هنوود
10-23-2011, 03:20 PM
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره،
و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا
من يهده الله تعالى فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبد الله و رسوله
اللهم صلِّ علي محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم
و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد،،
اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم
و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد،،
و بعد،
فإني أسأل الله تعالى أن يجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، و أن يجعل التفرق من بعده تفرقا معصوما، و ألا يجعل منا و لا بيننا ولا حولنا شقيا و لا محروما،،
اللهم اجعل عملنا كله صالحا ولوجهك خالصا
ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهييء لنا من امرنا رشدا،،
أحبتي في الله ..
روى البخاري في صحيحه أن النبي 4 قال"ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" يعني أيام العشر الأول من ذي الحجة.. قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشيء" [صحيح البخاري]..
النبي 4 أخبرنا أن هذه الأيام أعظم أيام الدهر.. هي أعظم من أيام بل وليالي رمضان .. أيام تستطيع أن تقول أنها أغلى من الذهب،،
في الحديث كذلك الذي رواه البزار وصححه الألباني النبي 4 يقول "أفضل أيام الدنيا العشر يعني عشر ذي الحجة قيل ولا مثلهن في سبيل الله قال ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب"[رواه البزار وصححه الألباني]
فُضلت أيامها فهي الأيام المعلومات التي أمرنا الله عز وجل بذكره فيها .. قال الله {.. وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ..} [الحج:28]
وفيها أعظم أيام الدهر .. يعني هي أعظم أيام الدهر بالنسبة لغيرها وفيها أيضاً أعظم يوم في السنة كلها
يوم عرفة..
أقسم الله عز وجل بلياليها، فقال {وَلَيَالٍ عَشْر}[الفجر:2].. الصحيح من أقوال المُفسرين إن الليالي العشر هي ليالي عشر ذي الحجة ..
لذلك حدث الخلاف .. هل أيام ذي الحجة أفضل أم أيام رمضان؟ .. النبي 4 قال إن هذه أفضل أيام الدهر "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله .." .. ولم يستثني أيام رمضان منها .. إذن هي أعظم من أيام رمضان،،
والليالي .. الله سبحانه وتعالى أقسم بلياليها .. ابن القيم رأيه وكذلك هذا كلام شيخ الإسلام أن ليالي رمضان أفضل .. ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل لأن فيها ليلة القدر .. بعض العلماء نازعوا في ذلك منهم بن رجب يقول لا وأيضاً ليالي العشر أفضل لأن الله عز وجل أقسم بها،،
Û مشكلتنا في موضوع العشر .. إنه لا يأخذ الهالة والتعظيم مثل أيام رمضان ..
رمضان له طقوس مُعينة صيام النهار وقيام الليل.. رمضان له وضع آخر في الاجتهاد في الطاعة وأيضاً هناك معنى .. في رمضان الأسباب المُعينة على الطاعة أكثر .. تُصفد الشياطين وتُغلق أبواب النار .. تُفتح أبواب الجنة .. فالأمور مُساعدة .. هنا الاختبار الأصعب.. لذلك يحتاج إعداد خـــاص .. وهذا هو درسنا اليوم،،
كيف نستطيع أن نفوز بغنيمة العشر الأوّل من ذي الحجة؟
يعني إذا كُنا في رمضان .. كنا نبتدئ بقول الرحمات تنزل عليك, تعرض لها .. هيا أعمل ..
à هذه المرة تحتاج قوة دفع أكبر لأن هذه المرة الغنيمة عظيمة جداً .. أعظم من غنيمة رمضان .. لكن الوسائل المُساعدة أنت تحتاج أن تبذل جهد أكبر لكي تستطيع أن تُحصل هذه الغنيمة ..
لذلك الناس تغفل .. ممكن يصوم فقط مثلاً .. أو يعمل بعض أعمال الخير .. لكن ليس هذا هو مُقارنة بأيام رمضان إطلاقاً .. يعني في رمضان إفطار صائمين، ويخرج صدقات، ويعمل أعمال بر كثير بخلاف عشر ذي الحجة،،
والمُفترض إن نحن نكون أكثر اجتهادا من أيام رمضان،،
يا شباب .. إذا كنت في يوم من أيام رمضان فتح الله عليك بأي خير .. يعني يوم من الأيام فتح الله عليك وقرأت كم كبير جداً من القرآن وذكرت الله سبحانه وتعالى فيه وعملت أعمال بر وصمت نهاره وقمت ليله بفضل الله عز وجل،،
المطلوب::
إن العمل في عشر ذي الحجة يكون أعظم وأكثر لأن الغنيمة أكبر،،
معنى في غــــاية المتعة .. في قصة سيدنا موسى ماذا قال الله {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً..}[الأعراف:142]
مجاهد يقول إن العشر التي أتمها الله على موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام هي عشر ذي الحجة.. ما هو المعنى؟
قالوا: فكان من نصيب أمة محمد 4الثلاثين يوم رمضان والعشر عشر ذي الحجة .. وكأن موضوع الأربعين هذا له سر الله به عليم .. لا أحد يفهم أن الأربعين يعني أن نُخصص أعمال بأربعين يوم .. لا لا،،
لكن هناك سر .. حكمة عند الله سبحانه وتعالى ..
يعني النبي 4 عندما يقول "من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق"[رواه الترمذي وحسنه الألباني]
من الأشياء العجيبة إن يوم الهول الأكبر .. يوم الحشر.. يُخبر النبي 4وهذا الحديث رواه الطبراني وصححه الألباني فيقول "يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء .." [رواه الطبراني وصححه الألباني]
يا نهار أبيض .. وقفة الحشر ..
