المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللغة العربية تنعى حظها بين أهلها


ابو سالم
04-29-2008, 01:30 AM
قصيدة رائعة لكاتب الروائع شاعر النيل:حافظ ابراهيم


رَجَعْتُ لنفسي فاتَّهَمْت حَصَاتي
وناديتُ قَوْمي فاحْتَسَبْتُ حَيَاتي


رَمَوْني بعُقْمٍ في الشَّبَابِ
وليتني عَقُمْتُ فلم أَجْزَعْ لقَوْلِ عُدَاتي


وَلَدْتُ ولمّا لم أَجِد لعَرَائسي
رِجَالاً وَأَكْفَاءً وَأَدْتُ بناتي


وسعت كتاب الله لفظا وغاية
وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِاتِ


فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ
وتنسيقِ أَسْمَاءٍ لمُخْتَرَعَاتِ

أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ
فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي


فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني
وَمِنْكُم وَإِنْ عَزَّ الدَّوَاءُ أُسَاتي


فلا تَكِلُوني للزَّمَانِ فإنَّني
أَخَافُ عَلَيْكُمْ أن تحين وَفَاتي


أَرَى لرِجَالِ الغَرْبِ عِزَّا وَمِنْعَةً
وَكَمْ عَزَّ أَقْوَامٌ بعِزِّ لُغَاتِ


أَتَوا أَهْلَهُمْ بالمُعْجزَاتِ تَفَنُّنَا
فَيَا لَيْتَكُمْ تَأْتُونَ بالكَلِمَاتِ


أَيُطْرِبُكُمْ مِنْ جَانِبِ الغَرْبِ نَاعِبٌ
يُنَادِي بوَأْدِي في رَبيعِ حَيَاتي


وَلَوْ تَزْجُرُونَ الطَّيْر َ يَوْمَاً عَلِمْتُمُ
بمَا تَحْتَهُ مِنْ عَثْرَةٍ وَشَتَاتِ


سَقَى اللهُ في بَطْنِ الجَزِيرَةِ أَعْظُمَا
يَعِزُّ عَلَيْهَا أَنْ تَلِينَ قَنَاتي


حَفِظْن وَدَادِي في البلَى وَحَفِظْتُهُ
لَهُنَّ بقَلْبٍ دَائِمِ الحَسَرَاتِ


وَفَاخَرْتُ أَهْلَ الغَرْبِ وَالشَّرْقُ مُطْرِقٌ
حَيَاءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِرَاتِ


أَرَى كُلَّ يَوْمٍ بالجَرَائِدِ مَزْلَقَا
مِنَ القَبْر يُدْنيني بغَيْرِ أَنَاةِ


وَأَسْمَعُ للكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً
فَأَعْلَمُ أنَّ الصَّائِحِينَ نُعَاتي


َيَهْجُرُني قَوْمي عَفَا اللهُ عَنْهُم
إِلَى لُغَةٍ لم تَتَّصِلْ برُوَاةِ


سَرَتْ لُوثَةُ الإفْرَنْجِ فِيهَا كَمَا سَرَى
لُعَابُ الأَفَاعِي في مَسِيلِ فُرَاتِ


فَجَاءَتْ كَثَوْبٍ ضَمَّ سَبْعِينَ رُقْعَة
مُشَكَّلَةَ الأَلْوَانِ مُخْتَلِفَاتِ


إِلَى مَعْشَرِ الكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ
بَسَطْتُ رَجَائي بَعْدَ بَسْطِ شَكَاتي


فإمَّا حَيَاةٌ تَبْعَثُ المَيْتَ في البلَى
وَتُنْبتُ في تِلْكَ الرُّمُوسِ رُفَاتي


وَإِمَّا مَمَاتٌ لا قِيَامَةَ بَعْدَه
مَمَاتٌ لَعَمْرِي لَمْ يُقَسْ بمَمَاتِ

قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ
04-29-2008, 01:38 AM
فإمَّا حَيَاةٌ تَبْعَثُ المَيْتَ في البلَى
وَتُنْبتُ في تِلْكَ الرُّمُوسِ رُفَاتي


وَإِمَّا مَمَاتٌ لا قِيَامَةَ بَعْدَه
مَمَاتٌ لَعَمْرِي لَمْ يُقَسْ بمَمَاتِ

أبومالك
04-29-2008, 08:05 PM
الله المستعان

ابو سالم
05-01-2008, 04:23 AM
نسأل الله أن يحفظ لغة القرآن
و شكرا قسورة و أبا مالك

أمية الله
05-08-2008, 11:01 PM
جزاكم الله خير الجزاء
اريد شرح هذه الابيات اخى من فضلك فأنا افهمها فهما عاما لكنى اريد ان اشعر بالمعانى التى فيها عن طريق شرح الابيات
وجزاكم الله خيراا وعذراً على الاثقال

ابو سالم
05-17-2008, 12:55 AM
الله المستعان
ان شاء الله نضع لها شرحا وافيا لها حيث يتبين بحق مدى جمال هذه القصيدة ان شاء الله

ابو سالم
05-17-2008, 04:11 AM
1) رجعت لنفسى : تأملت
الحصاة: الرأى و العقل
احتسبت حياتى : عددتها عند الله فيما يدخر
-يقول الشاعر على لسان اللغة العربية: اننى عدت الى نفسى و فكرت فيما آل اليه أمرى فأسأت الظن بنفسى .
و كدت أصدق ما يقال عن قصورى عن مجاراة العصرو مستحدثاته
و ناديت الناطقين بى لعلهم يعينونى و لكنى لم أجد اذنا صاغية فادخرت حياتى عند الله

