المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تزكية النفوس وما لها من أثر عظيم في ترسيخ العقيدة


عبدالله الحنيطي
03-09-2008, 05:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تزكية النفوس وما لها من أثر عظيم في ترسيخ العقيدة


أن الحمد لله نحمده ونستعينة ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ونصلي ونسلم على عبدالله ورسوله محمد صلوة ربي وسلامه عليه ومن هتدى بهديه الى يوم الدين وبعد،
حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ) ولقد جائت هذه الآية الكريم بعد أن اقسم الله بالقمر ، والنهار، واليل ، والارض ،حتى اقسم بالنفس وما سوها ، فقال سبحانه وتعالى ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ) " الشمس " فعلم رحمك الله أن تزكية النفس هي من اعظم الامور المرسخة للعقيدة الصحيحة ونظر رحمك الله عندما أمر الله نبيه موسى عليه وعلى نبينا افضل السلام أن يذهب الى اكبر طاغية في التاريخ الا وهو فرعون ، ( اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ) ( فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى ) " النازعات " قال شيخ المفسرين أبن جرير رحمهالله في تفسير هذه الآية ( وَقَوْله : { فَقُلْ هَلْ لَك إِلَى أَنْ تَزَكَّى } يَقُول : فَقُلْ لَهُ : هَلْ لَك إِلَى أَنْ تَتَطَهَّر مِنْ دَنَس الْكُفْر , وَتُؤْمِن بِرَبِّك ؟ كَمَا : 28089 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { هَلْ لَك إِلَى أَنْ تَزَكَّى } قَالَ : إِلَى أَنْ تُسْلِم . قَالَ : وَالتَّزَكِّي فِي الْقُرْآن كُلّه : الْإِسْلَام ; وَقَرَأَ قَوْل اللَّه { وَذَلِكَ جَزَاء مَنْ تَزَكَّى } 20 76 . قَالَ : مَنْ أَسْلَمَ ,) فأن زكاة النفس وتطهيرها من أدران الشرك والكفر وأن تكون خاضعتاً لله رب العالمين منساقتاً الى أمره ونهيه فهذا هو التوحيد بعينه ونظر رعاك الله الى هذه الآية العظيمة وجزاء من تزكا ( جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنتَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى ) " طه " وونرجع الى الحور الذي كان بينا سيدنا موسى عليه السلام وبين فرعون ، فأن من المعلوم أن الانبياء جميعا جاءوا برسالة واحده وهي رسالة التوحيد وعندما يقول موسى لفرعون هل لك الى أن تزكى فان معنا هذاكما ذكر أبن كثير في تفسيره " أَيْ قُلْ لَهُ هَلْ لَك أَنْ تُجِيب إِلَى طَرِيقَة وَمَسْلَك تُزَكَّى بِهِ وَتَسْلَم وَتُطِيع . " وكما ذكر ابنجرير في تفسيره هل لك أن تسلم لله رب العالمين فما كان مذلك الطاغية الا انه رفض وتكبر فأغرقه الله واهلكه ،
وعلم اخي الحبيب ان تزكية النفس هي من اعضم الامور المعينة على تقوى الله وطاعته فل نكن ممن يزكي نفسه وينجو بها من المهالك الى جنة الله ورضوانه ، وعلم رحمك الله أن السلف الصالح لقد اعتنوا بتزكية النفس فافردو لهذا العلم القائم بذاته كتب كثيرة ومن اشهر علماء السلف رحمهم الله وعلى رئسهم شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه أبن القيم وبن الجوزي وغيرهم الكثير ولا يتسع المجال لذكر جميع مؤلفاتهم في هذا المقام ولا يفوتني ان اذكر في هذا الزمان لقد أنبرى لهذا العلم علماء كثيرون ولا يفوتني ان اذكر منهم وعلى رأسهم شيخنا الاستاذ فضيلة الشيخ " محمد شومان الرملي " الذي له مؤلفات في هذا الباب فهو اساذ عصره في تزكية النفس فله ما يقارب على ثلاثون مؤلف أو ما يزيد على ذلك وهي مؤلفات ماتعة جيدة في بابها فمن أحب الاستزادة فل يرجع الى كتب الشيخ حفظه الله ومتعنا بعلمه الكبير ، حيث يقوم بجهود كبيرة في هذا الباب في بلدنا الاردن في عمان بالتحديد واني اتشرف أذ اني صحبت الشيخ لفترة كبيرة من الزمان حيث كان الشيخ والاستاذ والاخ والصديق والحبيب واليك اخي القارء الحبيب بعض من كتب شيخنا حفضه الله وذلك ليس على سبيل الحصر حيث ان كتب الشيخ لا يتسع المقام لذكرها جميعا
1. كتاب الخوف من الله وهو باكورة اعمال شيخنا 2. المشوق لذكر الله
3. الندامة الكبرى 4. شأن صلاة الفجر. 5. كشف الكرب وإزالة الهم والغم.
6. صفات الأبرار والمقربين
7. الفردوس الأعلى.
وكتب كثيرة لا يتسع المجال لطرحها فريدة في طرحها على نهج أهل السنة والجماعة وبفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم.
واختم هذا الموضوع بن اقول سبحانك اللهم وبحمد استغفرك واتوب اليك
وكتبها لكم اخوكم
عبدالله الحنيطي
في عمان البلقاء الموافق 1 / ربيع أول / 1429 الموافق 9 أذار / 2008 م

(أم عبد الرحمن)
12-25-2008, 10:28 AM
بارك الله فيكم
وننتظر الجديد من مواضيعكم المفيدة

أم هارون السلفية
12-25-2008, 05:04 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم ..