المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سِياحةُ الرُّوح.


نصرة مسلمة
11-25-2011, 09:36 PM
سِياحةُ الرُّوح

شعر / الشيخ موسى أبو جليدان

رَبَّــاهُ حِلْمُــــكَ هاطلُ الرَّحَماتِ *** ورحيــقُ أُنْسِـكَ مُنتهَى اللَّذَّاتِ

شـــرَّفتني بِضيــافةٍ قُدســـيَّةٍ *** وأنا كثيــرُ الكَبْـــوِ والعثَــراتِ

وحبَوْتنـــي أنْ أستجيـــــرَ مُؤمِّلاً *** عندَ المقــامِ بخالــصِ الحاجاتِ

وأطــــــوفَ بالبيتِ العتيقِ مُلَبِّياً *** أسْتمطــرُ الغفــرانَ والبركاتِ

لــمَّا بطيْبـةَ طـابَ رَوْحُ مـقامــِنا *** عبقَ المُنــى في موْئلِ النَّفحاتِ

زُرْتُ الحبيــــبَ وصاحبيهِ يلفُنِي *** طيـــفٌ من التبجيـلِ والإخْباتِ

للرَّوضةِ الحُسنــــى دلفْتُ مُصلياً *** مُتـلـهفــاً مُستــذكــراً زلْاتِـــي

ووقفتُ بالمثْوى المَهيـــبِ مُسلِّماً *** خَجِلَ الشُّعورِ مُكبَّلَ الخُطـواتِ

أعصيهِ ثمَّ أزورُه ؟! يا حسرةً !! *** إنْ لمْ أُرَدُّ بوافــــرِ الصلــــواتِ

ودعـوتُ مَـــنْ لا أستغيثُ بغيرِهِ *** أبـــداً ولا قَصَـدَتْ سواهُ شَكَاتِي

أنْ أســتحقَ شــفاعـةً أرنُـو لــها *** أدنُــو بها مِن سيِّـــدِ السَّـــاداتِ

وغدوتُ فــي وفدِ الحجيجِ يهُزُّنِي *** شــــوقٌ لتلك الأنْسُكِ العَطِرَاتِ

أسْترجِعُ الماضي وأتَّبِــــعُ الهُدى *** أصْطَــادُ مِن أثَرِ الخليلِ عِظاتِ

ما زلْتُ في بحـــرِ المعاني هائماً *** حتى إذا أحْــرمْتُ فـــي الميقاتِ

وَجِلَ الفـــؤادُ وقـد ذكرتُ نهايتي *** إذْ أُدْرَجُ الأكفــــــانَ يومَ ممـاتِي

فسألتُـــهُ عنـــدَ الوفاةِ شــــهادةً *** تعلـــو بها يـــومَ الجَزَا درجاتِي

ومضَى إلى الحَرمِ الأمينِ رِكَابُنا *** فوجدْتُ مُغْتَســـلاً مِنَ الآفـــــاتِ

فإذا اكْتحلْتُ برؤيــــةِ البيتِ الذي *** رَجَـــمَ العُـــداةَ بواصبِ الويْلاتِ

فعَسَايَ أحْظَى في الجِنَانِ بنظْــرَةٍ *** لجلالِـهِ مَشْفـــوعةٍ بِصِـــــــلَاتِ

ما أجملَ الأفواجَ تزحـــفُ تخْتَشِي *** سُوءَ العـذابِ وتَرْتجِي الرَّحَماتِ

مِنْ كُلِّ أصْــــقاعِ الدُّنَا جاءُوا هُنَـا *** مِــنْ سائـــرِ الأعْراقِ واللَّهَجَاتِ

هُـــــوَ يا أخي التوحيدُ وحدةُ أمتي *** لا في لظَـــى الآراءِ والرَّايـــاتِ

مَنْ ذا يصُوغُ مِنَ الشَّعـــائرِ واقعاً *** وشعــوبُنَا فــــي أزَمَـــةٍ وشَتَاتِ

حتَّى اسْتباحَ الغاصبــــونَ حياضَنَا *** زجُّـــــــوا بِنَا في مرْتَعِ النَّعَرَاتِ

هذي الملايينُ التـــي نَفَرتْ إلَى الْـ *** بيتِ الحَرامِ تصيحُ في الصَّعُداتِ

لِمَ تتْرُكُ الأقصــــــــى أخَاهَ رهينةً *** في قبضةِ الأشـرارِ مِنْ سنـــواتِ

يا ليتَ مَنْ باتُوا اللياليَ في مِنَــــى *** زرعُوا المُنى بالدَّمِّ في السَّاحـاتِ

أوْ ذَبَّحُــــوا وَهَنَاً تطاولَ عهْــــدُهُ *** دفنَ الشُّعـــوبَ بحالكِ الظُّلُمـــاتِ

يا ليتَهم ضَحُّــــوا بكلِّ نفيســــةٍ *** يا ليتَهم نحـــــــرُوا بها الشَّهواتِ

هــلْ يسـفرُ الفجرُ العَبُوقُ كرامةً *** والمسلمـــونَ برقْــــدةٍ وسُبَـــاتِ

كمْ حدَّثتْنِي النَّفْــــسُ حيـــن رأيتُهم *** يتزاحمـــون الرَّمْيَ في الجَمَراتِ

فوددْتُ لوْ رجمُـوا الطُّغاةَ وأسْقطُوا *** كَنْسَاً رؤوسَ عمالـــةٍ عَفِنـــــاتِ

لو قصَّرُوا عُمُــــرَ الهزيمةِ يا أخي *** لو حلَّقُــــوا الإذْعانَ للنَّكِــــــرَاتِ

وتحلَّلُوا مِـــنْ كُلِّ ميثاقٍ هَـــــوَى *** بحقوقِنا في خنـــــــدقِ الحَسراتِ

الحـــجُّ جامعةُ ومنْبــــعُ نهْضةٍ *** الحـــجُّ مــؤتمرٌ وفيْـــضُ ثَبـــاتِ

ما الحــــجُّ نُزْهةَ ســـــادرٍ متنسكٍ *** عَكِرِ الجَنَــــانِ مُشتَّــتِ الخَطَراتِ

كمْ هالنِي وجَعُ العُروبــةِ تشْتكِـي *** وتبُــــوحُ بالأنَّاتِ والزَّفَــــــرَاتِ

جـــوعٌ تغطْرسَ فاسْتَباحَ طفـولةً *** وحصارُ بـغْــــيٍ كالحُ السَوْءَاتِ

وتمزُّقٌ نَكِـــدٌ وجهْـــلٌ فاجــرٌ *** وعـدوُ ديــــنٍ يُهْـــدِرُ الحُرُمَاتِ

ورُوَيْبِضــــاتٌ هشَّمُـــوا آمـالنَا *** أنا مِحْنتِـــي مقْـــرونـةٌ بِوُلَاتِـــي

لكِنَّ عزْمِـــي ناشِـــبٌ مُتــوقِّدٌ *** لا يُوهِـــنُ الغَيْـــــمُ الكئيبُ قناتِي

كيفَ القُنُوطُ وفي عروقِي زَمْزَمٌ *** سكبَ اليقينَ علَيَّ في الأزَمــــاتِ

أنا قدْ سَعَيْتُ أليسَ ينْهَلُ مَنْ سعَى *** ثقــــةً بغــــــوْثٍ لا محالَــــةَ آتِ

الذِّكــرُ زادِي والرَّجاءُ سفينتِـي *** أَلِجُ الفِنَــاءَ أُسَدِّدُ الدَّعــــــــواتِ

حوْلي نشيجُ الغُبْرِ والشُعْثِ الأُلَى *** رفعُـــــوا الأكفَّ بفائضِ العَبَرَاتِ

أنا حُسْـــنُ ظنِّي بالعزيزِ يُجِيبُنِي *** سُؤْلِي وقـــدْ أَمَّلتُ في عرَفَــــاتِ

نصْــراً يُنَضِّـــرُ وجْهَ أُمَّتِنَا لِكيْ *** يَبْقــى بهيَّاً مُشْـــــرقَ القَسَمـــاتِ

ويعــــودَ للإسلامِ مجْدٌ ســـالِفٌ *** وربيـــعُ عـزٍ ثائِـرُ العَزَمــــاتِ

كتبت في شهر ذي الحجة 1432هـ ، الموافق نوفمبر 2011م

التونسي الصابر
11-25-2011, 10:19 PM
ماشاء الله لا قوة الا بالله
جازاك الله خيرا,,,

نصرة مسلمة
11-28-2011, 05:20 PM
بارك الله فيكم .

(أم عبد الرحمن)
11-28-2011, 09:09 PM
جميل جدا جزاك الله خيرا

نصرة مسلمة
12-03-2011, 11:29 PM
جميل جدا جزاك الله خيرا

بوركتِ أختي أم عبد الرحمن .