المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا عطس الإنسان في الصلاة فهل عليه أن يحمد الله؟


أم حفصة السلفية
03-29-2012, 10:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
إذا عطس الإنسان في الصلاة فهل عليه أن يحمد الله؟
الجواب:
إذا عطس الإنسان في الصلاة وخارج الصلاة فحمد الله تعالى ليس بواجبٍ عليه؛
بل هو أفضل وأكمل.
ولو لم يحمد الله؛ لم يكن آثماً بذلك.
والحمد عند العطاس مشروعٌ للإنسان في حال الصلاة وفي حال عدم الصلاة إلا أنه إذا كان في الصلاة
وخاف أن يشوش على من معه من المصلين فليسر بالحمد
ولا يجهر به ،
لأنه يخشى إذا جهر به أن يشوش على المصلين أو أن يستعجل أحدٌ من الناس فيقول يرحمك الله!
وإذا قال أحدٌ لمن عطس فحمد الله: (يرحمك الله) والقائل يصلي؛
فإن صلاته تبطل؛ لأن الكاف للخطاب؛
وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-
إنه لا يصلح يعني في الصلاة شيءٌ من كلام الناس -أو قال من كلام الآدميين-. فلينتبه لذلك.

وقد ثبت في الصحيح: أن معاوية بن الحكم -رضي الله عنه- دخل في الصلاة، فعطس رجلٌ من القوم فقال:
الحمد لله، فقال له معاوية: يرحمك الله!
فرماه الناس بأبصارهم منتقدين إياه بهذه الكلمة،
فقال: واثكل أمياه!
فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت.
فلما انصرف النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من الصلاة دعاه، قال معاوية:
فبأبي وأمي هو ما رأيت معلماً أحسن تعليماً منه!
والله ما نهرني ولا كهرني وإنما قال:
" إن هذه الصلاة لا يصلح فيها من شيء من كلام الناس "
إنما هي التسبيح و التحميد والتكبير وقراءة القرآن -أو
كما قال -صلى الله عليه وسلم-.
وهذا يدل على أن تشميت العاطس في الصلاة
إذا حمد الله قد يقع من بعض المصلين إما جهلاً وإما غفلة وحينئذٍ إذا خاف من ذلك فلا يجهر بالحمد.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3570.shtml

وسُئل كذلك:
إذا عطس المصلي هل يحمد الله؟
الجواب:
نعم إذا عطس المصلي؛
فإنه يقول: (الحمد لله)،
كما صح ذلك في قصة معاوية بن الحكم -رضي الله عنه-:
أنه دخل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة فعطس رجل من القوم فقال:
الحمد لله، فقال له معاوية: يرحمك الله!
فرماه الناس بأبصارهم -أي رموا معاوية منكرين عليه ما قال-، فقال: وا ثكل أمياه!
فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت.
فلما انصرف من الصلاة دعاه النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-،
قال معاوية: فبأبي هو وأمي والله ما قهرني ولا كهرني؛
وإنما قال:
" إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس -أو قال من كلام الآدميين- إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن "

أو كما قال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-،
ولم ينكر النبي -صلى الله عليه وسلم- على العاطس الذي حمد؛ فدل ذلك على
أن الإنسان إذا عطس في الصلاة حمد الله لوجود السبب القاضي بالحمد.
ولكن: هل يكون ذلك في كل ما يوجد سببه من الأذكار في الصلاة؟
الظاهر:
أن كل ذكر يوجد سببه في الصلاة؛ فإنه لا بأس أن يأتي به الإنسان إلا إجابة المؤذن؛
لأن إجابة المؤذن طويلة وينشغل بها الإنسان عن صلاته؛
وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
" إن في الصلاة لشغلا ".
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_4019.shtml

