المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عقيدة أهل السنة والجماعة فى التعامل مع أهل البدع ::درة البيان::


أبو مصعب السلفي
03-22-2008, 02:23 AM
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آل بيته الطاهرنين وصحابته أجمعين, اللهم آمين
ثم أما بعد...
فإن أمة الإسلام أمة ولّادة, لا يخلو زمن إلا وبه من العلماء ما الله به عليم ولكن شُهِرَ منهم من شُهِر, وحمد الله البقية على عدم الشهرة,
فما أطيب رَحِم أمة الإسلام فأتونى بمثله,
فا ممن خرج من رحم هذه الأمة المجيدة, هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد يسرى -حفظه الله-, ولكن ليس المجال هاهنا للترجمة للشيخ, ولكن دونكم هذه الكلمات -التى هى من جوامع كلماته- لتعرفوا مَنْ كاتبها -فلله دره-
فقد سطّر فى درته كلمات تُكتب بماء العَيْن, إى والله
فقد جَمَعَ فأحسن, واختصر فأبدع

فدونكم متن فى التعامل مع أهل البدع -فاستمتعوا- ولا تنسونا من صالح دعائكم


معاملة أهل البدع



-وأهل السنةِ تتفاوتُ معاملتُهم مع المخالِفِ من أهلِ البدعِ:

فتارةً يُبيِّنون الحقَّ ويُبدون النُّصحَ بلا مُحاباةٍ, وتارةً يأخذونهم بالتألُّفِ والمداراةِ, وثالثةً يعاملونهم بالهجرِ والمُجافاةِ, وذلك بِناءاً على تفاوتِ مَراتِبِ البدعِ فى نفسها, واختلاف حالِ أهلها, ووفقاً للمصالحِ والمفاسدِ المترتبةِ فى الزمانِ والمكانِ; إذ كلُّ ذلك من مسائلِ السياسةِ الشرعيَّةِ التى تُبْنى على تحصيلِ المصالحِ وتكمِيلِها, ودَفعِ المفاسدِ وتقليلها.

-ويَعتبِرون –أوَّل الأمر- أنَّ المخالفَ منهم مَحَلُّ دعوةٍ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ, ويتلطَّفون بهم في ردِّهم إلى الجادَّةِ, وأنوارِ السُّنَّة.

-ويَقبلون الحقَّ مِمَن جاءَ به, وبه يَعرفونَ الرِّجالَ, ويُنصِفون المخالِفَ, فَيقبَلُون ما في كلامِهِ من حقٍّ ويَردُّون الباطِل.

-ويَضبِطون ردَّهم على أهلِ البدعِ بحُسن القَصدِ, ونُصرةِ الحقِّ, ونُصحِ وهدايةِ الخَلقِ, والرحمةِ والرِفق.

-ويَنْهَون عن المناظرةِ مَن لم يكن في العلم مَتِيناً, وفى الفَهمِ عَمِيقاً, وفي الحُجَّةِ بليغاً, ويَردُّون البدعةَ بالحقَّ, وَينقُضونَ باطلها من الأصلِ.

-ويَأمرون قبلَ المناظرةِ بمعرفةِ حالِ الخَصْمِ مذهباً وقولاً وأدِلَّةً وكُتُباً.

-ويمتنعون عن مناظرةِ أهلِ السَّفسَطةِ والمغالطة.

-ويُحرِّرون مواطنَ الخلافِ, ويُحيطون بردودِ أهلِ البدعِ بعضِهم على بعض.

-ويُظهرون أوَّلاً تعارضَ الباطلِ, وتنَاقُضَ أدِلَّتِه وفسادَ لَوازِمه.

-ويَعتنون بألفاظِ أدلَّتِهم وتَحريرِها, ومراعاةِ سِياقِها وسِباقِها ولحاقِها.

-ويَجمعون بين المتماثلاتِ, ويُفرِّقون بين المختلفاتِ, ويستدلُّون بالأدلَّةِ المتَّفقِ على حُجِّيَّتِها.

-ويتوقَّفون عندَ الإيهام.

-ويستَفصِلون عندَ الإجمالِ.

-ويعلمونَ أنَّ الاصطلاحاتِ الحادثةَ لا تُغيِّر من الحقائقِ الشرعيَّةِ شيئاً.

-ويُسَوِّغون –عندَ الحاجةِ- مخاطَبةَ أهلِ الاصطلاح باصطلاحِهم الخاصِّ, وإقامةَ الحجَّةِ عليهم بجنسِ ما التزموهُ من الحججِ.

-ويسكتونَ عما سكتَ عنهُ اللهُ ورسولُه.

-وعند غلبةِ الظنِّ بعدمِ جدوى المناظرةِ والمحاوَرةِ فإنهم ينهَون عنها, ويأمرون بهَجرِهِم, وتَركِ مُجالسَتِهم حيث لم تَتَحقق مصلحةٌ, أو تحقَّقت المضرَّةُ, وعليه يُحمَل تحذِيرُهم من مُجالسةِ أهلِ الأهواءِ والبِدع.

-ويَطلُبون من ولاةِ أمرِهم الأخذَ على أيدي أهلِ الأهواءِ بما يَنكَفُّ به شَرُّهم, وينقطعُ به عن أهلِ الإسلامِ ضَرَرُهم.

-وبالجملةِ فأهلُ البِدَعِ هم من أهلِ القِبْلةِ, ما لم ينتَقِلوا ببدعتِهم عن الإسلام إلى غيرِه بدليلٍ واضح وبرهانٍ لائِح, إذ مِنهُم مَن بِدعَتُه مُكفِّرةٌ, ومنهم مَن بدعَتُهُ مُفسِّقةٌ, ولكلٍّ أحكامٌ.

-وكما يجوزُ الدعاءُ لجُملتهم بالهدايةِ, فيجوز الدعاُ على جملتِهم من جهةٍ أخرى, وفي المُعيَّنِ منهم خلافٌ وتَفصيل.

-وأهلُ السُّنةِ يُصَلُّون الجُمَعَ والأعيادَ خلفَ أهلِ القِبْلةِ, ومن لم يكن إلى بدعتِهِ داعياً وبها مُجاهراً.

-ويُصلُّونَ على أهلِ القبلةِ, وقد يَتركُ بعَ أهلِ الفضلِ الصلاةَ على بعضِ أهلِ البِدَعِ زَجراً عن بِدعَتهِ.

-ومن ثبت كفرُهُ لم تَجُزِ الصلاةُ خلفَهُ, ولا عليهِ.

-ويعتقدونَ أن الأصل فى المسلمينَ السلامةُ

-وأنه لا يُشرعُ للمأموم أن يَسألِ عن حالِ إمامِهِ إن كان مستوراً.

-والدَّاعِيةُ إلى البدعِ منهم تُردُّ شهادتُه إنكاراً عليه, ومن أهلِ السُّنةِ من قَبِلَها, ومن لم يكن داعِيةً فالرَّاجَحُ قَبولُ شهادتِه.

-والأصلُ فى تلقِّي العلمِ عنهم المنعُ دَرْءًا للمفسدةِ, وَسَدّاً للذَّريعةِ, إلا عند الاضطرارِ إلى ذلك فيجوزُ مع الحَذَر.

-وتجوز الاستعانةُ بهم فى الجهادِ حيثُ دَعَت الحاجةُ, شَرِيطَةَ أن يكونوا ممن يُحسِنون الرَّأيَ فى أهل السُّنَّة, وأن يكونوا مأمونينَ ومؤتَمنينَ, وإَّلا فلا, وفي التاريخِ والواقعِ شاهدٌ وعِبرةٌ.

ياسلام... ياسلام
أولئك آبائى فأتنى بمثلهم, إن جمعتنا ياجارير الأيام
والحمد لله رب العالمين

http://i40.tinypic.com/x3v1i8.gif (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
..

أبو مصعب السلفي
05-02-2008, 06:52 PM
للرفع رفع الله قدر أهل الحق.

قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ
05-02-2008, 09:47 PM
لله درّهُ ما أحلَم سِراط الحَقّ و ما أحلكَ سُبُل الغيّ والبدعة
كلمات رقراقة تنمُّ عن عقيدة صافية و تمكّن نادرِ الحدوث
سلِمت يمينك يا مولانا
نفع الله بالنّاقِل والكاتب و القارئ

احبكم في الله
مــــــــــــا شاء الله

عبد الملك بن عطية
05-29-2008, 09:53 PM
ما شاء الله ما شاء الله .. !
ما أعظم غبني إذ تأخرت في قراءتها إلى الساعة ، وهي موجودة وأنت تدعوني إليها منذ زمن .

جزاك الله خيرا .. وغقر للشيخ ووفقه ونفع المسلمين بما تسطر يداه ، واستعمله لنصرة الحق .

عبد الملك بن عطية
05-29-2008, 09:59 PM
موضوع متعلق مفيد :
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=43779
.

أبو مصعب السلفي
06-04-2008, 12:20 AM
بارك الله فيك يا أبا اليسع, وحمداً لله على سلامتك يا أبا أدهم "ابتسامة".

اكسير الحياة
06-06-2008, 09:14 PM
بارك الله فيك اخي وجزاك عنا خير الجزاء

أبو مصعب السلفي
10-23-2008, 11:10 AM
جزاكم الله خيراً
..

زياد عبد الجليل
11-09-2008, 01:45 PM
بارك الله فيك أخي أبو مصعب، موضوع مفيد

أمّ يُوسُف
11-09-2008, 03:52 PM
جزاكم الله خير الجزاء و أجزله و أوفاه

*جويرية*
05-19-2009, 05:09 AM
ما شاء الله ما شاء الله .. !


ما أعظم غبني إذ تأخرت في قراءتها إلى الساعة ، وهي موجودة.


جزاكم الله خيرا .. وغفر الله للشيخ المفضال ووفقه ونفع المسلمين بما تسطر يداه ، واستعمله لنصرة الحق .

أبو مصعب السلفي
05-21-2009, 11:54 PM
بارك الله فيك أخي أبو مصعب، موضوع مفيد

بارك الله فيك يا أستاذي


ما شاء الله ما شاء الله .. !


ما أعظم غبني إذ تأخرت في قراءتها إلى الساعة ، وهي موجودة.


جزاكم الله خيرا .. وغفر الله للشيخ المفضال ووفقه ونفع المسلمين بما تسطر يداه ، واستعمله لنصرة الحق .



بارك الله فيكم
..

بين يدين الله
12-28-2009, 08:36 PM
شكرررا على الموضوع جعلك ضخرن الولديك

سعيد عناني
12-29-2009, 11:52 PM
جزاك الله كل خير

أبو مصعب السلفي
01-06-2010, 09:22 AM
جزاكم الله خيراً.. بارك الله فيكم.

أم حُذيفة السلفية
05-01-2010, 03:16 PM
-ويمتنعون عن مناظرةِ أهلِ السَّفسَطةِ والمغالطة.





-ويتوقَّفون عندَ الإيهام.

-ويستَفصِلون عندَ الإجمالِ.



معذرة
لم أفهم هذا
جزاكم الله خيراً ونفع بكم

أبو مصعب السلفي
05-01-2010, 08:26 PM
لي عودة إن شاء الله..

أبو مصعب السلفي
05-02-2010, 03:58 AM
الحمد لله الموفق إلى ما يحب ويرضى, والصلاة والسلام على من اتَّبعناه فسوف نجد مابه نرضى,
وبعد,

أما استفساركم عن: ويمتنعون عن مناظرةِ أهلِ السَّفسَطةِ والمغالطة.

تعني: أن أهل السنة أهل الحق يمتنعون عن مناظرة أهل الجَدَل المُغالطين المُعْرضون عن الحقِّ..
فقيل في لفظة "سفسطة" أنها كلمة معربة من اليونانية أصلها سوفسطيا, وهي تعني عندهم الحكمة المُمَوَّهة..
أي أصحاب هذه "السفسطة" يتكلمون بكلام في ظاهره وعند أول وهلة يظهر أنه كلام جميل لما فيه من الحكمة.. ولكن عند التأمل فيظهر أنه كلام موهم, يرجع فيه إلا تعظيم العقل وبناء المقدمات عليه.. ولعله ينطبق فيهم حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- "إنّ من البيان لَسِحْرا" والمقصود هاهنا الذم كما قال أهل العلم.. فهو يُزَيِّن الباطل, ولشدة تزيينه يكن وقعه كالسحر وينطلي عند من ليس لهم باع في العلم ومن لم يعي طريقتهم.. والله أعلم
ويُنظر هاهنا (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1064) للفائدة.

أبو مصعب السلفي
05-02-2010, 04:16 AM
وأما عن هاتين الجملتين


-ويتوقَّفون عندَ الإيهام.


-ويستَفصِلون عندَ الإجمالِ.


بالمُراد بالأولى -والله أعلم-: أن أهل السُنَّةِ إذا أُوهِمَ عليهم في مسألة ما, وقد أختلط عليهم فيها, فإنهم يتوقفون فيها إلى حين مراجعتها والنظر فيها ولا يستعجلون, خائفين من ربهم ومن تحذيره من القول عليه بغير علم.

وأما المراد بالثانية -والله أعلم-: أنهم -أي أهل السُّنَةِ- إذا عَرَضَ لهم قولٌ مُجمل يحتمل أكثر من وجهٍ; فهم يستفصلون من صاحب هذا القول كي يُجَلِّي أكثر وأكثر كي تتضح المسألة, إذ الحُكْم على الشيء فرعٌ عن تصوره,
فهم أهل إنصاف لا يؤاخذون الناس بالظنون.. ويُحِبُّون إلتماس المعاذير ولا يتسرعوا بالحكم في شيء.

هذا تعليق يسير لتوضيح المُراد.. وإلا فالبسط فيهم أكثر من ذلك
وأرجو أن يكون الأمر تَجَلَّى لكم..؟!

والحمد لله رب العالمين
..

أم حُذيفة السلفية
05-02-2010, 02:57 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم