مروج الذهب
09-19-2015, 10:53 AM
بل أن نتكلم عن النوافل التي تصلى في السفر.
بداية أود أن أقول أن هناك قاعدة تقول:
الأصل في الأمور الدنيوية الإباحة .أما في الأمور الدينية فالأصل فيهاالحظر .فأي شيء دنيوي يباح لك أن تفعله مالم يرد نص بالمنع. لكن أي شيء ديني أنت ممنوع أن تفعله إلا إذا أجازه لك نص شرعي .مثال لايجوز أن تخترع صلاة من عندك بحجة أن الصلاة جميلة والزيادة فيها خير (كما يفعل بعض الجهال يصلون صلاة تسمى صلاة ونيس القبر وهي عدد من الركعات في الليل بنية أنها تؤنسهم في قبورهم )هذا العمل مردود عليك ,لأنك من أجل أن تصلي يجب أن يرد نص شرعي يحدد لك تلك الصلاة لا أن تؤلف من عندك .قال صلى الله عليه وسلم (من أحد ث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد...)فحتى لو كانت النية حسنة هذا لا يعفيك .وأنت تعرف قصة الثلاث الذين ذهبوا إلى بيت النبي يسألون عن عبادته فلما أخبروا بها تقالوها ثم قالوا أي نحن من رسول الله فهو قد غفر له ماتقدم من ذنبه وماتأخر.ثم قرر الأول أن يصوم ولا يفطر وقرر الثاني أن يقوم الليل ولا ينام وقرر الثالث ألا يتزوج النساء .إذاً فقد كانت نيتهم حسنة وأصل أفعالهم حسن لكنه مخالف للسنة, ولقد قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لما علم بأمرهم( أما أنا فأصوم وأفطروأقوم الليل وأنام وأتزوج النساء ثم قال هذه سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني )إذاً لو كانت نيتك حسنة وأصل فعلك حسن لكنه مخالف للسنة فالنبي يتبرأ منك .
إذاًعبادة الله ليست بالكيف والمزاج لابد أن تكون موافقة للكتاب والسنة هنا يأتي السؤال الأن هل تصلى النوافل في السفر أم لا ؟؟؟
بعض الأخوة يصلي في السفر النوافل وعندما تكلمه يقول نحن لا نخسر شيء ولا يضيع شيء عند الله . نقول له أنت مبتدع لأنك عندما تقول أنا أصلي السنة يعني تتبع سنة النبي وهل النبي صلى الله عليه وسلم صلى النوافل في السفر ؟يقولون إنه من الورع .نقول هذا ورع مكذوب. وقد قال أهل العلم إنما الورع ماوافق الكتاب والسنة .
من هنا ستجد أن العلماء انقسموا في هذه المسألة إلى ثلاث أقوال :
**بعضهم منع التنفل في السفر تماماً فلا يجوز أن تصلي أي صلاة نافلة .واستدلوا بحديث عبد الله بن عمر
صحبتُ ابنَ عمرَ في طريقِ مكةَ . قال فصلى لنا الظهرَ ركعتَين . ثم أقبل وأقبلْنا معه . حتى جاء رَحْلَه . وجلس وجلسْنا معه . فحانت منه التفاتةً نحو حيثُ صلَّى . فرأى ناسًا قيامًا . فقال : ما يصنع هؤلاءِ ؟ قلتُ : يُسبِّحون . قال : لو كنتُ مُسبِّحًا لأتممتُ صلاتي . يا ابنَ أخي ! إني صحبتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في السَّفرِ . فلم يزِدْ على ركعتَين حتى قبضه اللهُ . وصحبتُ أبا بكرٍ فلم يزِدْ على ركعتَين حتى قبضه اللهُ . وصحبتُ عمرَ فلم يزِدْ على ركعتَين حتى قبضه اللهُ . ثم صحبتُ عثمانَ فلم يزِدْ على ركعتَين حتى قبضه اللهُ . وقد قال اللهُ : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [ 33 / الأحزاب / الآية - 21 ] .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 689 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى ركعتين في السفر والشرع أنقص لك من الفرض ركعتين من أجل راحتك فمن باب أولى سيسقط عنك النفل .