اللهم ادخلنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب،،
وقفة الحشر كم؟ أربعين سنة حتى يقضي الله عز وجل بين الخلائق،،
ما هو المعنى؟
أعمل هذه الأربعين في مقابل هذه الأربعين .. رمضان والعشر, أنوي أول نية .. إن هذه الأيام تكون يـــــــــا رب
Û سبب لتخفيف هول الحشر عليك،،
ثانياً:: النبي 4ماذا قال "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله .."
تريد أن تتقرب إلى الله؟ وتصير من أحبائه؟ .. تريد أن يحبك؟
حب ما يُحبه ..
فإذا كانت هذه الأيام أحبّ إلى الله إذن تقرب له بمحبـــــوب ..
Û فأنا يا رب سأعمل بهذه النية أن تحبني
Û وهذه الأيام تُضاعف فيها الحسنات ..
قال بن عباس والأثر عنه رواه البيهقي في الشُعب "العمل فيهن يُضاعف سبعمائة ضعف"
الله أكبر .. العمل بسبعمائة ضِعف يعني التسبيحة التي ستقولها بلسانك التي كنت تأخذ عليها هنا عشر حسنات أصبحوا سبعة آلاف،،
وقال الأوزاعي "بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يُصام نهارها ويُحرس ليلها إلا أن يُختص إمرءٌ بشهادة".
لذلك النبي 4عندما قالوا له "ولا الجهاد في سبيل الله؟" قال "ولا الجهاد في سبيل الله"
إلا واحد فقط ربنا سيجمع له ما بين الحُسنيين .. إنه رجلٌ خرج بنفسه وماله .. جاهد بأمواله وجاهد بنفسه ولم يرجع منهما بشيء .. هذا الذي يفضل على الرجل العابد في أيام العشر،،
يا شباب .. أريد أن نُشعل الطاقة من داخلنا لأننا قلنا أن الموضوع مُحتاج شحن زائد أكثر من شحن رمضان لأن هناك عوائق أكثر..
أول عائق: عادتنا.. نحن غير متعودين على أن نُحيي أيام العشر كما ينبغي والبيئة التي حولك مُثبطة.. التركيز ليس مثل ما يحدث في رمضان .. فلذلك نحتاج لشحن أقوى .. ستشحن بماذا؟
أول شيء .. استشعارك للنعمة ..
عندما أقول لك أن العمل يُضاعف سبعمائة ضعف .. عندما تسمع فقط أحبّ إلى الله .. أعظم عند الله .. ألا تجعلك تستفيق؟ ألا تُشعلك؟ ألا تجعلك تريد أن تُقطع نفسك من أجله؟ .. أصطفاك .. منّ عليك،،
كم من أُناس يتمنوا والله.. لو أُذن لأحد ممن ليس معنا الآن ممن كُتب عليهم الموت قبل أن يُدرك هذه الأيام .. أُقسم بالله غير حانث لو طلع الآن وكلم أحدكم كان سيقول أتمنى دقيقة أتقرب فيها إلى الله في هذه الأيام العظيمة..
إذن أنت لا يجب أن تُضيع ثانية .. عيـــب أن يصطفيك الله وبعد ذلك تُعرض .. أنظروا لهذا المعنى يا شباب .. ماذا يقول الله؟ .. {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}[الحج:78].. هو أجتباكم .. أصطفاكم .. فماذا يكون حقها؟ جاهدوا في الله حق جهاده .. يبقى هذا هو شعارنا يا شباب،،
شعار العشر هو::
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ..}
يصلح أن يكون هذا شعاري وشعارك أيام العشر؟ يصلح أن نكتُب لبعض رسائل ونكتب هذا المعنى ونُذكر به بعضنا؟ ..
إذن أقل شيء أن نشكر هذه النعمة .. وشكرها أن نبذل قُصارى الجهد حتى نُبلغ رضـــــــــــــاه،،
كان خالد بن معدان يقول "إذا فُتح لأحدكم باب خير فليُسرع..فإنه لا يدري متى يُغلق عنه؟" ..
نعم، الله سبحانه وتعالى يُنزل عليك نعم نعم نعم .. إنتهى يُغلق عنك الباب .. وعندما تُبلغ هذه الأيام نقول هيا يا جماعة سنعمل .. هيا نريد كذا ..لا يستطيع... لماذا؟ الله يقول .. النبي يقول .. الأمور فيها .. والأعمال مُضاعفة .. لا تعرف.. الهموم كلها تنزل والابتلاءات كلها تنزل يُحال بينه وبين ما يشتهيه ..
{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ...}[سبأ:54]
أحذر أن تضيع.. لذلك إذا فُتح لك باب خير أسرع أري الله من نفسك شيئا.. نريد كلاما عمليا ..
برنامج إيماني لأحياء أيام العشر
أول شيء عليك فعله وظيفة العمر .. التوبة،،
أول شيء: حتى تدخل عليه يجب أن تتنظف .. ما حدث في شوال وذو القعدة هذا يجب أن يُمحى.. لا يجب أن تدخل له هكذا .. لا يجب أن يفيض عليك النعمة وأنت هكذا.. فأغسل .. نظفّ .. أكثر من الاستغفار .. هذا أول شيء،،
ثانياً: أريدك عِرفاناً بالنعمة أن تستغل كل لحظة بالعبادة.. هذه أنفس الأوقات .. قلنا هذه الأيام أغلى من الذهب عندك .. أغلى من كل شيء بالنسبة لك .. حياتك ..
لكن أنا نفسي أحياناً لا تطاوعني.. لا تأتي .. همتي لا تصل .. ماذا أفعل لكي أشحن مثلما تقول وهذه الطاقة تكون متجددة عندي؟ ماذا أفعل؟
أول شيء .. هذا المعنى لا يُفارق ذهنك.. قلنا:
أول معنى الإصطفاء .. إحساسك بالنعمة .. ذّكر نفسك بفضل هذه الأعمال يجعلك تشحن أكثر،،
ثالثاً: حتى تطاوعك نفسك ..
2) أجعل أمامك نماذج من اجتهاد الصالحين .. وقل أنا لا أسمع هذا الكلام طول الوقت وأظل أقول يا سلااام .. الله أكبر .. هؤلاء ناس كبار وناس صالحين جداً .. آه أحب الصالحين ولست منهم ..
طريقة التلقي هذه لا تصلح .. نحن كثيراً ما نذكركم بكلام أبو مسلم الخولاني "أيظن أصحاب محمدٍ أن يستأثروا به دوننا؟!" .. لأننا لم نرى النبي .. "والله لنزاحمنهم عليه حتى يعلم أنه قد خّلف من وراءه رجالاً"
هل أنت رجل في تعاملك مع الله؟ ربنا وصف الرجال بصفة أساسية .. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}[الأحزاب:23]
أتريد أن تكون رجلاً؟ أتريد أن تُحقق .. {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ..}[الحج:78]
أقل ما فيها هذه النخوة .. هذه الغيرة .. تكون بداخلك .. فعندما أقول لك الآن أترى؟ .. فلان كان يفعل كذا .. تقول سأحاول .. لا لا لا تقول كلمة سأحاول .. قل: إن شاء الله بحول الله وقوته سأفعل كذا أنا لست أقل منه،،
قلت لكم أن هذا العام طريقة التلقي لبعض الشباب في رمضان كانت هكذا .. أقول لهم سيدنا أبو هريرة أستغفر إثني عشر مرة في يوم .. حاضر ما المشكلة .. تجد عدد كبير من الشباب بفضل الله فعلوا ذلك .. تزيد لهم تقول لهم خالد بن معدان كان يُسبح في اليوم أربعين ألف .. استطاعوا فعلها .. حتى وصل بعضهم لثمانين وتسعين ألف استغفار .. لماذا لا تكون أنت هكذا؟ قل لي لماذا لا تنفع؟ ما هو العائق الذي يُغلق ما بينك وبين الله؟ ..
القضية كلها تلخصيها في كلمتين النبي قالهم
"استعن بالله ولا تعجز"
اسأله وتكون محروق .. من داخلك تغلي لو فاتك حظك من خيره .. لا تكون كل هذه الجوائز يستأثر بها الناس الصالحين وأنت لا تجد شيئاً .. لا يجب أن تكون محروم .. لا يجب .. لا يصلح أن أكون خائبا هكذا .. أتفهمون؟
كان بعض المجتهدين يصلي كل يومٍ ألف ركعة حتى أُقعد من رجليه .. رجله لم تعد تحمله .. فكان يصلي جالساً ألف ركعة .. فإذا صلى العصر أجتبى .. ظل يبكي ويقول: "عجبت للخليقة كيف أرادت بك بدلاً منك .. عجبت للخليقة كيف أنست بسواك .. بل عجبت كيف أستنارت قلوبها بذكر سواك"
أترون الأنس؟ أترون كيف يستطعم حلاوة الإيمان؟ .. أنت من الخارج تقول إنه يُعذب نفسه لكن هو في قمة الاستمتاع،،
إذاً علينا أن نشكر النعمة ولا نترك باب من أبواب الخير إلا وندخله .. كل واحد على قدر طاقته .. أستنهض همتك .. هذه أعظم أيام عنده فعظمّها .. قال الله {..وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج:32]
لماذا يا شباب هذا الكلام يأخذ عندكم على طول رد فعل سلبي؟ .. يا شيخ أنت ترى إننا لم نستطع مقاومة المعاصي .. لم نقدر على غض أبصارنا .. وأنت تقول كان فلان يصنع ويفعل ويُكسر الدنيا .. فهي لن تُحل إلا هكذا .. لن تُحل إلا بقفزة .. بطفرة إيمانية هكذا .. إن أنت تأخذ خمس ست سبع خطوات في الطريق أولاً ثم بعد ذلك تتحرك وتمشي.. هي هكذا،،
هذه الجزئية تفتح معنا أول المشاريع الإيمانية .. إنك لا تعرف ما فاتك وأنت جالس هنا وضــــــــــــاع منك الحج،،
أنا سأقول لكم حديثين وهم كافين جداً لقول كل شيء..
أول حديث .. حديث رواه أبو يعلى وبن حبان وصححه الألباني يقول الله في الحديث القدسي "إن عبدا أصححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم "[رواه أبو يعلى وبن حبان وصححه الألباني] .. من تمر عليه خمس سنوات وهو قادر على إنه يحج ولم يحج محروووم،،
أتريد أن تعرف مما هو محروم؟؟ .. أسمع الحديث الثاني .. هذا الحديث رواه البزار وحسنه الألباني ..
روى ابن عمر رضي الله عنهما قال كنت جالسا مع النبي 4 في مسجد منى فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا يا رسول الله جئنا نسألك فقال "إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت" فقالا "أخبرنا يا رسول الله" فقال الثقفي للأنصاري "سل" فقال "أخبرني يا رسول الله" فقال "جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه وعن رميك الجمار وما لك فيه وعن نحرك وما لك فيه مع الإفاضة" فقال "والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك" قال "فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحا عنك خطيئة وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل عليه السلام وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات وأما نحرك فمذخور لك عند ربك وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى"[رواه الطبراني وحسنه الألباني]
القصة:: إن إثنين دخلوا على النبي 4 يريدون أن يسألوه في شيء .. فعندما دخلوا قال لهم النبي 4 .. أقول لكم ما هو سؤالكم أم تقولون أنتم؟ .. فنظر بعضهم إلى بعض ثم قالوا لا قل أنت .. قال أنتم أتيتم تسألوني إذا خرج الرجل من بيته ووصل إلى بيت الله الحرام .. هذه ما ثوابها؟ والركعتين اللتين بعد الطواف، ما ثوابهم؟ والسعي بين الصفا والمروة .. ما ثوابهم؟ .. والوقوف بعرفة .. ما ثوابهم؟ .. ورمي الجمار والنحر .. أعمال الحج .. ما ثوابهم؟؟ .. أسمع بلا تعليق..
أول شيء قال له"فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحا عنك خطيئة"
أفهمك إياها.المسافة من هنا من القاهرة حتى مكة 1300-1400 كيلو 1500كيلو، الكيلو كم خطوة؟ سيكون آلاف الخطوات،
كم ألف خطوة؟؟ أضرب كل هذا، وفضل الله واسع.
إنسان سيسافر في الطائرة، و آخر في السيارة، و ثالث في الباخرة، المهم من هنا إلى هنا، كل هذه المسافة تحسب لك بمليارات من الحسنات بمجرد خروجك فقط.
هذا أولاً..
ثانيًا:من صلى ركعتين بعد الطواف، يطوف بالبيت سبع أشواط، ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم لو قمت بهذين العملين، ماذا يكتب لك؟
كعتق رقبة من بني إسماعيل، ما قيمتها؟ من أعتق أُعتق تكون سببا إن شاء الله في عتقك من النار.
ثالثًا::السعي بين الصفا والمروةقال"كعتق سبعين رقبة".. إذًا أنت تقربت بأعظم القرابين، فهي واحد وسبعين .. أي واحد وسبعين محاولة للعتق من النار.
و بعد هذا...
وقوفك عشية عرفةالله سبحانه وتعالى يباهي بكم الملائكة أتوني من كل فج عميق .. يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها.
إنسان يأتي بذنوب الدنيا, تُمحى.
وخذ هذه أيضا: الحديث رواه ابن المبارك وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب
أنا قلت في محاضرة حج بقلبك .. والله العظيم تكتب بماء الذهب وتنقش على القلوب، يقول:"وتحملت عنهم التبعات" .. لماذا؟
لأن أعظم مصيبة يوم القيامة حقوق العباد .. ما يحصل أن الله سبحانه وتعالى يحاسبك على أعمالك .. وبعد ذلك تتجاوز الصراط .. هناك قنطرة يُقتص فيها بين الجنة والنار .. تجد من يقف لك .. و أنت ستدخل الجنة .."آسف أنت شتمتني" .. "أنت في يوم من الأيام كنت تمشي مع أختي، حقي أنت لوثت عرضي" .. "والله كان برضاها" .. "لا لا مشكلة، حقي عندك" .. "أنت احتلت علي" .. "أنت أغتبتني في ظهري وقلت علي" .. حقي لو كان أبوك لو كان أقرب الأقربين منك لن يعطف عليك .. سيأخذ حسناتك لكي يُبلغ بها الجنة حتى لو حسناته ستدخله الجنة .. لم يبقى هناك إيثار.. إنتهت .. سيأخذ حسناتك أو تأخذ أنت سيئاته .. هذه ليس لها حل .. تقرأ في الكتب .. يقول لك هذه لا حل لها إلا هذا "وتحملت عنهم التبعات".
إذًا الحج يُقدر بثمن ؟ و من فاته الحج محروم أم لا؟؟
يا شباب النبي 4في الحديث قال " تعجلوا إلى الحج يعني الفريضة فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له" [رواه أحمد وحسن الألباني] ..تعجلوا تعجل تعجلوا الحج .. من يستطيع يجب أن يذهب.
هذا الدرس الأول .. يجب أن نتوقف عنده كثيرا.
وليس هذا فقط، فيوجد أيضا رمى الجمار.كم يرمون؟
أول يوم سبعة وبعد هذا ثلاثة أيام كل يوم واحد وعشرون حصاة .. إذًا يرمون سبعين حصاة.
النبي يقول لك "فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات" .. هذه هي الأخطاء الكبيرة .. "البلاوي السوداء".
الغيبة والنميمة والمن والعياذ بالله .. من وقع في يوم من أيام جاهليته في الزنا وكل هذه الكوارث والمصائب .. تكفر كل حصاة كبيرة من الموبقات،،
وبعد هذا .. عندما يذبح الهدي .. قال "وأما نحرك فمذخور لك عند ربك" .. هناك جائزة لك خاصة تنتظرك .. عندما تُقابل الله إن شاء الله.
وعندما تحلق .. قال "وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة".. وبعد هذا تطوف طواف الإفاضة .. الذي هو طواف الحج قال "وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى"
هيا هذا أول شيء سيكتب لك في صحيفة الأعمال وهى بيضاء ناصعة لا يوجد فيها أي شيء .. ستكتب لك هاته الأعمال العظيمة.
إذن فاتنا يا شباب أم لم يفتنا؟
إذًا ماذا نفعل؟
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره،
و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا
من يهده الله تعالى فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبد الله و رسوله
اللهم صلِّ علي محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم
و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد،،
اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم
و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد،،
و بعد،
فإني أسأل الله تعالى أن يجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، و أن يجعل التفرق من بعده تفرقا معصوما، و ألا يجعل منا و لا بيننا ولا حولنا شقيا و لا محروما،،
اللهم اجعل عملنا كله صالحا ولوجهك خالصا
ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهييء لنا من امرنا رشدا،،
أحبتي في الله ..
روى البخاري في صحيحه أن النبي 4 قال"ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" يعني أيام العشر الأول من ذي الحجة.. قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشيء" [صحيح البخاري]..
النبي 4 أخبرنا أن هذه الأيام أعظم أيام الدهر.. هي أعظم من أيام بل وليالي رمضان .. أيام تستطيع أن تقول أنها أغلى من الذهب،،
في الحديث كذلك الذي رواه البزار وصححه الألباني النبي 4 يقول "أفضل أيام الدنيا العشر يعني عشر ذي الحجة قيل ولا مثلهن في سبيل الله قال ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب"[رواه البزار وصححه الألباني]
فُضلت أيامها فهي الأيام المعلومات التي أمرنا الله عز وجل بذكره فيها .. قال الله {.. وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ..} [الحج:28]
وفيها أعظم أيام الدهر .. يعني هي أعظم أيام الدهر بالنسبة لغيرها وفيها أيضاً أعظم يوم في السنة كلها
يوم عرفة..
أقسم الله عز وجل بلياليها، فقال {وَلَيَالٍ عَشْر}[الفجر:2].. الصحيح من أقوال المُفسرين إن الليالي العشر هي ليالي عشر ذي الحجة ..
لذلك حدث الخلاف .. هل أيام ذي الحجة أفضل أم أيام رمضان؟ .. النبي 4 قال إن هذه أفضل أيام الدهر "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله .." .. ولم يستثني أيام رمضان منها .. إذن هي أعظم من أيام رمضان،،
والليالي .. الله سبحانه وتعالى أقسم بلياليها .. ابن القيم رأيه وكذلك هذا كلام شيخ الإسلام أن ليالي رمضان أفضل .. ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل لأن فيها ليلة القدر .. بعض العلماء نازعوا في ذلك منهم بن رجب يقول لا وأيضاً ليالي العشر أفضل لأن الله عز وجل أقسم بها،،
Û مشكلتنا في موضوع العشر .. إنه لا يأخذ الهالة والتعظيم مثل أيام رمضان ..
رمضان له طقوس مُعينة صيام النهار وقيام الليل.. رمضان له وضع آخر في الاجتهاد في الطاعة وأيضاً هناك معنى .. في رمضان الأسباب المُعينة على الطاعة أكثر .. تُصفد الشياطين وتُغلق أبواب النار .. تُفتح أبواب الجنة .. فالأمور مُساعدة .. هنا الاختبار الأصعب.. لذلك يحتاج إعداد خـــاص .. وهذا هو درسنا اليوم،،
كيف نستطيع أن نفوز بغنيمة العشر الأوّل من ذي الحجة؟
يعني إذا كُنا في رمضان .. كنا نبتدئ بقول الرحمات تنزل عليك, تعرض لها .. هيا أعمل ..
à هذه المرة تحتاج قوة دفع أكبر لأن هذه المرة الغنيمة عظيمة جداً .. أعظم من غنيمة رمضان .. لكن الوسائل المُساعدة أنت تحتاج أن تبذل جهد أكبر لكي تستطيع أن تُحصل هذه الغنيمة ..
لذلك الناس تغفل .. ممكن يصوم فقط مثلاً .. أو يعمل بعض أعمال الخير .. لكن ليس هذا هو مُقارنة بأيام رمضان إطلاقاً .. يعني في رمضان إفطار صائمين، ويخرج صدقات، ويعمل أعمال بر كثير بخلاف عشر ذي الحجة،،
والمُفترض إن نحن نكون أكثر اجتهادا من أيام رمضان،،
يا شباب .. إذا كنت في يوم من أيام رمضان فتح الله عليك بأي خير .. يعني يوم من الأيام فتح الله عليك وقرأت كم كبير جداً من القرآن وذكرت الله سبحانه وتعالى فيه وعملت أعمال بر وصمت نهاره وقمت ليله بفضل الله عز وجل،،
المطلوب::
إن العمل في عشر ذي الحجة يكون أعظم وأكثر لأن الغنيمة أكبر،،
معنى في غــــاية المتعة .. في قصة سيدنا موسى ماذا قال الله {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً..}[الأعراف:142]
مجاهد يقول إن العشر التي أتمها الله على موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام هي عشر ذي الحجة.. ما هو المعنى؟
قالوا: فكان من نصيب أمة محمد 4الثلاثين يوم رمضان والعشر عشر ذي الحجة .. وكأن موضوع الأربعين هذا له سر الله به عليم .. لا أحد يفهم أن الأربعين يعني أن نُخصص أعمال بأربعين يوم .. لا لا،،
لكن هناك سر .. حكمة عند الله سبحانه وتعالى ..
يعني النبي 4 عندما يقول "من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق"[رواه الترمذي وحسنه الألباني]
من الأشياء العجيبة إن يوم الهول الأكبر .. يوم الحشر.. يُخبر النبي 4وهذا الحديث رواه الطبراني وصححه الألباني فيقول "يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء .." [رواه الطبراني وصححه الألباني]
يا نهار أبيض .. وقفة الحشر ..
اللهم ادخلنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب،،
وقفة الحشر كم؟ أربعين سنة حتى يقضي الله عز وجل بين الخلائق،،
ما هو المعنى؟
أعمل هذه الأربعين في مقابل هذه الأربعين .. رمضان والعشر, أنوي أول نية .. إن هذه الأيام تكون يـــــــــا رب
Û سبب لتخفيف هول الحشر عليك،،
ثانياً:: النبي 4ماذا قال "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله .."
تريد أن تتقرب إلى الله؟ وتصير من أحبائه؟ .. تريد أن يحبك؟
حب ما يُحبه ..
فإذا كانت هذه الأيام أحبّ إلى الله إذن تقرب له بمحبـــــوب ..
Û فأنا يا رب سأعمل بهذه النية أن تحبني
Û وهذه الأيام تُضاعف فيها الحسنات ..
قال بن عباس والأثر عنه رواه البيهقي في الشُعب "العمل فيهن يُضاعف سبعمائة ضعف"
الله أكبر .. العمل بسبعمائة ضِعف يعني التسبيحة التي ستقولها بلسانك التي كنت تأخذ عليها هنا عشر حسنات أصبحوا سبعة آلاف،،
وقال الأوزاعي "بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يُصام نهارها ويُحرس ليلها إلا أن يُختص إمرءٌ بشهادة".
لذلك النبي 4عندما قالوا له "ولا الجهاد في سبيل الله؟" قال "ولا الجهاد في سبيل الله"
إلا واحد فقط ربنا سيجمع له ما بين الحُسنيين .. إنه رجلٌ خرج بنفسه وماله .. جاهد بأمواله وجاهد بنفسه ولم يرجع منهما بشيء .. هذا الذي يفضل على الرجل العابد في أيام العشر،،
يا شباب .. أريد أن نُشعل الطاقة من داخلنا لأننا قلنا أن الموضوع مُحتاج شحن زائد أكثر من شحن رمضان لأن هناك عوائق أكثر..
أول عائق: عادتنا.. نحن غير متعودين على أن نُحيي أيام العشر كما ينبغي والبيئة التي حولك مُثبطة.. التركيز ليس مثل ما يحدث في رمضان .. فلذلك نحتاج لشحن أقوى .. ستشحن بماذا؟
أول شيء .. استشعارك للنعمة ..
عندما أقول لك أن العمل يُضاعف سبعمائة ضعف .. عندما تسمع فقط أحبّ إلى الله .. أعظم عند الله .. ألا تجعلك تستفيق؟ ألا تُشعلك؟ ألا تجعلك تريد أن تُقطع نفسك من أجله؟ .. أصطفاك .. منّ عليك،،
كم من أُناس يتمنوا والله.. لو أُذن لأحد ممن ليس معنا الآن ممن كُتب عليهم الموت قبل أن يُدرك هذه الأيام .. أُقسم بالله غير حانث لو طلع الآن وكلم أحدكم كان سيقول أتمنى دقيقة أتقرب فيها إلى الله في هذه الأيام العظيمة..
إذن أنت لا يجب أن تُضيع ثانية .. عيـــب أن يصطفيك الله وبعد ذلك تُعرض .. أنظروا لهذا المعنى يا شباب .. ماذا يقول الله؟ .. {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}[الحج:78].. هو أجتباكم .. أصطفاكم .. فماذا يكون حقها؟ جاهدوا في الله حق جهاده .. يبقى هذا هو شعارنا يا شباب،،
شعار العشر هو::
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ..}
يصلح أن يكون هذا شعاري وشعارك أيام العشر؟ يصلح أن نكتُب لبعض رسائل ونكتب هذا المعنى ونُذكر به بعضنا؟ ..
إذن أقل شيء أن نشكر هذه النعمة .. وشكرها أن نبذل قُصارى الجهد حتى نُبلغ رضـــــــــــــاه،،
كان خالد بن معدان يقول "إذا فُتح لأحدكم باب خير فليُسرع..فإنه لا يدري متى يُغلق عنه؟" ..
نعم، الله سبحانه وتعالى يُنزل عليك نعم نعم نعم .. إنتهى يُغلق عنك الباب .. وعندما تُبلغ هذه الأيام نقول هيا يا جماعة سنعمل .. هيا نريد كذا ..لا يستطيع... لماذا؟ الله يقول .. النبي يقول .. الأمور فيها .. والأعمال مُضاعفة .. لا تعرف.. الهموم كلها تنزل والابتلاءات كلها تنزل يُحال بينه وبين ما يشتهيه ..
{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ...}[سبأ:54]
أحذر أن تضيع.. لذلك إذا فُتح لك باب خير أسرع أري الله من نفسك شيئا.. نريد كلاما عمليا ..
برنامج إيماني لأحياء أيام العشر
أول شيء عليك فعله وظيفة العمر .. التوبة،،
أول شيء: حتى تدخل عليه يجب أن تتنظف .. ما حدث في شوال وذو القعدة هذا يجب أن يُمحى.. لا يجب أن تدخل له هكذا .. لا يجب أن يفيض عليك النعمة وأنت هكذا.. فأغسل .. نظفّ .. أكثر من الاستغفار .. هذا أول شيء،،
ثانياً: أريدك عِرفاناً بالنعمة أن تستغل كل لحظة بالعبادة.. هذه أنفس الأوقات .. قلنا هذه الأيام أغلى من الذهب عندك .. أغلى من كل شيء بالنسبة لك .. حياتك ..
لكن أنا نفسي أحياناً لا تطاوعني.. لا تأتي .. همتي لا تصل .. ماذا أفعل لكي أشحن مثلما تقول وهذه الطاقة تكون متجددة عندي؟ ماذا أفعل؟
أول شيء .. هذا المعنى لا يُفارق ذهنك.. قلنا:
أول معنى الإصطفاء .. إحساسك بالنعمة .. ذّكر نفسك بفضل هذه الأعمال يجعلك تشحن أكثر،،
ثالثاً: حتى تطاوعك نفسك ..
2) أجعل أمامك نماذج من اجتهاد الصالحين .. وقل أنا لا أسمع هذا الكلام طول الوقت وأظل أقول يا سلااام .. الله أكبر .. هؤلاء ناس كبار وناس صالحين جداً .. آه أحب الصالحين ولست منهم ..
طريقة التلقي هذه لا تصلح .. نحن كثيراً ما نذكركم بكلام أبو مسلم الخولاني "أيظن أصحاب محمدٍ أن يستأثروا به دوننا؟!" .. لأننا لم نرى النبي .. "والله لنزاحمنهم عليه حتى يعلم أنه قد خّلف من وراءه رجالاً"
هل أنت رجل في تعاملك مع الله؟ ربنا وصف الرجال بصفة أساسية .. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}[الأحزاب:23]
أتريد أن تكون رجلاً؟ أتريد أن تُحقق .. {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ..}[الحج:78]
أقل ما فيها هذه النخوة .. هذه الغيرة .. تكون بداخلك .. فعندما أقول لك الآن أترى؟ .. فلان كان يفعل كذا .. تقول سأحاول .. لا لا لا تقول كلمة سأحاول .. قل: إن شاء الله بحول الله وقوته سأفعل كذا أنا لست أقل منه،،
قلت لكم أن هذا العام طريقة التلقي لبعض الشباب في رمضان كانت هكذا .. أقول لهم سيدنا أبو هريرة أستغفر إثني عشر مرة في يوم .. حاضر ما المشكلة .. تجد عدد كبير من الشباب بفضل الله فعلوا ذلك .. تزيد لهم تقول لهم خالد بن معدان كان يُسبح في اليوم أربعين ألف .. استطاعوا فعلها .. حتى وصل بعضهم لثمانين وتسعين ألف استغفار .. لماذا لا تكون أنت هكذا؟ قل لي لماذا لا تنفع؟ ما هو العائق الذي يُغلق ما بينك وبين الله؟ ..
القضية كلها تلخصيها في كلمتين النبي قالهم
"استعن بالله ولا تعجز"
اسأله وتكون محروق .. من داخلك تغلي لو فاتك حظك من خيره .. لا تكون كل هذه الجوائز يستأثر بها الناس الصالحين وأنت لا تجد شيئاً .. لا يجب أن تكون محروم .. لا يجب .. لا يصلح أن أكون خائبا هكذا .. أتفهمون؟
كان بعض المجتهدين يصلي كل يومٍ ألف ركعة حتى أُقعد من رجليه .. رجله لم تعد تحمله .. فكان يصلي جالساً ألف ركعة .. فإذا صلى العصر أجتبى .. ظل يبكي ويقول: "عجبت للخليقة كيف أرادت بك بدلاً منك .. عجبت للخليقة كيف أنست بسواك .. بل عجبت كيف أستنارت قلوبها بذكر سواك"
أترون الأنس؟ أترون كيف يستطعم حلاوة الإيمان؟ .. أنت من الخارج تقول إنه يُعذب نفسه لكن هو في قمة الاستمتاع،،
إذاً علينا أن نشكر النعمة ولا نترك باب من أبواب الخير إلا وندخله .. كل واحد على قدر طاقته .. أستنهض همتك .. هذه أعظم أيام عنده فعظمّها .. قال الله {..وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج:32]
لماذا يا شباب هذا الكلام يأخذ عندكم على طول رد فعل سلبي؟ .. يا شيخ أنت ترى إننا لم نستطع مقاومة المعاصي .. لم نقدر على غض أبصارنا .. وأنت تقول كان فلان يصنع ويفعل ويُكسر الدنيا .. فهي لن تُحل إلا هكذا .. لن تُحل إلا بقفزة .. بطفرة إيمانية هكذا .. إن أنت تأخذ خمس ست سبع خطوات في الطريق أولاً ثم بعد ذلك تتحرك وتمشي.. هي هكذا،،
هذه الجزئية تفتح معنا أول المشاريع الإيمانية .. إنك لا تعرف ما فاتك وأنت جالس هنا وضــــــــــــاع منك الحج،،
أنا سأقول لكم حديثين وهم كافين جداً لقول كل شيء..
أول حديث .. حديث رواه أبو يعلى وبن حبان وصححه الألباني يقول الله في الحديث القدسي "إن عبدا أصححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم "[رواه أبو يعلى وبن حبان وصححه الألباني] .. من تمر عليه خمس سنوات وهو قادر على إنه يحج ولم يحج محروووم،،
أتريد أن تعرف مما هو محروم؟؟ .. أسمع الحديث الثاني .. هذا الحديث رواه البزار وحسنه الألباني ..
روى ابن عمر رضي الله عنهما قال كنت جالسا مع النبي 4 في مسجد منى فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا يا رسول الله جئنا نسألك فقال "إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت" فقالا "أخبرنا يا رسول الله" فقال الثقفي للأنصاري "سل" فقال "أخبرني يا رسول الله" فقال "جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه وعن رميك الجمار وما لك فيه وعن نحرك وما لك فيه مع الإفاضة" فقال "والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك" قال "فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحا عنك خطيئة وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل عليه السلام وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات وأما نحرك فمذخور لك عند ربك وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى"[رواه الطبراني وحسنه الألباني]
القصة:: إن إثنين دخلوا على النبي 4 يريدون أن يسألوه في شيء .. فعندما دخلوا قال لهم النبي 4 .. أقول لكم ما هو سؤالكم أم تقولون أنتم؟ .. فنظر بعضهم إلى بعض ثم قالوا لا قل أنت .. قال أنتم أتيتم تسألوني إذا خرج الرجل من بيته ووصل إلى بيت الله الحرام .. هذه ما ثوابها؟ والركعتين اللتين بعد الطواف، ما ثوابهم؟ والسعي بين الصفا والمروة .. ما ثوابهم؟ .. والوقوف بعرفة .. ما ثوابهم؟ .. ورمي الجمار والنحر .. أعمال الحج .. ما ثوابهم؟؟ .. أسمع بلا تعليق..
أول شيء قال له"فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحا عنك خطيئة"
أفهمك إياها.المسافة من هنا من القاهرة حتى مكة 1300-1400 كيلو 1500كيلو، الكيلو كم خطوة؟ سيكون آلاف الخطوات،
كم ألف خطوة؟؟ أضرب كل هذا، وفضل الله واسع.
إنسان سيسافر في الطائرة، و آخر في السيارة، و ثالث في الباخرة، المهم من هنا إلى هنا، كل هذه المسافة تحسب لك بمليارات من الحسنات بمجرد خروجك فقط.
هذا أولاً..
ثانيًا:من صلى ركعتين بعد الطواف، يطوف بالبيت سبع أشواط، ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم لو قمت بهذين العملين، ماذا يكتب لك؟
كعتق رقبة من بني إسماعيل، ما قيمتها؟ من أعتق أُعتق تكون سببا إن شاء الله في عتقك من النار.
ثالثًا::السعي بين الصفا والمروةقال"كعتق سبعين رقبة".. إذًا أنت تقربت بأعظم القرابين، فهي واحد وسبعين .. أي واحد وسبعين محاولة للعتق من النار.
و بعد هذا...
وقوفك عشية عرفةالله سبحانه وتعالى يباهي بكم الملائكة أتوني من كل فج عميق .. يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها.
إنسان يأتي بذنوب الدنيا, تُمحى.
وخذ هذه أيضا: الحديث رواه ابن المبارك وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب
أنا قلت في محاضرة حج بقلبك .. والله العظيم تكتب بماء الذهب وتنقش على القلوب، يقول:"وتحملت عنهم التبعات" .. لماذا؟
لأن أعظم مصيبة يوم القيامة حقوق العباد .. ما يحصل أن الله سبحانه وتعالى يحاسبك على أعمالك .. وبعد ذلك تتجاوز الصراط .. هناك قنطرة يُقتص فيها بين الجنة والنار .. تجد من يقف لك .. و أنت ستدخل الجنة .."آسف أنت شتمتني" .. "أنت في يوم من الأيام كنت تمشي مع أختي، حقي أنت لوثت عرضي" .. "والله كان برضاها" .. "لا لا مشكلة، حقي عندك" .. "أنت احتلت علي" .. "أنت أغتبتني في ظهري وقلت علي" .. حقي لو كان أبوك لو كان أقرب الأقربين منك لن يعطف عليك .. سيأخذ حسناتك لكي يُبلغ بها الجنة حتى لو حسناته ستدخله الجنة .. لم يبقى هناك إيثار.. إنتهت .. سيأخذ حسناتك أو تأخذ أنت سيئاته .. هذه ليس لها حل .. تقرأ في الكتب .. يقول لك هذه لا حل لها إلا هذا "وتحملت عنهم التبعات".
إذًا الحج يُقدر بثمن ؟ و من فاته الحج محروم أم لا؟؟
يا شباب النبي 4في الحديث قال " تعجلوا إلى الحج يعني الفريضة فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له" [رواه أحمد وحسن الألباني] ..تعجلوا تعجل تعجلوا الحج .. من يستطيع يجب أن يذهب.
هذا الدرس الأول .. يجب أن نتوقف عنده كثيرا.
وليس هذا فقط، فيوجد أيضا رمى الجمار.كم يرمون؟
أول يوم سبعة وبعد هذا ثلاثة أيام كل يوم واحد وعشرون حصاة .. إذًا يرمون سبعين حصاة.
النبي يقول لك "فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات" .. هذه هي الأخطاء الكبيرة .. "البلاوي السوداء".
الغيبة والنميمة والمن والعياذ بالله .. من وقع في يوم من أيام جاهليته في الزنا وكل هذه الكوارث والمصائب .. تكفر كل حصاة كبيرة من الموبقات،،
وبعد هذا .. عندما يذبح الهدي .. قال "وأما نحرك فمذخور لك عند ربك" .. هناك جائزة لك خاصة تنتظرك .. عندما تُقابل الله إن شاء الله.
وعندما تحلق .. قال "وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة".. وبعد هذا تطوف طواف الإفاضة .. الذي هو طواف الحج قال "وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى"
هيا هذا أول شيء سيكتب لك في صحيفة الأعمال وهى بيضاء ناصعة لا يوجد فيها أي شيء .. ستكتب لك هاته الأعمال العظيمة.
إذن فاتنا يا شباب أم لم يفتنا؟
إذًا ماذا نفعل؟