المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلفاز في المسجد


البتار
04-18-2008, 12:07 PM
تلفاز في المسجد

بسم الله الرحمن الرحيم ،،


دخلت على المسجد الوحيد في الحي المترامي الأطراف وشدّني سماع صوت الخطيب ،

وبينما أضع حذائي في الكيس ، تقدمت خطوات قليلة وأنا أشنف ببصري تجاه المحراب

أتساءل كيف سيكون الخطيب ، هل هو جاهل أم حليق أم مبتدع أم متعالم متفيقه يسرّه تصدّر المجالس .. فهذه هي النوعيات التي أصبح يسمح لها بالخطابة الا من رحم ربي !

كان المحراب فارغا ! .. فقلت في نفسي لعلها زاوية الرؤية أو ربما يكون خداعا بصريا

تقدمت قليلا ثم انتبهت إلى أن أنظار الناس ليست متجهة نحو المحراب .. وإنما ..

كانت أبصارهم متجهة صوب التلفاز الذي نصبوه في قبلة المصلين !

لم أرض للحظة أن أبقى في مسجد قام فيه التلفاز خطيبا ، فواصلت مسيري إلى الباب الآخر ثم خرجت وأخي الأصغر
ينظر إلي بدهشة

قلت له : هذه الخطب الدينية في المسجد ليست إلا مقدمة ، ضمن ما يسمى تجديد الخطاب الديني ، وقريبا سيرغمون الناس على سماع خطب أمير المؤمنين في المسجد وعلى الهواء مباشرة

هز رأسه موافقا وهو يبتسم

واصلت : وقريبا سيضعون إشهارات في هذا التلفاز ، ويسمونها إشهارات إسلامية ، سيقولون معجون أسنان إسلامي وشامبو إسلامي وعلكة مضادة التطرف ولن يقفوا عند الفيديو كليب الإسلامي إلا قليلا ! فبفضل الإخوان المسلمين أصبح بالإمكان جعل كل شيء إسلامي ، رقص إسلامي ، غناء إسلامي ، شيوعي إسلامي ، يهودي إسلامي أو حتى ملحد إسلامي إذا شئت ! فنحن جميعا مؤمنون بوجه من الوجوه حسب قول القرضاوي مفتي الإخوان المسلمين ..

قال ممازحا : ألست تبالغ قليلا ؟

قلت : لو أني قبل بضع سنوات تكلمت عن دخول التلفاز للمسجد لما صدّقني أحد ، ولعدّوني منحرفا عن الدين وبالغوا في تأويل مروقي منه . أما أن يفعلها أمير المؤمنين فلا بأس ، له الأمر والنهي وله مشايخه الذين لا يعرفون من نواقض الإسلام إلا "الإرهاب" في زعمهم !

قال : وما العمل ؟

قلت : ننتظر حتى تقام الصلاة ونصلي مع عامّة المسلمين وندعو على رئيس البلاد وحكومته وكل من ناصره بفعل أو قول….

قطعنا بضع خطوات وأنا أفكر .. أليس في هذه البلاد وفي هذا الجمع الحاشد رجل يستطيع أن يخطب في الجَمْع بدل السماع إلى خطبة على الهواء في بيت الله ؟!

ولكن يزول العجب إذا عرفنا أن تعميم الخطاب الديني وعولمته وتوحيده والاستخفاف بالمسلمين وصرفهم عن قضاياهم هو السبب فيما حصل !

بل أين هم العلماء الذين يستحقون الصعود على منبر الحبيب المصطفى عليه السلام ؟! وكثيرون منهم في السجون أو فارّون بدينهم أو لا يسمح لهم بالخطابة، وقد كان كل ذنبهم أنهم إما قالوا كلمة الحق أو صمتوا عن قول الباطل .. فلله درهم وعلى الله أجرهم .. ولن يضيعهم الله أبداً وعداً يقيناً

وهنا سمعنا الصلاة تقام فعدنا ..

***

في الحقيقية ، يحار المرء في الأحداث العاصفة ببلاد المسلمين وفي الفتاوى الشاذة الغريبة المارقة من الدين .. فهذا يفتي بجواز القبل بين الشباب (وقد أفتى ابن تيمية بكفر من أحل النظرة فكيف بغيرها ؟!) وهذا يفتي بخلود من خرج على الحاكم في النار ، وآخر يحدق فيك بغباء لا مثيل له ليقول لك أن القرضاوي له أسبابه للإفتاء للجندي المسلم الأمريكي بقتال إخوانه المسلمين ، فالقرضاوي مجتهد وله الحق في تغيير الدين ، ونحن الجهال الأغرار حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ليس لنا من الأمر إلا أن نكون إمّعات نتبعهم في كل منعطف ونهوي معهم في كل هاوية…..

