المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل قصيرة الى من أحب .. !!


(أم عبد الرحمن)
02-17-2008, 11:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


رسائل قصيرة الى من أحب

هذه رسائل قصيرة خرجت من قلبي أُهديها إلى مَن أحبه، وأخاف عليه من غضب الله، أوجهها إلى أقرب الأقربين إليَّ، ومَن أقرب إليَّ من نفسي التي بين جنبي، فبدأت بها، ثم نظرت بعد ذلك فوجدت زوجتي التي هي جزء مني؛ فأهديتُ إليها نصائح رقيقة؛ حتى نعيش حياةً راضيةً في طاعة الله.

وبالطبع لم أنسَ مَن هما سر وجودي في الحياة؛ أبي وأمي، مبينًا فضلهما عليَّ وما بذلاه من أجل أن أكون ولدًا صالحًا أنفعهما في حياتهما وبعد الممات.
ونظرتُ إلى المستقبل فوجدت ابني وابنتي فلم أحرمهما من النصح السديد؛ ليستعينا بهذه النصائح على خوض غمار الحياة وهما راسخان رسوخ الجبال، فلا تهزهما عواصف الفتن، ولا تزلزلهما شدائد المحن.


إلى نفسي

يا نفسي.. عجبًا لكِ!! تريدين الراحة في دارٍ لا راحة فيها، وتريدين أن تتمتعي بالدنيا وتعلمين أنها فانية.. تريدين اللذة والمتعة العاجلة ولا تنظرين إلى عواقب الأمور.
يا نفس، لماذا تحاولين أن تظهري أمام الناس بمظهر التقي النقي العفيف، وإذا جن الظلام وذهب الناس إلى مضاجعهم إذا بكِ تتجرئين على الله وتعصينه وكأنه لا يراكِ؟! سبحان الله! أجعلتِ الله أهون الناظرين إليكِ؟.
أبدلاً من أن تناجي ربك، وتقفي بين يديه إذا بكِ تخلعين ثوب الإيمان، فإذا قابلت الناس لبستيه؟! إن الناس لن يغنوا عنكِ من الله شيئًا.. فكري في الأمر يا نفسُ، واجعلي باطنك مثل ظاهرك، ورددي دائمًا: الله ناظري، الله شاهدي، الله مطلع عليَّ.
يا نفسُ، ما لكِ تتكالبين على الدنيا وكأنكِ أمنتِ لها؟ أما تذكرتِ أحوال الماضين الذين وهبوا حياتهم للدنيا وجعلوها أكبر همهم، حتى إذا اطمئنوا إليها إذا بها تصرعهم وتقلب نعيمهم جحيمًا؟.
ألا تعلمين أن الدنيا غرَّارة خدَّاعة، متقلبة الأحوال والأعراض؟ فكيف تأمنين لها؟ وقد يهاجمك الموت في أية لحظةٍ فيخطفكِ مما أنت فيه، وينقلكِ إلى دارٍ أخرى لم تستعدي لها، فعندها ما موقفكِ يا نفس؟!
آه يا نفسي.. تزعمين أنك تريدين الجنة ولم تعملي لها، وتدَّعين أنك تخافين من النار ولم تهربي منها!!. يا نفس، ألم تعلمي أنك أنت التي ستُنعَّمين إن دخلتِ الجنة، وأنت أيضًا التي ستُعذبين إن دخلتِ النار؟ فلماذا يا نفسُ كلما حاولتُ أن أحملكِ على الطاعة إذا بكِ تتكاسلين وتروغين مني وتدَّعين التعب والمشقة، وإذا رأيتِ معصيةً تهرولين إليها؟.
يا نفسُ، اصدقيني القول.. ماذا تريدين؟ السعادة أم الشقاء؟ النعيم أم العذاب؟ أقسم لكِ يا نفس أنه لا نعيمَ ولا سعادةَ إلا في طاعة الله، ولا عذاب ولا شقاء إلا في معصيته، فهلا تطاوعينني يا نفس.. هذا ما آمله منكِ.

