المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد الجلية من شرح الحلية


أبومالك
03-02-2008, 02:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، فالق الحب والنوى ، وخالق العبد وما نوى ، يعلم خائنة الأعين ، وما أخفى الضمير وما حوى . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الرحمن على العرش استوى ، من بالهداية على من شاء من عباده ، ومن وكله إلى نفسه ضل وغوى . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، جعل الله اتباعَه علامةَ الهدى ، وعدمَ الاستجابة له علامةَ اتباع الهوى . صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، ما أشرقت شمس ، واستنار بدر ، ونجم هوى ، وسلم تسليما .
أما بعد..
فعلى غرار ما سلكه الإخوة الأفاضل –نفع الله بهم- أُكمل ما بدؤوه من هذه الدورة العلمية المفتوحة التى أسأل اللهَ جلا وعلا أن يُحسن فيها نياتِنا وأن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم وأن ينفع بها .
وفى بادئ ذى بدء أحب أن أشير اننى لست الا متطفلاً على مائدة العلماء الأكابر ناقلاً منهم للموضوع الذى بين يدى عسى أن ينتفع به الناقل والقارئ على حدٍ سواء .
والموضوع الذى سنتناوله بحول الله ومدده هو
( كتاب حليةُ طالب العلمِ لفضيلة الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد –رحمه الله- بشرح فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- )
والكتاب كما هو معلوم كتاب صغير الحجم كبير الفائدة في بابه ، وأنه بالأهمية بمكان أن يتناوله كل من يسير على طريق الطلب بمزيد من الاهتمام حتى لا يتخيط ويتعثر فى مثانى الطلب والعمل من تموجات فكرية وعقدية وسلوكية وطائفية وحزبية ... كما سيأتى معنا تباعاً إن شاء الله .
وأُكرر فأقول –بارك الله فيكم- أننى لست الا ناقلا...

فالله أسأل أن يتقبل مني وإياكم صالح الأعمال، وأن يجمعني في الدنيا وإياكم دائماً وأبداً على طاعته، وفي الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنتهِ ومستقر رحمته هو ولىُ ذلك والقادر عليه .

أبو عمر الأزهري
03-02-2008, 04:28 AM
بارك الله فيك أخى الحبيب
متابع معك إن شاء الله تعالى .

أبو مصعب السلفي
03-02-2008, 05:26 AM
تسجيل متابعة
جزاك الله خيراً يا أبا مالك
ورحم الله ابن تيمية هذا العصر
..

أبومالك
03-04-2008, 01:02 AM
جزاكم الله خيراً على المرور
ولعلنا نبدأ فى الموضوع قريباً ان شاء الله
فادعوا الله لى بالتيسير

سمير السكندرى
03-05-2008, 07:57 PM
بارك الله فيك أخى الحبيب
متابع معك إن شاء الله تعالى .

أبومالك
03-13-2008, 01:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بادئ ذى بدء أود أن أعتذر لإخوانى على هذا التأخير.. ولكن ذلك كان لظروف خارجة عن إرادتى .
فادعوا لى الهداية والتيسير .
أما بعد،،
قبل الشروع فى نقل الفوائد أردت التعريف ( وبالطبع هما معروفان لنا كالشمس ولكن من باب التذكير) بعض الشئ الى كاتب الحلية وشارحها – رحمهما الله - .
فأما عن كاتبها :

== فضيلة الشيخ العلامة بكر أبو زيد ==

نسبه:

بكر بن عبد الله بن محمدبن عبدالله(الملقب بأبوزيد) بن أبوبكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب بن محمد, ينتهينسبه إلى [[بني زيد]] الأعلى, وهو زيد بن سويد بن زيد بن سويد بن زيد بن حرام بنسويد بن زيد القضاعي, من قبيلة بني زيد القضاعية المشهورة في حاضرة الوشم, وعاليةنجد,ولد في مدينة الدوادمي عام 1365 هـ.
حياته العلمية :