قال ابن القيم رحمه الله : ( وهذا من فقهه رضي الله عنه فإن الله سبحانه وتعالى خفف عن المسافر في الرباعية شطرها فلو شرع له الركعتان قبلها أو بعدها لكان الإتمام أولى به )
وقد أثبت ابن عمر أن هؤلاء خالفوا السنة. فعندما تصلي نفل الظهرفسنة من تتبع ؟؟؟
فعندما أصلي الظهر وأصلي بعده ركعتين أقول هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم وعندما أصلي النفل في السفر أقوال هكذا فعل من ؟؟ من تتبع ؟
**الفريق الاخر فتح الباب على مصراعيه وقال تصلى كل النوافل في السفر .
**البعض الأخر قال أن هناك نوافل صلاها النبي صلى الله عليه وسلم في السفر وهناك نوافل تركها النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فما صلاه النبي في السفر أصليه وماتركه أتركه .لأنني أتبع السنةقال تعالى (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ..)
فما هي النوافل التي صلاها النبي صلى الله عليه وسلم في السفر؟؟
إنها أربع نوافل الأولى:
1- صلاة الضحى والدليل :
أن أمَّ هانئ بنتَ أبي طالب حدثتهُ ؛ أنه لما كان عام الفتحِ ، أتت رسولَ اللهِ _صلى الله عليه وسلم_ وهو بأعلى مكةَ . قام رسولُ اللهِ _صلى الله عليه وسلم_ إلى غُسلهِ , فسترتْ عليه فاطمةُ ,ثم أخذ ثوبهُ فالتحفَ بهِ , ثم صلى ثمانِ ركَعاتٍ سُبْحةَ الضحى .
الراوي : أم هانئ بنت أبي طالب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 336 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
وفي لفظ البخاري
4 - ما أخبرنا أحدٌ أنه رأى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصلي الضُّحى غيرَ أمَّ هانئٍ، فإنها ذكرت : أنه يومَ فتحِ مكةَ اغتسل في بيتها، ثم صلى ثماني ركعاتٍ، قالت، لم أرهُ صلى صلاةً أخفَّ منها، غيرَ أنه يتمُّ الركوعَ والسجودَ .
الراوي : أم هانئ بنت أبي طالب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4292 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |
وفي رواية(( أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يومَ الفتحِ صلَّى سبحةَ الضُّحى ثمانيَ رَكعاتٍ ثمَّ سلَّمَ من كلِّ رَكعتينِ))
الراوي : أم هانئ بنت أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 1098 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
إذاً أصلي في السفر صلاة الضحى .فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى وليس نفل الظهر .فنرى بعض المسافرين يترك صلاة الضحى ويصلي صلاة سنة الظهر.
2- سنة الفجر والدليل
1-كنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بعضِ أسفارِه فنام عن الصبحِ حتى طلعتِ الشمسُ فاستيقظ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال تنحُّوا عن هذا المكانِ قال ثم أمر بلالاً فأذَّنَ ثم توضؤوا وصلوا ركعتي الفجرِ ثم أمر بلالاً فأقام الصلاةَ فصلى بهم صلاةَ الصبحِ.
الراوي : عمرو بن أمية | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 444 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
2-أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان في مَسِيرٍ له فناموا عن صلاةِ الفجرِ، فاستيقظوا بحرِّ الشمسِ، فارتفعوا قليلًا حتى استَقَلَّتِ الشمسُ، ثم أمرَ مُؤذِّنًا فأذَّنَ، فصلَّى ركعتين قبلَ الفجرِ، ثم أقامَ، ثم صلَّى الفجرَ.
