داود العرامين
04-27-2015, 11:36 AM
#1 (http://betsafafa.com/vb/showpost.php?p=121471&postcount=1)
من بلاغة القران الكريم(لماذا حذف المفعول به من ايتين في سور الفجر) موضوع رقم(10)
بسم الله الرحمن الرحيم
اقرؤوا من بلاغة القران الكريم(لماذا حذف المفعول به من ايتين من سورة الفجر)
قال تعالى ((فأما الانسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمنِ وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهاننِ)) نلاحظ انه (جل في علاه)قد حذف الهاء والتي هي في محل نصب مفعول به من(أكرمنِ) ومن (أهاننِ) بدون وجود عامل نحوي جازم ، والتقدير(أكرمني)و(أهانني)على نحو قوله تعالى((رب قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السماوات والارض انت وليي في الدنيا والاخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين)).فقد اثبت المفعول به في (اتيتني)و(علمتني)و(توفني)و(ألحقني). والسؤال لماذا حذفه من كلمتي(أكرمن)و(أهانن)؟والسبب لان الكلام هنا عن الانسان مطلق الانسان وليس عن انسان بعينه كالانسان المسلم،فليس كل الناس ينسبون فعل الاكرام والنعمة الى الله تعالى، وأكثرهم لا يشكر ولا يعترف بفضل الله عليه ،فمنهم الجاحد بل والمنكر لوجود الله اصلا كالملاحدة والوثنيين والمجوس،وكذلك جماعة من المنافقين يظهرون خلاف ما يبطنون،قال تعالى على لسان قارون((قال إنما أوتيته على علم عندي)القصص(78)،وقال تعالى على لسان قوم سيدنا شعيب عليه السلام((قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد اباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء)) هود(87)فقد نسبوا المال الى انفسهم، والله تعالى يقول((واتوهم من مال الله الذي اتاكم))النور(33) وقال تعالى على لسان اليهود((لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء))ال عمران(181) وقوله تعالى((وإذا أنعمنا على الانسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوساً)) فصلت(51)وقال تعالى((قتل الانسان ما أكفره))عبس(15)وقال تعالى((إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا))الانسان(3)وقال تعالى((فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر إذا هم يشركون ليكفروا بما اتيناهم))العنكبوت(65)،ولذلك فقد حذف المفعول به من(أكرمن) لان المفعول به يعود على الانسان مطلق الانسان،ولكن عندما يتعلق الامر بالمسلم نراه يقول((قال رب بما انعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين))القصص(17)، وقال تعالى((وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي))النمل(19) وقال تعالى((فلما راه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أاشكر أم أكفر))النمل(40)وقال تعالى((ذلك الكتب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون))البقرة(2)و(3) وهكذا فقد جاء الحذف هنا في قمة البلاغة لان من بين الناس من يشكر ويعترف لله تعالى بالفضل وهم المسلمون فلم يضعهم مع المنكرين والجاحدين وأمثالهم
وكما انه لا ينسب كل الناس الفضل الى الله تعالى،كذلك ليس كل الناس ينسبون ما أصابهم من ضيق في الرزق وسوء الحال الى الله تعالى ولذلك فقد حذف المفعول به (الهاء) من (أهانن) ،حيث المسلم يعلم ان التضييق في العيش هو من قبيل الابتلاء وهي سنة الله في خلقه قال تعالى((أحسب الناس أن يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون))العنكبوت(2)وقال تعالى((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)) ال عمران(142)فتراه يصبر ويدعو الله تعالى((قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب))ال عمران(26)و(27)ولاحظوا هنا لم يقل ((بيدك الخير والشر))فلا ينسب المسلم الشر لله تعالى،وهو يدرك معنى قوله تعالى((ما أصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك))النساء(79)،ويدرك معنى قوله تعالى((قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا)) البقرة(51) ،ويعلم ان رزقه كما اجله مكتوب قال تعالى((رزقكم في السماء وما توعدون فورب السماء والارض انه لحق مثلما انكم تنطقون))الذاريات(22،23) ولا ننسى قوله عليه السلام((عجبت لامر المسلم ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكرفكان خيرا له، وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له)) ،ولذلك فقد حذف المفعول به من (أهانن)ليكون ذلك في قمة البلاغة حتى لا يشمل كل الناس في(أكرمن)وفي (أهانن) وفي ذلك ما فيه من تكريم للمسلم حين استثناه من مطلق الانسان في شكر النعمة ونسبتها الى الله تعالى،وعدم السخط والضحر في حالة الشدة والبلاء فسبحان الله لا يضع عباده إلا حيث يكون التكريم لهم في كتابه .فما اعظم هذا القران وما ابلغه من حجة باقية الى لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
قال تعالى((إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم)) وقال تعالى((فبأي حديث بعده يؤمنون))
بقلم الشاعر:داود العرامين/فلسطين
من بلاغة القران الكريم(لماذا حذف المفعول به من ايتين في سور الفجر) موضوع رقم(10)
بسم الله الرحمن الرحيم
اقرؤوا من بلاغة القران الكريم(لماذا حذف المفعول به من ايتين من سورة الفجر)
قال تعالى ((فأما الانسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمنِ وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهاننِ)) نلاحظ انه (جل في علاه)قد حذف الهاء والتي هي في محل نصب مفعول به من(أكرمنِ) ومن (أهاننِ) بدون وجود عامل نحوي جازم ، والتقدير(أكرمني)و(أهانني)على نحو قوله تعالى((رب قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السماوات والارض انت وليي في الدنيا والاخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين)).فقد اثبت المفعول به في (اتيتني)و(علمتني)و(توفني)و(ألحقني). والسؤال لماذا حذفه من كلمتي(أكرمن)و(أهانن)؟والسبب لان الكلام هنا عن الانسان مطلق الانسان وليس عن انسان بعينه كالانسان المسلم،فليس كل الناس ينسبون فعل الاكرام والنعمة الى الله تعالى، وأكثرهم لا يشكر ولا يعترف بفضل الله عليه ،فمنهم الجاحد بل والمنكر لوجود الله اصلا كالملاحدة والوثنيين والمجوس،وكذلك جماعة من المنافقين يظهرون خلاف ما يبطنون،قال تعالى على لسان قارون((قال إنما أوتيته على علم عندي)القصص(78)،وقال تعالى على لسان قوم سيدنا شعيب عليه السلام((قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد اباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء)) هود(87)فقد نسبوا المال الى انفسهم، والله تعالى يقول((واتوهم من مال الله الذي اتاكم))النور(33) وقال تعالى على لسان اليهود((لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء))ال عمران(181) وقوله تعالى((وإذا أنعمنا على الانسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوساً)) فصلت(51)وقال تعالى((قتل الانسان ما أكفره))عبس(15)وقال تعالى((إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا))الانسان(3)وقال تعالى((فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر إذا هم يشركون ليكفروا بما اتيناهم))العنكبوت(65)،ولذلك فقد حذف المفعول به من(أكرمن) لان المفعول به يعود على الانسان مطلق الانسان،ولكن عندما يتعلق الامر بالمسلم نراه يقول((قال رب بما انعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين))القصص(17)، وقال تعالى((وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي))النمل(19) وقال تعالى((فلما راه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أاشكر أم أكفر))النمل(40)وقال تعالى((ذلك الكتب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون))البقرة(2)و(3) وهكذا فقد جاء الحذف هنا في قمة البلاغة لان من بين الناس من يشكر ويعترف لله تعالى بالفضل وهم المسلمون فلم يضعهم مع المنكرين والجاحدين وأمثالهم
وكما انه لا ينسب كل الناس الفضل الى الله تعالى،كذلك ليس كل الناس ينسبون ما أصابهم من ضيق في الرزق وسوء الحال الى الله تعالى ولذلك فقد حذف المفعول به (الهاء) من (أهانن) ،حيث المسلم يعلم ان التضييق في العيش هو من قبيل الابتلاء وهي سنة الله في خلقه قال تعالى((أحسب الناس أن يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون))العنكبوت(2)وقال تعالى((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)) ال عمران(142)فتراه يصبر ويدعو الله تعالى((قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب))ال عمران(26)و(27)ولاحظوا هنا لم يقل ((بيدك الخير والشر))فلا ينسب المسلم الشر لله تعالى،وهو يدرك معنى قوله تعالى((ما أصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك))النساء(79)،ويدرك معنى قوله تعالى((قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا)) البقرة(51) ،ويعلم ان رزقه كما اجله مكتوب قال تعالى((رزقكم في السماء وما توعدون فورب السماء والارض انه لحق مثلما انكم تنطقون))الذاريات(22،23) ولا ننسى قوله عليه السلام((عجبت لامر المسلم ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكرفكان خيرا له، وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له)) ،ولذلك فقد حذف المفعول به من (أهانن)ليكون ذلك في قمة البلاغة حتى لا يشمل كل الناس في(أكرمن)وفي (أهانن) وفي ذلك ما فيه من تكريم للمسلم حين استثناه من مطلق الانسان في شكر النعمة ونسبتها الى الله تعالى،وعدم السخط والضحر في حالة الشدة والبلاء فسبحان الله لا يضع عباده إلا حيث يكون التكريم لهم في كتابه .فما اعظم هذا القران وما ابلغه من حجة باقية الى لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
قال تعالى((إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم)) وقال تعالى((فبأي حديث بعده يؤمنون))
بقلم الشاعر:داود العرامين/فلسطين