درس في الكتاب حتى السنة الثانية الابتدائي, ثم انتقل إلى الرياض عام 1375هـ, وفيه واصل دراسته الابتدائية, ثم المعهد العلمي, ثم كلية الشريعة, حتى تخرج عام 87 هـ/ 88 هـ من كلية الشريعة بالرياض منتسبا, وكان ترتيبه الأول.
وفي عام 1384هـ انتقل إلى المدينة المنورة فعمل أمينا للمكتبة العامة بالجامعةالإسلامية.
وكان بجانب دراسته النظامية يلازم حلق عدد من المشايخ في الرياض ومكةالمكرمة والمدينة المنورة.
ففي الرياض أخذ علم الميقات من الشيخ القاضي صالح بنمطلق, وقرأ عليه خمسا وعشرين مقامة من مقامات الحريري, وكان- رحمه الله- يحفظها, وفي الفقه: زاد المستقنع للحجاوي, كتاب البيوع فقط.
وفي مكة قرأ على سماحة شيخه, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كتاب الحج, من (المنتقى) للمجد ابن تيمية, فيحج عام 1385 هـ بالمسجد الحرام.
واستجاز المدرس بالمسجد الحرام الشيخ: سليمان بنعبد الرحمن بن حمدان, فأجازه إجازة مكتوبة بخطه لجميع كتب السنة, وإجازة في المدالنبوي.
في المدينة قرأ على سماحة شيخه الشيخ ابن باز في (فتح الباري) و (بلوغالمرام) وعددا من الرسائل في الفقه والتوحيد والحديث في بيته, إذ لازمه نحو سنتينوأجازه.
ولازم سماحة شيخه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي نحو عشر سنين, منذ انتقلإلى المدينة المنورة, حتى توفي الشيخ في حج عام 1393 هـ- رحمه الله تعالى- فقرأعليه في تفسيره ( أضواء البيان), ورسالته ( آداب البحث والمناظرة), وانفرد بأخذ علمالنسب عنه, فقرأ عليه ( القصد والأمم) لابن عبد البر, وبعض ( الإنباه) لابن عبدالبر أيضا, وقرأ عليه بعض الرسائل, وله معه مباحثات واستفادات, ولديه نحو عشرينإجازة من علماء الحرمين والرياض والمغرب والشام والهند وإفريقيا وغيرها, وقد جمعهافي ثبت مستقل.
وفي عام 1399 هـ / 1400 هـ, درس في المعهد العالي للقضاء منتسبا, فنال شهادة العالمية (الماجستير), وفي عام 1403 هـ تحصل على شهادة العالمية العالية (الدكتوراه).
وفي عام 87 هـ / 88 هـ لما تخرج من كلية الشريعة اختير للقضاء فيمدينة النبي صلى الله عليه وسلم فصدر أمر ملكي كريم بتعيينه في القضاء في المدينةالمنورة, فاستمر في قضائها حتى عام 1400 هـ.
وفي عام 1390 هـ عين مدرسا فيالمسجد النبوي الشريف, فاستمر حتى عام 1400 هـ.
وفي عام 1391 هـ صدر أمر ملكيبتعيينه إماما وخطيبا في المسجد النبوي الشريف, فاستمر حتى مطلع عام 1396هـ.
وفي عام 1400 هـ اختير وكيلا عاما لوزارة العدل, فصدر قرار مجلس الوزراءبذلك, واستمر حتى نهاية عام 1412 هـ, وفيه صدر أمر ملكي كريم بتعيينه بالمرتبةالممتازة, عضوا في لجنة الفتوى, وهيئة كبار العلماء.
وفي عام 1405هـ صدر أمرملكي كريم بتعيينه ممثلا للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي, المنبثق عن منظمةالمؤتمر الإسلامي, واختير رئيسا للمجمع.
وفي عام 1406هـ عين عضوا في المجمعالفقهي برابطة العالم الإسلامي, وكانت له في أثناء ذلك مشاركة في عدد من اللجانوالمؤتمرات داخل المملكة وخارجها, ودرس في المعهد العالي للقضاء, وفي الدراساتالعليا في كلية الشريعة بالرياض.

مؤلفاته:
له –رحمه الله- مؤلفات كثيرة - نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر- :
التقنين والإلزام - المواضعة في الاصطلاح- أجهزة الإنعاش وعلامةالوفاة - طفل الأنابيب- معرفة النسخ والصحف الحديثة - التحديث بما لا يصح فيه حديث - التحول المذهبى- التراجم الذاتية- الطائف الكلم في العلم .
وبالطبع الكتاب الذى بين يدينا .
وفاته :
توفي فييوم الثلاثاء 27/1/1429هـ الموافق 6/2/2008،إثر مرض عانى منه ما يقارب خمس سنوات .

ولمن يريد المزيد عن الشيخ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=125806 (http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=125806)

أبومالك
03-13-2008, 02:02 AM
وأما عن الشارح :
فهو الفقيه العالم الربانى بقية السلف ...
أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن عثيمين
ومقامنا هنا لن يكون حول ترجمة الشيخ ..فالشيخ بفضل الله -كما أسلفنا - معروف للصغير قبل الكبير وللجاهل قبل العلم ، وانما سنذكر ما لا يعلمه كثير من الناس عن الشيخ –رحمه الله- :
قال الدكتور عبدالرحمن العشماوى :
أيها الشيخ الذى ودعنا
عالى الهمة وضاح الجبين
نحن نلقاك وإن فارقتنا
فى علوم بقيت للراغبين
أنت كالشمس إذا ما غربت
أهدت البدرَ ضياء المُدلجين
أنتَ ما ودّعتنا إلا إلى
حيث تؤويك قلوب المسلمين