(أم عبد الرحمن)
02-17-2008, 11:12 PM
الى زوجتى

زوجتي العزيزة، يا رفيقة عمري ونور قلبي وبهجة حياتي.. أنتِ الأمن والسكن، أنت النور والأمل.
زوجتي، لقد تزوجتك على كتاب الله وسنة رسوله، فلنضع كتاب الله منهجًا لحياتنا معًا، ولتكن حياتنا على هذا المنهج.. أريدكِ أن تأخذي بيدي إلى طاعة ربي، وإذا رأيتني تكاسلتُ فانصحيني نُصح المحب لحبيبه.
زوجتي، لقد تزوجتكِ لأعفَّ نفسي عن الحرام والنظر إلى الحرام، فلا تُهملي في مظهركِ وأناقتكِ في البيت، فأفتنُ بالنظر إلى الأخريات وأقع في الذنب.
كوني فاتنةً لي، والبسي من الملابس الجميلة والجذابة ما تغنيني به عن الحرام، ولا تحرميني من حلو كلامك ونور ابتسامتكِ التي تعلو محياكِ؛ فأراكِ في أحسن صورة، وجددي النية في كل ذلك؛ حتى تأخذي الأجر الجزيل من رب العالمين.
زوجتي، لا ترهقي كاهلي بأن تطلبي مني إحضار الكماليات والأشياء غير الضرورية؛ حتى لا تأسرنا الدنيا وننسى مصيرنا الأبدي، فهذا يحتاج مني إلى عملٍ إضافي فوق عملي، فلا أجد لكِ أنت وقتًا للجلوس معك، ولا لأولادنا.. ولنتذكر قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم: "اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم".
زوجتي، أعلمُ أن الله عز وجل قد جعل لكلٍّ منا حقوقا على الآخر، حتى لا يُظلم أحد، ولكن ما رأيك أن نمحو من قاموس تعاملنا كلمة (حقي وحقك)، ولنجعل التعامل فيما بيننا بالمودة والرحمة؟ كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾.
ولنتعامل بالفضل لا بالعدل، وليسعَ كل واحد منا في أن يتفانى في القيام بواجبه نحو الآخر، وليتغاضَ كل منا عن بعضِ حقوقه إذا قصر أحدنا، فوالله الذي لا إله إلا هو لو تعالمنا بالمودة والرحمة لعشنا في سعادة لا مثيلَ لها، ولاختفتِ المشاكل من حياتنا؛ ولنجدد النية لله في كل ذلك.
زوجتي، أريدكِ أن تكوني زوجتي في الجنة فلنضع الجنة هدفنا، وتعالي نعش في جنةِ الإيمان في الدنيا؛ حتى يجمعنا الله في مستقر رحمته في الآخرة؛ فإذا ظلَّل الإيمان البيتَ تكون السكينة والمودة والرحمة.

(أم عبد الرحمن)
02-17-2008, 11:14 PM
الى والدى

أبوي الكريمين، لقد خصَّكما الله عز وجل بفضل كبير، وجعل بركما بعد الأمر بعبادته، فقال في كتابه: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾، بل وجعل رضاه في رضاكما عني..
وأنا أسعى بكل جهدي لأن أُرضيكما، فبدون رضاكما تُغلق الجنة أمامي، ويغضب خالقي عليَّ، ويُردَّ عليَّ عملي.. منذ صغري وأنا أضع بركما طريقًا لي إلى الجنة، وبعد زواجي لا أُقدم عليكما زوجةً ولا ولدا، فأنتما في المقام الأول دائمًا.
والدتي الغالية، قد يأتيك وسواس من الشيطان بأن زوجة ابنكِ قد خطفت ابنكِ منك بعدما ربيته.. كلا يا نورَ عيني.. لا أحدَ يستطيع أن يأخذني منكِ، ولكن الزواج سنة الله في كونه، فاطردي عنكِ هذا الوسواس، وعاملي زوجتي كابنتكِ، وتذكري أماه أيام زواجكِ من أبي.. هل خطفتِ والدي من أمه؟!.
والدي الحنون، كم لك من أيادٍ عليَّ! ففضلك عليَّ كبير وكرمك غزير، لك الفضل يا والدي أن دفعتني وأنا صغير لحفظ كتاب الله، وهذه نعمة كبرى أشعر بها، فالقرآن هو الذي علمني أن أبرَّك وأُحسن إليك، والقرآن هو الذي أدبني، وجعلني أخفض لكَ جناح الذل من الرحمة، ويا ليتَ الآباء يفعلون مثلك؛ فيدفعون أبناءهم إلى حفظ كتاب الله، فإن فعلوا ذلك ضمنوا أبناء بررة.
والدي، لك الفضل أنك كنت تعيش معنا بقلبك وعقلك.. تسأل عن أخبارنا وتشاركنا همومنا، ولم تتخلَّ عنا في أي مرحلةٍ من مراحل عمرنا وخاصة مرحلة المراهقة؛ حيث كنت أشعر أنك صديق لي، أبث له مشاعري وهمومي ومشاكلي، وكان صدرك رحبًا؛ تسمع منا، وتوجهنا إلى ما فيه الخير والسعادة.

