المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضوابط البحث فى أحكام الشريعة


كامل محمد محمد محمد عامر
09-17-2015, 04:20 PM
تبسيط علوم السلف

ضوابط البحث فى أحكام الشريعة

إعداد
دكتور كامل محمد عامر



مختصر بتصرف من كتاب

الموافقات
فى
اصُول الأحكام
للحافظ أبى اسحاق ابراهيم بن موسى اللخمىّ الغرناطىّ
الشهير بالشاطبىّ
المتوفى سنة790

المسألة الأولى
إن هذه الشريعة المباركة عربية
يقول تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }[يوسف: 2] وقال تعالى: { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }[الشعراء: 195] فمن أراد تفهم أحكام الشريعة فمن جهة لسان العرب وعلى معهودها فى ألفاظها وأساليب معانيها فهي تخاطب بالعام يراد به ظاهره وبالعام يراد به العام فى وجه والخاص فى وجه إلى غير ذلك مما هو معلوم فى اللغة فإذا كان كذلك فنصوص القرآن والسنة فى معانيها وأساليبها على هذا الترتيب.
فصل
للغة العربية من حيث هي ألفاظ دالة على معانٍ نظران:
أحدهما من جهة كونها ألفاظ وعبارات مطلقة دَالَّة على معانٍ مطلقة وهى الدلالة الأصلية.
والثاني من جهة كونها ألفاظا وعبارات مقيدة دَالَّة على معانٍ خادمة وهي الدلالة التابعة.
فالجهة الأولى هي التي يشترك فيها جميع الألسنة ولا تختص بأمة دون أخرى فإنه إذا حصل فى الوجود فعل لزيد مثلا كالقيام ثم أراد كل صاحب لسان الإخبار عن زيد بالقيام تأتي له ما أراد من غير كلفة.
وأما الجهة الثانية فهي التي يختص بها لسان العرب فى تلك الحكاية فإن كل خبر يقتضى فى هذه الجهة أمورا خادمة لذلك الإخبار:
وذلك أنك تقول" قام زيد" إن لم تكن هناك عناية بزيد؛ فإن كانت العناية به قلت " زيد قام " وفى جواب السؤال " إن زيداً قام " وفى جواب المنكر لقيامه " والله إن زيدا قام " وفى إخبار من يتوقع قيامه " قد قام زيد أو زيد قد قام " ثم يتنوع أيضا بحسب تعظيمه أو تحقيره إلى غير ذلك من الأمور التي لا يمكن حصرها وجميع ذلك دائر حول الإخبار بالقيام عن زيد فمثل هذه التصرفات التي يختلف معنى الكلام الواحد بحسبها ليست هى المقصود الأصلي ولكنها من مكملاته ومتمماته.
فصـــــــــــل
فعلى هذا الوجه الأخير لا يمكن ترجمة القرآن ونقله إلى لسان غير عربي وعلى الوجه الأول صح تفسير القرآن بأى لغة وبيان معناه للعامة ومن ليس له فهم يقوى على تحصيل معانيه.
المسألة الثانية
هذه الشريعة المباركة أمية لأن أهلها كذلك
والدليل النصوص المتواترة اللفظ والمعنى:
كقوله تعالى: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ }[الجمعة:2]
وقوله تعالى: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ }[الاعراف:157]

<span style="font-size:24.0pt;font-family:&quot;Simplified Arabic&quot;,&quot;serif&quot;" lang="AR-SA">وفى الحديث "<b><span style="color:blue">إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تَمَامَ ثَلَاثِينَ" [22false" UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="Subtle Emphasis"/>