المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولا أدري : إلى متى سنظل صامتين ؟!!


المشتاقه لنسيم الجنه
05-14-2008, 01:12 PM
بتزايد الناس وتعقد الحياة المعاصرة رغم تطورها في كافة النواحي ، كثر عزوف الفتيات بل والشبان عن الزواج ، وهناك من بين المتزوجين من يعاني البرود العاطفي ، أو قلة الوفاء بين الزوجين ، ومع تطور التكنولوجيا الغذائية تظهر حالات عقم لدى بعض المتزوجين ، ومع قلة الفرص الوظيفية ، وضآلة الرواتب المقدمة أساسا فلم تعد الدراسة شغل بعض الأبناء الشاغل أو من طموحه المستقبلية أو خططه الحالية ، لكن اليوم وفي عصر السرعة والثقافة وقفزات شيطانية سريعة لا مشكلة أو عناء ولا داعي للتعب الجسمي ، أو العناء النفسي ، أو ضرب الأخماس ببعضها ، بل لا يكلف الأمر سوى أن تجلس أمام هذه الشاشة العجيبة داخل غرفة جلوسك المكيفة بالمنزل وترسل أو تتصل بالمشايخ الفضائية زعماء الحلول العجيبة لمشكلات صعبة ومستحيلة ، والذين بدورهم يتصلون بأسيادهم الكاسحين العمالقة !!!

طبعا أقول ذلك سخرية واحتقارا واستخفافا وقد انتشرت رذيلة وجريمة ما بعدها جريمة في عصر العولمة والانفتاح الثقافي ، والتهافت العربي للتوسع في انتشار القنوات الإعلامية الفضائية ، وهي من سلبياتها الأكيدة وهذه الرذيلة والجريمة الإشراك بالله تعالى – عياذا بالله – من خلال قنوات السحر والإباحة مع ما تجره تلك القنوات من ويلات ومصائب .

قد لا نستغرب وجود الشر فهذه سنة الله تعالى في الكون وهو أمر طبيعي يقابله الخير الأساس حيث يكون هناك ثواب وعقاب ، وجنة ونار . لكن المستغرب أن يأتي من أبناء المسلمين ومن ديارهم المكتظة بالمساجد ومراكز العلم والخير والإصلاح !!

وآخر صيحات هذه القنوات نشر السحر وتعليمه على الهواء مباشرة ، وقد أعلنت بعض هذه القنوات التي تهدم وليس لها من الفائدة أو الحاجة قدر أنملة بل على العكس عن اتجاهاتها بمجموعة من البرامج التي يدعي ضيوفها ( المشائخ ) وهم بالفعل مشائخ ولكن للشر وفي سبيل الشيطان قدرتهم على حل مشكلات المتصلين من خلال وصفات تعينهم على صناعة أحجبة يتم نصحهم بها على الهواء مباشرة مقابل اتصال يتراوح قيمته بين 40- 50دولاراً حددته القناة، عبر طرح جديد تجاوز تكتيك استنزاف المصروف اليومي للمراهقين من خلال الرسائل النصية القصيرة إلى الاستخفاف بعقول البسطاء على اختلاف انتماءاتهم للشرائح العمرية وخاصة الواقعين تحت ضغوطات نفسية وصحية.ولا سيما فئة النساء ، بحكم تكوينهن العاطفي ، وتزداد الحالة عند وقوع خلافات أسرية ، أو تأخر تحقق أمنية دراسية أو اجتماعية . وكله بأمر الله تعالى .

مع العلم بأنه كلما كان المجتمع مثقفا ومتعلما وواعيا ، ابتعد عن السحر وأمور الشعوذة واعتبرهما موضوعين لا يهمانه كثيرا واحتقر متعاطيهما . وعلى العكس من ذلك المجتمع الجاهل وغير المتعلم وقليل الإيمان حيث للإيمان الدور الأكبر في ذلك . وكلما كان الإيمان ظاهرا ومؤثرا وفاعلا في المجتمع وبين الناس وينصرف الناس بوجوههم وقلوبهم لخالقهم القادر على كل شيء وله الحول والقوة المطلقة ، كلما تضائل الاهتمام بالسحرة أو تصديقهم أو حتى أدنى شك بفعاليتهم ، وما هم إلا بشر كافرين ، مسخوط عليهم وليس لهم ولا لمن معهم حول ولا قوة ومصيرهم بذلك النار – نسأل الله تعالى السلامة - .

