أبومالك
05-01-2008, 11:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وبعد،،،
سُل الشيخ / مشهور بن حسن آل سلمان - حفظه الله - هذا السؤال وكانت الإجابة كالتالى :-
البيعة الواردة في الحديث الذي نصه: «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»، هي عين البيعة الواردة في الأحاديث والنصوص الأخرى.
ولذلك لما سأل صالح أباه الإمام أحمد -رحم الله الجميع-؟ قال: «هي بيعة الإمام الأكبر»، وهي البيعة الواردة فيما أخرجه مسلم بسنده إلى عبدالرحمن ابن عبد رب الكعبـة، قال: سمعت عبدالله بن عمرو بـن عبـد العاص
-رضي الله عنه- يقول: وأورد حديثاً طويلاً، وفي آخره قول صلى الله عليه وسلم: «فمن بايع إماماً وأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع؛ فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر» ([1]) أو قال: «فاضربوا عنق الآخِر»، فهذه البيعة تكون للخليفة المسلم الذي يحكم بالإسلام.
والمسألة التي تسأل عنها الأختُ ينبغي التنبّه فيها إلى عقدة عند كثير من العاملين، وهي استعجالهم وجعلهم هذه الأمور مقصودةً لذاتها.
وعندي أنها ثمرة طبيعية لعمل صحيح سليم، على منهج النبوة؛ إن وقع كما يحبه الله ويرضاه؛ لا بد أن تقع فيه هذه الثمرة.
وطريقة الحصول على الخلافة هي عين المهمة التي بُعث بها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حُددت مهمته قبل خلقه، وقبل وجوده، ودعا إبراهيم -عليه السلام- بقولــه:
ربنا وابعث فيهم رسولا منهم [البقرة:129]فاستجاب الله لنبيّه إبراهيم بقوله في أوائل الجمعة: « هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم » [الجمعة:2]، دعا إبراهيم بتقديم العلم على التزكية، وامتنّ الله على هذه الأمَّة بالإجابة بتقديم التزكية على العلم.
فالعلم ما لم يُصب نفوساً سليمة فلن يؤتي أُكُله، وإن هؤلاء إذا عملوا على وجود العلم والتزكية في الأمَّة، فحينئذٍ -وبتحصيل حاصل- سيصلون وسيفوزون ويظفرون بما امتن الله به على نبيه صلى الله عليه وسلم.
ولمّا دخل العلم دخنٌ، وأصابَ النفوسَ وهنٌ فاشتد عليها الأمر، وأخلدت إلى الأرض: فحينئذٍ؛ لم يكن من وسيلة لتحقيق العلم الشرعي الذي يحبه الله إلا التصفية، ولم يكن من وسيلة لتحقيق التزكية إلا التربية.
فـ(التصفية والتربية) هذا الشعار الذي رفعه ونادى به إمام هذا العصر ومحدثه شيخنا الإمام الألباني-رحمه الله- مفاده، ومآله، ومقصوده، وباعثه، أن تحقّق في الأمَّة مهمة النبي صلى الله عليه وسلم فإن وقعت هذه المهمة، ووجد في الأمَّة التربية والتصفية، فنصر الله منا قريب، -وهو كذلك- ولكننا نحن بعيدون عنه!
فمن أجل أن نقترب من ذلك لا بدّ من تحقيق هذين الأمرين.
وثمرة ذلك: المسألة التي تسأل عنها الأخت الكريمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
([1]) قطعة من حديث طويل أخرجه مسلم، وأوله: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه…».
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وبعد،،،
سُل الشيخ / مشهور بن حسن آل سلمان - حفظه الله - هذا السؤال وكانت الإجابة كالتالى :-
البيعة الواردة في الحديث الذي نصه: «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»، هي عين البيعة الواردة في الأحاديث والنصوص الأخرى.
ولذلك لما سأل صالح أباه الإمام أحمد -رحم الله الجميع-؟ قال: «هي بيعة الإمام الأكبر»، وهي البيعة الواردة فيما أخرجه مسلم بسنده إلى عبدالرحمن ابن عبد رب الكعبـة، قال: سمعت عبدالله بن عمرو بـن عبـد العاص
-رضي الله عنه- يقول: وأورد حديثاً طويلاً، وفي آخره قول صلى الله عليه وسلم: «فمن بايع إماماً وأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع؛ فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر» ([1]) أو قال: «فاضربوا عنق الآخِر»، فهذه البيعة تكون للخليفة المسلم الذي يحكم بالإسلام.
والمسألة التي تسأل عنها الأختُ ينبغي التنبّه فيها إلى عقدة عند كثير من العاملين، وهي استعجالهم وجعلهم هذه الأمور مقصودةً لذاتها.
وعندي أنها ثمرة طبيعية لعمل صحيح سليم، على منهج النبوة؛ إن وقع كما يحبه الله ويرضاه؛ لا بد أن تقع فيه هذه الثمرة.
وطريقة الحصول على الخلافة هي عين المهمة التي بُعث بها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حُددت مهمته قبل خلقه، وقبل وجوده، ودعا إبراهيم -عليه السلام- بقولــه:
ربنا وابعث فيهم رسولا منهم [البقرة:129]فاستجاب الله لنبيّه إبراهيم بقوله في أوائل الجمعة: « هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم » [الجمعة:2]، دعا إبراهيم بتقديم العلم على التزكية، وامتنّ الله على هذه الأمَّة بالإجابة بتقديم التزكية على العلم.
فالعلم ما لم يُصب نفوساً سليمة فلن يؤتي أُكُله، وإن هؤلاء إذا عملوا على وجود العلم والتزكية في الأمَّة، فحينئذٍ -وبتحصيل حاصل- سيصلون وسيفوزون ويظفرون بما امتن الله به على نبيه صلى الله عليه وسلم.
ولمّا دخل العلم دخنٌ، وأصابَ النفوسَ وهنٌ فاشتد عليها الأمر، وأخلدت إلى الأرض: فحينئذٍ؛ لم يكن من وسيلة لتحقيق العلم الشرعي الذي يحبه الله إلا التصفية، ولم يكن من وسيلة لتحقيق التزكية إلا التربية.
فـ(التصفية والتربية) هذا الشعار الذي رفعه ونادى به إمام هذا العصر ومحدثه شيخنا الإمام الألباني-رحمه الله- مفاده، ومآله، ومقصوده، وباعثه، أن تحقّق في الأمَّة مهمة النبي صلى الله عليه وسلم فإن وقعت هذه المهمة، ووجد في الأمَّة التربية والتصفية، فنصر الله منا قريب، -وهو كذلك- ولكننا نحن بعيدون عنه!
فمن أجل أن نقترب من ذلك لا بدّ من تحقيق هذين الأمرين.
وثمرة ذلك: المسألة التي تسأل عنها الأخت الكريمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
([1]) قطعة من حديث طويل أخرجه مسلم، وأوله: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه…».