قال عنه الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام :
هو الإمام العالم العلامة حبر العلوم ، وبحر المعارف ، شيخ الفقه ، وإمام السنة ، الشيخ : محمد بن صالح العثيمين .. لقد كان –رحمه الله- لسان صدق ، صادقاً بالحق ملتزماً به ، مقيماً عليه مع رعاية الحكمة ..خلّف –رحمه الله- ثروة علمية هائلة ينتفع بها بعده –إن شاء الله- ليمتد له أجرها وثوابها .
وقال الشيخ عبدالرحمن السديس خطيب المسجد الحرام :
يُعدّ الشيخ –رحمه الله- من بقية السلف الصالح ، وإماماً من أئمة أهل السنة والجماعة ، نحسبه كذلك ولا نزكى على الله أحداً ، فهو ممن قل نظيره ، وممن جلّ أن ترى العيون مثله بلا مبالغة ، لما حباه الله عز وجل ، فهو موسوعة علمية أخلاقية ، ودعوية ، ومنهجية ، يقلّ نظيرها ، فهو أئمة فى إمام ، أمة وحده ، ونسيج بمفرده ، وطراز مستقل طالما نفع الله به ، وذاع صيته ، وعلا قدره ، واستفاد منه القاصى والدانى .
لقد تعرضت الأمة لكثيرمن جوانب الخلل العقدى والفكرى والمنهجى والأخلاقى ، فكان الشيخ –رحمه الله- نعم الموجه .. لقد كان مدرسة يصدر الدعاة وطلاب العلم عن رأيه فى النوازل ، وتوجيهه فى المستجدات ،/ ونصحه فى المتغيّرات ، تمسكاً بالتأصيل الصحيح ، والمنهجية المنضبطة بالدليل والقاعدة الشرعية والمقصد الإسلامى النبيل .
وقال عنه الشيخ محمد صفوت نور الدين –عليه رحمة الله- :
صاحب الباع الوافر فى الفقه وأصوله ، وفى الحديث رواية ودراية ، من أجل ذلك كان إماماً فى الدليل والتعليل ، ففى المسألة الفقهية يدلى بالدليل الذى يستند عليه القول الذى يختاره ، ويعلم السامع كيف يستنبط الحكم منه ، ويشرح علّة الحُكم ، ويربط بالأشباه والنظائر ، وكان فى التفسير إماماً بارعاً كيف لا ؟!! وإن أحظى شيوخه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدى صاحب التفسير الجامع الممتع على إختصاره وتبسيطه .
وكانت مجالس الشيخ العلمية تجمع بين المبتدئ والمجتهد فى طلب العلم ، فلا يحرم المبتدئ من الفوائد المدرجة التى يرتقى بها مدارج العلم النافع ، ويجد فيها المجتهد بغيته ، ويحصل الباحث المدقق على ضالته المنشودة .
وعن زهده –رحمه الله- :