والخوف من فضول الصغيرات والمراهقات والصغار والمراهقين ، فيكون التصديق وإعادة المحاولة للبحث عن حل ما لمشكلات قد تمر بهم . مع العلم الأكيد أن هذا الطريق طريق الهلاك والخسارة المادية والصحية ( فزادوهم رهقا ) وقبل هذا وذاك ؛ الخسارة الدينية ، حيث الطرد من رحمة الله – عياذا بالله - .

أنها الحرب الحقيقية ، والتي يفوق فتكها و آثارها الأسلحة المادية مهما بلغ تطورها وخطرها ، وما أكثر الوقائع والأحداث والقصص التي تؤكد أن هذا الطريق أبشع ما يمكن تصوره ، وآثاره مؤلمة مريرة . وكيف لعاقل مؤمن بالله تعالى تنطلي عليه مثل هذه الحيل أو يذهب بكامل إرادته لمثل أولئك الواهمين الموهمين بائعي الوهم والضلال ، بل ومريدي الشر والفتنة والضياع الحقيقي ؟ نسأل الله تعالى السلامة . إن أكثر الفئات المترددة على السحر من فئات المجتمع هم الجهلاء ، والنساء حسب دراسات علمية ميدانية في هذا الشأن ، فهن أكثر استعدادا للاستهواء من الرجال - إلا من رحم الله تعالى - وذلك للبحث عن علاج أو بسبب الضغوط الواقعة عليهن مع ضعف الإيمان .

أعزائي لابد أن يكون لنا وقفة توعوية لإخواننا وأخواتنا ولأبنائنا في مجتمعاتنا المسلمة ببيان حرمة السحر في الإسلام بل وأنه الكفر والعياذ بالله، بل إن مجرد الاتصال بمثل هؤلاء ينقص العبادة ، وإن تم تصديق فهو انسلاخ من ملة محمد عليه الصلاة والسلام . قال تعالى : ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا : إنما نحن فتنة فلا تكفر ) [ 2 ، البقرة ] . وقال سبحانه : ( ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ) [ 3 ، البقرة ] . وقال عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح : " من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " .

لا بد من توعية مجتمعية قوية تبين حرمة هذا العمل ومن يصدقه أو حتى يتابعه ، والعمل على تقوية الإيمان في النفوس حيث السعادة الحقيقية والعلاج لكل مشكلة وسبيل الفوز بالجنة والنجاة من النار . قال تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) [ 59 ، الأنعام ] . ( إن الله على كل شيء قدير ) .

وللأسف مع عصر الفضاءات المفتوحة الذي لا يعترف ولا يتمكن من فرض أدنى أنواع الرقابة الرسمية على القنوات الضالة المضلة والإباحية ، يغدو الوعي الذاتي هو الرهان الوحيد من أجل وقف تيار الإسفاف الفكري الجديد المطل عبر بوابة ( السحر والشعوذة ) أنها خطة مدروسة جيدا ضد أمة محمد صلى الله عليه وسلم من أعداء الدين وبأيدي عربية للأسف ، ولقد قال أحد الإعلاميين اليهود : ( إمرأة عارية تفعل فعل مدفع ورشاش ) ! ولا أدري : إلى متى سنظل صامتين ؟!!

المصدر:موقع المستشار

أبو أنس الأنصاري
05-16-2008, 08:58 AM
اللهُ المُستَعان

جزاكم اللهُ خيراً على نقلِكُم

أبو الفداء الأندلسي
05-16-2008, 09:23 AM
جازاك الله خيرا على هذا الموضوع