المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكمة بجمل


إبن قحطان
02-09-2008, 08:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة على الصادق الأمين وبعد.............
روائع القصص (1)

يحكى أن رجل في قديم الزمان من أرض اليمن في عهد كثر فيه الفقراء وقل الأغنياء عهد الجفاف والقحط
وكان متزوج من امرأة في غاية الجمال وكان أهلها من أغنياء المدينة وكانوا معارضين زواجها من هذا الرجل منذ البداية
مما كان سبب لهجر أهلها لها حتى تترك زوجها ولكنها فضلت زوجها والفقر على أهلها والغنى مما زاد على زوجها
الهموم والغمام ففكر كيف يغير من حاله ليسعد زوجته التي ضحت من أجله و أخلصت له فقرر بعد التفكير والتقدير أن
يهاجر إلى الشام ليعمل هناك ويعود بعدها وقد جلب معه ما يكفي ليعش هو وزوجته ما تبقى من حياتهم فعزم على الرحيل
وزوجته تتوسل إليه أن يأخذها معه فلم يرضى خوفا عليها مما لا يكون فالحسبان وذهب بها إلى أهلها وهم كارهون
وشد الرحيل وعبر الوديان وصعد الجبال هام بين السهول والصحاري القفار حتى وصل أخيرا إلى الشام وبحث عن
العمل تلوا العمل حتى أستقر فلاح أمينا عند رجل تقي لمدة خمسة عشر سنة وقد جمع ما يكفي من المال وستأذن
صاحبة بأن طالت عليه الغربة ويريد العودة إلى أهله وموطنه فأعطاه صاحب العمل فيه ثلاثة جمال هدية لأمانته
إخلاص وشد الرجل العزم على الرحيل والعودة لأهله وبينما هو سائر حتى وصل ما بين الشام وتبوك إذ هو يرى
شيخا مبيض الشعر واللحية قاعد تحت نخلة عوجاء فسأله الرجل يا عم ما الذي يقعدك في هذا المكان المقفر وأنت
بما عليه من ضعف وكبر في السن فقال له أنا حكيم أبيع الحكم فقال له الرجل وكم تبع الحكمة قال له أبيعها بجمل
ثم قال له هل أعطيك ثلاثة حكم لن تندم والله عليها وما أنا من الكاذبين ففكر الرجل وقدر وقال في نفسه هل أنا مجنون
لأبيع بما تعبت عليه كل هذه السنين بثلاثة حكم ثم يقول لعل هذه الحكم تفنيني في الدنيا والآخرة وقال أيها الرجل الحكيم
سأعطيك تعبي ولكن أأخذ منك عهد أنك لن تخدعني فقال الحكيم لن أعدك بشي فهذا قرارك ففعل ما تريد فقال الرجل
حسننا سأغامر والله المستعان فأخذ الحكيم الجمال الثلاثة وقال له أما الحكمة الأولى إذا رأيت نجم سهيل فحذر السيل
أما الثانية فحذر عيون برق و أسنان فرق أما الثالثة نم على الندم ولا تنم على الدم , فغضب الرجل وقال له لقد سرقتني
بكلامك وما هذه بحكم فحسبي الله ونع الوكيل وذهب الرجل وهو غضبان يفكر كيف ذهب تبع عمره وكيف سيعود إلى
أهله ثم سار وسار حتى وصلت به الهموم إلى قرية ما بين المدينة و مكة فدخلها وستضاف أهلها فاستضافوه حل الظلام
وبينما هو يفكر بحاله إذ نظر إلى السماء رأى نجم سهيل فتذكر الحكمة الأولى فقام أنذر أهل القرية فما سمعوه وقالوا إن
السيل لا يمر علينا وما انت إلا من الكاذبين فتركهم الرجل وصعد إلى قمة الجبل وإذ بسيل عظيم يمر القرية ولم يسلم
منهم أحد إلا الأنعام فنزل الرجل من الجبل وبحث هل من ناجي فلم يرى غير الحطام فأخذ الرجل أنعامهم وكانت
مئة جمل ومائتان من الماشية والبقر فصاح الرجل أنا غني الحمد الله ثم الحكيم وسار مسرور وسار و سار حتى
وصل مابين أبين ونجران وإذ يرى خيمة كبيرة حولها ألاف الأنعام فوصل عندها وستضاف أهلها فاستضافه رجل باسم
ورحب به ترحيبا حار حتى ظن الرجل أنه يعرفه وكرمه حتى حل الليل وخلد الرجل إلى فراشه المهيأ له وجلس يفكر
بالحكيم وكيف أنه ظلمه في أول الأمر حتى تذكر الحكمة الثانية ووجدها تنطبق عل الرجل الذي استضافه فلم ينم حتى
دخل عليه رجل ملثم وبيده السيف فقام الرجل وقاتله وقتله ورفع اللثام عن وجهه وإذا هو الرجل الذي استضافه وكان
هذا الرجل لص يستضيف الضيوف ثم يقتلهم ويأخذ أنعامهم وأصبح الصباح وأخذ الرجل أنعام من أراد قتله وأبح معه
ألاف الأنعام ثم عاد ما قال الحمد الله ثم الحكيم وسار وهو في قمة السرور وسار و سار حتى وصل قريته في جنح الظلام
فذهب مسرعا إلى بيت أهل زوجته وسألهم عنها وقالوا له أنها في بيته لم ترض الخروج منه حتى تعود فذهب إلى بيته
فوجد زوجته نائمة وبجانبها شاب وسيم فأخذ سيفه وأراد قتلهما فتذكر الحكمة الثالثة وخرج وذهب حزينا وقد خاب ظنه
بزوجته ونام عند حلاله حتى أصبح الصباح والناس تتحدث أن فلان قد عاد معه ألاف الأنعام وقد أصبح من الأغنياء
فسمعت زوجته بالخبر وذهبت إليه تعاتبه أنه لم يأتيها ولما وصلت إليه قال لها ابتعدي عني فقالت له لما وفجأة إذا
بالشاب الوسيم يأتي ويحضن الرجل ويقول له أخيرا رأيتك يا أبي فقالت له زوجته هذا ابنك فقد علمت أني حامل
منك بعد ما رحلت بثلاثة أيام فبكى الرجل وقال والله كدت أقتل زوجتي وابني ثم قال الحمد الله ثم للحكيم .

مع تحيات ابن قحطان

أم حبيبة السلفية
02-09-2008, 10:23 PM
جزاكم الله خيرا