المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة القصر في الصلاة للدكتور عبد الله بدر المحاضرة الرابعة


مروج الذهب
09-08-2015, 10:56 PM
ماهي المسافة التي تتيح لك القصر؟ ومن أين تحسب؟
هل تحسب من بيتك أم من حدود بلدتك ؟
*ذهب جماعة من أهل العلم ومنهم الظاهرية وابن حزم إلا أن القصر يكون في أي سفر ولايرتبط بمسافة حتى ولو كانت 2كم فإنه يستطيع القصر.
وحجتهم أن القرآن لم يحدد لك مسافة قال تعالى (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ ... الآية ).
ولم يثبت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أن حدد مسافة للقصر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج إلى البقيع (وكان خارج المدينة )والكُنُف (الحمّام بلغة العرب) (وكانت أيضاً خارج البيوت )لايقصرالصلاة وكان يقصر فيما بعد ذلك .إذاً عند الظاهرية خرجت من بلدك مسافرحتى ولو 1كم فعليك القصر لأن الاية لم تحدد ولا السنة.
*الإمام البخاري ومعه بعض أهل العلم حدد مسافة وربطها بوقت فقال :إن السفر الذي يبيح القصر هو الذي يكون مدته يوم وليلة (سيراً على الدابة وليس طائرة) واستدل :ذ1
بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يحل لأمرأة ، تؤمن بالله واليوم الآخر ، أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة ).
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1088 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
-فالسفر عنده ماكان يوم وليلة أقل من يوم وليلة لا يسمى سفراً( اليوم تنوعت وسائل النقل ولم نعد نسافر على الدواب لذلك سنربطها بالمسافة )وذكر رواية معلقة أن من الصحابة منهم ابن عباس كانوا يسافرون ويقصرون في المسافة التي تبلغ 16 فرسخ
والفرسخ =3ميل .إذاً 16 ×3=48 ميل
والميل تقريبا 2كم إلا قليل
إذاً48 ×2إلا قليل =96 نزيل الكسور فتصبح تقريباً 86 كم .
**اعترض العلماء على هذا القول وقالوا إن هذا الحديث صحيح لكنه ليس صريح في تحديد مسافة القصر(لأنه يتحدث عن حكم سفر المرأة لوحدها ولم يذكر المسافة)وقد قال علماء الأصول : إن الحديث قد يكون صريح ولكنه ليس صحيح فليس بحجة.وقد يكون صحيح ولكنه ليس صريح فليس بحجة .وعلماء الأصول قالوا لايحتج إلا بحديث صريح وصحيح .
*أما اعتراض أبو حنيفة على هذا الرأي كان بقوله : إن مسافة 86كم قد يقطعها الإنسان في أقل من يوم وليلة وأحياناً يقطعها في خمسة أيام حسب الطريق فالطريق قد يكون سهل وقد يكون صعب.
-لذا يرى أبو حنيفة أن المسافة التي تبيح القصر عنده هو بالمدة وهو ماكان ثلاثة أيام أياً كانت المسافةواستدل :
أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال : لا تُسافِرُ المرأةُ ثلاثةَ أيامٍ إلا مع ذِي مَحْرَمٍ .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1086 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

*أيضاً اعترض العلماء على أبو حنيفة وقالوا إن هذا الحديث صحيح ولكنه ليس صريح .فليس بحجة.
***أما ابن حجر فقال إن أصح الآراء عندي هذا الرأي الذي يستند إلى حديث صحيح وصريح ذكر فيه تحديد المسافة بشكل صريح ألا وهو حديث أنس بن مالك
سألتُ أنسَ بنَ مالكٍ عن قصرِ الصلاةِ ؟ فقال : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا خرج ، مسيرةَ ثلاثةِ أميالٍ أو ثلاثةَ فراسخَ ، ( شعبة الشاك ) صلَّى ركعتَينِ .
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 691 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
لكن الشك هنا وقع في ثلاثة فراسخ أم ثلاثة أميال.
قال ابن حجر نسير على الأحوط وهو الأبعد وهو ثلاثة فراسخ=16 كم ابن حجر يقول وهذا ماأذهب إليه ويؤيد هذا الكلام :
قول ابنُ عمرَ إنِّي لأسافرُ الساعةَ منَ النهارِ فأقصرُ
الراوي : محارب بن دثار | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم: 2/660 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
(قالوا والساعة 16 كم )
وهذا أصح الأقوال .والراجح انتهى.

السؤال الأن : من أين تبدأ مسافة القصر16كم وكيف نحسبها ؟
16 كم تحسب خارج البلدة .(لأنك قد تمشي داخل البلدة 80 كيلو فلا يسمى سفراًولايصح القصر).
وهذا ماذهب إليه الجمهور من الأئمة الاربعةحيث اشترطوا المفارقة فليس لمن نوى السفر أن يترخص حتى يخرج من بيوت بلده ويفارق عمرانها، ويجعلها وراء ظهره. واستدلوا:
خرج علي رضي الله عنه فقصر وهو يرى البيوت فلما رجع قيل له هذه الكوفة فقال: "لا حتى ندخلها"، وفي لفظ" خرجنا مع علي بن أبي طالب فقصرنا الصلاة ونحن نرى البيوت ثم رجعنا فقصرنا الصلاة ونحن نرى البيوت".أخرجه البخاري في صحيحه معلقاً بصيغة الجزم، كتاب تقصير الصلاة باب يقصر إذا خرج من موضعه (85)، وعبد الرزاق في مصنفه، كتاب الصلاة، باب المسافر متى يقصر إذا خرج مسافراً (2/530).
5 – وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهم "أنه كان يقصر الصلاة حين يخرج من بيوت المدينة ويقصر إذا رجع حتى يدخل بيوتها"(26).أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، كتاب الصلاة، باب المسافر متى يقصر إذا خرج مسافراً (2/530).أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصوم، باب متى يفطر المسافر إذا خرج (1402)، رقم (2412)، وصححه الألباني.
إذاً المسافة تبدأ من خارج حدود البلدة
يأتي السؤال هنا متى يبدأ القصر ؟
ذهب بعضهم إلى أن القصر يبدأ بمجرد نية السفر وبعضهم قال بركوب الدابة وبعضهم قال بمفارقة البلدة
*-أما الذين قالوا بمجرد النية واحتجوا بقوله تعالى (.وإذا ضربتم في الأرض......)أي إ ذا نويتم وقد قاسوها على قوله تعالى (يا أيها الذين أمنواإذا قمتم إلى الصلاة )أي إذا نويتم الصلاة.
رد العلماء عليهم فقالوا ماجاء بعد (إذا قمتم )يبين أن المراد بالقيام النية في أية الوضوء بدليل فاغسلوا فالوضوء يبدأ بالنيةلكن أية القصر لم يأتي بعدها مايشير إلى أن المراد النية بل ماجاء في الحديث الصحيح يثبت خلاف ذلك وهو (أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد السفر فصلى في المدينة الظهر أربعاً وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين ) ...إذاً الحديث يقول أن النبي مع أنه نوى القصر إلا أنه لم يقصر وصلى الظهر أربع
إذاً الحديث يشير أن المراد بأية القصر هو المفارقة وليس النية
*ولأنك أيضاً قد تنوي السفر وتعود في نيتك (رجل نوى القصر فصلى العصر ركعتين ثم تكاسل .أو حدث للدابة عطل فقال لن أسافر فهل هذا يصح ).
إذاً القول الصحيح هو أن القصر يبدأ بمفارقتك البلدة والله أعلم


ملاحظة مهمة :سأعطيكم معيار جميل .نويت السفر وأذن العصر لكني مازلت داخل البلدة فهل أقصر؟ لا .لأنه عندما أذن كنت داخل البلدة وبالعكس إذا كنت مسافر وأذن العصر في الطريق فقلت سأصل إلى البيت ولن أصلي الأن ثم وصلت إلى البيت هل أقصر العصر ؟ نعم لأني عندما أذن كنت مسافراً فالفرض يحتسب عليك عندما يأذن انت داخل البلدة أم خارجها؟؟ أذن علي العصر وأن داخل البلدة إذاً أتم حتى ولو كنت صرت خارج البلدة.أذن علي وأنا خارج البلدة إذاً اقصر حتى لو وصلت وكنت في البيت