وسئل -أيضًا-:
إذا عطس المصلي في أثناء الصلاة فهل يقول:
(الحمد لله) في حينه أم لا؟
وإذا دخل شخص على مصلٍّ وألقى عليه السلام؛ هل يرد المصلي عليه أم لا؟
الجواب:
إذا عطس المصلي؛ فإنه يحمد الله؛
لأن ذلك هو السنة.
كما في حديث معاوية بن الحكم -رضي الله عنه- أنه دخل في الصلاة مع النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فعطس رجل من القوم وهو يصلي فحمد الله،
فقال له معاوية: يرحمك الله!
فرماه الناس بأبصارهم يعني جعلوا ينظرون إليه منكرين له هذا، فقال: وا ثكل أماه!
يقوله معاوية: فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت، فلما سلم النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- دعاه،
قال معاوية:
فبأبي هو وأمي ما رأيت معلمًا أحسن تعليمًا منه! -اللهم صل وسلم عليه- والله ما كهرني ولا نهرني؛
وإنما قال:
" إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن "
أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-.
ونستفيد من هذا الحديث:
أن المصلي إذا عطس فليحمد الله؛
لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يُنكر على العاطس الذي حمد الله.
ونستفيد منه: أن كلام الجاهل في الصلاة لا يبطل صلاته؛
لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لم يأمر معاوية بن الحكم أن يعيد الصلاة.
ونستفيد من ذلك: حسن خلق النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومعاملته للجاهلين؛
فإنه -صلوات الله وسلامه عليه- بحكمته يعامل كل إنسان بما يستحق؛ فيعامل الجاهل على حسب جهله،
فمعاوية -رضي الله عنه- أخطأ -بلا شك- حين تكلم في الصلاة، لكنه لا يدري ولو كان يدري ما فعل؛
ولهذا علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- بدون أن يكهره أو ينهره.
فينبغي لطالب العلم أو الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يرفق بالجاهل حسب ما تقتضيه حاله.
وانظر إلى قضية أخرى تشبه هذه القضية:
وذلك حين جاء رجل فدخل المسجد وكان أعرابيًّا، فتنحى ناحية فجعل يبول في المسجد فزجره الناس وصاحوا به! فنهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " لا تزرموه "
يعني: لا تقطعوا عليه بوله،
خلوه يبول وينتهي. فلما قضى بوله دعاه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له:
" إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى أو القذر؛ وإنما هي للصلاة وقراءة القرآن "
أو كما قال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
فما كان من الأعرابي إلا أن قال: اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا!
فانظر إلى الحكمة في معاملة الجاهل هذا رجل يبول في أشرف بقعة على الأرض من بعد المسجد الحرام
وأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتركوه حتى يقضي بوله، ثم كلمه بهذا اللطف -عليه الصلاة والسلام-؛
فلكل مقام مقال.
وانظر إلى الرجل الذي رأى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- خاتمًا من الذهب فخلعه النبي -صلى الله عليه وسلم- بيده ورماه
وقال:
" يعمد أحدكم إلى جمرة من نار يضعها في يده "
أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-.
فهذا الرجل عامله الرسول -عليه الصلاة والسلام- بشيء من الشدة، ولعله كان -عليه الصلاة والسلام- قد أعلن تحريم الذهب على الرجال وعلم من حال هذا الرجل أنه -رضي الله عنه وعفا عنه- فعل هذا؛ إما تهاونا أو لتأويل.
المهم: أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- نزعه بيده بشدة ورمى به.
وهذا أحث إخواني طلبة العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يستعملوا الحكمة في إرشاد الناس،
وينزلوا كل إنسان منزلته.
ومن ذلك إذا جاء الرجل يستفتي عن شيء فَعَله وهو حرام؛ لا تعبس في وجهه ولا تنتهره؛
لأنه جاهل وجاء يستعتب كما هو هدي النبي -عليه الصلاة والسلام-.
فالرجل الذي جاء إليه وقال: يا رسول الله هلكت! قال: " ما أهلكك؟ "، قال: وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم! وهذه مسألة عظيمة فأرشده النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى خصال الكفارة: يعتق رقبة، إن لم يجد صيام شهرين متتابعين، إن لم يجد فإطعام ستين مسكينًا، كلها يقول الرجل: لا أجد! لا أستطيع! وجلس الرجل فجيء إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بتمر فقال: خذ هذا تصدق به كفارة.
قال: أعَلَى أفقر مني يا رسول الله؟! فو الله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني! فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه، وقال: أطعمه أهلك.
فتأمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما نهره ولا كهره ولا وبخه؛ بل أعطاه في النهاية تمرًا يأكله هو وأهله.
فلو أننا عاملنا الناس مثل هذه المعاملة؛ لحصل خير كثير، ولعرف الناس الإسلام
وأهل الإسلام وأنهم أهل خير ودعوة إلى الحق، وأن الإسلام دين اليسر والسهولة.
لكن -أحيانًا- تأخذنا الغيرة فلا نتحمل إذا رأينا انتهاك حرمات الله؛ فتجد الإنسان يغضب ويتكلم على صاحبه حتى وإن كان قد جاء مستعتبًا،
لكن هذا خلق ينبغي أن نتخلى عنه، وأن يعامل الناس كما عاملهم النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

منقول

*زهرة الفردوس*
04-30-2012, 12:59 AM
جزاكِ الله خيرا ونرجو ذكر المصدر

أم حفصة السلفية
05-06-2012, 02:47 PM
جزاكِ الله خيرا ونرجو ذكر المصدر

وخيرا جزاكم ونفع بكم ..
المصدر،،
شبكة الامام الآجري