المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرص السلف على تعليم أبنائهم و أسرهم اللُّغة العربية.


نصرة مسلمة
09-02-2011, 11:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.


حرص السلف الصالح على تعليم أبنائهم وأسرهم اللغة العربية (http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=20781)

فضيلة العلامة زيد بن محمد المدخلي : قال الإمام البخاري - رحمه الله - : حدثنا أبو نعيم ، قال حدثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع قال : ( كان ابن عمر يضرب ولده على اللَّحنِ ) . " الأدب المفرد " : [ باب : الضرب على اللحن ] .

قال فضيلة العلامة زيد بن محمد المدخلي - حفظه الله تعالى - في شرحه لكتاب : " الأدب المفرد " هذا الحديث فيه دليل :

** على قدر اللغة العربية في شريعة الإسلام وما ذلك إلا لأنها لغة الدين الإسلامي ، نزل بها القرآن الكريم سمَّاه الله عربيًا ، ونَزَل بها الدين بأجمعه ؛ لهذا صار من أكبر النعم على العرب الذين ينطقون اللغة العربية ، وأكبر حُجَّة عليهم إذا لم يرفعوا بالقرآن رأسًا .

قال الله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) . [ الزخرف : 44 ] . وإن القرآن لذكر لك يا محمد ولقومك : أي شرف وحظ ، وسوف تسألون : هل قمتم بحق هذا الشرف والحظ العظيم أم لا !؟

وقال - عز وجل - : ( لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) . [ الأنبياء : 10 ] . أي : شرفكم وعزكم أفلا تعقلون !؟

لذا كان السلف يحرصون أن ينطق أبناؤهم اللغة العربية الفصحى ؛ لأنها لغة الدين ولا يسمحون لهم باللغات الدارِجة التي لا معنى لها ولا تتفق مع اللغة العربية ، ثم بعد ذلك انتشرت اللغات الدارِجة لما توسعت رقعة ديار الإسلام .

انتشرت اللغات الدارِجة ؛ فقضت على اللُّغة العربية لا يدركها إلا من تعلَّم قواعدها ! وهم العرب أهل اللُّغة ! راحت ... اندرست منهم بلغات محلية مخالفة للعربية، فأصبحت اللُّغة العربية لا تدرك على وجه التمام إلا بالدراسة وبذل الجهود فيها ، والسبب اللغات الدارِجة التي تختلف باختلاف الأماكن والجهات والأقاليم .

فتجد مثلاً في المنطقة الواحدة لغات متعددة تخالف اللغة العربية ملحونة لا معنى لها ، والناس يتخاطبون بها الصغير والكبير ، والكبير يُلَقِّن الصغير اللغة الدارِجة ، فلو أنَّ النَّاس حرِصوا على قواعد اللُّغة العربية وعلَّموها الأبناء الصغار لمشوا على النطق بها .

وهذه خسارة عظيمة . لا يستطيع الآن لا كبير ولا صغير ، ولا متعلم ولا غير متعلم أن ينطق في التخاطب باللغة العربية الفصيحة ، إلا باللغات الدارِجة في البيت التي من تأملها تمام التأمل وجدها لا تتفق مع قواعد اللغة العربية أبدًا ، وهذه خسارة عظيمة .

حلُّها الانتباه من طلبة العلم ، ومن أهل الأُسر : أن يَتَفَهموا اللُّغة العربية وهذه اللغات الدارِجة ، فيعلِّمون اللُّغة العربية الصحيحة للصغار والنساء والكبار ، ويشطبون على اللُّغات التي ليس لها معنى صحيح ؛ ولكنهم يفهمون معانيها بما أتفقوا عليه من الغلط والخطأ .

هذا في المنطقة الواحدة ! فما بالك بالأقاليم المتباعدة !؟

كل جهة لهم لغات دارِجة حطمت اللغة العربية الفصحى التي كان يحرص عليها السلف ويعلموها أبناءهم وأسرهم .

فإلى الله المشتكى