المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالات الشيخ علي الخضير{الرد على البيان التوضيحي لخطاب " التعايش "}


أبو الفداء الأندلسي
05-15-2008, 11:00 PM
الرد على البيان التوضيحي لخطاب " التعايش "


الكاتب: علي بن خضير الخضير
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :

فقد اطلعت على التوضيح الذي كتبه الأخوة المشايخ سفر الحوالي وناصر العمر وسلمان العودة حفظهم الله ، حول بيان ما يسمى ( على أي أساس نتعايش ) والمذيل بتقريظ فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله .

وكان لي عليه بعض الوقفات وهي كالتالي :



أولا

هذا البيان لا يفي بالمطلوب للأمور التالية :
1 ـ أنه لا حاجة الى تبيين شي واضح فمن قرأ بيان على أي أساس نتعايش فهم ما فيه بوضوح ، ولذا فهمه الكفار وفرحوا به ورحب به العلمانيون والمنافقون .

2 ـ أن الحاجة ملحة لبيان تراجع عن الأخطاء التي وقعت في بيانهم الأصل وليس الأمر يحتاج لتوضيح ورفع لبس ، وكنا حرصنا على أن يذكروا تراجعهم وخطئهم وليس ذلك مقصودا لذاته ، بل مقصودا لغيره ، لأن التراجع يمهد لتصحيح الخطاب الموجه للأمريكان ، فإذا كان بيانهم هذا هو مجرد توضيح واستدراك للمسلمين فقط فعليه سوف يبقى بيان التعايش كما هو ، ومن ثَم يكونون قد تركوا ما يعتقدون ذكره على حالته القديمة ، فقد صرحوا هم بأنفسهم أنهم لم يذكروا في بيان التعايش التصريح في مسألة البراء ، وصرحوا أيضا بأنهم تركوا دعوتهم للتوحيد وهي واجبة , وهاتان مسألتان اعترفوا بها ضمنيا ، فعلى ذلك سوف يبقى بيان المثقفين كما هو عليه في صيغته الأولى التي بعثوا بها للأمريكان ولم يكن توضيحهم صنع شيئا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

3 ـ أن تراجعهم الصريح يقطع الطريق على المغرضين الذين سوف يستفيدون من بيان المثقفين ، وسوف يتبعه انفتاح الباب للعلمانيين والعصرانيين في تكملة بقية الحوار من أجل التعايش على أساس البيان القديم الذي كتبه علماء معترف بهم ، ولم يجر عليه تغيير ولا رجوع .

4 ـ سوف تستغله جهات سياسية أخرى بنفس الحجة السابقة ، فيكون الأخوة لا قدر الله قد باؤا بذلك وسنوا سنة سيئة استغلها المغرضون والمفسدون ، وهذا أمر لا نتمناه لهم .

5 ـ أن البيان القديم موجود الآن ومتداول في مواقع على الانترنيت وباقي على حالته فما فائدة هذا التوضيح ؟ وتراجع الأخيار عنه يُسقط شرعيته والتمسك به ، أما التوضيح مع بقاء الأصل فإنه يزيد التمسك به والبقاء عليه وشتان بين الأمرين ، فهل هذا ما يريده الأخوان سامحهم الله ؟ .

فيلزمهم لزوما إعادة النظر في بيانهم القديم وصياغته من جديد والكتابة للأمريكان مرة أخرى على التصحيح الجديد ، سواء اعترفوا لنا بالتراجع والخطأ أم لا ، هذا إذا أرادوا أن ينجوا من هذا المزلق الخطير ، وإنا لهم ناصحون .


ثانيا

أما مسألة المجاهدين فلم يتغير فيها شيء فهم وإن كانوا ذكروا كلاما جيدا وصحيحا فيما يتعلق بالجهاد والمجاهدين عموما كما في رقم 6) ورقم 12) إلا أنهم ختموا كلامهم بما يدل على تخطئة المجاهدين في أفغانستان فقالوا : ( ولا يحمل خطأ من أخطأ باسم الجهاد على المجاهدين ) وهذا يعني أنهم يرون تخطئتهم ولكن هذا لا يُحمل على بقية المجاهدين وهذا الكلام ليس بصحيح فإن ما فعله المجاهدون في أفغانستان وهم مظلومون معتدى عليهم ولهم دولة مستقلة رأوا بعد مشورة دولتهم وعلمائهم الانتقام ممن ظلمهم في عقر دارها فأين الخطأ !!؟ ولماذا الإصرار على تخطئة هؤلاء !!؟ ولمصلحة من ؟؟ مع أنه لا يجوز شرعا تخطئتهم وقد فعلوا ما يسوغ لهم , فإن هذا من الظلم ، وحتى ولو أنهم أخطأوا خطأ قطعيا فلا يجوز الوقوف مع الكفار ضدهم مطلقا ، فقد ظهر في البيان الكلام على الإرهابيين والمتطرفين والمتشددين فلا نرى المقصود إلا هؤلاء إلا بإزالة هذا الشيء بتصريح واضح .


ثالثا

أما بالنسبة لمسألة الردود العلمية فإنه بإجماع السلف رحمهم الله ما كانوا يتحرجون منها خصوصا ما يتعلق بالأخطاء وبيان الحق ولا كانوا يعتبرونها شقا للمسلمين وضياعا وفرقة ، وإنما هذا مذهب المتأخرين المعاصرين . وهذا أصل محدث في هذه الأزمنة وهو إلغاء باب الردود وهو يخالف هدي علماء السلف الذين لم ينفكوا قديما وحديثا على الرد لبيان الحق .

قال مالك رحمه الله : ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر ، يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهناك نماذج من هدى علماء السلف في الردود تبلغ المئات من كتب الردود في باب رد الأخطاء وبيان الحق ، ولولا الإطالة لذكرناها .

أما مذهب المتأخرين المعاصرين هو أنهم يجعلون الردود مفرقة للكلمة لأن الأصل عندهم أن مكانة الرجال أعظم من بيان الحق ، وتوحيد الكلمة أعظم من كلمة التوحيد ، والاجتماع على الباطل خير من الافتراق على الحق !! .

ومن مذهبهم ترك ما زلّ فيه العالم مما يؤثر على الناس ولو ترتب على ذلك ضياع الحق أو التباسه مراعاة لجانب الرجال على بيان الحق ، وهذا خلاف مذهب السلف فالأصل بيان الحق لا تعظيم الرجال .

ثم هم قديما كانوا قبل الأحداث ينتهجون باب الردود ، فقد ردوا على فتاوى مشهورة وردوا على كتب وعلى علماء ، فما بالهم اليوم يعتبرون الردود مفرقة للجماعة مبعثرة للصف !!

وإن كان من توضيح كان الأولى بهم أن يوضحوا ويبينوا لماذا جمعوا في بيانهم بين أسماء متناقضة ، وجمعوا بين من هب ودب وبين الحاج والداج ، وليس هذا من سمت أهل العلم في كتابة بياناتهم ودعواتهم أن يدوروا بها على الناس لتأييدها ؟ .

هذا ونسأل الله أن يجعلنا أعوانا على الحق متآلفين عليه ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم ) ، ونسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق والسلامة من الفتن .


حرر في 8/3/1423 هـ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


[كتبه : علي بن خضير الخضير | القصيم ــ بريدة]