ويحضر أحدنا الصلاة ليجد الإمام يدعو عليه فيقول : الله انصر أمير البلاد وحامي حمى الوطن والدين ووو ... (حتى تتعب من رفع يديك) !

وقد قال الثوري رحمه الله : " من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه " .. فكيف بمن يدعو للظالم بالنصر ؟!

بل ومن يقاتل النظامُ ؟! أليس يقاتلنا نحن المسلمين تحت مسمى محاربة التطرف وإخضاعنا لأمريكا وحكمنا بما يخالف الإسلام ؟!

إن كل إمام يدعو لحكام المسلمين_مع علمه بحالهم_ بالنصر فقد دعا على أمة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ، فليعد ليوم السؤال جوابا !

وأسأل الله أن يحشر كل من يدعو للطواغيت _وهو يعلم حالهم وعمالتهم وخياناتهم_ معهم ، وإن ادّعوا أنهم ضعفاء مغلوبون على أمورهم فالله تعالى يقول : " وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ "

نحن لا نعتب على الخطباء أنهم أصبحوا موظفين يبيعون دينهم بدنياهم ويخطبون علينا بحماسة شديدة لتذكيرنا بالأعياد الوطنية التي لا تنتهي بل وأصبحنا نحتفل في خطب الجمعة بالأيام العالمية ، فهذا يوم البيئة له خطبة وهذا يوم مكافحة الأيدز له خطبة أخرى وهكذا .. خطب حول عيد الشباب وعيد المرأة وعيد العرش .. لم يبق إلا أن نحتفل بفالنتاين وأعياد السنة الميلادية .. أهلنا في فلسطين الشهيد تلو الشهيد ،، والخطيب يحدثني عن وجوب طاعة الأمير وأهمية المحافظة على نظافة الشوارع ، ثم يختم بالدعاء عليّ ونحن ننظر إلى بعضنا ، العين في العين كما يقال .

ولكنا نعتب عليهم أنهم لم يصمتوا فان لم يستطيعوا الصدع بالحق فلم يحابون الباطل ويدافعون عنه ، ولا أقل من أن يدعوا على أعداء المسلمين بدل الدعاء على المجاهدين…..

وللخطباء الذين لا شعور لهم ولا مروءة عندهم أقترح عليهم أدعية مخففة:

عند الدعاء على المجاهدين أن يقولوا : اللهم من أراد بهذه البلاد شرا فرد كيده في نحره

وعند الدعاء لرؤسائنا أن يقولوا : اللهم أره الحق حقا وارزقه اتباعه وأره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه

فهذا أهون من الدعاء الصريح بنصرة حكامنا وهلاك المجاهدين….

هذا ما يحصل في بعض بلاد المسلمين حقيقة وليس خيالا ، ولعلّ من الإخوة من يشهد بذلك !


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ

فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " صحيح مسلم

فكل فتوى أو عمل لأي كان يخالف ما أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو مردود عليه مهما كانت مكانته ، وكثير من خطباء اليوم الموظفون لدى الحكومات المبدلة للشرع الخائنة للأمة_الذين يعلمون حالهم ويكتمون ما عندهم من الحق بل ويحابون الباطل _ هم أقل قدرا علما وعملا وخشية من أن يستفتيهم الناس ، وهم الأنذال الذين يجب عدم اتباعهم أو الرفع من شأنهم ، وقد قال الشاعر :

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم *** ولا سراة إذا الأنذال قد سادوا

فاحذروا من تلبيسات تلفاز المسجد أو الخطباء الرسميين ولو كان خطيبا مفوها ، ولا يمنعكم ذلك من شهود الجمع والجماعات حتى يحكم الله بيننا وبينهم ….

واحذروا الفتاوى على الهواء (في رواية : على الهوى) الا من العلماء الثقات الأثبات،
وعليكم بمن تجدون من المشائخ الصالحين ، فإن لم تجدوا فعليكم بكتب الثقات من أهل العلم.. وليكن همكم نصرة الاسلام بأي وسيلة كانت ولا يكلف الله نفسا الا وسعها...

منقول بتصرف

صاحبة القلادة
04-18-2008, 02:41 PM
لا الاه الا الله
ده حال الي متبعش خطي الرسول
وربنا يرحمنا من فتن الدنبا

القيم
04-18-2008, 03:48 PM
لا حول ولا قوه الا بالله العلى العظيم