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 443 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
3-أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ قفلَ من غزوةِ خيبرَ ، فسارَ ليلَه ، حتَّى إذا أدرَكَهُ الكَرى عرَّسَ ، وقالَ لبِلالٍ: اكلأ لَنا اللَّيلَ فصلَّى بلالٌ ما قُدِّرَ لَهُ ، وَنامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصحابُهُ ، فلمَّا تقاربَ الفجرُ ، استَندَ بلالٌ إلى راحلتِهِ مواجِهَ الفجرِ ، فغلبت بلالًا عيناهُ وَهوَ مستَندٌ إلى راحلتِهِ ، فلم يَستيقظ بلالٌ ولا أحدٌ من أصحابِهِ حتَّى ضربتهمُ الشَّمسُ ، فَكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أوَّلَهُمُ استيقاظًا ، ففزِعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: أي بلالُ فقالَ بلالٌ: أخذَ بنَفسيَ الَّذي أخذَ بنفسِكَ ، بأبي أنتَ وأمِّي يا رسولَ اللَّهِ قالَ: اقتادوا فاقتادوا رواحلَهُم شيئًا ، ثمَّ توضَّأَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وأمرَ بلالًا فأقامَ الصَّلاةَ ، فصلَّى بِهِمُ الصُّبحَ ، فلمَّا قضى النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الصَّلاةَ قالَ: من نسيَ صلاةً ، فليصلِّها إذا ذَكَرَها ، فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قالَ: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 577 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
وقد أخذ العلماء من هذه الأحاديث عدة أحكام منها:عندما ينام الشخص عن صلاة الفجر ويريد أن يقضيها يقضي قبلها سنة الفجر. وهي من السنن التي تقضى وأيضاً أخذوا من الحديث أن الفائتة تصلى جماعة ولها إقامة .
3- الوتر والدليل :
1-كنت أسيرُ مع عبدِ اللهِ بنِ عمرَ(يعني سعيد بن يسار) بطريقِ مكةَ ، فقال سعيدٌ : فلما خشيتُ الصبحَ نزلتُ فأوْترْتُ ثم لحقتُه ، فقال عبدُ اللهِ بنُ عمرَ: أين كنت ؟ فقلت: خشيتُ الصبحَ فنزلتُ فأوترتُ ، فقال عبدُ اللهِ: أليس لك في رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أسوةٌ حسنةٌ ؟ فقلت: بلى واللهِ قال: فإن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يوترُ على البعيرِ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 999 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
فابن عمر لم ينكر عليه أنه صلى الوتر بل أنكر عليه نزوله عن الدابة وأخبره أنه بإمكانه أن يصليها وهو على دابته كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم
2-: أن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُسبِّحُ على الراحلةِ قِبَلَ أي وجهٍ توجَّهَ . ويُوتِرُ عليها . غيرَ أنَّهُ لا يصلي عليها المكتوبةَ .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 700 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
4- قيام الليل والدليل :
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلي في السفرِ على راحلتِه حيث توجهتْ به ، يومىءُ إيماءً صلاةَ الليلِ إلا الفرائضَ ، ويوترُ على راحلتِه.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1000 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] .
ولذلك قوله تعالى (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) سبب نزول هذه الاية شيئين قوم غمي عليهم القبلةولم يعرفوا إتجاههافإن كان معهم عالم مجتهد اتبعوه وقلدوه وإن كانوا كلهم مجتهدين فلا يلزم أحد الأخر وكل واحد يلتزم باجتهاده وكلهم على صواب وذلك كما قال أهل العلم .
وقال أخرون أن سبب نزول هذه الأية نافلة السفر قال ابن عمر : نزلت في المسافر يتنفل حيثما توجهت به راحلته . أخرجه مسلم عنه ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه ، قال : وفيه نزلت فأينما تولوا فثم وجه الله . ولا خلاف بين العلماء في جواز النافلة على الراحلة .وأن النوافل يرخص فيها مالا يرخص في الفرائض.
إذاً الخلاصة أنه ثبت عندي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في السفرأربع نوافل : الضحى وسنة الفجر والوتر وقيام الليل
إذاً إنكار ابن عمر ليس على عمومه. إنما أنكر على من صلى سنة لم يصلها النبي صلى الله عليه وسلم في السفر.وترك سنة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم .
وبذلك تنتهي هذه السلسلة والحمد لله رب العالمين.
بداية أود أن أقول أن هناك قاعدة تقول:
الأصل في الأمور الدنيوية الإباحة .أما في الأمور الدينية فالأصل فيهاالحظر .فأي شيء دنيوي يباح لك أن تفعله مالم يرد نص بالمنع. لكن أي شيء ديني أنت ممنوع أن تفعله إلا إذا أجازه لك نص شرعي .مثال لايجوز أن تخترع صلاة من عندك بحجة أن الصلاة جميلة والزيادة فيها خير (كما يفعل بعض الجهال يصلون صلاة تسمى صلاة ونيس القبر وهي عدد من الركعات في الليل بنية أنها تؤنسهم في قبورهم )هذا العمل مردود عليك ,لأنك من أجل أن تصلي يجب أن يرد نص شرعي يحدد لك تلك الصلاة لا أن تؤلف من عندك .قال صلى الله عليه وسلم (من أحد ث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد...)فحتى لو كانت النية حسنة هذا لا يعفيك .وأنت تعرف قصة الثلاث الذين ذهبوا إلى بيت النبي يسألون عن عبادته فلما أخبروا بها تقالوها ثم قالوا أي نحن من رسول الله فهو قد غفر له ماتقدم من ذنبه وماتأخر.ثم قرر الأول أن يصوم ولا يفطر وقرر الثاني أن يقوم الليل ولا ينام وقرر الثالث ألا يتزوج النساء .إذاً فقد كانت نيتهم حسنة وأصل أفعالهم حسن لكنه مخالف للسنة, ولقد قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لما علم بأمرهم( أما أنا فأصوم وأفطروأقوم الليل وأنام وأتزوج النساء ثم قال هذه سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني )إذاً لو كانت نيتك حسنة وأصل فعلك حسن لكنه مخالف للسنة فالنبي يتبرأ منك .
إذاًعبادة الله ليست بالكيف والمزاج لابد أن تكون موافقة للكتاب والسنة هنا يأتي السؤال الأن هل تصلى النوافل في السفر أم لا ؟؟؟
بعض الأخوة يصلي في السفر النوافل وعندما تكلمه يقول نحن لا نخسر شيء ولا يضيع شيء عند الله . نقول له أنت مبتدع لأنك عندما تقول أنا أصلي السنة يعني تتبع سنة النبي وهل النبي صلى الله عليه وسلم صلى النوافل في السفر ؟يقولون إنه من الورع .نقول هذا ورع مكذوب. وقد قال أهل العلم إنما الورع ماوافق الكتاب والسنة .
من هنا ستجد أن العلماء انقسموا في هذه المسألة إلى ثلاث أقوال :
**بعضهم منع التنفل في السفر تماماً فلا يجوز أن تصلي أي صلاة نافلة .واستدلوا بحديث عبد الله بن عمر
صحبتُ ابنَ عمرَ في طريقِ مكةَ . قال فصلى لنا الظهرَ ركعتَين . ثم أقبل وأقبلْنا معه . حتى جاء رَحْلَه . وجلس وجلسْنا معه . فحانت منه التفاتةً نحو حيثُ صلَّى . فرأى ناسًا قيامًا . فقال : ما يصنع هؤلاءِ ؟ قلتُ : يُسبِّحون . قال : لو كنتُ مُسبِّحًا لأتممتُ صلاتي . يا ابنَ أخي ! إني صحبتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في السَّفرِ . فلم يزِدْ على ركعتَين حتى قبضه اللهُ . وصحبتُ أبا بكرٍ فلم يزِدْ على ركعتَين حتى قبضه اللهُ . وصحبتُ عمرَ فلم يزِدْ على ركعتَين حتى قبضه اللهُ . ثم صحبتُ عثمانَ فلم يزِدْ على ركعتَين حتى قبضه اللهُ . وقد قال اللهُ : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [ 33 / الأحزاب / الآية - 21 ] .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 689 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى ركعتين في السفر والشرع أنقص لك من الفرض ركعتين من أجل راحتك فمن باب أولى سيسقط عنك النفل .