2) العداة : الأعداء
- اتهمونى بأنى لا ألد رغم انى فى ريعان شبابى
ثم تتحسر قائلة ليتنى عقيمة فعلا فلا يحزننى قولهم _ و هنا كنى الشاعر بالعقم عن ضيق اللغة و جمودها-

3) عرائس : جمع عروس و المراد بها الألفاظ المجلوة الحسنة
- ترد اللغة على اتهامها بأن ليس لها نسل بأنها تلد بالفعل و لكنها رأت دفن البنات أحياء خيرا من أن تجدهم بأيدى من لا يستحقونهم

4) آيٍ : جمع اية

5)
6)- تقول اللغة مفاخرة بنفسها أنها كالبحر ملئ بالآلئ و لكنم العيب منكم أنكم لا تجيدون البحث عنها

7) أساة : جمع الآسى و هو الطبيب
- ثم تستغيث بناطقيها أنها تحتضر و أنتم الطبيب الذى يمكنه علاجها و ان كان ذلك عزيز عليكم

8) تكلونى: تتركونى
تحين : يأتى و قتها
- و تستطرد اللغة قائلة أنها ليست هى المتضررة من فنائها و زوالها فهى ان كانت تريد الحياة فانما خوفا علي أهلها من الضياع بعدها حيث أنها قوام الدين

9) - نرى أن الغرب معتزين بلغتهم الركيكة و يحاولون أن يفرضوها على الأخرين لأن فى ذلك عز لهم و كم من أمة عزت بارتفاع مكانة لغتها

10) اذا كان الغرب قد قام بالاختراعات و المبتكرات فهل تعجزون عن مجرد وضع أسماء عربية لهذه المخترعات
فحتى الأسماء تعجزون عن تنسيقها ةو استنباطها

11) ناعب : صاحب الصوت المكروه
ربيع حياتى : أيام الفتوة و الشباب
- هل يعجبكم الناعبون الذين يريدون أن يستبدلونى بلغتهم زاعمين هرمى و عجزى برغم أنى لازلت فى أيام شبابى

12) زجر الطير : عادة أبطلها الاسلام وهى التطير و هى أن ترمى الطائر بحصاة فان ولاك ميامنه تفائلت و ان ولاك مياسره تشائمت
- يقول الشاعر لو أنكم حتى احتكمتم الى هذه العادة القديمة لتشائمتم و علمتم ما يجره عليكم دفنى من السقوط و الانحلال

13)سقى الله : دعاء بالرحمة
- تترحم اللغة العربية على من أجادوها و تدارسوها و قويت شوكتها بهم من العرب الأولين الذين دفنوا بموطنهم الأصلى و هو الجزيرة العربية

14) لقد حفظ أولئك القوم مكانتى و أعلوها لذلك حفظت لهم هذا الجميل و حزنت لموتهم و ذهابهم بقلب دائم الحزن و الأسى

15)النخرات : البالية المتفتتة

16)مزلقا : مكان الانزلاق و السقوط
أناة : التأنى و الابطاء
- يريد وصف لغة الجرائد اذ ذاك بالتدنى و الضعف
فيصور كل كارثة لغوية مكتوبة فى الجرائد كأنها مزلقا يسرع بها نحوالموت و الهلاك

17) النعاة : جمع ناع و هو المخبر بالموت
- كلما قرأت ما يكتبه الكتاب و الضجة المصاحبة لهذه الكتابات أتيقن من أن الضجة مصاحبة لوفاتى و هى مجرد نعى لى

18) و تدعو بالمغفرة والسماح لأهلها الذين هجروها الى لغة لم تتصل برواة كما هو الحال فى العربية التى أخذها الخلف عن السلفبطريق الرواية التى تحفظها من أى تغيير
و يشير الشاعر بذلك الى تلك اللغة الرقعة التى كانت مستعملة أيام نشر القصيدة حيث كان الأمر أسوأ حالا مما نعانيه نحن
19) لوثة : عدم الابانة
لعاب الأفاعى : سمها
الفرات : الماء العذب
و تذم اللغة الأصيلة تلك اللغة المتدنية بأنها مثل الماء الذى يبدو لك كأنه صاف- و ذلك لأصل اللغة حيث كانت اللغة العربية هى أصل الكتابة- و لكنه ملئ بسم الأفاعى المميت - و السم المقصود هى الكلمات الأجنبية الغريبة-

20) فكانت هذه اللغة كاثوب المرقع و لكنه ليس بألوان مقاربة للون الثوب الأصلى فلا تظهر
و لكنها مرقعة بألوان مختلفة متنافرة كريهة المنظر ومؤذية للناظر

21) ثم تبسط اللغة شكوتها أمام جموع المثقفين و الأدباء المعنيين بها و تترجاهم أن يجدوا حلا لمشكلتها

22-23) الرموس : القبور
الرفات : كل ما تكسر وبلى
- و تكمل بعزة نفس أنها لا تبحث عن أى حياة فهى ليست عبئا على الحياة ثقيل انما نحن من نحتاجها
فاما حياة عزيزة كريمة كما كانت و الا ممات لا تحيا من بعده أبدا و لكنه ليس أى ممات بل هو ممات عظيم لم يصب أحد بخطب مثله.

أرجو أن أكون قد وفقت .....
الشرح منقول من كتاب ( نصوص أدبية للفرقة الثالثة )
كلية دار العلوم
قسم الدراسات الأدبية
اعداد د. محمد موسى خشبة

أمية الله
05-18-2008, 04:48 AM
جزاكم الله خيراً
أسأل الله لكم مزيد من التوفيق

صاحبة القلادة
05-18-2008, 04:25 PM
جزاك الله خيرا