فكان بيته القديم بعنيزة من الطين وكان –رحمه الله- يلبس نعلاً معروفاً لها أصبع ، لا تتجاوز قيمتها خمسة عشر ريالاً ، ويلبسها دوماً .
قال الشيخ محمد صالح المنجّد :
كان رحمه الله زاهداً فى الدنيا ، ليس من أهل العقارات والأموال ، ومايأتيه من الرواتب ينفقه على أهله ، وقد أُعطى سيارة جديدة فلم يستعملها ، فلما علاها الغبار سحبت من أمام البيت .
وأُعطى بيتاً كبيراً فوهبه لطلبة العلم .
وسيارته مازدا قديمة فى الثمانينات "يعنى الموديل" ، ومن تأمل غترته وبشته ، ونعاله عرف أنه رجل زاهد غير متعلق بالدنيا .
وقال الشيخ فهد بن عبد الله السنيد :
وأما عن زهده فيكفى أن تعلم أن ريع كتبه التى تطبع بإذنه لصالح الأعمال الخيرية ، ويشترط على من يقوم بطباعة كتبه ألا يحتفظ بحقوق لمن أراد طبعه ، وتوزيعه مجاناً .
وقال سليمان السالم الحناكى : معبراً عن صفة الزهد لديه
ففى أحد الأيام كان الشيخ يقف بجوار مسجده مع بعض طلبته يسألونه ويناقشونه فى بعض المسائل الشرعية ، فأتت سيارة فارهة ونزل منها السائق ، وأعطى الشيخ مفاتيح السيارة قائلاً : إن هذه السيارة هدية من فلان الفلانى " أحد أعيان البلد" أبى الشيخ ، إلا أن الشخص ألح عليه ، فأخذ الشيخ المفاتيح ، وركب ذلك الشخص السيارة الأخرى وذهب .
ثم تابع الشيخ حديثه مع طلبته وهو يقلب المفاتيح بيده ، ولم يلتفت مطلقاً ، وفجأة أت شاب وسلّم على الشيخ ، وقال : يا شيخ الليلة زواجى ، وإنى أرجو أن تحضره ، ولكن الشيخ تعذّر لبعض الارتباطات ، ولكن الشاب ألح عليه بالحضور ، فلاطفه الشيخ وقال : إن ظروفه لا تساعده ولكن خذ مفاتيح هذه السيارة فهى هدية منى لك ، وأخذ الشاب السيارة وذهب ، وعاد الشيخ لحديثه وكأن شيئاَ لم يحدث .
وموقف آخر : وهو أن الملك خالد –رحمه الله- زار الشيخ فى بيته كعادة ولاة الأمر فى تقدير العلماء وإجلالهم ، ولما رأى الملك منزل الشيخ المتواضع عرض عليه أن يبنى له داراً جديدة ، فشكره الشيخ وقال : إننى أبنى لى داراً فى الصالحية "حي فى عنيزة" ولكن المسجد والوقف التابع له تنقصهما بعض الحاجيات والمستلزمات ، وبعد أن ذهب الملك قال له بعض جلسائه : يا شيخ ما علمنا أنك تبنى داراً فى الصالحية ، فقال الشيخ : أليست المقبرة فى الصالحية !!!
تُوفي – رحمه الله – في مدينة جدّة قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال عام 1421هـ, وصُلِّي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة عصر يوم الخميس, ثم شيّعته تلك الآلاف من المصلّين والحشود العظيمة في مشاهد مؤثرة, ودفن في مكة المكرمة.
وبعد صلاة الجمعة من اليوم التالي صُلِّي عليه صلاة الغائب في جميع مدن المملكة العربية السعودية.


هذا كله فيض من غيض من كلام العلماء وثنائهم على الشيخ –رحمه الله-
ولمن يريد الإستفاضة من تواضعه واحترامه لأهل العلم ، وقيامه بالليل ، وأمره بالمعروف ونهييه عن المنكر وغيرته على حرمات الله ، واهتمامه –رحمه الله- بأحوال المسلمين فى العلم .. فعليه بكتاب زهرُ البساتين من مواقف العُلماءِ الربانيين (6/170) للدكتور محمد بن حسين العفانى –حفظه الله-

رحم الله شيوخنا رحمة الأبرار, وأسكنهما فسيح جناته, ومَنَّ عليهما بمغفرته ورضوانه, وجزاهما عما قدّما للإسلام والمسلمين خيرًا.

سمير السكندرى
03-13-2008, 07:27 AM
بارك الله فيك اخى الحبيب

واسال الله لك التوفيق والسداد والرشاد

أبومالك
03-14-2008, 04:37 PM
وفيك أخى سمير
وجزاكم الله خيراً

ابو عبيد الله
03-14-2008, 04:56 PM
بارك الله فيك اخى الحبيب

ومتابع ان شاء ربى

ونفع الله بكم

أبومالك
03-19-2008, 03:33 AM
جزاكم الله يا أبا عبيدة
ومعذرة للجميع على كل هذا التأخير ...
ولكنى قادم ان شاء الله
فادعوا الله لى

أبومالك
03-20-2008, 06:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةً أريد أن أُنوه على انى...

سأعرض الفصل تلو الفصل وما يحويه كل فصل من مباحث ولكن حتى لا يكون العمل كالتفريغ .. سأعرض إسم الفصل وما فيه من مباحث ... وما عليكم – بارك الله فيكم وبكم – إلا أن يختار كلا منكم مبحث من المباحث يرى ان فيه فائدة بالنسبةِ له وبدورى أقوم بنقله له كى تعم الفائدة له – ولى من قبله – وللجميع إن شاء الله .
وهذا أيضاً كى أضمن تفاعلكم معى .
وسيكون كلام الشيخ باللون الأزرق – كما سبق فى المقدمة – وكلام الشارح باللون الأسود .
سنتولى عرض المباحث تِباعاَ لأسبقية الطلب .
وأخيراً سأقتصر على نقل كلام المؤلف والشارح فقط – دون نقل تخريج الأحاديث وما شابه ذلك فكلها صحيحة وان وُجد ضعيف فسأُشير إليه - .
وجزاكم الله خيراً .

أبومالك
03-20-2008, 06:51 PM
مقدمة الحلية


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، اللهم صل وسلم عليه ، وعلى آله وصحبه ، ومن اهتدى بهداه .

أما بعد :

فَأقَيِّدُ مَعَالمَِ هذه «الحِلْيةِ» المُبارَكَةِ عام 1408 هـ، والمسلمون – وللهالحمدُ – يُعايشون يَقظةً علميةً، تَتَهَلَّلُ لها سُبُحَاتُ الوجوه، ولا تزالتُنَشِّطُ - مُتَقَدِّمَةً إلى الترقِّي والنُّضوجِ - في أفئدةِ شبابِ الأُمَّةِمَجْدَها ودَمَها المُجَدِّدَ لحياتِها؛ إذ نرى الكتائبَ الشبابيَّةَ تَتْرى،يتقلَّبون في أَعْطَافِ العلمِ مُثْقَلين بِحِمْلِهِ يَعُلُّون منه وَيَنهَلُون،فلديهم من الطُّموحِ، والجامعيةِ، والاطِّلاع المُدْهِش، والغَوْصِ على مكنوناتالمسائل، ما يَفْرَح به المُسلمون نَصْرًا، فَسُبحان مَن يُحْيِي ويُميتقلوبًا.لكن؛ لا بُدَّ لهذه النواةِ المباركةِ من السَّقْيِ والتعهُّدِ فيمَسَارَاتِها كافَّةً؛ نشرًا للضماناتِ التي تَكُفُّ عنها العَثَارَ والتعثُّرَ فيمثاني الطَّلَبِ والعَمَلِ؛ من تموُّجاتٍ فكرِيَّةٍ، وعَقَدِيَّةٍ، وسلوكيَّةٍ،وطائفيَّةٍ، وحِزْبِيَّة...
هذا ما قاله صحيح ... فى الآونة الأخيرة حصل –الحمد لله- من الشباب طموحات واسعة فى شتى المجالات ، لكنها قد تحتاج إلى ضمانات وكوابح تضمن بقاء هذه النهضة وهذا الطموح ، لأن كل شئ إذا زاد عن حده فإنه سوف يرجع إلى جدره ، وإذا لم يضبط ويكبح فإنه يكون دماراً ، ربما دماراً فى المجتمع ، وربما دماراً حتى على صاحبه فى قلبه . أرأيتم الخوارج .. عندهم من الإيمان بمحبة كون المسلمين على الحق ما لا يوجد فى غيرهم ، ولكن هذا قد زاد حتى كفَّروا المسلمين وأئمة المسلمين وخرجوا عليهم ، فصاروا كما قال النبى –صلى الله عليه وسلم- " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " .
فأنت أضبط قلبك إذا رأيته ينفر بعيداً وسوف يسلك مسلكاً صعباً ، فعليك أن ترده وأن تعرف أن المقصود إقامة دين الله لا الإنتصار للغيرة –أن الإنسان سوف يسلك أقرب الطرق إلى حصول المقصود ولو بالمهانة إذا دعت الحاجة إلى ذلك .

وقد جعلتُ طَوْعَ أيديهم رسالةً في «التَّعالُمِ» تكشفُ المُندَسِّينَ بينهم خشيةَأن يُرْدُوهم، ويُضَيِّعوا عليهم أَمْرَهم، ويُبَعْثِرُوا مسيرتَهم في الطلبِ،فيَسْتَلُّوهم وهم لا يَشْعرون.واليومَ أخوك يشد عَضُدَك، ويأْخُذ بيدك،فأجعل طَوْعَ بنانِك رسالةً تحمِلُ « الصِّفة الكاشِفة » لِحِلْيَتِكَ، فهاأنَاْ ذَا أجعلُ سِنَّ القلمِ على القِرْطاس، فاتْلُ ما أرقُمُ لك أنْعَمَ اللهُ بكعَيْنًا .
قوله < فاجعل طوع ...> فيها التفات من الغيبة إلى الحضور ، هذا ليس معتاداً عند العلماء من مؤلفاتهم العلمية ، لكن كما قلنا أولاً إن الشيخ يعتمد على البلاغات اللغوية ، ومعلوم أن الإنتقال فى الأسلوب من الخطاب إلى غيبة ، أو من غيبة إلى الخطاب أو من مفرد إلى جمع –إذا صح الجمع – من المعلوم أن هذا سوف يوجب الإنتباه ، لأن الإنسان إذا كان يسير على أسلوب معين مستمر عليه ، انسابت نفسه ، لكن إذا جاء شئ يغير الأسلوب سوف يتوقف وينتبه ، {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً }المائدة12 ، فقال " أخذ الله" هذا غيب ، "وبعثنا" حضور .




لقد توارَدَتْ مُوجِباتُ الشرعِ على أنَّ التحلِّي بمحاسنِ الآداب، ومكارمِالأخلاق، والَهدْي الحسن، والسَّمْتِ الصالح: سِمَةُ أهل الإسلام، وأنَّ العلمَ - وهو أثمن دُرَّةٍ في تاج الشرع المُطَهَّر- لا يصلُ إليه إلاَّ المُتَحلِّي بآدابه،المُتَخَلِّي عن آفاتِهِ، ولهذا عناها العلماءُ بالبحث والتنبيه، وأفردوهابالتأْليف، إمَّا على وَجْه العموم لكافَّة العلوم، أو على وَجْهِ الخصوص؛ كآدابحَمَلة القرآن الكريم، وآداب المُحَدِّث، وآداب المُفتي، وآداب القاضي، وآدابالمُحْتَسِب، وهكذا... والشأْن هنا في الآدابِ العامَّةِ لمن يسلُكُ طريقَالتعلُّمِ الشرعي.وقد كان العلماءُ السابقون يُلَقِّنونَ الطلاب في حِلَقالعلم آدابَ الطلبِ، وأدركتُ خَبَرَ آخرِ العِقْد في ذلك في بعض حَلَقَاتِ العلم فيالمسجد النبويِّ الشريف؛ إذ كان بعضُ المُدَرِّسين فيه، يُدَرِّسُ طُلاَّبه كتابالزَّرْنُوجي (م سنة 593 هـ) رحمه الله تعالى، المسمى: « تعليم المُتَعَلِّم طريقَالتعلُّم »[3].فعسى أن يَصِلَ أهلُ العلم هذا الحَبْلَ الوثيقَ الهاديلأقومِ طريق، فَيُدْرَجَ تدريسُ هذه المادَّةِ في فواتح دروس المساجد، وفي موادِّالدراسة النظامية، وأرجو أن يكونَ هذا التقييدُ فاتحةَ خَيْرٍ في التنبيهِ علىإحياءِ هذه المادةالتي تُهَذِّبُ الطالبَ، وتَسْلُكُ به الجادَّةَ في آدابالطَّلبِ وحَمل العلم، وأدبه مع نفسِهِ، ومع مُدَرِّسِهِ، ودرسه، وزميله، وكتابه،وثمرةِ علمه، وهكذا في مراحل حياته.فإليك حِلْيَةً تحوي مجموعةَ آدابٍ،نواقضُها مجموعةُ آفاتٍ، فإذا فات أدبٌ منها؛ اقترف المُفَرِّطُ آفةً من آفاتِهِ،فَمُقِلٌّ ومستكثرٌ، وكما أنَّ هذه الآدابَ دَرَجاتٌ صاعدةٌ إلى السُّنَّةِفالوجوب؛ فنواقضُها دَرَكاتٌ هابطةٌ إلى الكراهةِ فالتحريمُ .
ذكر الآداب ... فإن كانت مسنونة فضدها مكروهة ، وإن كانت واجبة فضدها محرمة . ولكن هذا ليس على إطلاقه ، لأن ليس ترك كل مسنون يكون مكروهاً ، وإلا قلنا : إن كل من لم يأت بالمسنونات فى الصلاة يكون قد فعل مكروهاً ، لكن إذا ترك آداباً من الآداب الواجبة فإنه يكون فعلاً محرماً فى نفس هذا الأدب فقط لأنه ترك فيه واجب ، وكذلك إذا كان مسنوناً وتركه . فينظر ، فإن تضمن تركه إساءة أدب مع المعلم ، أو مع زملائه فهذا يكون مكروهاً لا لأنه تركه ولكن لأنه لزم منه إساءة الأدب
والحاصل : أنه لا يستقيم أن نقول كل من ترك مسنوناً فقد وقع فى مكروه ، أو كل من ترك واجباً فقد وقع فى المحرم . على سبيل الإطلاق ، بل يقيد هذا .

ومنها ما يشملُ عُمومَ الخلقِ من كل مكلِّف، ومنها ما يختصُّ به طالبُ العلم، ومنهاما يُدْرَك بضرورة الشرع، ومنها ما يُعرف بالطبع، ويدلُّ عليه عمومُ الشرع؛ منالحمل على محاسن الآداب، ومكارم الأخلاق، ولم أعْنِ الاستيفاءَ، لكنَّ سياقَتَهاتجري على سبيلِ ضرب المثال؛ قاصدًا الدلاَلة على المُهِمَّاتِ، فإذا وافَقَتْ نفسًاصالحةً لها؛ تناولت هذا القليلَ فَكَثَّرته، وهذا المُجْمَل فَفَصَّلته، ومن أخذبها انتَفَع ونفع، وهي بدورِها مأْخوذةٌ مِن أدب مَن بارك اللهُ في عِلْمِهِموصاروا أئمَّةً يُهتدَى بهم، جَمَعنا اللهُ بهم في جَنَّتِهِ، آمين .