(أم عبد الرحمن)
02-17-2008, 11:16 PM
الى ابنى وابنتى

بنى الحبيب اعلم أنك قبل أن تكون ابني فأنت ابنٌ للإسلام، فاعتز بإسلامك بُني، وتعلَّم أمور دينك، وعش بالإسلام في حياتك كلها، وعش للإسلام.
بُني، إن ما يُحزن قلبي ويُبكي عيني أن أرى الشباب بعيدين كل البعد عن إسلامهم، قريبين كل القرب من شياطينهم، انشغلوا بأمورٍ تافهة، وعاشوا لشهواتهم.
ونسوا أنهم بذلك يساعدون أعداء الإسلام على هدم الإسلام، ويؤخرون النصر عن المسلمين بسبب ذنوبهم.. فإياك أن تكون واحدًا منهم.
بُني، إن إسلامك محتاج إليك؛ فاعتز به، واشغل تفكيرك بقضايا أمتك الكبرى، واعلم أن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها، واعلم أنك ستقف بين يدي ربك، وسيسألك سؤالاً: "ماذا قدمت لدينك؟" فهل ستجيب بُني الحبيب؟!
ابنتي، اجعلي الحياء لكِ تاجًا، والعفة نجاةً والحجاب زينة. بُنيتي، تعلمي سورة النور حفظًا وفقهًا، وعليك بسيرةِ أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات؛ فهن لكِ قدوة على الدرب.
اعلمي أنه لا صلاحَ للمجتمع إلا بصلاحك أنتِ، نعم بصلاحك أنتِ، فبصلاحك لا يستطيع شابٌ طائشٌ أن يضحك عليك ويهوِي بك إلى مهاوي الرذيلة، وبصلاحك يصلح الأبناء عندما تكونين أمًّا.
فصلاح الدين الأيوبي، ونور الدين محمود، وغيرهما من القادة العظام الذين حملوا لواء الإسلام وأرجعوا عزة المسلمين إنما صنعتهم نساء مؤمنات صالحات، فهل ستصنعين بطلاً مثل صلاح الدين؟.
بُنيتي، اعلمي أن الأعداء يتربصون بكِ منذ زمن، ويحاولون أن يُخرجوك من إسلامك وحيائك؛ لأنه بضياعك أنت تضيع الأمة كلها، وقديمًا قال أحدهم: "كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع".
فانتبهي لمخططاتِ الأعداء، وإياكِ أن تسمعي لدعوات الغرب التي تنادي بحرية المرأة وحقوقها، فهم يريدون أن تتحرري من إسلامكِ، وأن تنزعي الحياء، وأن تسيري وفق أهوائهم.
وتذكري أن الله رقيبٌ عليكِ، وقد أمركِ بأوامرَ ونهاكِ عن نواهٍ، وغدًا ستقفين بين يديه للحساب، فتذكري لحظة الحساب وأعدي لكل سؤال جوابا. بُنيتي، أريدك أن تكوني ربَّانيَّة.. فهل تستجيبين؟.
وأخيرًا: أسأل الله أن أكون قد وفقتُ في إرسال هذه الرسائل، وأن تكون خرجت من قلبي إلى قلوب مَن أُحب، وأن تكون هذه النصائح نبراسًا لنا في هذه الحياة، تضيء لنا الطريق، وتبعث فينا الأمل، وتكون عونًا لنا جميعًا على الطريق.
فالدنيا ملأى بالمغريات والفتن والابتلاءت، ونحن بحاجةٍ إلى مَن يُذكرنا دائمًا بهدفنا ومصيرنا؛ حتى لا تخدعنا الدنيا ببريقها ويُنسينا الشيطان آخرتنا.



منقول

ام البنين
02-20-2008, 02:05 AM
بارك الله فيك اختي الغاليه
وجعلها الله في ميزان حسناتك

(أم عبد الرحمن)
02-23-2008, 09:43 AM
اللهم آمين
وجزاك الله خيرا أختى الحبيبة أم البنين

رحمتك يارب
07-27-2008, 06:53 AM
بارك الله فيك اختي الغاليه
وجعلها الله في ميزان حسناتك

أم مُعاذ
07-27-2008, 08:04 AM
بارك الله فيكِ امي الحبيبة

(أم عبد الرحمن)
09-25-2008, 07:54 PM
جزاكم الله خيرا ووفقكم الله