قال ابن القيم رحمه الله : ( وهذا من فقهه رضي الله عنه فإن الله سبحانه وتعالى خفف عن المسافر في الرباعية شطرها فلو شرع له الركعتان قبلها أو بعدها لكان الإتمام أولى به )
وقد أثبت ابن عمر أن هؤلاء خالفوا السنة. فعندما تصلي نفل الظهرفسنة من تتبع ؟؟؟
فعندما أصلي الظهر وأصلي بعده ركعتين أقول هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم وعندما أصلي النفل في السفر أقوال هكذا فعل من ؟؟ من تتبع ؟
**الفريق الاخر فتح الباب على مصراعيه وقال تصلى كل النوافل في السفر .
**البعض الأخر قال أن هناك نوافل صلاها النبي صلى الله عليه وسلم في السفر وهناك نوافل تركها النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فما صلاه النبي في السفر أصليه وماتركه أتركه .لأنني أتبع السنةقال تعالى (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ..)
فما هي النوافل التي صلاها النبي صلى الله عليه وسلم في السفر؟؟
إنها أربع نوافل الأولى:
1- صلاة الضحى والدليل :
أن أمَّ هانئ بنتَ أبي طالب حدثتهُ ؛ أنه لما كان عام الفتحِ ، أتت رسولَ اللهِ _صلى الله عليه وسلم_ وهو بأعلى مكةَ . قام رسولُ اللهِ _صلى الله عليه وسلم_ إلى غُسلهِ , فسترتْ عليه فاطمةُ ,ثم أخذ ثوبهُ فالتحفَ بهِ , ثم صلى ثمانِ ركَعاتٍ سُبْحةَ الضحى .
الراوي : أم هانئ بنت أبي طالب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 336 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
وفي لفظ البخاري
4 - ما أخبرنا أحدٌ أنه رأى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصلي الضُّحى غيرَ أمَّ هانئٍ، فإنها ذكرت : أنه يومَ فتحِ مكةَ اغتسل في بيتها، ثم صلى ثماني ركعاتٍ، قالت، لم أرهُ صلى صلاةً أخفَّ منها، غيرَ أنه يتمُّ الركوعَ والسجودَ .
الراوي : أم هانئ بنت أبي طالب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4292 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |
وفي رواية(( أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يومَ الفتحِ صلَّى سبحةَ الضُّحى ثمانيَ رَكعاتٍ ثمَّ سلَّمَ من كلِّ رَكعتينِ))
الراوي : أم هانئ بنت أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 1098 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
إذاً أصلي في السفر صلاة الضحى .فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى وليس نفل الظهر .فنرى بعض المسافرين يترك صلاة الضحى ويصلي صلاة سنة الظهر.
2- سنة الفجر والدليل
1-كنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بعضِ أسفارِه فنام عن الصبحِ حتى طلعتِ الشمسُ فاستيقظ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال تنحُّوا عن هذا المكانِ قال ثم أمر بلالاً فأذَّنَ ثم توضؤوا وصلوا ركعتي الفجرِ ثم أمر بلالاً فأقام الصلاةَ فصلى بهم صلاةَ الصبحِ.
الراوي : عمرو بن أمية | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 444 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
2-أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان في مَسِيرٍ له فناموا عن صلاةِ الفجرِ، فاستيقظوا بحرِّ الشمسِ، فارتفعوا قليلًا حتى استَقَلَّتِ الشمسُ، ثم أمرَ مُؤذِّنًا فأذَّنَ، فصلَّى ركعتين قبلَ الفجرِ، ثم أقامَ، ثم صلَّى الفجرَ.
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 443 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
3-أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ قفلَ من غزوةِ خيبرَ ، فسارَ ليلَه ، حتَّى إذا أدرَكَهُ الكَرى عرَّسَ ، وقالَ لبِلالٍ: اكلأ لَنا اللَّيلَ فصلَّى بلالٌ ما قُدِّرَ لَهُ ، وَنامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصحابُهُ ، فلمَّا تقاربَ الفجرُ ، استَندَ بلالٌ إلى راحلتِهِ مواجِهَ الفجرِ ، فغلبت بلالًا عيناهُ وَهوَ مستَندٌ إلى راحلتِهِ ، فلم يَستيقظ بلالٌ ولا أحدٌ من أصحابِهِ حتَّى ضربتهمُ الشَّمسُ ، فَكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أوَّلَهُمُ استيقاظًا ، ففزِعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: أي بلالُ فقالَ بلالٌ: أخذَ بنَفسيَ الَّذي أخذَ بنفسِكَ ، بأبي أنتَ وأمِّي يا رسولَ اللَّهِ قالَ: اقتادوا فاقتادوا رواحلَهُم شيئًا ، ثمَّ توضَّأَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وأمرَ بلالًا فأقامَ الصَّلاةَ ، فصلَّى بِهِمُ الصُّبحَ ، فلمَّا قضى النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الصَّلاةَ قالَ: من نسيَ صلاةً ، فليصلِّها إذا ذَكَرَها ، فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قالَ: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 577 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
وقد أخذ العلماء من هذه الأحاديث عدة أحكام منها:عندما ينام الشخص عن صلاة الفجر ويريد أن يقضيها يقضي قبلها سنة الفجر. وهي من السنن التي تقضى وأيضاً أخذوا من الحديث أن الفائتة تصلى جماعة ولها إقامة .
3- الوتر والدليل :
1-كنت أسيرُ مع عبدِ اللهِ بنِ عمرَ(يعني سعيد بن يسار) بطريقِ مكةَ ، فقال سعيدٌ : فلما خشيتُ الصبحَ نزلتُ فأوْترْتُ ثم لحقتُه ، فقال عبدُ اللهِ بنُ عمرَ: أين كنت ؟ فقلت: خشيتُ الصبحَ فنزلتُ فأوترتُ ، فقال عبدُ اللهِ: أليس لك في رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أسوةٌ حسنةٌ ؟ فقلت: بلى واللهِ قال: فإن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يوترُ على البعيرِ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 999 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
فابن عمر لم ينكر عليه أنه صلى الوتر بل أنكر عليه نزوله عن الدابة وأخبره أنه بإمكانه أن يصليها وهو على دابته كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم
2-: أن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُسبِّحُ على الراحلةِ قِبَلَ أي وجهٍ توجَّهَ . ويُوتِرُ عليها . غيرَ أنَّهُ لا يصلي عليها المكتوبةَ .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 700 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
4- قيام الليل والدليل :
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلي في السفرِ على راحلتِه حيث توجهتْ به ، يومىءُ إيماءً صلاةَ الليلِ إلا الفرائضَ ، ويوترُ على راحلتِه.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1000 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] .
ولذلك قوله تعالى (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) سبب نزول هذه الاية شيئين قوم غمي عليهم القبلةولم يعرفوا إتجاههافإن كان معهم عالم مجتهد اتبعوه وقلدوه وإن كانوا كلهم مجتهدين فلا يلزم أحد الأخر وكل واحد يلتزم باجتهاده وكلهم على صواب وذلك كما قال أهل العلم .
وقال أخرون أن سبب نزول هذه الأية نافلة السفر قال ابن عمر : نزلت في المسافر يتنفل حيثما توجهت به راحلته . أخرجه مسلم عنه ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه ، قال : وفيه نزلت فأينما تولوا فثم وجه الله . ولا خلاف بين العلماء في جواز النافلة على الراحلة .وأن النوافل يرخص فيها مالا يرخص في الفرائض.
إذاً الخلاصة أنه ثبت عندي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في السفرأربع نوافل : الضحى وسنة الفجر والوتر وقيام الليل
إذاً إنكار ابن عمر ليس على عمومه. إنما أنكر على من صلى سنة لم يصلها النبي صلى الله عليه وسلم في السفر.وترك سنة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم .
وبذلك تنتهي هذه السلسلة والحمد لله رب العالمين.