم أهل المريض بأنفسهم حتى لايكونوا مرضة هم الاخرين.

الشافعى الصغير
05-23-2008, 02:52 AM
جزاك الله خيرا
كلام متميز من اخ اكثر تميزا
فاذا علينا انفسنا