بكر بن عبد الله أبو زيد
في 5/8/1408 هـ

أبومالك
03-21-2008, 12:27 AM
الفصل الأول

آداب الطالب في نفسه

وينقسم إلى :

1- العلم عبادة
2- كن على جادة السلف
3- ملازمة خشية الله
4- دوام المراقبة
5- خفض الجناح ونبذ الخيلاء
6- القناعة والزهادة
7- التحلى برونق العلم
8- تحلَّ بالمروءة
9- التمتع بخصال الرجولة
10- هجر الترفُه
11- الإعراض عن مجالس اللهو
12- الإعراض عن الهيشات
13- التحلى بالرفق
14- التأمل
15- الثبات والتثبت

فى إنتظار إختياراتكم فى مبحث من هذه المباحث...
وسأقوم بدورى بنقله لكم
إن شاء الله .

أبومالك
04-04-2008, 12:03 AM
الله المستعان...

كن على جادة السلف الصالح:
كن سلفياً على الجادة، طريق السلف الصالح من الصحابة رضى الله عنهم، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين، من التوحيد، والعبادات، ونحوها، متميزاً بالتزام آثار رسول -الله صلى الله عليه وسلم-وتوظيف السنن على نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصد عن الشرع.
هذا من أهم ما يكون أن الانسان يكون على طريقة السلف الصالح فى جميع أبواب الدين ، من التوحيد والعبادات والمعاملات وغيرها ، كذلك يترك الجدال والمراء ، لأن الجدال والمراء هو الباب الذى يقفل طريق الصواب ، فإن الجدال والمراء يحمل المرء على أن يتكلم وينتصر لنفسه فقط ، حتى لو بان له الحق تجده : إما أن ينكره ، وإما أن يؤوله على وجه مستكره انتصاراً انفسه وارغاماً لخصمه على الأخذ بقوله ، فإذا رأيت من أخيك جدالاً ومراء ، بحيث يكون الحق واضحاً ولكنه لم يتبعه ففر منه فررارك من الأسد . وقل : ليس عندى إلا هذا ، اتركه .
وكذلك الخوض فى علم الكلام مضيعة للوقت ، لأنه يخوض فى أشياء من أوضح الأشياء ، مرَّ عليَّ اليوم فى دراسة بعض الطلبة . يقول : ما هو العقل ؟ .
عرفه لى لغة واصطلاحاً وعرفا وشرعا !! هذا ما له تعريف ، لكن علم الكلام أدخل علينا الأشياء هذه ، يجد الواحد مرة : إيش العقل ؟ سبحان الله !!
الظاهر أن الذى يقعد يفكر فى تعريف الغقل صار مجنوناً لأن هذا أمر واضح ما يحتاج الى تعريف ، لكن هؤلاء –أهل الكلام- صدوا الناس عن الحق وعن المنهج السلفى البسيط بما يوردونه من الشبهات والتعريفات والحدود وغيرها . وانظر كلام شيخ الاسلام ابن تيمية –رحمه الله- فى الرد على المنطقيين ، يتبين لك الأمر ، أو فى "نقض المنطق" وهو مختصر وأوضح لطالب العلم ، يتبين لك ما هم عليه من الضلال .
ما الذى حمل علماء جهابذة على أن يسلكوا باب التأويل فى باب الصفات ؟ ! إلا علم الكلام . لو كان كذا لكان كذا ، لو كان يُرى لزم أن يكون فى جهة ، ولو كان فى جهة لكان جسماً وهلم جره ... يعطونك من هذا الكلام الذى يضيعك ، وهم يظنون أنهم يهدونك سواء السبيل .
فإذاً من المهم لطالب العلم أن يترك الجدال والمراء ، وأن يترك ما يرد على ذهنه من الايرادات ، اترك هذه الأشياء ، لا تتنطع ، اجعل علمك سهلا ميسراً .
يعنى الأعرابى يأتى ببعيره يسأل النبى –صلى الله عليه وسلم- عن مسائل الدين ، ثم ينصرف بدون مشقة ، لأنه ليس عنده إلا التصديق أما المناقشات والمراء والجدال ، فهذا يضر الانسان ، الشيخ بكر –جزاه الله خيراً- ألمح الى هذا الأمر ، وما يجلب الآثام ويصد عن الشرع .

قال الذهبي رحمه الله تعالى :
“وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إلي من علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبداُ في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً” ا هـ.
يبغضه مع أنه لم يدخل فيه ، لكن لما فيه من مسالب آثار سيئة ، وتطويل بلا فائدة ، وتشكيك لما هو متيقن وإرباك للأفكار وهجر للآثار ولهذا ليس شئ فيما أرى أضر على المسلمين فى عقائدهم من علم الكلام والمنطق ، وكثير من علماء الكلام الكبار أقروا فى آخر حياتهم أنهم على دين العجائز ورجعوا الى الفطرة الأولى ، لما علموا من علم الكلام .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فى (( الفتوى الحموية )) : وأكثر من يخاف عليهم الضلال ، هم المتوسطون من علماء الكلام ، لأن من لم يدخل فيه فهو فى عافية منه ، ومن دخل فيه وعرف غايته فقد عرف بطلانه وفساده ورجع . اهـ .
وصدق رحمه الله ، وهذا هو الذى يخاف فى كل علم ، يخاف من الأنصاف الذين ما عرفوا الطريق لأنهم لم يروا أنفسهم أنهم لم يدخلوا فى العلم فتركوه لغيرهم ، ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيضلون ويضلون .
لكن علم الكلام خطير لأنه يتعلق بصفات الرب وذاته ولأنه يبطل النصوص تماماً ويحكم العقل ، ولهذا كان من قواعدهم : أن ما جاء فى النصوص من صفات الله ينقسم الى ثلاثة أقسام :
الأول : قسم أقره العقل ، فهذا نقره بدلالة العقل لا بدلالة السمع .
الثانى : قسم نفاه العقل ، فيجب علينا نفيه دون تردد لأن العقل نفاه ، ولكن عقل من ؟! .
قال الامام مالك رحمه الله : ليت شعرى بأى عقل تنكر الكتاب والسنة ، أو ما كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أخذنا بقوله ، وتركنا الكتاب والسنة ، هذا لا يمكن .
الثالث : قسم لم يرد العقل بنفيه ولا باثباته ، فمن قال : إن شرط الاثبات دلالة العقل . قال :يرد ، لأن العقل لم يثبته ، ومن قال : إن من شرط قبوله أن لا يرده العقل . قال : يقبل . وأكثرهم يقول : إنه يرد ولا يقبل ، لأن من شرط إثباته أن يدل عليه العقل .
وبعضهم يتوقف . قالوا : إذا لم يثبته العقل ولم ينفه ، فالواجب علينا أن نتوقف وكل هذه قواعد ما أنزل الله بها من سلطان ، ضلوا بها وأضلوا والعياذ بالله ، وارتبكوا بها وشكوا وتحيروا ، لذلك أكثر الناس شكاً عند الموت هم أهل الكلام .
يترددون : هل الله جوهر أم عرض ؟ هل هو قائم بنفسه أو بغيره ؟ هل يفعل أم لا يفعل ؟ هكذا... عند الموت فيموت وهو شاك . نسأل الله السلامة والعافية لكن إذا كان الطريق ، طريق السلف الصالح سهل عليه الأمر ولم يرد على قلبه شك ولا تشكيك ولا تردد .
وهؤلاء هم (أهل السنة والجماعة) المتبعون آثار رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
“وأهل السنة: نقاوة المسلمين، وهم خير الناس للناس” اهـ.
فالزم السبيل (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).
اعلم أن من المتأخرين من قال : إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين : مفوضة ومؤولة ، وجعلوا الأشاعرة . والماتريدية . وأشباههم من أهل السنة وجعلوا المفوضة هم السلف ، فأخطئوا فى فهم السلف وفى منهجهم . لأن السلف لا يفوضون المعنى إطلاقاً ،
بل قال شيخ الاسلام ابن تيمية : إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع ، والالحاد ، واستدل بذلك بأننا اذا كنا لا ندرى معانى ما أخبر به الله عن نفسه من أسماء وصفات ، جاءنا الفلاسفة وقالوا : أنتم جهال ، نحن الذين عندنا العلم ، ثم تكلموا بما يريدون وقالوا : ان المراد بالنص كذا وكذا . ومعلوم أن معنىً للنص خير من التوقف فيه وأنه ليس له معنى . فانتبهوا لهذا ، لأن بعض الناس يرى أن أهل السنة والجماعة يدخل فيهم المتكلمون من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم ثم يقول –من العجب العجاب- أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم . سبحان الله!! .
وكيف تكون طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم وهل يمكن أن تكون أعلم وأحكم وليست أسلم ؟ بل يلزم من كون طريقة السلف أعلم وأحكم أن تكون أسلم بلا شك . لأن شخصاً يقول : إن هذا النص له معنىً وأنا مؤمن به ، أعلم بلا شك وأحكم من شخص يقول : لا أدرى . فلا سلامة إلا بالعلم والحكمة . فهذا تناقض عظيم ، ولهذا كان القول الصحيح فى هذه العبارة :
أن طريقة السلف أعلم وأسلم وأحكم .
ويلزم من كوننا نحث الطلبة على منهج السلف ، يلزم من ذلك تحريضهم على معرفة منهج السلف ، فنطالع الكتب الؤلفة فى ذلك كـ ((سير أعلام النبلاء )) وغيرها حتى نعرف طريقهم ،
ونسلك هذا المنهج العظيم .
(رحم الله الشيخين رحمةً واسعة)

أم الزبير محمد الحسين
12-29-2008, 09:59 PM
جزاكم الله خيرا