المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تزكية النفس وما لها من أثر عظيم في ترسيخ العقيدة الصحيحة


عبدالله الحنيطي
03-16-2008, 04:52 PM
تزكية النفس وما لها من أثر عظيم في ترسيخ العقيدة الصحيحة


أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ونصلي ونسلم على عبدالله ورسوله محمد صلوة ربي وسلامه عليه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد،
حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم (( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا )) ولقد جاءت هذه الآية الكريم بعد أن اقسم الله بالقمر ، والنهار، والليل ، والأرض ،حتى اقسم بالنفس وما سوها ، فقال سبحانه وتعالى ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ) " الشمس " فعلم رحمك الله أن تزكية النفس هي من أعظم الأمور المرسخة للعقيدة الصحيحة ونظر رحمك الله عندما أمر الله نبيه موسى عليه وعلى نبينا أفضل السلام أن يذهب إلى اكبر طاغية في التاريخ ألا وهو فرعون ، (( اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى )) (( فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى )) " النازعات " قال شيخ المفسرين أبن جرير رحمه الله في تفسير هذه الآية ( وَقَوْله : { فَقُلْ هَلْ لَك إِلَى أَنْ تَزَكَّى } يَقُول : فَقُلْ لَهُ : هَلْ لَك إِلَى أَنْ تَتَطَهَّر مِنْ دَنَس الْكُفْر , وَتُؤْمِن بِرَبِّك ؟ كَمَا : 28089 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { هَلْ لَك إِلَى أَنْتَزَكَّى } قَالَ : إِلَى أَنْ تُسْلِم . قَالَ : وَالتَّزَكِّي فِي الْقُرْآن كُلّه : الإسلام ; وَقَرَأَ قَوْل اللَّه{ وَذَلِكَ جَزَاءمَنْ تَزَكَّى } 20 76 . قَالَ : مَنْ أَسْلَمَ ,) فأن زكاة النفس وتطهيرها من أدران الشرك والكفر وأن تكون خاضعة ً لله رب العالمين منساقة ً إلى أمره ونهيه فهذا هو التوحيد بعينه , ونظر رعاك الله إلى هذه الآية العظيمة وجزاء من تزكى (( جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى )) " طه " ونرجع إلى الحور الذي كان بينا سيدنا موسى عليه السلام وبين فرعون ، فأن من المعلوم أن الأنبياء جميعا جاءوا برسالة واحده وهي رسالة التوحيد وعندما يقول موسى لفرعون هل لك إلى أن تزكى فان معنا هذا كما ذكر أبن كثير في تفسيره " أَيْ قُلْ لَهُ هَلْ لَك أَنْ تُجِيب إِلَى طَرِيقَة وَمَسْلَك تُزَكَّى بِهِ وَتَسْلَم وَتُطِيع . " وكما ذكر ابن جريرفي تفسيره أيضا ًهل لك أن تسلم لله رب العالمين كما ذكرنا أنفا ً فما كان من ذلك الطاغية إلا انه رفض وتكبرفأغرقه الله وأهلكه ،وعلم أخي الحبيب أن تزكية النفس هي من أعظم الأمور المعينة على تقوى الله وطاعته فلنكن ممن يزكي نفسه وينجو بها من المهالك إلى جنة الله ورضوانه ، وعلم رحمك الله أن السلف الصالح لقد اعتنوا بتزكية النفس فافردوا لهذا العلم القائم بذاته كتبً كثيرة ومن أشهر علماء السلف رحمهم الله وعلى رئسهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه أبن القيم الجوزيه , وأبن الجوزي وعلماء كثيرون صنفو في هذا الباب من أشهرهم الحارث المحاسبي رحمهم الله جميعا ً وغيرهم الكثير ولا يتسع المجال لذكر جميع مؤلفاتهم في هذا المقام ولا يفوتني أن اذكر في هذا الزمان لقد أنبرى لهذا العلم علماء كثيرون ولا يفوتني أن اذكر منهم وعلى رأسهم شيخنا الأستاذ فضيلة الشيخ " محمد شومان بن احمد الرملي " الذي له مؤلفات كثيرة في هذا الباب فهو أستاذ عصره في تزكية النفس فله ما يقارب على ثلاثون مؤلف أو ما يزيد على ذلك وهي مؤلفات ماتعة في طرحها جيدة في بابها فمن أحب الاستزادة فل يرجع إلى كتب الشيخ حفظه الله ومتعنا بعلمه الكبير ، حيث يقوم بجهد كبير في هذا الباب واني أتشرف إذ أني صحبت الشيخ لفترة كبيرة من الزمان وستفدت منه ومن علمه الكثير وأن شاء الله في المدخلات القادمة نذكر كتب السلف رحمهم الله في تزكية النفس وأيضا نذكر كتب شيخنا أبي عبدالله وما في هذه الكتب من فوائد وفرائد واختم هذا الموضوع بن أقول سبحانك اللهم وبحمد أستغفرك وأتوب إليك .

وكتب عبدالله الحنيطي
في عمان البلقاء
مساء يوم الاحد الموافق 8/ ربيع الاول / 1429هـ الموافق 16 / 3 / 2008 م

اتقي الله
04-14-2008, 01:17 AM
جزاك الله الجنه وجعلها في ميزانك كالجبال

أم الزبير محمد الحسين
12-04-2009, 02:27 AM
جزاكم الله خيراً

نور الدرب
12-05-2009, 09:21 PM
جزاك الله خيرا ..

هجرة إلى الله السلفية
12-07-2009, 12:53 PM
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم

عبدالله الحنيطي
11-16-2010, 03:32 AM
جزاكم الله خيرا جميعا ً