المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمنيات الموتى


فيـــض العطــاء
02-06-2008, 05:56 AM
الحمد لله رب العالمين،

والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين

نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد

فإن لكل إنسان في هذه الحياة أمان كثيرة ومتعددة

فماذا يتمنى الأموات يا ترى؟ ومن يا ترى يستطيع أن يُحدِّثنا عن أمنياتهم،

وقد انقطع عنا خبرهم، واندرس ذكرهم؟

فلنتحدث قليلا عن هذه الفئة المنسية، لنعرف أمنيات أناس أصبح بصرهم حديدا،

فعاينوا الجنة والنار، ورأوا ملائكة الله، وأصبح الغيب لديهم شهادة، وعرفوا حقيقة الدنيا والاخرة

أولا]: أمنيات الصالحين

إن المؤمن إذا مات وحمل على الأعناق، نادى أن يقدموه ويسرعوا به إلى القبر ليلقى النعيم المقيم،

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم،

فإن كانت صالحة قالت: قدموني قدموني، وإن كانت غير صالحة

قالت: يا ويلها أين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق) ( )

وإذا أدخل قبره وبشر بالجنة، ورأى منزلته فيها، فإنه لا يتمنى أن يعود إلى الدنيا،

بل يتمنى أن تقوم الساعة، ليدخل في ذلك النعيم المقيم الذي ينتظره

هذه أمنية الرجل الصالح وهو في قبره؛ أن تقوم الساعة،

وأما الشهيد، فبالرغم من عظم منزلته الرفيعة التي يراها أُعدت له في أعلى درجات الجنة،

فإنه يتمنى أن يعود إلى الدنيا، ولكن ليستمر في جهاد أعداء الله، فيقاتل ويُقتل
روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال: (ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء،

إلا الشهيد؛ يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة)

[ثانيا]: أمنيات الطالحين

إن المقصر في جنب الله تمر عليه ساعات أيامه وهو في لهو وغفلة،

يُسوِّف التوبة ويأمل في مزيد من العمر، وما علم أن الموت يأتي بغتة،

[1] الصلاة ولو ركعتين

يتمنى الميت المقصر لو تعاد له الحياة، ليصلي ولو ركعتين اثنتين فقط،

فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرٍ

فقال: (من صاحب هذا القبر؟) فقالوا: فلان، فقال: (ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم)

اغتنم في الفراغ فضل ركوع *** فعسى أن يكونَ موتك بغتة

كم صحيح رأيتَ من غير سُقم *** ذهبتْ نفسه الصحيحة فلتة

2] الصدقة يتمنى الموتى الرجوع إلى الدنيا ولو لدقائق معدودة،
ليقدموا صدقة لله عز وجل،
ولقد نقل الله لنا أمنيتهم هذه في قوله تعالى: { َأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
لقد اقتنعوا - ولكن بعد فوات الأوان وصرفوها على شهواتهم وسياحتهم

، : { فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ }.
تمنى الرجعة لأنه عرف أن الصدقة تباهي سائر الأعمال وتفضلهم،

فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ذُكر لي أن الأعمال تباهى فتقول الصدقة: أنا أفضلكم

[3] العمل الصالح

أما الأمنية الثالثة التي يتمناها هؤلاء الموتى؛ فهي العودة إلى الدنيا ولو للحظات معدودة،

ليكونوا صالحين، ليعملوا أي عمل صالح، ليصلحوا ما أفسدوا،

ويطيعوا الله عز وجل في كل ما عصوا، ليذكروا الله تعالى ولو مرة، يتمنون النطق ولو بتسبيحة واحدة،

ولو بتهليلة واحدة، فلا يؤذن لهم، ولا تُحقق أمنياتهم، إنا لله وإنا إليه راجعون،

قال الله عز وجل في شأنهم : {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي

أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}

فيا اخى هانحن فى الدنيا ؛فلنطع الله ؛ولنصلح

فإذا زرت المقبرة، قف أمام قبر مفتوح، وتأمل هذا اللحد الضيق،

وتخيل أنك بداخله، وقد أغلق عليك الباب، وانهال عليك التراب، وفارقك الأهل والأولاد،

فياأخى اجعل عبارة (أمنيات الموتى) على لسانك، ودائما في مخيلتك،

فإنها خير معين لك على فعل الخير، والاستكثار منه، والتسابق إليه،

وعلى الترحم على أموات المسلمين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت: من مات مرابطا في سبيل الله،
ومن علم علما أُجريَ له عمله ما عُمِلَ به، ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما وُجِدَتْ،
ورجل ترك ولدا صالحا فهو يدعو له) ( )

فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: (إن الرجل لترفع درجته في الجنة، فيقول: أنىَّ لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك) ( ).

فأخلص الدعاء لهؤلاء الأموات وبالأخص الوالدين، فلعل الله أن يقيض لك من يخلص لك الدعاء بعد مماتك.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا،
أن يوفقنا للاستعداد ليوم الرحيل،

ولا يجعلنا في قبورنا من النادمين.


منقووول

مع الله
02-07-2008, 12:42 AM
جزاكِ ربى خيرا اختى الحبيبة ونفع بكِ
نسأل الله أن يحسن خاتمتنا
اوهلا بكِ بين اخواتك
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/444-Thanks.gif

أم الزبير محمد الحسين
03-20-2009, 04:36 AM
جزاكِ الله خيراً

أم هارون السلفية
03-20-2009, 07:15 AM
جزاكِ الله خيراً اخيتي ..


وأهلاً بكِ فى منتداكِ

أم مُعاذ
03-20-2009, 08:34 AM
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك